|
|
يحيى علي نوري - اللامركزية التنظيمية هل اضحت واقعاً يمارس في الحياة المؤتمرية الداخلية وهل كانت قرارات وتوصيات الدورة الثانية للجان الدائمة المحلية للمؤتمر قد عبرت بوضوح عن تفاعلها الجاد مع اللامركزية وما اذا كانت - اي اللامركزية- في حاجة الى متسع من الوقت حتى يتم بلورتها الى الواقع.
تساؤلات عدة سنحاول من خلال هذه اللقاءات مع العديد من القيادات المؤتمرية القاعدية الاجابة عليها لاستيضاح مدى الاستغلال الأمثل للامركزية في ادارة وتسيير النشاط المؤتمري القاعدي. يرى عبدالكريم شائف - عضو اللجنة الدائمة رئيس فرع المؤتمر في محافظة عدن ان اللامركزية واقرارها كقاعدة لانطلاق النشاط المؤتمري من قبل المؤتمر الشعبي العام كانت خطوة غير عادية على طريق المزيد من الممارسة الحزبية الداخلية في الحياة المؤتمرية كما انها جاءت كانجاز يؤكد ان المؤتمر الشعبي العام تنظيم قادر على الاستمرارية والحيوية والقدرة ايضاً على التعاطي مع كل جديد من شأنه ان يعزز من بنائه المؤسسي ويؤكد شائف على ان المؤتمر بخطوته هذه قد حقق قصب السبق في الحياة الحزبية حيث يعد الأول في الاحزاب والتنظيمات السياسية الذي يقرر وبصورة فاعلة الانتقال الى اللامركزية التنظيمية من خلال نقل العديد من المهام والمسئوليات من التكوينات القيادية التابعة له الى التكوينات القاعدية.وينوه شائف في معرض حديثه عن انجازات اللامركزية التنظيمية بانها قد جاءت ايضاً مواكبة ايجابية لجهود المؤتمر الايجابية التي يبذلها على صعيد نشاطه الوطني حيث امكن له التأسيس الايجابي للمشاركة الشعبية عن طريق المجالس المحلية واعطاء السلطات المحلية العديد من الصلاحيات في اطار اللامركزية المالية والادارية التي يواصل تعزيز مسيرتها من يوم لآخر.
معالجات ناجعة
وما اذا كانت اللامركزية التنظيمية اضحت اليوم ممارسة من قبل التكوينات القاعدية للمؤتمر على الواقع يقول شائف : ان مسألة التقييم لذلك تعد مبكرة حيث لايمكن القول وبصورة قطعية انها باتت كانجاز مورس على الواقع وانما هناك العديد من المعوقات التي على قيادات المؤتمر وفي اطار توجيهاتها الراهنة الى تعزيز اللامركزية التنظيمية ان تعمل على ايجاد المعالجات الناجعة لها.. ويشير شائف الى ان من أبرز هذه المعوقات تتمثل في الجوانب المالية حيث مازال التعامل مع هذا الموضوع يتجه مركزياً الأمر الذي يحد من قدرة التكوينات القاعدية من قيامها باعداد البرامج والخطط لمختلف فعالياتها الرجالية والنسوية والشبابية والطلابية، خاصة وان هذه البرامج تحتاج الى الدعم المادي والذي سيظل من وجهة نظر شائف عائقاً امام اللامركزية ويتطلب بالتالي معالجته..
وحول تقييمه لمستوى القرارات والتوصيات التي تمخضت عن اللجنة الدائمة المحلية في دورتها الاعتيادية الثانية وما اذا كانت هذه النتائج تعكس وعي القطاعات المؤتمرية باللامركزية قال : لقد تابعنا باهتمام بالغ هذه النتائج واستطيع القول ان تلك اللجان المحلية عملت على العديد من القضايا المرتبطة بالمحافظات الواقعة في اطارها سواء أكانت هذه القضايا على صعيد الهيئات التنفيذية او على صعيد أنصار المؤتمر في المجالس المحلية وفي ذلك مؤشر على ان اللجان المحلية قد سجلت حضوراً فاعلاً من خلال هذه القضايا لكن تقييم ذلك يحتاج الى وقت لمعرفة مدى قيام فروع المحافظات وفي اطار خططها من القيام بتنفيذ وبلورة هذه النتائج الى الواقع خاصة وان الدورة القادمة للجان المحلية سوف تقف أمام مستوى حجم الانجاز على صعيد توصياتها وقراراتها.
