محمد محمد أنعم -
كانت ذكرى نكسة حزيران حافلة بصور تمجد الهزيمة.. عشرات.. مئات.. آلاف الآلاف من الأسماء والشخصيات التي صنعت تلك الهزيمة وحاولت ان تقدم نفسها كشخصيات بطولية خارقة عبر القنوات الفضائىة ومختلف وسائل الإعلام.. ^ في صنعاء كان الجو الصنعاني يستحضر بعض أحزان الأمة.. كانت المعارضة من بعض قيادات أحزاب المشترك تزمجر عن »ملاحم« و.. »بطولات« و»صمود مقدس« وتعلو أصوات هرطقة مثل »ساحة الحرية«.. »كفوا« وضجيج إعلامي وخطبتي جمعة و... و... الخ.. ^ بين أموات الأمس وأموات اليوم كانت صنعاء هي العاصمة العربية الوحيدة التي تعيش تلك الشعارات التي قهرت الأمة.. نعم لو كان أولئك المتحدثون ثبتوا ولم يفروا من المعركة يومها.. لما هُزمت أمتنا تلك الهزيمة الشنيعة في 1967م.. من يومها وحتى الآن مازلت أرجو أن يحاكم أولئك الذين احتفى بهم إعلامنا العربي كمتسببين في هزيمة العرب أمام قوات الصهاينة.. غير ان هذا الرجاء لايمكن ان يتحقق طالما وبطولات مزعومة تخوضها قيادات منبوذة في المعارضة اليمنية من أجل ترسيخ تلك الهزيمة. ❊ فمن أجل مصالح شخصية وحزبية أصبح عقائديون في الفكر الشمولي يتحدثون عن حرية الصحافة.. »لاصوت يعلو فوق صوت الحزب« تتذكرون هذا الشعار..! ^ أما الشيخ »دحابة« فقد زمجر في خطبتي الجمعة من أجل حق مواقعهم الاخبارية ومواقع التابعين لهم بالعمل خارج سلطة القانون. ووحدها حرية الصحافة.. حرية التعبير، الديمقراطية هي المحرمة في أحزابهم.. وعلى مدى سبعة عشر عاماً من التعددية والديمقراطية في اليمن وهم بتلك العقليات الشمولية والانهزامية لم يتغيروا للأسف برغم أن كل شيء حولنا قد تغير.. ويبقى الشيء اللافت للانتباه هو ان صناع هزيمة 1967م يريدون ان يقدموا أنفسهم لنا وكأنهم أبطال، وتزامن ذلك مع بعض رموز المعارضة في اليمن، حقاً انه تزامن يدعو للتأمل.. ليس هذا فحسب.. لكن بالضجيج أيضاً.. وأيضاً يبقى القاسم المشترك بينهم انهم منبوذون من شعوبهم.. وهذا هو الأهم..!!