عبدالله الصعفاني -
أخطر مافي المشهد المصري بتفاصيله السطحية والعميقة ليست تداعيات الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي بعد أقل من عام من جلوسه على كرسي الحكم فحسب وإنّما في حالة التوقد الذهني المثير في العقول المصرية والعربية بعد ثلاثة اعوام على انطلاق ما يسمى بالربيع العربي
♢ اكتشف الشباب ان ثورتهم تحولت في نهاية المطاف إلى دليل عملي على أنهم كانوا مجرد " كوبري " لصعود الاخوان الذي طاب لهم فراغ رحيل نظام مبارك فشغلوه بالجوع التأريخي للسلطة الذي يمتد إلى أكثر من ثمانية عقود من الزمن ..
♢ لم يكن الاكتشاف بسبب احساس المصريين بغياب مبارك وعدم حضور من يليه وإنما بالوقوف على حقائق ليست جديدة لكنها ظهرت بوضوح امرأة تركب على سنان جمل
♢ اكتشف المصريون انهم أمام امور تبدو مّره لكنها حقائق القفز عليها مغالطة للعقل وتحايل على قواعد المنطق .. فالشعب الذي أطاح بنظام مبارك بالشرعية الثورية هو نفسه الشعب الذي أطاح بخلفه محمد مرسي بنفس الشرعية وبنفس العسكر.. ومع ذلك تسابق المتسابقون لتسمية 25 يناير ثورة واعتبار 30 يونيو انقلاباً .. ولم تفلح التأكيدات المتأخرة بأنه كما جرى انتخاب مبارك بصناديق التزوير الأمني لم تخل صناديق انتخاب مرسي من بركات كروت اقتراع تم اكتشافها في المطابع الأميرية .
♢ أمّا الأخطر من كل خطر فهو الوقوف على تجربة عملية مصرية القت الضوء الجديد على حقيقة أن السيناريوهات الأمريكية طويلة الأجل وأن الربيع العربي لم يكن سوى الترجمة الحرفية لمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي دُمر فيه جيش العراق ويدمر فيه جيش سوريا وتحاك فيه خيوط تدمير الجيش المصري ..
♢ وقطعاً فإن في الذي حدث ما يدعو بقية الأنظمة العربية إلى تدارك بقايا المخطط الذي يجعل الفتنة قدراً لا فكاك منه ..