- أحمد عوض البترة لـ«الميثاق»:التناغم بين مكونات الحوار يبعث على التفاؤل
حذّر الأخ / أحمد عوض البترة عضو مؤتمر الحوار الوطني من اقدام الحكومة على رفع الدعم عن المشتقات النفطية..
وقال: إن الجرعة التي تعتزم الحكومة تنفيذها ستحكم على الشعب بالجوع وعلى الحكومة بالسقوط..
وانتقد البترة مواقف الأحزاب تجاه أداء الحكومة الممثلة عنهم.. مؤكداً بأن الأحزاب السياسية مشغولة بتقاسم الكعكة..
اللقاء التالي يحمل تفاصيل وقضايا مهمة..
♢ توقعاتك لسير المرحلة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني؟
- المرحلة الثانية أهم بكثير من المرحلة الأولى باعتبارها مرحلة الحسم للقضايا، وأعتقد أن المكونات المتحاورة ستكون أكثر حرصاً على تقديم المفيد في هذه المرحلة وأكثر تآلفاً وتواؤماً فيما بين المتحاورين وستقل المناكفات وتصادم الإرادات في هذه المرحلة، وسيسود التوافق والتصويت للحلول الناجعة..
♢ برأيك هل التقارير التي ناقشتها الجلسة العامة الثانية عبرت عن طموحات الشارع وكانت بحجم القضايا؟
- فرق العمل في مؤتمر الحوار قدمت ما تستطيع عليه وهي جهود كبيرة لخصت الواقع والقضية التي وقف عليها التقرير.. وفي كل الاحوال لم تكن التقارير ملبية لطموحات ابناء الوطن ولم تكن كافية لحل القضايا.. ولكن هي بداية نحو تقارير نهائية تحتوي على حلول جذرية للقضايا.
♢ ماذا عن تقرير فريق القضية الجنوبية الذي دارت حوله خلافات بين الأعضاء؟
- هناك مكون في الفريق اختزل رؤيته في ذلك التقرير وتجاهل رؤى المكونات الاخرى.. وأقصد مكون الحراك الذي أرجع القضية الجنوبية الى تاريخ 1994م، والحراكيون يدركون تماماً أن تاريخ القضية الجنوبية أقدم من تواريخ ميلادهم بكثير، ولا يمكن حصره على 94م إذا كانوا يريدون فعلاً حلاً عادلاً وجذرياً للقضية.. كما أنهم يعلمون أن النازحين من أبناء الجنوب الى المحافظات الشمالية قبل الوحدة لايزالون الى الآن في أماكن نزوحهم، فكيف ستعالج القضية جذرياً إذا قصرناها على تاريخ 94م فقط..
♢ أنت ذكرت أن هناك نازحين جنوبيين في المحافظات الشمالية منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن، هل تطرقتم اليهم في مؤتمر الحوار الوطني عندما وقفتم على مأساة النازحين اليمنيين خلال السنوات القليلة الماضية؟
- فعلاً هناك مخيمات لها ما يزيد على 43 سنة متواجدة في مأرب، وبما أنني أحد أعضاء الفريق المعني بقضايا النازحين، فقد وجدت الفريق يناقش قضايا نازحي 2006 و2011 و2012م، ونسينا أن هناك نازحين قابعين في مخيمات وعشش عقوداً من الزمن..
♢ لماذا لم يعودوا الى منازلهم بعد أن انتهت الصراعات في الجنوب أو بعد الوحدة اليمنية عندما استقر الوضع في البلاد؟
- منعهم الفقر والفاقة، ولم يعد لهم ممتلكات، فقد دمرت بيوتهم، ونهبت ممتلكاتهم، وحالتهم المادية ووضعهم المعيشي لا يسمح لهم حتى التفكير بالعودة..
♢ هل سينتصر الحوار الوطني لهؤلاء النازحين وأمثالهم، أم أنه معنيٌ بمخارجة النافذين وترقيع الوضع القائم فقط؟
- لو خرج الحوار بنتائج تقود الى بناء دولة مدنية حديثة، يحتكم فيها الجميع للقانون وتُحترم فيها الحقوق، فبالتالي سيكون الحوار قد انتصر للوطن ولكل أبناء الشعب اليمني، وباعتقادي أن هذا التوجه هو الهدف والغاية التي يعمل لأجلها كل ممثلي المكونات في مؤتمر الحوار الوطني.
♢ ما الظواهر السلبية التي تتمنى على مؤتمر الحوار الوطني القضاء عليها أو الحد من انتشارها؟
- ظاهرة الثأر.. وغيرها من الظواهر التي لا تتسع المساحة لذكرها، وإن شاء الله تزول تماماً من الدولة المدنية التي نتحاور من أجل الوصول اليها.
