الميثاق نت -
الدكتور أحمد بن دغر في حوار صحـفي:المؤتمر سيظل قوياً وجماهير الشعب تثبت أنه الحـزب الاول في اليمـن
< قال الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الدكتور أحمد عبيد بن دغر: إن المؤتمر الشعبي سيثبت في الانتخابات القادمة «2014م» أنه الحزب الأول، مؤكداً أن المؤتمر حزب عظيم ويملك القدرة دائماً على جذب الناس اليه والحصول على تأييدهم، وحزب لديه برنامج رائع وقيادة فذة ومجرّبة وتحب الناس والناس يحبونها.
وأشار بن دغر في حديث لبرنامج «ساعة زمن» على قناة «اليمن اليوم» إلى أنه لا خوف ولا قلق على المؤتمر رغم الإقصاءات التعسفية ضد أعضائه في مرافق الدولة.
وشدد بن دغر على إعادة صياغة الدولة بصورة مختلفة تعطينا دولة اتحادية من مجموعة أقاليم وعلى أساس الشراكة في السلطة والثروة.
وقال في حوار مع قناة «اليمن اليوم»: إن إعلان الإقليم الشرقي ليس خارج قرار المؤتمر الشعبي العام، وأنه سيتم قريباً إعلان إقليم تهامة المكون من أربع محافظات هي: «الحديدة، وحجة والمحويت وريمة»، كما أن هناك مقومات لإعلان إقليم تعز وإب وما حولهما، وكذلك يمكن إعلان أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء والمناطق المجاورة لهما إقليماً واحداً. وأكد الأمين العام المساعد للمؤتمر على رفض تدخل أي أطراف سياسية أو دولية في شؤون المؤتمر الشعبي وأن اختيار قيادة المؤتمر شأن يخص المؤتمريين وحدهم بالتشاور مع الرئيس عبدربه منصور هادي والزعيم علي عبدالله صالح.
- «الميثاق» تعيد نشر حوار الأمين العام المساعد لأهميته :
< دعنا نبدأ بالإقليم الشرقي الذي تم الإعلان عنه في نهاية اغسطس.. هل يمكن أن تحدثنا باختصار عن فكرة الإقليم الشرقي وماذا يضم ولماذا اخترتم هذا الوقت للإعلان عنه؟
- بداية دعيني أشكرك وأشكر كل الاخوة العاملين معك في برنامجك في قناة «اليمن اليوم».. أنتم بصراحة إعلاميون قدمتم خدمات جليلة وكبيرة للمؤتمر الشعبي العام ولليمن، فقد سلطتم الاضواء على قضايا كانت معقدة ومازال بعضها معقداً أيضاً حتى اليوم، لا يمكن الحديث عن الاقليم الشرقي الا إذا أدركنا حجم المعاناة التي تمر بها بلادنا، في واقع الأمر نحن نتكلم الآن.. عن مستقبل جديد لليمن، وهذا المستقبل يشمل فيما يشمل بناء الدولة من جديد، وهذه الدولة التي نحن بصدد إعادة بنائها في الواقع تتضمن رؤية مكثفة هي أنها دولة اتحادية من مجموعة أقاليم.
هذه الرؤية تم الاتفاق عليها في فريق بناء الدولة وتم الاتفاق عليها حتى سابقاً، وكانت هناك بعض النقاط التي وردت في وثيقة العهد والاتفاق، الآن تطور فكرنا السياسي وتجربتنا أيضاً اغتنت خلال العشرين سنة الماضية، ولهذا السبب اليوم نتحدث برؤية وبنظرة مختلفة الى الدولة.. اليوم طالما اتفقنا على أن هذه الدولة تتشكل من مجموعة أقاليم، فالحديث عن إقليم شرقي هو أمر طبيعي، أنا أعتقد أنه خلال اليومين القادمين سيتشكل إقليم تهامة وربما يظهر إقليم الجند من جديد.
