سمير النمر -
< ونحن نحتفل بالذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام يجدر بنا جميعاً أعضاء وقيادات وكوادر المؤتمر الشعي العام أن نتوقف قليلاً لإعادة قراءة تاريخ هذا الحزب العريق وتتبع مسيرته الوطنية منذ تأسيسه الى يومنا هذا من أجل استلهام وقراءة هذه التجربة السياسية ابتداءً من نشأته ومروراً بأهم التحولات التي حققها هذا التنظيم في مسيرة البناء والتنمية داخل هذا الوطن ووصولاً الى المحطة التي يقف فيها اليوم.. قراءة هذه التجربة تجعلنا ندرك أهمية المؤتمر مقارنة بغيره من الأحزاب الشمولية التي مارست كل أنواع القمع والاقصاء والاستبداد والاستلاب لحريات اعضاءها وأفرادها، كما أن قراءة مسيرة المؤتمر الشعبي العام تجعلنا نقف بصدق مع النفس لمراجعة أداء المؤتمر وإخفاقاته حتى نستطيع تجاوزها وعدم تكرارها في المستقبل.
ما يميز المؤتمر عن غيره من الأحزاب والتنظيمات السياسية أنه جاء من رحم الشعب اليمني كاستجابة وطنية اقتضتها الظروف السياسية والاقتصادية التي كانت تعيشها البلد في تلك المرحلة وسط صراعات الأحزاب الايديولوجية والشمولية التي كادت أن تفتك بالبلد فكان تشكيل وتأسيس المؤتمر الشبعي العام في ذلك التاريخ بمثابة السفينة التي أنقذت اليمن واليمنيين من الغرق في بحر الصراع والفوضي والتمزق والتشرذم كونه مثل الاطار الفكري والوطني الذي استظل تحت لواءه اليمنيون بمختلف انتماءاتهم الفكرية والمذهبية والسياسية، وأجمعوا على كل أفكاره ومبادئه التي صاغوها بأيدٍ يمنية وعقول يمنية استلهموا فيه هوية اليمن وحضارتها وتاريخها العروبي والاسلامي، ولهذا كان هذا التنظيم كبيراً بحجم اليمن.. نبيلاً بنبل وسائله، وسامياً بسمو غاياته، لأنه اتخذ من الحوار واحتوى الرأي والرأي الآخر بالوسيلة التي حقق من خلالها اهدافه وغاياته النبيلة لأن اهدافه ووسائله كانت واضحة، ولذلك لم نجده يوماً يعتمد على منهج أو مبدأ الغاية تبرر الوسيلة التي اتبعته كثير من الأحزاب التي صاغت أفكارها وأهدافها في الغرف المظلمة وجعلت من هذا المبدأ طريقاً لتحقيق غاياتها غير النبيلة بأساليب غير شريفة للوصول الى أهدافها وغاياتها، ولهذا فقد كان المؤتمر الشعبي العام ومازال وسيظل متفرداً بأفكاره وأهداف ووسائله وغاياته لأنه يمتلك مشروعاً واضحاً لا يختلف عليه اثنان فمنذ تشكيل المؤتمر الى اليوم فإن المؤتمر هو السباق في صناعة التحولات الوطنية العظمى للشعب اليمني ويكفيه شرفاً بأنه أرسى دعائم الوحدة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة منذ نشأته الى اليوم، كما أن معظم الانجازات التي تحققت لليمن كانت بفضل الله ثم بفضل المؤتمر الشعبي العام بمختلف تكويناته.. ومن هنا ونحن نحتفل بالذكرى الحادية والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام يجب علينا أن نفخر بانتماءنا لهذا الحزب العريق والأصيل بأصالة الشعب اليمني، كما أنه من الضروري جداً أن نراجع أخطاءنا واخفاقاتنا في كل المراحل السابقة من أجل تصويبها وعدم تكرارها من أجل استشراف آفاق المستقبل ومواصلة مسيرة البناء والنهوض باليمن.