استطلاع/ يحيى علي نوري - الحرفية التنظيمية هل هي هدف قابل للتنفيذ في الحياة المؤتمرية الداخلية.. وماهي أبرز متطلباتها وتأثيراتها على حاضر ومستقبل النشاط المؤتمري عموماً..
^ الأحداث السياسية تعد مصدر الحركة والفعل الديمقراطي في البلدان الديمقراطية وبلدان ما تعرف اليوم بالديمقراطيات الناشئة، وبمقابل ذلك فإن الأحزاب تمثل قوة الدفع في الحياة العامة وتنشئ أشكالاً منها مختلفة في العمل الجماهيري والوطني.. كما قال بذلك أحمد بن دغر عضو اللجنة العامة رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية مستهلاً به حديثه لـ»الميثاق« حول الحرفية التنظيمية..
^ وقال: إن من مدلولات دعوة الأمين العام أنها جاءت من خلال تنظيم لم يغادر السلطة منذ قيامه وحتى الآن، وبالتالي فإنها- أي هذه الدعوة- تعكس حرصه على تطوير تجربته القيادية والعمل على ممارسة قدر أكبر من الحراك السياسي والحزبي.
كما أنها دعوة (والحديث لازال لأبن دغر) صريحة من قبل المؤتمر تهدف إلى الارتقاء بعمله السياسي والتنظيمي والإيديولوجي إلى مستوى المهام الوطنية الكبرى التي تتمثل أمام شعبنا كتحديات جسيمة تتطلب منه مواجهتها، مثل تحديات الفقر والقضاء على الجهل وتحقيق التنمية المستديمة وتعزيز المسار الديمقراطي..
ويرى أن دعوة الأمين العام تتضمن إشارة إلى أن على الهيئات القيادية والتكوينات القاعدية دور أكبر في الاسهام في تحقيق هذه المهمات وفي الأساس منها تحقيق البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئىس وبروح متحفزة نحو الغد وغير متعالية على الجماهير التي منحت المؤتمر في الانتخابات الماضية تأييداً غير مسبوق في التنافس الديمقراطي الذي لم تشهد له البلاد مثيلاً من قبل.
سلبيات الماضي
^ ويقول أن هيئات المؤتمر القيادية والقاعدية معنية بممارسة دور سياسي مؤثر في الحياة اليمنية وتأثير أكبر في دور الحكومة في تحقيق برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتحويل الوعود الانتخابية إلى انجازات ملموسة لكي يحافظ المؤتمر على مستوى التأييد الشعبي الذي يتمتع به. ويوضح بن دغر ان تحقيق ذلك لايمكن ان يتأتى إلاَّ من خلال المبادرة الحزبية والتنظيمية والجماهيرية واعتبار الاتكالية على جهات الدولة في تحقيق كل شيء من سلبيات الماضي..
ويواصل: ومن هنا فإن الأمين العام يدعو كل عنصر مؤتمري وكل هيئة قيادية أو قاعدية للمؤتمر إلى أن تتقدم الصفوف للنضال وعدم ترك الساحة السياسية للآخر والتفاعل مع حركة الجماهير والتعامل المقتدر مع كافة آمالها وتطلعاتها والمشاركة الفاعلة في حل الكثير من الاشكالات التي تعاني منها..
ليست صحوة
^ بن دغر اختتم حديثه بالقول: ان الدعوة إلى اعتماد الحرفية في الحياة المؤتمرية الداخلية ليست صحوة جديدة كما قد تتصورها اطراف أخرى، بقدر ماهي خطوة تعوَّد المؤتمر على القيام بها كلما أدرك أن هناك حاجة للتجديد والتغيير في نشاطه وحياته الداخلية الديمقراطية وبأن المؤتمر لو لم يكن حزباً وتنظيماً متجدداً متحفزاً للعمل الوطني لما بقى بحيويته وفاعليته كل هذه الفترة كتنظيم مسؤول عن إدارة شؤون البلاد والاتجاه بها نحو آفاق المستقبل الأفضل.
اتجاه إجباري!