تجربة وليدة
❊ ناصر باجيل - عضو اللجنة الدائمة رئيس فرع المؤتمر في محافظة شبوة:
من المهم هنا ان نشير الى تجربة جديدة مثلت بكل ابعادها ومدلولاتها اضافة جديدة لجهود المؤتمر على الصعيد الوطني في اطار تعزيز المشاركة الشعبية الواسعة من خلال اللامركزية قادرة على التجاوب والتفاعل مع مختلف القضايا المحيطة.
ومن المهم ايضاً ان نشير الى ان تجربتنا الجديدة هذه في مجال اللامركزية التنظيمية هي تجربة وليدة بمعنى ان هذا الوليد بحاجة الى المزيد من الرعاية والاهتمام حتى يمكن لها ان تقوم بواجباتها على خير وجه.
ويواصل ناصر باجيل عضو اللجنة الدائمة رئيس فرع المؤتمر في محافظة شبوة حديثه قائلاً : لكن وباختيار هذا الهدف يمثل هدفاً استراتيجياً حرص المؤتمر على تحديده كاسلوب عملي لنشاطه الوطني والتنظيمي فإننا يجب ان لانترك هذا الوليد للايام والصدفة في ان نجعله قادراًَ على الفعل والعطاء وانما نحن جميعاً المؤتمريين مطالبون بأهمية وضع البرامج والخطط الكفيلة لتعزيز هذه التجربة وجعلها تسير بخطوات واثقة من وقت لآخر ونحن في زمن المعلومات وزمن المهارات والمعارف مطالبون ايضاً بأهمية اختصار الوقت واستغلاله الاستغلال الأمثل حتى نبلغ ثمار هذا الهدف المتميز للمؤتمر والمستجيب للكثير من الحيثيات الموضوعية المرتبطة بطبيعة النشاط المؤتمري القادم وما سيواجهه من تحديات..
كما انه - والحديث لباجيل- يمثل هدفاً تنظيمياً كبيراً العضوية فيه تزيد على ثلاثة ملايين عضو ومن المستحيل على اي ادارة تنظيمية ادارة هذا العدد الكبير وقد يكون لجوء المؤتمر الى اللامركزية معبراً عن هذه المسألة حيث وجد اللامركزية التنظيمية هي الاداة الفاعلة والتي يعول عليها كثيراً في ادارة وتسيير العمل المؤتمري.
ويؤكد باجبل على ماسبق ان اكد عليه زملاؤه على ضرورة الاهتمام بالتدريب والتأهيل وبصورة متواصلة.
حضور فاعل
ويرى ان من الآليات الفاعلة اليوم التي ستناط بها مهمة بلورة اللامركزية هي المزيد من الاهتمام باللجان الدائمة والفرعية بالمحافظات باعتبارها تكويناً مؤتمرياً تنفيذياً مناطاً بتنفيذ كافة القرارات والتوصيات الصادرة من المؤتمرات العامة للمؤتمر فيما يتصل بجانبها التنظيمي ومنها اللامركزية التنظيمية وكذا من مدى قدرتها ايضاً على التعامل مع مختلف القضايا القاعدية والتنفيذية في اطر المؤتمر.
وخلص باجيل الى القول : وذلك لايمكن ان يتم بمعزل عن اهتمام ورعاية الامانة العامة لتجربة اللامركزية مؤكداً ان هذه الرعاية قد تجلت كثيراً في حرص الامانة العامة وعلى رأسها الاخ الاستاذ عبدالقادر باجمال على حضور فعاليات انعقاد الدورة الثانية للجان المحلية وهو حضور عكس اهمية دور الامانة العامة على تعزيز التجربة ويجب ان يتواصل هذا التعزيز من خلال العديد من المناشط ومنها جعل الشئون المالية في اطار اللامركزية باعتبارها المحك الرئيسي الذي سيشمل طبيعة الانشطة والفعاليات.