< يعني هناك اتفاق على مجموعة أقاليم؟
- نعم.. نعم.. هذا اتفاق بين كل الأطراف.. نحن واللقاء المشترك تقاربنا حول هذه الرؤية ولا يشذ عنها إلا اخواننا في الحراك.. الحراك لهم وجهة نظر مختلفة.. في هذا الإطار جاء الإعلان عن الاقليم الشرقي.. أردنا أن نشجع الناس أن يمضوا في اتجاه تطوعي نحو تشكيل الاقاليم بدلاً من أن تأتي السلطات الأعلى وتفرض أقاليم على الناس، قلنا ان هذه الطريقة أنسب أن تتجمع بعض المحافظات التي يتوافر لديها المقومات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتكوين إقليم وبادرنا نحن في الاقليم الشرقي، واعتقد أن مبادرتنا قد حققت الرجاء المطلوب منها.
< أعتقد أن المبادرة تعرضت لانتقادات أولاً في إطار المؤتمر الشعبي العام.. هل عدت الى حزبك وفقاً للنظام الأساسي قبل أن تنضم الى أي إقليم أو حركة سياسية؟
- أولاً هي ليست حركة سياسية هي تصور لشكل الدولة في المستقبل ولعضو المؤتمر حق الاجتهاد فيها.. ما اتفقنا عليه في المؤتمر الشعبي العام نحن نريد إعادة صياغة الدولة بصورة مختلفة وبصورة تعطينا دولة اتحادية من مجموعة أقاليم وعلى أساس الشراكة في السلطة والثروة، وهذه اتفقنا عليها واتخذنا فيها قراراً في اللجنة العامة.
< يعني لم تتعرض لأي انتقادات؟
- لا.. لا.. بالعكس.. من الرئيس ومن الزعيم حصلت على بعض الاشادة.
< هل تعتقد أن الأحداث الأخيرة ساهمت في تغيير هذه الفكرة .. ما هي المستجدات بالضبط؟
- الفيدرالية بين شطرين كنت رافضها في السابق ومازلت أرفضها.. لا أعتقد أنها ستعطي لليمن فرصة لإعادة البناء من جديد.. أعتقد أنها ستعيدنا للتشطير أو أنها تعيدنا الى حالة التوتر التي كانت سائدة بين الجنوب والشمال ثم انها سوف تقتل هذا الحلم العظيم الذي حلمنا به في اليمن وحلم به الوطن العربي كله.. هذه الوحدة كانت أملنا في اليمن وأمل الشعوب العربية كلها.. القومية العربية تجسدت في اليمن.. الحديث عن القومية والوحدة تجسدت في تجربة اليمن الوحدوية واعتقد أن معي في هذا العدد الأكبر من المثقفين والمهتمين بقضايا الوطن اليمني والوطن العربي.. لهذا السبب أخشى من العودة الى فكرة التشطير فإذا أردنا أن نحافظ على الوحدة وأن نحافظ على اليمن المستقبلي فلابد لنا أن نفكر بصورة مختلفة لا أن نعود الى التشطير..
ما يجري حقيقةً في بلادنا هو انهيار للدولة وضياع لحلم الوحدة وحتى نوقف هذا الضياع وهذا التدهور علينا أن نبحث عن أشكال مناسبة لبلدنا وبالتأكيد نحن لن نصنع تجربة جديدة نحن سنستفيد من التجارب العالمية.. كل نماذج الوحدة التي صمدت كانت فيدرالية أو اتحادية من مجموعة أقاليم أو ولايات.
< لكن اليمن مختلفة.. اليمن تعاني ضعف الدولة المركزية وضعف الجيش و لم نستطع ونحن دولة واحدة أن نحافظ على البلاد.. هل تعتقد أن هذا قد يؤثر على مشروع الفيدرالية والأقاليم؟
- دعينا نعود لنفس المنطق الدولة بدأت مركزية وهي الآن تتلاشى أمام أعيننا هذا يعني أن المركزية قد انتهت.. لم تعد بصراحة قادرة على استيعاب التناقضات الاجتماعية الكبيرة التي نشأت منذ قيام الوحدة حتى الآن.. للأسف المركزية الشديدة قتلت التنوع في حياتنا وعندما تنتهي معادلة الوحدة والتنوع فإن أحدهما يتضرر، فقد تضررت الوحدة بسبب رغبتنا الشديدة في مركزة الحياة في بلادنا، بلدنا واسعة أكثر من 500 ألف كيلو متر مربع عندنا 25 مليون نسمة .. عندنا تنوع ثقافي وديني وجغرافي وتاريخي، لهذا السبب علينا أن نبحث عن صيغة وحدوية تناسب هذا التناقض والتنوع في حياتنا.. المركزية أوصلتنا الى ما وصلنا اليه .. للأسف مركزنا كل شيء في صنعاء وكانت النتيجة أن الناس في الاطراف قد تمردوا وحتى أصبح لديهم قناعات مختلفة بأن الوحدة لم تقدم لهم شيئاً وبعضهم راجع حتى مواقفهم وبعضهم كانوا زعماء راجعوا مواقفهم في الوحدة وتراجعوا الى الوراء.
