|
|
|
حوار/ جمال مجاهد - قال سعادة السفير أشرف عبدالوهاب عقل سفير جمهورية مصر الشقيقة لدى بلادنا إن جماعة "الإخوان المسلمين" لا تعترف بالوطن ولا المحلية، ولكنهم يرون أن لهم تنظيماً دولياً هدفه إقامة خلافة إسلامية، وبالتالي مصر كانت خطوة في سبيل تحقيق هدفهم الذي لم يتحقّق بفضل ثورة 30 يونيو وقيام الجيش بواجبه في تحقيق مطالب الشعب.
وأوضح السفير المصري في حوار مع صحيفة "الميثاق" أن من يتحدّث عن أن ما قام به الجيش هو انقلاب أمر مخالف للحقيقة لعدة أسباب أولها: أن القوات المسلّحة وفقاً لبيان القائد العام لم تتولّ مقاليد الحكم وإنما تم تكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا لتولّي منصب رئيس الجمهورية مؤقتاً لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكّرة ونص البيان على قيام رئيس المحكمة بأداء اليمين أمام الجمعية العمومية للمحكمة المشهود لها بالنزاهة والاستقلالية الكاملة والسمعة الدولية المتميّزة.
وأكّد السفير المصري أن الأمريكيين والدول الغربية ساعدوا الإخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة في مصر وغيرها لتحقيق أهداف ومآرب خاصة وعندما تصل هذه الجماعات الإسلامية إلى نتيجة مفادها أن يكونوا ضد أمريكا ستقف أمريكا ضدهم وسترفع شعار "الإسلام هو الإرهاب" لتضرب هنا وهناك، وعن حقيقة الأوضاع في مصر وغيرها من التطورات في سياق هذا الحوار :
♢ كيف تقرأ المشهد السياسي في مصر وإسقاط حكم الإخوان وعزل الرئيس مرسي في ظل حديث البعض عن أن ما حدث في 30 يونيو كان انقلاباً عسكرياً ولم يكن ثورة؟
- ما حدث ويحدث في مصر هو حراك شعبي يعبّر عن إرادة ملايين المصريين.. في 30 يونيو حركة تمرد ومعها العديد من القوى السياسية دعت لحشد يعتبر أكبر حشد للشعب المصري بكافة أطيافه ويمكن توصيفه بأنه أكبر حشد بشري في التاريخ شارك فيه أكثر من 33 مليون متظاهر خرجوا ينادون بمطالب محدّدة هي الحرية والديمقراطية وإجراء انتخابات رئاسية مبكّرة، ولم تقتصر تلك الحشود على القاهرة وحدها بل رآها الجميع في كافة ميادين الأقاليم والمحافظات.
هذا إنجاز كبير جداً لأنه ضم أيضاً أناساً كثيرين من جميع مناطق مصر لم يجمعهم سوى حب الوطن والمطالبة بقيم نبيلة وإعلاء المصلحة الوطنية والحرية والديمقراطية التي افتقدت خلال العام الذي تولّى فيه الرئيس السابق محمد مرسي مقاليد الأمور في البلاد.. هناك البعض يرى أن الديمقراطية هي صندوق الانتخابات فقط، نحن نرى أن الديمقراطية بدايتها هو صندوق الانتخابات، هي عملية مستمرة بدايتها الصندوق وتنتهي عند حد معين جوهرها هو التعبير الكامل عن إرادة الشعوب وتحقيق مطالبها.. وأي نظام سياسي لا يمكنه الاستمرار في الحكم بدون توافر القبول الشعبي الواسع والإرادة الشعبية حتى ولو كان هذا النظام جاء وفق الآلية الديمقراطية المعتادة وهي صندوق الانتخابات.. وبالتالي يمكن القول إن ما حدث استكمال لثورة 25 يناير، هو ثورة ثانية بكل المقاييس.. في 25 يناير 2011م لم يخرج هذا الكم الهائل من البشر، العدد لم يكن يزيد على 20 مليون شخص، هذه المرة العدد أكثر من 33 مليوناً.
