تحقيق/ فيصل الحزمي - يعاني الجميع في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء كثيراً من ازدحام حركة السير والذهاب الى أعمالهم، فمنذ الصباح يبدأ الازدحام شيئا فشيئا حتى تتحول الطرق في أغلب ساعات النهار إن لم نقل كلها إلي هاجسا يؤرق سائقي السيارات ومستقلي المواصلات العامة، وهناك عوامل أخرى تساهم وتتدخل في نشوء وتنامي هذه الظاهرة تجدونها في حصيلة التحقيق الذي أجرته «الميثاق»، كانت محطتنا الأولى مع الأخ / شايع الجعمي موظف والذي تحدث عن المشكلة قائلا : الاختناق الشديد في شوارع المدن الرئيسية لمعظم محافظات الجمهورية مشكلة يعاني منها الجميع، ففي وقت الذروة تعلق السيارات بأنواعها، وحتى الدراجات النارية تجدها هي أيضا ًعالقة بالازدحام في شوارع أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وغيرها من المحافظات.. والسبب في ذلك يعود بدرجة الأولى إلي عدم التزام سائقي سيارات الأجرة بقوانين السير . فمثلا تجد سائق الحافلة أو الباص يقف في منتصف الشارع لإنزال راكب أو نقله فما أكثر ذلك بل ولانتظار شخص يبعد عنه أكثر من خمسين متر وقد يصل إلي مائة متر أحيانا على أمل نقل ذلك الشخص ،هذا التصرف المشين من قبل معظم سائقي سيارات الأجرة يعد السبب الرئيسي لما نشاهده من اختناق حاد في شوارعنا .
وأضاف: أما السبب الثاني فيرجع إلي مساحة الشوارع التي لا تتناسب مع هذا العدد الكبير من المركبات والتي يتزايد إعدادها بصورة كبير جدا من عام إلي أخر وهناك عامل أو سبب أخر يتمثل في مواقع أسواق القات وما تشكله من زحام شديد في الشوارع ، إضافة إلي البسطات والعربيات الموجودات في جوانب الطرقات وعلي أرصفة الشوارع وغيرها من العوامل والأسباب .
وأشار الجعمي إلي أن التشخيص السليم للمشكلة يمثل نصف الحل، وأرى أنه لابد أن تتحمل إدارة المرور مسؤولية معالجة المشكلة من خلال إصدار قرار يفرض غرامة مالية تصل إلى عشرين الف ريال كحد ادني على كل سيارة نقل أو خصوصي ترتكب مخالفة وقوف غير نظامي فيما تتضاعف الغرامة علي السيارات الأجرة .
كما تتولى الانشاءات معالجة صغر اتساع الشوارع من خلال إقامة الجسور وحفر الإنفاق في الجولات والأماكن المزدحمة وعلي أمانة العاصمة القيام بمسؤوليتها ونقل أسواق القات وإزالة الأكشاك والأسواق العشوائية وغير المرخص لها من جوانب الطرقات والتي يمثل تواجدها سببا آخر للازدحام كما هو حال شارع هايل..
خط خدمات
أما عبد الكريم الحبيشي سائق سيارة نقل فيقول: الاختناقات المرورية مشكلة قديمة في وليست وليدة اللحظة واعتقد أن التخطيط المروري لم يراع الزيادة السكانية، ولا الأعداد الهائلة من السيارات التي تدخل إلي البلاد بشكل سنوي.
مشيرا إلي أن أسباب هذه الزحمة يرجع إلي عدم وجود خط خدمات لسيارات الأجرة بمختلف أنواعها، وهو خط سير إجباري لها وأي سيارة أجرة تدخل الخط العام أو الرئيسي تحرر لها مخالفة ويوجه للسائق إنذار بمضاعفة المبلغ وسحب رخصة القيادة منه إن كرر نفس المخالفة.مثل ما هو موجود ومتعارف عليه في مختلف دول العالم
وأضاف الحبيشي عند تنفيذ ذلك سيخفف الضغط على الشوارع الرئيسية. وكذا يمنع أصحاب البسطات من استخدام جوانب الطرقات.
ساعة كاملة
الأخ محمد حمود سائق حافلة أجرة قال: الجميع يعتقدون أن أصحاب الحافلات والباصات ومختلف سيارات الأجرة وراء هذه الزحمة ، ولكن لو أردت أن تعرف السبب الحقيقي لهذه المشكلة فيرجع الى الشوارع الضيقة التي لا تصلح حتى أن تكون شوارع حارات ،فعندما خططوا هذه الشوارع في الثمانينات لم يكن في صنعاء إلا ( 6 ) حافلات، وكان البشر يومها قليل وشوارع صنعاء محدودة، أما اليوم فلم يعد شارع الزبيري يكفينا ، اذهب إليه في وقت الظهر وشوف كم تحتاج من الوقت للخروج منه ؟ وبحكم عملي المتواصل في ذالك الخط فإنني أوكد أن ساعة كاملة في وقت الظهيرة لا تكفي لتجاوز هذا الشارع .
صحيح أننا نتسبب في بعض هذه الزحمة ولكن لأنه لا يوجد مواقف، وأيضا معظم الركاب غير واعين فبمجرد أن يقول الراكب (على جنب) يريدك ان تتوقف ولو مشيت خمسة متر فقط صرخ وسب وسب وتعصب حتى أن بعضهم يرفض دفع الأجرة بحجة انه بحاجة إلى (موتر) للعودة للمكان الذي كان يريد النزول فيه.
ويرى محمد حمود الحل في توسيع الشوارع قدر الامكان وبناء الجسور وحفر الانفاق في الجولات الكبيرة والشوارع الرئيسية كما يرى أنه يجب على الاعلام ان يساهم في حل هذه المشكلة من خلال توعية الناس ..
حماية كرامة جندي المرور
رجال المرور ( شرطي) تقع عليه مسؤوليته تنظيم حركة السير وهم أكثر الأشخاص إلماماً بأسباب هذا الزحام ولهم دور ملموس في معالجة ذلك ولنتلمس الأسباب الحقيقية للمشكلة التقينا بالجندي اسامة المعافى والذي تحدث حول أسباب وحلول هذه المشكلة قائلاً: اعتقد ان عدم انضباط السائقين والتزامهم بقواعد المرور أحد الأسباب.. صحيح ان الشوارع ضيقة وعدد السيارات في تزايد مستمر ولكن اذا التزم السائقون بآداب الطريق وقواعد المرور فان الزحمة سوف تخف بنسبة 70% موضحاً أن الازدحام نوعان زحمة متحركة وهذه مشكلة موجودة في معظم دول العالم وخاصة في وقت الذروة ولكن المشكلة هي النوع الثاني والمعروف بعرقلة حركة السير التي تؤدي الى توقف حركة المرور وهي مفتعلة من قبل بعض السائقين نتيجة استهتار او قلة وعي .
ويرى المعافى ان الحل يكمن في عدم تهاون ادارة المرور مع المخالفين بالإضافة الى ضرورة حماية كرامة جندي المرور الذي كثيراً ما يتعرض للإهانة أثناء قيامه بأداء واجبه.
|