^ حسين حازب عضو اللجنة العامة رئىس الدائرة التربوية والتعليمية، أشار إلى أن دعوة الأمين العام لمختلف الفعاليات المؤتمرية للتعاطي مع الحرفية واعتمادها أساساً قوياً ومتيناً للعملية التنظيمية يُعد استجابة حقيقية، وكذا لطبيعة التحديات الكبيرة التي تتطلب من المؤتمر القيام بعملية استعدادية كاملة للتعامل معها من خلال نشاط تنظيمي يعتمد العلمية والتخطيط السليم والاستفادة الكاملة من كافة القدرات والإمكانات المؤتمرية التي تحفل القطاعات التنظيمية بوجودها وذلك في عملية البلورة لكافة خطط وبرامج المؤتمر والتزاماته إزاء الجماهير.
ويواصل حازب قائلاً: إن الحرفية وهي تمثل اتجاهاً اجبارياً ستكون الإداة الفاعلة التي يتمكن كل عنصر مؤتمري من القيام بتحقيق المزيد من التفاعل مع هموم وقضايا المجتمع المحيط به وكذا الانغماس في المزيد من الاهتمام بالمشاركة الفاعلة في حل المشكلات الاجتماعية.
ونوه إلى أن المزيد من الالتزام بالحرفية من شأنه ان يجنب العمل المؤتمري كل مظاهر الاهتزاز التي عانى منها خلال الفترات الماضية، وكذا تمثل- أي الحرفية- ضمانة حقيقية للسير باتجاه المستقبل الأفضل بخطوات واثقة ومدروسة مستوعبة لكافة الانجازات التي امكن للمؤتمر تحقيقها خلال الفترة الماضية على المستوى الديمقراطي والتنموي، واضعة في الاعتبار الوعود الانتخابية التي وعد بها المؤتمر الجماهير من خلال العمل وبحرفية كاملة في تنفيذ وبلورة البرامج الانتخابية سواءً أكان ذلك على صعيد البرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئىس أو على صعيد البرنامج الانتخابي للمجالس المحلية.ويرى حازب ان المؤتمر الشعبي العام قد قطع خطوات مهمة باتجاه تحقيق هذا الهدف والمتمثل في تفريغ الأمانة العامة وهو التفرغ الذي من شأنه ان يحقق انجازات على صعيد ترسيخ الحرفية في الوسط المؤتمري من خلال التطبيق الكامل لكافة أسس وقواعد النظام الداخلي للمؤتمر ومن خلال احترام اللوائح المنظمة للعلاقات بين التكوينات المؤتمرية والتفعيل المستمر لعملية الاتصال والتواصل بين مختلف التكوينات القيادية والقاعدية وتحقيق أعلى درجات التعاون والتنسيق بين مختلف الهيئات المؤتمرية.
تأثير معهد الميثاق
^ ويؤكد حازب ان معهد الميثاق وبما سيقدم من برامج وبحوث ودراسات تعنى بالقضايا المؤتمرية الداخلية سيكون له التأثير الأكبر في جعل الحرفية التنظيمية تتسع، فالتدريب الإداري والتنظيمي والاهتمام بنظم المعلومات وإعداد المكاتب الفنية ودراسة الاحتياجات التدريبية للوسط المؤتمري وتشخيص مشكلاته بأسس وقواعد علمية مبرمجة في إطار برامج وحلقات نقاشية ومحاضرات ولقاءات تشاورية.. سيمثل الإدارة الفاعلة لرفع المهارات والمعارف لدى عناصر المؤتمر ويجعلها أكثر التزاماً بالحرفية.
ونوّه إلى ضرورة الاهتمام بالرسالة الإعلامية للمؤتمر بحيث تقدم للوسط المؤتمري المعلومة الصادقة في تناولها لموضوعات العملية التنظيمية ومن خلال مختلف انواع العمل الصحفي..
ويؤكد حازب في ختام حديثه: ان القناعة الكاملة للقيادة المؤتمرية وعلى رأسها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية- رئىس المؤتمر وإلى جانب حرص الأمانة العامة وعلى رأسها الاستاذ عبدالقادر باجمال الأمين العام على ضرورة تحقيق نقلة نوعية في العمل المؤتمري وتدشين مرحلة جديدة حافلة بالعطاءات فإنني اثق ان العملية التنظيمية سوف تشهد مراجعة مستمرة وعلى مستوى كافة جوانبها الإدارية والفنية والبحثية وبالصورة التي تجعل من مختلف التكوينات بالأمانة العامة والفروع قادرة على المشاركة الفاعلة مع قيادتها في صناعة القرار المؤتمري.