كان لا بد للقوات المسلّحة المصرية عندما رأت هذا الحشد الهائل ووفقاً لمهامها المحددة في دستور عام 2012 أن تتدخّل وتحقّق مطالب الشعب، وجاء البيان الذي ألقاه القائد العام للقوات المسلّحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبد الفتاح السيسي وحدّد فيه خارطة الطريق لإنقاذ البلاد من العبث بهويتها ومصالحها ويحقق مطالب أبناء الشعب الذين خرجوا يوم 30 يونيو في إقامة نظام ديمقراطي لا يقصي أحداً ويحقق قيم الحرية والعدالة والديمقراطية.
إن بيان القوات المسلّحة قد تم إعداده بعد تشاور كامل ومكثّف للقائد العام للقوات المسلّحة مع الرموز والقيادات السياسية والدينية في البلاد، وفي مقدمتهم حركة تمرّد الذين كان لهم الدور المهم في بلورة الإرادة الشعبية بإطلاق الدعوة لانتخابات رئاسية مبكّرة والدكتور محمد البرادعي ممثّلاً لجبهة الإنقاذ الوطني التي تنضوي تحتها غالبية أحزاب المعارضة ورئيس حزب النور السلفي الدكتور يونس مخيون والكاتبة المعروفة سكينة فؤاد، فضلاً عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وقداسة بابا الأقباط الأنبا تواضروس الثاني، والذين أكّدوا جميعاً دعمهم الكامل لخريطة المستقبل التي تضمّنها بيان القائد العام.
كما تضمّن البيان عدة نقاط مهمة على المسار الديمقراطي والتي تضمن الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحكم القانون والفصل بين السلطات ومنها تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية لعدم إقصاء أي فصيل سياسي وتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة.
إذا أردت توصيف الإنقلاب هو حركة عسكرية تقوم بها والمعروف ان الانقلابات تقوم بغرض الاستيلاء على السلطة لأطول فترة ممكنة لتحقيق أهداف ليست عامة بل خاصة بالجيش أو بمن قاموا بالإنقلاب وهذا لم يحدث في مصر لأن الجيش لم يستولي على السلطة بل سلّمها في الحال.
الجيش كان يرى أن هناك مخاطر على الهوية المصرية والأمن القومي فأراد أن يجنّب البلاد هذه الفتنة والحرب الأهلية، وانتهز الظرف واغتنم الفرصة التي ربما لن تسنح له بعد ذلك لإنقاذ البلاد من كارثة كبرى كانت ستحيق بها.
إن القوات المسلّحة وجدت لزاماً عليها في ظل انسداد أفق أي حل سياسي يمكّن الوطن من عبور هذه الأزمة ومن خلال الاستجابة إلى إرادة الشعب وبعد محاولات مضنية مع مؤسسة الرئاسة لدفعها للاستجابة للإرادة الشعبية وتجنّباً لاحتمال صدامات كارثية، ضرورة أن تطرح خارطة طريق تؤمّن لمصر استكمال مسيرة البناء المؤسسي لديمقراطية راسخة ولا رغبة فيها للقوات المسلّحة في إدارة البلاد وإنما إعادة الوطن إلى المسار الديمقراطي الصحيح.
تنظيم دولي
♢ عاشت مصر خلال سنة من عهد الرئيس السابق محمد مرسي أوضاعاً اقتصادية وسياسية متدهورة.. كيف قاد هذا التدهور إلى اندلاع ثورة 30 يونيو؟
- سأحدّثك عن الوضع الاقتصادي بكل صراحة، ليس دفاعاً عن نظام الرئيس السابق حسني مبارك لأنني من معارضيه وتعرّضت لظلم في أواخر أيام نظام مبارك.. كنا لا نرضى ومعي مجموعة من الزملاء الوطنيين في الخارجية المصرية عما حدث لبلادنا.. كنت دائماً في مقالاتي ومقابلاتي أرجع ذلك إلى الفساد والظلم الاجتماعي وسيطرة رأس المال على الحكم وعدم تحقيق أهداف ثورة 23 يوليو 1952م لتصل البلاد إلى حالة من التردّي والانحطاط على كل المستويات ثم لتصل إلى 25 يناير 2011م، وبالتالي كان لا بد من هذه الثورة العظيمة.