❊ ويتفق سالم الوحيشي - عضو اللجنة الدائمة رئيس فرع المؤتمر في محافظة صعدة مع ما ذهب اليه شائف من وضع للجانب المالي لما برزت المعوقات التي تقف أمام اللامركزية لكنه يرى ان الواجبات والمهام الواقعة على عاتق المؤتمر تتطلب منه المزيد من الجهود باتجاه تحقيقها تتطلب دائماً من الامانة العامة رعاية اللامركزية التنظيمية باتجاه المزيد من بلورتها كسلوك على الواقع تتعاطى معه مختلف القدرات والامكانات المؤتمرية ويرى ان العمل على تعزيز اللامركزية يجب ان يتم في اطار منظومة شاملة هي منظومة العملية التنظيمية وبحيث تواصل جميع تكويناتها قيادية او وسطية او قاعدية من أجل تعزيزها..
ويرى الوحيشي في هذا الصدد ان معهد الميثاق ومن خلال الاهداف التي انشئ من أجل تحقيقها معني اليوم واكثر من أي وقت مضى بأهمية القيام باجراء دراسة متعمقة للامركزية التنظيمية وتحديد احتياجاتها ومتطلباتها على المستويين الآني والمستقبلي وبصورة ايضاً تجعله - اي معهد الميثاق-يقوم بدراسة الاحتياجات التدريبية للقيادات المؤتمرية القاعدية سواء أكان ذلك في اطار فروع المحافظات او فروع المديريات بحيث يقدم العديد من البرامج التي تهدف الى رفع مهارات ومعارف هذه القيادات بأهداف اللامركزية وكيفية التعاطي معها سواء كان ذلك على صعيد العملية الاشرافية والتقييمية وفن ادارة العمل المؤتمري وتزويده دوماً بقيم الادارة الحديثة الهادفة الى رفع مهارات القيادات في التخطيط والتنظيم والمعلومات.. الخ من المتطلبات.
الحماس المطلوب
ويؤكد سالم الوحيشي ان الفعاليات المؤتمرية مطالبة اليوم بأهمية ان تبدي من وقت لآخر تفاعلها وحماسها مع اللامركزية وان تشكل غرف تنسيق وتعاون وتكامل مع مختلف الهيئات المؤتمرية وبما يمكنها من القيام بالاستغلال الأمثل للامركزية.. ويرى الوحيشي انه اذا ما تم ذلك فإن اللامركزية ستواصل نشاطها بتزايد وبفاعلية اكبر من عام لآخر. وبما ان مطالبة الفعاليات المؤتمرية القاعدية بتحقيق اعلى درجات النجاح على صعيد اللامركزية التنظيمية يعد امراً مبالغاً خاصة في ظل حداثة التجربة التي تحتاج الى المزيد من التبلور وفي اطار من الخطط والبرامج حتى يتحول التفاعل معها الى سلوك تفرضه عملية الوعي الكاملة باللوائح والنظم المؤتمرية المختلفة..
تكثيف النشاط
❊ ويرى عائض الشميري - عضو اللجنة الدائمة نائب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بأمانة العاصمة ان من أبرز المتطلبات هو تكثيف النشاط التوعوي في اوساط القيادات المؤتمرية القاعدية ابتداءً من المركز التنظيمي ومروراً بقيادات فروع الدوائر والمديريات والمحافظات حيث لابد ان يتعرف هؤلاء بطبيعة وحيثيات الانتقال الى اللامركزية وطبيعة الصلاحيات والمهام والمسئوليات التي نقلت الى هذه التكوينات القاعدية.. ويؤكد ان مناسبة انعقاد الدورة الثانية للجان الدائمة المحلية في المحافظات قد مثلت فرصة ثمينة للوقوف أمام مدى ارتباطها باللامركزية والتعرف ايضاً على ما اذا كان هذا الانعقاد هو الانعقاد بتنفيذ مواعيد انعقاد الدورات المحلية.
