عبدالولي المذابي -
لايزال علي عبدالله صالح قادراً على مفاجأة الخصوم بما يمتلكه من قدرة عجيبة على اقتحام المساحات الملغومة بشجاعة، وادارة المعركة بأقل الخسائر، ولعل ابرز ما يلفت انتباه كل من عرفوا علي عبدالله صالح من الجلسات الخاصة بعيداً عن الكاميرات والضجيج وحساب الكلمات أن هناك تطابقاً واضحاً بين نموذج المسئول ونموذج المواطن يؤكد أن الرجل يعيش مع الناس ولم يتنصل عنهم يوماً.
في اللقاء الأخير الذي جمع الزعيم علي عبدالله صالح باعلاميي المؤتمر الشعبي العام أدركت تماماً قدرة الزعيم على المكاشفة والتصرف بمسئولية، وذلك الفهم العميق لدور الاعلام وكيفية تهيئته ليصبح الناقل الأمين والمعبر البليغ القادر بوعي على الاقناع وترجمة الأهداف والمبادئ السياسية وتقديمها الى الجمهور كما ينبغي.
ولعل الايضاحات الضافية التي قدمها الزعيم للاعلاميين سدت كل الفجوات في تفكيرهم وأجابت على التساؤلات الحائرة التي ظلت في حكم الأسرار.
لقد أحس الزعيم عندما بدأ بمعالجة وضع الاعلام المؤتمري بنفس وابتعاد عن الوصفات الجاهزة والتنظيرات البعيدة عن الواقع، واتخذ القرارات المناسبة ووعد بمتابعتها وحدد موعداً لتقييم مستوى تنفيذ القرارات..
ولاشك ان الاهتمام بتطوير الخطاب الاعلامي سيؤدي الى تطور العمل التنظيمي والسياسي كون الاعلام يعد شريكاً فاعلاً في ادارة الأزمات وعنصراً أساسياً في الحملات الانتخابية، بالاضافة الى كونه وسيلة فاعلة في استقطاب الأنصار والمؤيدين، وهمزة وصل بين القيادات العليا والقاعدة الجماهيرية، لايضاح المواقف والرؤى السياسية ازاء القضايا الوطنية في مختلف المسارات والبساطة التي يظهر بها الزعيم ليست مصطنعة كما يظن البعض بقدر ماهي أسلوب حياة تعامل به مع الجميع دون تكلف في لقاءات جماهيرية موسعة ليسمع منهم ويستمد منهم أفكاره العظيمة التي أثمرت تلك المنجزات التي شهدها الوطن خلال أكثر من ثلاثة عقود.
لسنا اليوم بصدد مدح الرجل وتعديد مناقبه، ولكنها مناسبة لإعادة اكتشاف قدرتنا على الصبر والتطلع بأمل إلى المستقبل كما يفعل علي عبدالله صالح.
سمع الزعيم من الاعلاميين الكثير وتفاعل معهم وطمأنهم وشد من أزرهم وأول مرة ندرك ان مانقوم به يحظى بتقدير كبير من الزعيم، وقد عبر عنه في هذا اللقاء وأخبرنا أنه يقرأ مقالاتنا ويتابع برامجنا وهو مالم نجده مع الأسف لدى الكثير من قيادات المؤتمر، إلا عندما يكون هناك خطأ غير مقصود، حينها نجد منهم العتب واللوم، أما أن يقال لك أحسنت فذلك من المستحيلات.
لعلني اكتب الآن منتشياً بعد المكاشفة التي جرت بين الزعيم والاعلاميين بحضور بعض القيادات المعنية، وأعيد طرح التساؤل الذي طرحته من قبل حول ماهية الرسالة التي يريد البعض ايصالها لاعلاميي المؤتمر الذين صمدوا في الأزمة السياسية وخاطروا بحياتهم ووظائفهم من أجل مبادئهم.
لماذا يتم تجاهلهم واستبعادهم عمداً وماهي البدائل التي تم احلالها ومن أين جاءوا..؟
نعول على الزعيم وعلى قيادتنا الاعلامية في اصلاح مسار الاعلام المؤتمري وانصاف كوادره والأخذ بمبدأ الكفاءة أولاً ثم الثقة والولاء التنظيمي حفاظاً على ماء وجهنا أمام الآخرين..
شكراً فخامة الزعيم لقد كنت رائعاً بدعوتك رائعاً بموقفك وتفاعلك وسنظل على العهد مابقينا..