أيام مبارك كان عندنا 36 مليار دولار احتياطي بالعملات الأجنبية في البنك المركزي وصل إلى 13 مليار دولار خلال عام بتدهور غير مسبوق لا يكاد يكفي احتياجات البلاد لعدة أشهر.. كان عندنا ديون خارجية 35 مليار دولار وصلت إلى 49 مليار دولار.. كان عندنا ديون داخلية تريليون و200 مليار جنيه وصلت إلى تريليون و700 مليار جنيه.. كان عندنا نسبة بطالة 8% خلال عام وصلت إلى ما يزيد على 14%، ناهيك عن الأزمات في نقص السولار الذي كان يتم تهريبه مع البنزين إلى قطاع غزة.. أكثر من 700 ألف لتر من السولار وأكثر من 800 ألف لتر من البنزين كان يتم تهريبها يومياً إلى غزة.. انقطاعات في الكهرباء بصورة مستمرة، تدهور كافة مرافق البلاد، عدم تحقيق أي تقدم في ملف النظافة.. البنية الأساسية والمشاكل التي تحدث فيها يومياً، هروب المستثمر الأجنبي، هروب المستثمر المحلي، إغلاق أكثر من 2400 مصنع خلال العام الماضي، هروب عائلات بكاملها من رجال الأعمال ومن الرأسمالية الوطنية إلى الخارج، هروب الكفاءات، هروب كثير من الأقباط إلى خارج البلاد.. تدهور الشأن العام، تدهور القضايا الوطنية، الاستعداد لمنح العديد من الإخوة الفلسطينيين في قطاع غزة جنسيات مصرية ومحاولات تسكينهم في سيناء تمهيداً لاقطاعهم جزء من سيناء لإقامة غزة الكبرى بما يتوافق مع أهداف إسرائيل.. هناك أيضاً مسائل حلايب وشلاتين وغيرها والتفريط في الأمن القومي المصري.
كما ترى هناك تيارات إسلامية لا تعترف بالوطن ولا المحلية، ولكنهم يرون أن لهم تنظيماً دولياً معروفاً له هدف إقامة خلافة إسلامية وأستاذية العالم، وبالتالي مصر كانت خطوة في سبيل تحقيق هذا الهدف، ولكن الله كان لهم بالمرصاد لأن مصر دولة رائدة ولها دور إقليمي ودولي واضح.. كيف لأي فصيل أن ينكر قيمة مصر وأهميتها وأن يصل بنا إلى هذا الحال من الإسفاف والذلة، نحن كنا على وشك أن نستجدي لقمة العيش من دول أخرى، لم يكن هناك مال، المصانع أغلقت، تدهورت البنية الأساسية، حدث تدهور في كافة مناحي الحياة.. هل يجوز هذا!؟ مصر سلة غلال العالم.
دائماً نقول من يسير وفق شرع الله ويعمل ما عليه ويغلّب مصلحة بلادنا ويعرف قيمتها، الله سيمكّن له 100 سنة، ومن يخالف ذلك سيخرج من اللعبة بإرادة الشعب.. ولذلك عندما جاء 30 يونيو ورأت القوات المسلّحة وقائدها العام أن هناك إرادة شعبية، قام بالخطوات التي اتّخذها بناءً على التوافق الوطني والإرادة الشعبية لأن البديل كان حرباً أهلية.
