فكري قاسم -
«اشعل شمعة، بدلاً من ان تلعن الظلام» ومؤسسة الكهرباء، وتلعن أبو اليوم الذي ولدت فيه في بلدٍ غارقٍ بالإنجازات العظيمة، مه (!) وبالصور؟!
«كونفوشيوس» على فكرة، حينما قال تلك العبارة المقوسة أعلاه، اعتبره الصينيون فيلسوفاً بديعاً.
حتى ان مشرعي قانون تحديد النسل-على ما أظن- راجعوا فكرتهم الخاصة بـ»مولود واحد لكل أسرة« طالما وأن العملية ستخلُف فلاسفة عِظام بحجم كونفوشيوس.
لكن في بلادنا الأمر يختلف.. إذ الشمعة تبدو رمزاً للصبر وللتصفيق لسياسات- غالباً- لا تورث غير الظُلم والظلام، وكذا أهزوجة: »يا كهرباء دوري دوري .. الشمعة بطل الدوري؟!« .
للأسف..لايوجدلدينا- في اليمن- فريق كروي يحمل اسم الشمعة.. خسارة.. لكن لدينا في المقابل- خصوصاً ايام الصيف- دوري نشط جداً، ويشمل غالبية الفئات والمحافظات والمدن، ذلك هو الدوري العام لمؤسسة الكهرباء.. حيث ينقطع التيار من ساعة إلى ساعتين صباحاً، وتتعطل كثيرٌ من أعمال الناس.. الامر عادي,انما الاعمال بالنيات، وبالطاقة النووية ان شاء الله..
وأما مباراة المساء و»السهرة« فحدّث ولا حرج، تنطفئ الكهرباء لساعات، ومامعك لحظتها إلا تفنجل عيونك لتستضي.. وفي اليمن »مُش حتقدر تغمض عينيك«.
المشكلة ان دوري (طفي لصي)لاينتهي بخروج المغلوب.. إذ ان الكل- هنا- مغلوب، والبطل في الأخير هو تاجر الشمع الخفي.. الله يرزقه، قولوا آاااااااميييييييييين.
0بالمناسبة..ان زيارة مسؤول رفييييييييع المستوى (رفيع قوي قوي) لاية محافظة او مدينة، تبدو أشبه بتكريم رسمي للمواطنين هناك، فهو حين يحضر، تحضر الكهرباء ولاتنطفىء، والماء يحضرمعه، ولاينقطع عن حنفيات البيوت،كما تترتب حركة السير في الشوارع.. يعني تصبح لدينا دولة لأيام.
وحين يغادر، ينتهي الفيلم بذكريات لاتبدو لئيمة على الاطلاق.
^ في مقهى على الشارع العام، مواطن يسأل زميله على نفس الطاولة،باهتمام:
ـ تقول المسؤول (رفيع المستوى) عاده هنا أو قد سافر؟
رد الثاني ببرود:
- إذا طفت الكهرباء اليوم، معناه أنه قد سافر!.
^ ينقطع التيارعموماً، ويزداد معدل الخلفة..جيل الشموع- على مايبدو-سيكون جيلاً خارج عن الارادة.
جيل جاء في لحظة طفش، إلا اذا احست مؤسسة الكهرباء فداحة الامر، وفكرت - مثلاً مثلاً- ان تصرف مع كل عداد وفاتورة (لولب) لترشيد الخلفة، مالم (وارحبي ياجنازة لافوق الأموات)..
الأفدح من ذلك ان عديداً من شوارع البلد تبدو كما لو أنها منتجع حفر، ومامعك إلا تفتح عيونك خوفاً من ان تقع في حفرةٍ ما وانت تمشي في الظلام.. ياسااااااااتر، في بلادنا بالفعل (مُش حتقدرتغمض عينيك)..
< لأمـــل الباشا0
ظلام البيوت والطريق مقبول احياناً، لكن يزيدوا يغلّقوا لنا مانقص بظلام العقول!قد هي مِجنانه.. كما ان الاتكاء على التفاهات,لايقود الا لوحل من التفاهات.
صحف سيئة الصيت كما اصحابها,وجدت في مسألة التكفير والتخوين والتحريض البليد مرتعاً خصباً للنيل من نقاط ضوء في البلد,امثال الاستاذة القديرة/أمل باشا.. وغيرها من الناشطات والناشطين. ثم- وهومجرد (استقراح) فقط- اجدر بأخبار اليوم ان تبحث لنفسها عن اخبار تجعل منها(عجينة) محترمة..اعرف ان في ذلك صعوبة ومشقة بالغتين بالنسبة إليهم,لكن ماعليش,بالمحاولة والتكرار,عيعين الله..
Fekry19@hotmail.com