صعوبات وعراقيل
ويتفق عائض الشميري مع ما ذهب اليه عبدالكريم شائف ان دورة المحليات تعد نقطة مهمة لتقييم مستوى اللامركزية بل اعتبرها بمثابة ترمومتر لقياس مدى درجة التفاعل وقال ان القيادات المؤتمرية والقاعدية هي اليوم معنية اكثر من غيرها في تهيئة كل ما من شأنه ان يعمل على السير باللامركزية باتجاه الاهداف التي أنشئت لأجلها.. ويؤكد ان وجود الصعوبات والعراقيل تعد امراً بدهياً لتحول كبير كهذا وخاصة لتنظيم كبير هو المؤتمر الشعبي العام الذي توجد مقاره وفعالياته على مستوى مختلف التراب الوطني لكن بحيث ان تلعب الامانة العامة وقيادات الفروع -والحديث مازال للشميري - دوراً ايجابياً في حل الكثير من هذه الصعوبات من يوم لآخر ومن خلال ايلاء المزيد من الاهتمام بالتكوينات القاعدية وجعل نشاطها يتم في اطار مشاركة فاعلة من مختلف التكوينات القاعدية والتنفيذية والبرلمانية وغيرها وبما يمكن الفروع ايضاً من الاستغلال الأمثل لمختلف القدرات والامكانات المؤتمرية الابداعية وعلى مستوى مختلف المجالات وتوظيف ذلك من خلال برامج وانشطة تهدف الى رفع مستوى المبادرات والروح التعاونية من قبل اعضاء المؤتمر في تفاعلهم مع البيئة المحيطة ويشدد الشميري في ختام حديثه على أهمية ايلاء اللامركزية اهتماماً كبيراً من حيث البرامج القادمة لمعهد الميثاق وهو ما اشار اليه اكثر من صنف في استطلاعنا هذا.
حديث الساعة
❊ عبدالرحمن خرجين - عضو قيادة فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة الحديدة- عضو اللجنة الدائمة الرئيسيةرحب بتناول »الميثاق« لهذا الموضوع والذي يؤكد بأنه يمثل حالياً حديث الوسط المؤتمري وهو حديث يتسع مع اتساع الطموحات للفعاليات المؤتمرية في بلوغ اللامركزية التنظيمية وقال ان الوسط المؤتمري يخوض حالياً غمار عملية التحول باتجاه ترسيخ وتجذير اللامركزية وهو الأمر الذي يتطلب من الامانة العامة القيام بدور فاعل في تعزيز هذا التحول اذ لايمكن ان تكثف الامانة العامة في نقل المهام والصلاحيات الى القاعدة دون ان تقوم بواجباتها التنظيمية حتى يمكن القيام بعملية انجاح هذا التحول وحتى تكون الفعاليات المؤتمرية القاعدية على درجة مؤهلة في القيام بادارة النشاط المؤتمري بوجهيه التنظيمي والتنفيذي على أسس سليمة تعكس مدى فهمها واستيعابها الكاملين للامركزية التنظيمية.
خطة ملحة
ولكون أداء القيادات القاعدية في اطار فروع الدوائر والمديريات مهماً باعتبارها التكوينات المعنية بالتفاعل مع الوسط المؤتمري العريض في القاعدة وعلى مستوى القرية او الحي او الدائرة فإن حمود النقيب- عضو اللجنة الدائمة رئيس فرع المؤتمر بالدائرة الــ18 بأمانة العاصمة يؤكد ان اللامركزية التنظيمية لابد ان يتم التعاطي معها من خلال خطط جامعة تشمل فروع المحافظات والمديريات وبصورة تجعل منها عاملاً مهماً في تنفيذ وبلورة الواقع.واشار النقيب الى أهمية القيام اولاً باعداد الخطط والبرامج الهادفة الى تحقيق هذه الغاية وفي اطار من المشاركة الفاعلة لكافة الفعاليات مع اعطاء المزيد من الاهتمام والرعاية من قبل القيادات المؤتمرية العليا في الامانة العامة لهذه الخطط ومتابعة تنفيذها وكذا اعطاء المزيد من الاهتمام بدورات انعقاد اللجان الدائمة المحلية بالمحافظات باعتبار هذه اللجان ودوراتها تمثل الارضية القوية التي يمكن من خلالها قياس مدى قدرتنا كمؤتمريين على التعامل مع اللامركزية وما اذا كنا نسير باتجاه ترسيخها على أسس وقواعد سليمة بعيدة عن الارتجالية والعشوائية.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|