♢ ما الذي يميز مؤتمر الحوار الوطني عن غيره من الحوارات السابقة التي فشلت بامتياز؟
- مؤتمر الحوار الوطني ضم شريحة متنوعة من كل شرائح المجتمع، هذه الشريحة تمثل نخبة منفتحة وقابلة للتحاور ولديها رغبة وإرادة في إنجاح مهامها، بالإضافة الى أن أعضاء الحوار متناغمون فيما بينهم، وإن ظهرت بعض الاختلافات في وجهات النظر فهذا لا يعني أنهم سيفشلون في مؤتمرهم بل يزدادون إصراراً على معالجة نقاط الاختلاف بكل صدق.
♢ ما تقييمك لمواقف أبناء شبوة تجاه الوحدة اليمنية في ظل الدعوات المختلفة والخطر الذي يحدق بها؟
- أبناء شبوة متمسكون بالوحدة اليمنية التي ناضلوا من أجل تحقيقها وترسيخها وتعميقها في وجدان الأجيال.. وإذا كان هناك من يدعو الى غير هذا فهو إما مغرر به أو صاحب مظلمة أُوصدت في وجهه كل الأبواب لحلها، أو صاحب مصلحة فقدها بتحقيق الوحدة، وكل أولئك أيضاً يدركون أن الوحدة عز وقوة وتاريخ ومجد، وأن التخلي عنها سيدخل المحافظات الجنوبية في صراعات، وكذلك سيكون الحال في المحافظات الشمالية..
أقاليم وأقيال
♢ برأيك هل الأقاليم مناسبة لليمن ولوحدته في الدولة القادمة؟
- اليمن طبق نظام الاقاليم والأقيال منذ آلاف السنين، ولا أظن أن خيار الأقاليم سيؤثر على مستقبل اليمن أو على وحدته.. وأثق بأن مؤتمر الحوار الوطني سيخرج بشكل مناسب ونمط ممتاز لنظام الحكم والإدارة في اليمن.
♢ ما التقرير الذي يستحق الثناء من بين كل التقارير التي قدمتها فرق مؤتمر الحوار ونال إعجابك؟
- تقرير فريق العدالة الانتقالية وقضايا ذات بعد وطني..
♢ لكنه التقرير الذي اختلف أعضاء الحوار حول كثير مما ورد فيه؟
- شيء طبيعي أن يختلفوا حول بعض النقاط في التقارير لأن القضية التي ناقشها التقرير هي كل الاشكالية التي أوصلت اليمن الى ما هو عليه اليوم، وكل مكون يريد أن يشمل التقرير قضيته، وكل مكون له تاريخ خاص يريد العدالة أن تبدأ منه، وهذا هو سبب الخلاف حول التقرير.
العدالة ضمان المستقبل
♢ من حق أي مكون طاله الظلم أو دفع ثمن الصراعات السياسية أن يشمله التقرير.. أليس كذلك؟
- ليس القصد من العدالة الانتقالية فتح أبواب التعويضات.. ولو كان هذا هو الهدف من القانون فلا أظن أن موارد المنطقة قادرة على إرضاء الناس وجبر الضرر..
المقصود من العدالة هو ضمان عدم تكرار ما حدث في المستقبل وهذا يعد أكبر تعويض وأهم اعتذار لما حدث في الماضي القريب والبعيد.
♢ هل أنت متفائل بالحوار الوطني؟
- بنسبة 100%.
♢ ما تقييمك للوضع القائم على الساحة في مختلف المجالات؟
- وضع سيئ ورديئ وكأنه لا يوجد حكومة مسؤولة في البلاد.. والحاصل على الواقع يؤكد ضعف وعجز الحكومة عن القيام بأدنى حد من مسؤوليتها.. وهو واقع مقلق ومخيف ولا يسر عدواً ولا صديقاً.
♢ وكيف سيكون الحال فيما لو أقدمت الحكومة على تنفيذ الجرعة التي ترتب لها؟
- لا اعتقد أن الحكومة ستجازف بمثل هذا التصرف.. ولا أستبعد عليها البحث عن مبررات كافية للإقدام على تمرير الجرعة.. وفي كل الاحوال ستكون هذه الحكومة قد حكمت على نفسها بما لا يخطر في بالها، فالشعب ناقم على أداء حكومة الوفاق.
تقاسم الكعكة!
♢ لماذا لا يكون هناك دور فاعل من قبل الأحزاب لمساندة الحكومة باعتبارها حكومة وفاق؟
- الأحزاب تبحث عن مكاسب سياسية ومشغولة بتقاسم الكعكة، والبعض منها اتخذ من نصيبه في الحكومة وسيلة للتقاسم أو الاستحواذ وإقصاء الآخرين، والغريب أن وزراء في حكومة الوفاق يقومون باستغلال حقائبهم لخدمة أحزابهم، غير آبهين بالمبادرة الخليجية وآليتها ولا يعيرون الوفاق أي اهتمام..
♢ لماذا تسكتون أنتم في أحزاب التحالف الوطني على تصرفات هؤلاء الوزراء؟
- نصبر من أجل التسوية السياسية وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني.. ولكننا ندين ونستنكر ممارسة سياسة الإقصاء، ولن نظل نتفرج إذا استمر البعض في غيهم.
|