موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


189 صحفياً فلسطينياً استشهدوا في غزة - أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة في شمال غزة - زوارق حربية إماراتية في ساحل حضرموت - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 44176 - 17 شهيداً في قصف إسرائيلي على غزة - مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي - المستشار الغفاري يبارك نجاح بطولة العالم للفنون القتالية بمشاركة اليمن - الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
ثقافة
الميثاق نت -

الإثنين, 12-أغسطس-2013
جمال جبران -
15 عاماً أمضاها في صنعاء مع رفيقة دربه ملكة أبيض التي أكّدت منذ يومين أنّه لم يفقد وعيه ولو أنّه عانى صعوبات في النطق. حصيلة هذه الإقامة كانت «ديوان اليمن»، ومجموعة أعمال صدرت في مجلّدات تحت عنوان «ثمالات» وكتاب «أوراق من حياتي» الذي يروي شيئاً من سيرته.


في تلك السنوات البيضاء التي قضاها سليمان العيسى بيننا في اليمن، كان يبدو أنه قد قرّر التوقف عن المضي قدماً في العمر. بقي طوال تلك السنوات بالهيئة ذاتها التي رأيناه فيها للمرة الأولى حتى عودته إلى بلده الأول، سوريا. نحو 15 سنة قضاها في «اليمن السعيد». وكان سعيداً بها مع رفيقة دربه ملكة أبيض، أستاذة الأدب الفرنسي في «جامعة صنعاء» وكنّا سعداء بهما. في تصريح لوكالة «سانا»، أعربت ملكة أبيض عن بالغ حزنها بفقدان زوجها، مؤكدة أنّه «لم يفقد وعيه خلال الفترة الأخيرة رغم أنه لم يستطع النطق بشكل جيد». وقالت «بقي يشعر بكل ما حوله حتى آخر لحظات حياته، إذ كنا نتحدث عن عيد الفطر السعيد وكيف سنقضيه». خلال سنوات إقامته في اليمن، كان صاحب «ديوان اليمن» لا يفعل شيئاً كي يثبت أنّه صار يمنياً ولا يحتاج إلى وثيقة كي تؤكد ذلك. يخرج معنا وزوجته في رحلاتنا الجامعية المختلطة أيام كانت «جامعة صنعاء» ما زالت جامعة محترمة، يقرأ لنا من «ديوان الأطفال» ويقول: «ماما ماما يا أنغاماً تملأ قلبي بندى الحبِ، أنتِ نشيدي عيدكِ عيدي، بسمة أمي سر وجودي».

وهذا من النوع الشعري المخصص للأطفال الذي أعلن تفرغه له بعد النكسة أو خلال مشاركاته معنا في تلك الصباحيات الشعرية التي كنّا نقيمها له في كلية الآداب بعدما صرنا مساعدين أكاديميين فيها ونعمل مع رفيقته الدكتورة ملكة أبيض، وصولاً إلى تركنا الجامعة واشتغالنا في جرائد تحوي أقساماً تعنى بالأدب وشؤونه. وكان أن فُتحت صفحاتها لنشر جديده الشعري وإصداراته التي صارت تخرج إلى المكتبات بشكل منتظم، وأغلبها حول اليمن مكاناً وإنساناً.

يقول خالد الرويشان، وهو وزير ثقافة سابق، إنّهم أصدروا وأعادوا إصدار الكثير من منجزات سليمان العيسى: ديوان ضخم سماه «ديوان اليمن»، وجملة أعمال متتالية صدرت في مجلّدات بأجزاء عنونها بـ«ثمالات»، إضافة إلى كتاب «أوراق من حياتي» يروي فيه شيئاً من حياته إلى جوار ترجمة للكتاب إلى الفرنسية أنجزتها رفيقته ملكة أبيض. في هذا العمل، حكى عن ولادته في قرية النعيرية، وعلاقته بالحرف الذي تعلّمه على يد أبيه المعلم في كُتّاب القرية وأخذه إلى قواعد النحو والصرف والرياضيات.

وعندما انتقل من القرية إلى مدرسة ابتدائية في أنطاكية، ساعدته هذه العلوم على دخول المرحلة الرابعة مباشرة. كانت فترة قصيرة قبل أن يصعد إلى منصة القول الشعري وهو في الصف الدراسي الخامس بقصائد تمّس العصب الوطني لدى الجماهير المتأهبة لمجابهة الاستعمار الفرنسي. انتقال جديد سيفعله شاعر «إني أواصل الأرق» عندما نُزع لواء الاسكندرون ليرحل في بقاع شتى من حماة، فاللاذقية إلى دمشق. سوف يسجن كثيراً بعد ذلك ويزداد تعلقه بالقصيدة وبالوطن وبالعمل السياسي عبر مشاركته في تأسيس «حزب البعث» وهو طالب في المرحلة الثانوية.

بعد ذلك، انطلق في الشعر واللغة وبما يحيط بهما من فضاء ليشارك في تأسيس «اتحاد الكتاب العرب» في دمشق ليُنتخب بعدها بسنوات ويدخل في قائمة أعضاء «مجمع اللغة العربية» في دمشق (1990). وبين هذا وذاك، تنقل بين دول عربية عدة ليستقر في اليمن قبل أن يعود نهائياً إلى دمشق حيث صمت ولم يعد قادراً على الكلام.

في العامين الأخيرين وخلال الاتصالات الهاتفية التي كان أصدقاؤه الكبار في صنعاء يجرونها معه، كان يمتنع عن الحديث وتتكفل رفيقته ملكة أبيض بذلك ناقلة أخبار «الشاعر اليمني الذي صار مقيماً في دمشق».

كأنه سأم الكلام عن مشاهد الخراب التي صار يراها كل يوم على الشاشة ولم يكن يتوقع أن يراها، رغم أنّه كتب يوماً في أوراقه «أعتزُ بشيء واحد، هو أحلامي التي كانت وراء كل كلمة قلتها في حياتي، ولا أرى لحياتي معنى من دون حلم، وهو من يحرّكنا، ويحمل العزاء إلينا، في أمرّ الهزائم، وأقسى الانكسارات». كما قال «لن أعلن وفاتي. إن جذوري تزال في أعماق أعماق هذه الأرض، ونحن لسنا نهاية الدنيا».
* عن الاخبار اللبنانية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)