محمد بن محمد أنعم - كنت اتمنى أن يكون التوجه الهادف إلى تحويل المؤتمر الشعبي العام من حزب هاوٍ إلى محترف يتم بطريقة تدريجية وان يقود الأستاذ/ عبدالقادر باجمال الأمين العام هذا التحول باريحية، لا أن يرمي على أعضاء المؤتمر كل تلك الأكوام الكبيرة والثقيلة من الأولويات الملحة والمطلوب انجازها لضمان نجاح ذلك التحول، الذي قد يبدو أشبه بـ»جرعة« مؤلمة جداً، خصوصاً عند أولئك الذين لم يعد باستطاعتهم الخروج من طقوس الساعة السليمانية إلى ساحة العمل الوطني.. أو من أصبحوا يعيشون حالة ترهل ويعتبرون التوجه نحو الاحتراف عملية مستفزة لهم.. و... و... الخ.
بالطبع هذا الاستثناء غير المؤثر يتعارض مع روح التحول الذي كشفت عنه نتائج عملية الهيكلة.. لكن مثل هذا التحول التاريخي يتطلب إعداد وتهيئة إعلامية وفكرية وتنظيمية لضمان نجاح وتحقيق الأهداف المرجوة منه خصوصاً وان بلادنا أمام استحقاقات وطنية مهمة سيتم على ضوئها رسم خارطة جديدة وتحديد مساحة الدور الذي سيلعبه كل حزب وتنظيم سياسي خلال المرحلة المقبلة..
لذا فإن دور إعلام المؤتمر يظل مهماً جداً وإذا لم تظل التحولات الجديدة هي جوهر رسالته التي يخاطب بها الجماهير ويترجم أهمية هذه التحولات لأعضاء المؤتمر أنفسهم، ففي الأمران..!!
ربما هناك أولويات أكثر أهمية لكن عملية التحول لن يترجمها إلاَّ إعلام المؤتمر وحسب.. فهو الذي سيلعب دوراً أساسياً لخلق تفاعل والتفاف لنجاح هذا التحول وخلق شراكة حقيقية بين المؤتمر والجماهير تمكنه من قيادة مرحلة جديدة في مسيرة العمل الوطني بنجاح.
> صراحة يتملكني اعتقاد بأن الأستاذ عبدالقادر باجمال قد اضطر في الحوار المميز والشامل الذي اجراه معه الزميل عبدالله الحضرمي رئىس التحرير ان يفصح عن معظم حجم التحول السياسي والتنظيمي الذي يقدم عليه المؤتمر.. وهذا يجعلنا أمام اشكال جديد.. فإذا كان هناك من لم يستطع استيعاب خروج قيادات المؤتمر من الحكومة وتفرغهم للعمل التنظيمي حتى الآن..
فقد جاءت تلك المكاشفة وقائمة أولويات الاحتراف التي تطرق إلى بعضها الاستاذ باجمال في حواره مع »الميثاق« لتجعل أعضاء في المؤتمر ومن خارجه يعيشون وقع صدمة تحول دون استيعابهم لحقيقة ما يريده المؤتمر من التحول إلى الاحتراف، وهذه مهمة إعلام المؤتمر مع بقية القنوات التي تربطه بالجماهير بدرجة أساسية.. وهذا هو المطلوب تفعيله الآن..!! |