بشرى المقطري - لم يكن تميم هو سيد الانقلاب الثاني في دولة لاتتجاوز مساحتها الفعلية نصف مساحة تعز، وإنما " الأم موزة"، المرأة الحديدية التي استطاعت اجبار الأمير المنقلب قديماً على والده بتوريث العرش لابنها البكر، هكذا بصمت وبدون مراسيم احتفالية..
لم يعترض الأمير السابع لقطر حمد بن خليفة على هذا السيناريو الذي جرعه لوالده سابقاً، لأنه يدرك بأن عام 2013 يختلف عن عام 1995م باختلاف الوضع السياسي المحلي والعربي والعالمي.
موزة التي ستدير الآن دولة قطر وامبراطورية الجزيرة ، قلمت بهذه الخطوة أو ربما ستقلم تنامي الاخوان المسلمين في المؤسسة العسكرية والمؤسسات الرسمية بحسب محللين كثيرين ، أو هي محاولة تجميلية لدولة لم تعد لديها حياء في تعاطي مع مسارات ثورات الربيع العربي بعد عامين من اندلاعها، ومحاولة للتكيف مع وضع داخلي ينادي بالاصلاحات وبالتغيير.
لكن ما حدث في قطر ليس انتقال سلمي ولا ثورة ، وإنما توريث بائس بأدوات قديمة مع قليل من البهرجة حتى لو اغضب هذا الأمر الزميل خالد الآنسي واعتبرنا مجرد بقر لا نفهم، وحتى لو حاولت قناة الجزيرة صنع انتصار وهمي لدولة خسرت كثيراً من رصيدها أثناء ثورات في تدخلها ببلدان ثورات الربيع العربي..
قطر أيضاً ، لم تدعم ثورات الربيع العربي ولم تكن على مسافة واحدة من جميع الثورات وإنما كانت تدعم الاخوان المسلمين في تونس ومصر وسوريا وليبيا والاصلاح في اليمن، وليس هناك اي مقارنة ما بين قطر (حمد بن خليفة) ومصر جمال عبد الناصر كما تدعي العزيزة توكل كرمان ..
في واقع كهذا لابد ان نردد ماقاله الشاعر القطري السجين ، محمد الذيب:
السؤال الذي يؤرق فكرة المتسائل لن يجد اجابته من كل جه رسمية
دامها تستورد من الغرب كل اشيائها ليه ما تستورد القانون والحرية
|