< دكتور من يحمي هذا الاختلاف الذي قد ينشأ بين الأقاليم.. لا يوجد جيش .. لا توجد قيم.. أنت ترى طريقة الاختلاف حتى في مأرب يختلف معك فيعتدي على الكهرباء .. في عمران أو سنحان يختلف معك فيقيم نقطة تفتيش.. هل تتوقع أن تقود هذه الأقاليم الى معارك من نوع آخر؟
- هذه مظاهر انهيار الدولة والسؤال لماذا تنهار الدولة المركزية؟ هي تنهار لأنها لم تجد الدعم الكافي من المجتمع، المجتمع لم يكن يريد هذه المركزية الشديدة.. المجتمع لم يكن يريد هذه القوانين التي ربطت كل شيء بالعاصمة والمركز، وجعلت من المركز هو الأساس وهمشت الأطراف، لهذا السبب هي تنهار ومع انهيار الدولة يتمرد الذي يقطع الطريق ويتمرد الذي يفجر أنابيب النفط والغاز ويتمرد الذي يعتدي على المؤسسات العسكرية والأمنية على أمن الناس واستقرارهم.. لكن هذه مؤقتة إذا استطعنا أن نعيد ترتيب أوضاعنا وأوراقنا بحيث نحصل على دولة متماسكة مدعومة اجتماعياً كل هذه المظاهر سوف تختفي.
< هناك من يطرح أن فكرة الاقليم الشرقي كانت بإيعاز من الرئيس هادي لاضعاف القضية الجنوبية وتفكيكها.. هل هذا صحيح؟
- أولاً نحن في المؤتمر الشعبي العام اتخذنا قراراً بأن نبحث عن مجموعة أقاليم ونعيد صياغة شكل الدولة في اليمن وكانت الرؤىة بالنسبة لنا أن هذه الأقاليم قد تكون خمسة أو ستة أو سبعة والقرار اتخذ قبل أن يقرر هادي شيئاً ما تجاه الدولة.. ربما أعلن في عدن قبل شهر أنه يميل الى فكرة الدولة ذات الأقاليم المتعددة.. لكننا في المؤتمر ناقشنا الموضوع بكثافة وسعة بال واختلفنا واتفقنا ثم وصلنا الى أن الشكل المناسب للدولة الآن في الظروف الراهنة هو دولة اتحادية من مجموعة أقاليم.. فقرارنا ليس خارجاً عن قرار المؤتمر.. قرار حزبي وبدأنا في تطبيقه في المناطق الشرقية في المهرة وشبوة وحضرموت.