أسوأ الفترات
♢ ما الرسالة التي توجّهها إلى جماعة الإخوان المسلمين في دول الربيع العربي "اليمن، تونس، ليبيا" للاستفادة من الدرس وممّا حدث من إسقاط لحكم الإخوان وعزل الرئيس محمد مرسي؟
- الرسالة واضحة.. من سيغلّب مصلحة بلاده، من سيعمل على حل مشاكل البسطاء والفقراء، من سيعرف قيمة بلده كما جاءت في الديانات السماوية وغيرها، من سيعمل على تعزيز أهمية ومكانة بلده وتوثيق عرى وأواصر الصلات بين شعوبها دون تمييز بين أي من مكوّنات الشعب سواء في اليمن أو في أي بلد عربي، ويعرف قدرها وقيمتها ويعمل على إحداث تحول ديمقراطي وتنمية حقيقية ويعمل على استغلال كل مكوّنات بلده ومقوماتها الثقافية والاقتصادية وغيرها.. كل من سيغلّب ناموس الله وسنته في الكون بالنسبة لخلقه ويعمل على تعزيز مكانة بلاده سيمكّن الله له إلى يوم الدين.. الآيات القرآنية تدل على ذلك، وليست الآيات القرآنية للتشدّق بها لمصلحتك عندما تكون لك مصلحة وعندما تخالف مصلحتك تقوم بتأوليها تأويلاً مخالفاً.. أبداً.. الحلال بيّن والحرام بيّن كما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام.. الله عز وجل يقول "هذه طريقي أدعو إلى الله"، والطريق المستقيم والصحيح هو أقصر طريق.. من لا يعمل على تعزيز مصلحة بلده ومن تآمر على بلده ومن سيسعى لتمكين عناصره لن ينجح.. نحن مررنا بفترة من أسوأ الفترات في تاريخ مصر.. نظام أخونة الدولة والإمساك بمفاصلها، انتشرت في كل شيء، تعيين أشخاص بلا كفاءات، الاستحواذ على المجالس النيابية، تمرير دستور يحتوي على كافة النقائص وبذور الشقاق رفضه الجميع.. هناك في الوزارات وفي تشكيل الحكومة لم يشارك بها أحد من المكوّنات السياسية الأخرى، وبالتالي لا بد لأي تنظيم أن يقوم على تحقيق قيم العدالة والديمقراطية وقيم الدين الصحيح وأن لا يقصي أحداً وأن يعمل على توظيف مقدّرات بلاده وقدراتها في خدمة شعبها، وأن يكون جزءاً من نسيج الشعب الواحد لا يميّز نفسه عن أي فئة ولا تستحوذ أي فئة على مقدّرات البلاد لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح.. وشعبنا شعب جبار وفرعون يظل ساكتاً حتى تأتي لحظة الحسم لا يستطيع أحد أن يقف أمامه، وبالتالي لا بد من روشتة تتضمّن تغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها، تعزيز مقومات صمود أي بلد عربي، تغليب سنة الله في الكون، مساعدة الناس وتحقيق مصالحهم، الارتقاء بكافة مظاهر الحياة والرقي ببلادنا، البناء على ما هو قائم وتنقيته، يعني لو كان هناك أي شيء يحتاج إلى تطوير والبناء عليه فليتم بإرادة شعبية وبما يغلّب المصلحة الوطنية، بالإضافة إلى تحقيق تطلّعات الشعوب عموماً دون جرّها إلى نفق مظلم من الحرب الأهلية والإشاعات وغيرها من الترّهات التي تستهدف أمنها، وتعزيز الأمن فلا تنمية ولا اقتصاد ولا سياحة بدون أمن.. مصر عظيمة وتمتلك مقومات كثيرة جداً ولكن ينقصنا الوعي والإرادة.
تدخّل خارجي
♢ الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا طالبتا السلطات المصرية بالإفراج عن الرئيس المعزول مرسي، فيما وصفت تركيا ما يحدث في مصر بأنه انقلاب عسكري.. ألا يعدّ هذا تدخّلاً خارجياً في الشأن المصري؟
