زعفران علي المهنأ -
لا شيء يؤلمنا.. كتغافلنا لشعوب عظيمة تقف خلفنا ونحن نمارس معها أبشع الجرائم تارة بالتهميش والاقصاء وتارة بالتصفية .
لا شيء يؤلمنا... كهتك أعراضنا وأراضينا .. لحماية أراضي أحلامهم .
لا شيء يؤلمنا... إلا تلك الموجة العالية من الانحطاط والخيانة وهم يرتدون أقنعة المهرج ورسم ابتسامة صفراء على وجوههم الملونة بدماء أبناء أوطاننا .
لا شيء يؤلمنا ...كبترنا ليدنا اليمنى حتى لا تتحول وجعاً وهم بأيديهم يزيدوننا وجعاً حين يُودعون أموالاً حراماً في حرام والركض بلهاث مسعور صوب آخر محطة قطار ليصعدوا قطاراً قد فات
كل هذا توارد إلى أسطري بعد أن أنهيت قراءة مقال حول ثورات الربيع الاوروبي عام 1848- 1849م وكيف يعيد التاريخ نفسه في سحق الشعوب .. نفس الاجندة ،نفس الصراع .. تفتيت أنظمة بغض النظر عن نسبة الفساد فيها الذي نقف ضده تماما ،ومن ثم تفتيت دساتير، يليه تفتيت الجيوش ليقتل كل الاخر بيديه .
في عام 1848- 1849م ثار الليبراليون على الكنيسة والبابا وعمت البلاد الفوضى ليصل بهم الحال اليوم الى ان يكونوا مجموعة مسامير في ترسانة الحرب الموجهة الينا
وفي عام 2011 - 2013م الايدلوجية لدى الاخوان فوضى ولا غير الفوضى ليصلوا بأبناء الوطن ليقتلوا بعضهم بعضا بأيديهم..
أعذروني على هذه الجملة (ما أقذر المرحلة التي نمر بها ) لذا ابحثوا معي عن هدهد سليمان وأخبروه بالنبأ اليقين بأن اليمن هو نبض الحكمة والعقل في الشرق الاوسط..
وأخبروا بل بشروا فرعون بأنه بعد كل هذه الآلف من السنين ثبت من فاقه ظلماً وجوراً فلم يعد الامثل للظلم والجور فهناك الاخوان فاقوه بامتياز.
واهتفوا معي بصوت واحد من يغيثنا بعصا موسى بعد انتشار كل هؤلاء السحرة التي تهدم الامان في أوطاننا..
ولنشد الوثاق على أنفسنا حول تلك النخلة التي استندت عليها طهر الارض بكله مريم العذراء لتحمل لنا بين يديها معجزة الرحمن بكل صبر وأنفة وشموخ لنجلد ذاتنا ونحن نشاهد تلك النسوة اللائي يبذرن الفتنه في كل مكان وينشرن الفوضى بوسائل عصرية..
ونصرخ على قلب رجل واحد من لنا بفتية الكهف وكهفهم كي ننام ألف سنه مما تعدون ونستيقظ على وجوه غير الوجوه وقلوب غير القلوب..
وأخيرا وليس بآخر نردد سويا (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) وقد ابتلعنا حوت يونس وحبسنا في غياهب أحشائه وقد تحول القلم الى قيد تأسرنا حروفه وتخنقنا كلماته دون أن ننتبه لخطورة هذا القيد!!