سلوك وممارسة
^ ولكون العملية التنظيمية عملية متداخلة في حلقاتها فقد حرصنا أيضاً على استطلاع آراء الهيئات التنفيذية للمؤتمر بالمحافظات إذ تحدث طه هاجر عضو اللجنة الدائمة رئىس الهيئة التنفيذية للمؤتمر بمحافظة حضرموت.. قائلاً: إن المؤتمر الشعبي العام وباعتباره تنظيماً له فعالياته واطره وقواعده على مستوى مختلف التراب الوطني لابد له ان يعتمد أسلوب الحرفية في إدارة نشاطه وهو نشاط لايمكن النظر إليه كنشاط داخلي يخصه وإنما النظر له باعتباره نشاطاً يهم الوطن لكونه تنظيماً معنياً بقيادة الوطن صوب المزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية ونحو مزيد من تعزيز المشاركة الشعبية والممارسة الديمقراطية..
الثواب والعقاب
^ وقال: اتمنى أن نشهد في المرحلة القادمة خطوات مهمة للأمانة العامة نحو مزيد من الحرفية من خلال نشر الوعي اللوائحي ومن خلال التقييم المستمر والعمل على تنفيذ مبدأ الثواب والعقاب في العملية التنظيمية والاهتمام برفع مستوى القيادات المؤتمرية المعنية بإدارة العمل التنظيمي سواءً في الفروع أو في تكوينات الأمانة العامة.
ويخلص هاجر في حديثه إلى القول: إننا كهيئة تنفيذية ندرك أهمية الحرفية واهميتها، فمن خلالها تتمكن الهيئات التنفيذية من القيام بتعاون إيجابي مع الفروع وجعل الجهد التنظيمي والجهد التنفيذي يصبان في بوتقة واحدة هي المصلحة الوطنية أولاً ومن ثم مصلحة المؤتمر، وإن شاء الله نجد التقيد الكامل لكافة الأسس والقواعد المنظمة للعملية التنظيمية والمحددة للعلاقات الداخلية وفي إطار من الرقابة التنظيمية الفاعلة والمثمرة في نتائجها وتوصياتها.
هدف استراتيجي
^ يقول الدكتور قاسم بريه عضو اللجنة الدائمة رئىس فرع المؤتمر في جامعة الحديدة قائلاً: ان الأمين العام عندما وضع قضية الحرفية التنظيمية فإنه كان بهذه الخطوة يضع ملامح مرحلة جديدة من مراحل مسيرة المؤتمر الشعبي العام، مرحلة تتسم بالمزيد من الجدية والمثابرة والحرص على جعل العملية التنظيمية للمؤتمر سواءً أكان على مستوى الأمانة العامة أو على مستوى الفروع بالمحافظات والجامعات تتم في إطار من الأسس والقواعد المراعية لمتطلبات المرحلة القادمة وهي مرحلة لاتقبل بأية صورة من الصور أي نشاط ارتجالي أو عشوائي لايستند إلى قراءة سليمة ومنطقية لاحتياجات الحاضر والمستقبل..
ويواصل قائلاً: الأمين العام بدعوته هذه إنما وضع الجميع أمام مسؤولية استطيع القول بأنها مسئولية تاريخية تتطلب من كافة القيادات المؤتمرية أولاً أن تقوم باتخاذ العديد من الخطوات المهمة على طريق تجسيد وتجذير الحرفية التنظيمية.. إذ لايمكن ان تطالب بالحرفية فقط ما لم تكن هذه الحرفية كهدف استراتيجي قد تم وضعه في إطار العديد من البرامج والأنشطة أو الفعاليات التي تهدف إلى بلورتها إلى الواقع..
وعليه فإن المؤتمر الشعبي العام، بحسب رئيس جامعة الحديدة، لابد له من أن يواصل مسيرته وبزخم أكبر، ونثق من أن المستقبل القريب سيشهد تحولات مهمة على هذا الصعيد من حيث عملية التخطيط للنشاط المؤتمري ومن حيث عملية التنفيذ له من خلال آليات تنفيذية تأخذ بالحرفية قاعدة قوية لتنفيذ مجمل أهدافه وبرامجه وأنشطته.مختتماً: المهم ان تكون رسالة الأمين العام قد وصلت إلى الجميع وأن يبدأ الجميع بعملية تنفيذها وبلورتها إلى الواقع.
|