- طبعاً.. هذا تدخّل من الخارج في الشأن المصري، والخارجية المصرية تحرّكت وتحدثت مع كل هؤلاء لأن هذا شأن داخلي.. الرئيس السابق يلقى معاملة طيبة ولا تتم إهانته إطلاقاً وهو في مكان آمن خوفاً على حياته.. وعندما ترى التيارات المصرية المختلفة أن يطلق سراحه سيتم ذلك.. هناك تهم موجّهة لمرسي بالهروب من سجن وادي النطرون في القضية المشهورة وهناك تهم أخرى عليها أدلة كما قرأت في وسائل إعلام مصرية من بينها الإخلال بالأمن القومي للبلاد.. وبالتالي أعتقد أن ما يقوم به هؤلاء إما يصدر عن عدم فهم بطبيعة بلادنا وطبيعة أهلها أو تحقيق أغراض ومصالح خاصة، وأنت تابعت الدور الذي قامت به السفيرة الأمريكية في القاهرة.. ما أغضب الأمريكيين أن ما حدث يوم 30 يونيو وما قام به الفريق السيسي تم بناءً على توافق وطني وإرادة شعبية ولم يكونوا على علم به، لأنه كان الخوف أنه لو علموا به سيتم إحباط كل ذلك.. التيارات الإسلامية جاءت في فترة حقّقت للأمريكيين كل ما يريدونه ولعبوا مع الأمريكيين لعبة استذكاء، بمعنى أنهم يحصلون منها على ما يريدون في سبيل تحقيق مصالحهم.. أمريكا نظرتها قاصرة وليس أدل على ذلك من موقفها من الثورة الإيرانية وما خسرته بعد ذلك وإن طوّرت رؤيتها بحيث تصبح مع إرادة الشعوب.. لكن أنا أرى أن الموقف الأخير يجافي الحقيقة.. الهاجس الأكبر حالياً هو الإسلام في مواجهة الغرب بمعنى أن الأمريكيين والدول الغربية ساعدوا الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية في الوصول إلى السلطة في بلادنا جميعاً لتحقيق أهداف ومآرب خاصة وعندما تصل هذه الجماعات والتيارات الإسلامية إلى نتيجة مفادها أن يكونوا ضد أمريكا ستجد أمريكا ضدهم وسترفع شعار "الإسلام هو الإرهاب" لتضرب هنا وهناك، لأن مصالح آنية تتحقق في أوقات معينة وبعد ذلك تحدث المواجهة إن عاجلاً أو آجلاً، وهذا أمر مفروغ منه.. ولكن ما يحدث حالياً من جانب التيارات الإسلامية في مصر من الاستقواء بالغرب هو مرفوض تماماً، لن يقبله الشعب وستكون نتائجه وخيمة.
الجميع يشاهد المحرّضين يومياً في ميدان رابعة العدوية وغيره من الميادين وهذا لا يجوز ولا يصح، أنا سمعت أحد قياداتهم الدينية يقول "إما أن نحكمكم أو نقتلكم"، فاستغربت، إذا أنت قتلت الشعب فمن ستحكم!؟ هذا منطق مغلوط ويوضّح أن الهدف هو السلطة والسيطرة والاستحواذ لتحقيق أوهام لن تتحقق لأن سنة الله الغالبة في الكون وهذا خلاف ما يدعو إليه هؤلاء.
الله عز وجل يقول "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا"، حتى لو كان يرى أن السلطة أخذت منه، هناك سبل مشروعة كثيرة، لكن أن يقوم بهذا الحشد ويهجم على دار الحرس الجمهوري ليسقط كل هذا العدد من الضحايا وهناك أدلة وتسجيلات على من قام بهذا العمل، وهناك أيضاً من أدلوا بشهاداتهم لوجه الله، وهناك أناس مصابون من الخلف، هل يجوز هذا!؟ هل تريد أن تورّط الحرس الجمهوري!؟ الحرس أكّد أكثر من مرة أن منشآته مقدسة لا يستطيع أحد الاقتراب منها وحذّر أكثر من مرة بأن كل من يقترب منها سيطلق عليه النار، وبالتالي محاولات الحشد والتصعيد والزحف على الميادين ستبوء بالفشل لأن أعدادهم يتم التضخيم لها من قبل قناة الجزيرة وبعض القنوات الأخرى لإعطائها حجماً أكبر من حجمها وإيهام العالم الغربي بأن هناك انقساماً في مصر وكل طرف مساوي للآخر، وهذا كلام غير منطقي.
هناك شباب يزج بهم في أتون مظاهرات ويدفع بهم لشن حرب لن تقوم في مصر كنانة الله في أرضه، مصر محروسة وإن شاء الله لن يحدث فيها حرب أهلية.. هذه الأمور ستنتهي، لكني أدعو التيارات الإسلامية إلى تغليب المصلحة الوطنية وإعادة تنظيم صفوفهم للمشاركة في العملية السياسية على قدر حجمهم والاستفادة من أخطائهم والتعلّم منها واختيار الكفاءات وتغليب مصلحة بلادنا لأنها بلادهم أيضاً وهم جزء منها.. إلى أين سيذهبون عليهم أن يعملوا لتحقيق حياة كريمة لهم ولأولادهم ويعيشوا جنباً إلى جنب مع بقية أفراد الشعب المصري.. في النهاية عليهم أن يغلّبوا حكمة الله فأي ضرر سيكون عليهم وعلى غيرهم أما إذا أرادوا الضرر على غيرهم فقط فهذا لن يحدث.. الشعب المصري واع ويقظ وأدرك كل شيء عملاً بحكمة ربنا "أما الزبد فيذهب جفاءاً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|