< أليس غريباً أنكم ركزتم على المناطق التي يتوافر فيها الثروة النفط والغاز وبقية الأقاليم ستكون مفلسة مثلاً؟
- هذا سؤال مهم ويرتبط دائماً بشكل الدولة وسؤال يثير القلق عند المواطن العادي وخاصة المواطن في الأقاليم أو المناطق الفقيرة التي ليس فيها موارد.. نحن في المؤتمر الشعبي العام وأنا منذ وقت مبكر عندما تحدثت عن هذا الموضوع تحدثت بنفس الروح وهو أن النفط مورد سيادي ويجب أن نتفق تماماً ما هو الذي يبقى في الأقاليم وما الذي يذهب الى المركز، وأعتقد أن النسبة الكبيرة من النفط والغاز والمعادن وبعض الضرائب ستبقى مركزية من ناحية ومن ناحية سيذهب الجزء الأكبر منها الى خزينة الدولة أولاً لتوزيعه على الاقاليم الفقيرة وإحداث التنمية فيها.. لابد أن يعطى الى الأقاليم.. لنفترض أن الاقليم الشرقي هو الإقليم الأغنى، هؤلاء الأغنياء الآن عليهم أن يدفعوا جزءاً كبيراً مما لديهم إلى المناطق الفقيرة، ولنفرض غداً أن النفط ظهر في الحديدة، أريد أن أذكرك وأذكّر الاخوة المواطنين وخاصةً الذين تابعوا تاريخ اليمن أن أول إجراءات التنقيب عن النفط والغاز جرت في الحديدة ولم تجرِ لا في شبوة ولا في حضرموت.. في أيام الإمام أحمد كانت هذه المنطقة، وأعتقد أنها مازالت منطقة واعدة.. أنا أتكلم عن تهامة مظاهر وجود هذه الثروات.. أعتقد أنها موجودة وهي نفس المظاهر الموجودة في المناطق الشرقية، حيث توجد تكوينات ملحية.
< هل تعتقد أنكم عندما اخترتم مناطق الثروة سبب انتقادات كبيرة وجهت لكم من الآخرين ومنهم الدكتور صالح باصرة؟
- ربما أن الناس لا يدركون أن هذه الثروة ليست ملكاً للإقليم وحده ولذلك بدأ عندهم شيء من القلق والخوف وهو مشروع، إذا كان إقليم سوف يستولي على الثروة كلها وسيترك الآخرين دون شيء، شيء طبيعي أن يظهر هذا؟
< وهل تواصلتم مع الدكتور باصرة؟
- هو صديق وكل يوم نحن معاً، وهو صاحب رأي وأنا أحترم رأيه، ولكني لم أكن أريد أن يقول إن هذه مؤامرة من المؤتمر والاصلاح، لأن هذا ليس صحيحاً وليس هناك أي تفكير صراحة في الاستيلاء على الثروة في المناطق الشرقية.. قلنا وسنكرر أن هذه الثروة سيادية وعلى المناطق التي توجد فيها ثروة سواءً حضرموت أم غيرها عليها أن تفهم أنها سترسل جزءاً كبيراً منها الى الاقاليم الأخرى والمركز الذي سيقوم بتوزيعها.
< ألا تعتقد بأن هذا الاقليم يمكن أن يكون نهايته الفشل كما كان حراك المناطق الوسطى الذي أسسه سلطان السامعي؟
- لا.. غداً أو بعد غد سيعلن أبناء تهامة إقليماً من أربع محافظات أخرى وهي: الحديدة وحجة والمحويت وريمة.
< يعني المناطق الغنية في طرف والفقيرة في طرف؟
- لا.. هذا طبيعي نحن اتفقنا على أن الدولة الاتحادية ستكون من مجموعة أقاليم، كيف ستكون هذه الأقاليم.. شيء طبيعي أن يكون هناك إقليم في الشرق وإقليم في الغرب، وإقليم في الوسط وإقليم في الشمال.. الجغرافيا والتاريخ والاجتماع هو الذي يحدد شكل الأقاليم.. اعتقد أن هناك مقومات إقليم حقيقي في تهامة وهناك مقومات إقليم كامل هو إقليم تعز وإب ويمكن أن يضم اليه بعض المحافظات الأخرى.. ايضاً العاصمة وما حولها يمكن أن تكون من مقومات إقليم.. هناك دائماً في الاقاليم لابد أن يكون الارض والسكان والموارد والقدرة على إدارة هذه الموارد.. لو عدن والمناطق المحيطة بها أصبحت إقليماً، واعتقد أنها ستصبح إقليماً.. ولن تحتاج الى جهد كبير من الدولة لكي تنشئه وتعيد ترتيب الاوضاع فيه.. كل شيء جاهز البنية التحتية والخبرة والمعرفة، هناك بعض الأقاليم تحتاج الى بعض الوقت.. لو نشأ الآن إقليم في صعدة نظراً لظروفها ليس اتهاماً لها أنهم أقل علم أو معرفة لا، لكن البنية التحتية تحتاج الى وقت للبناء كذلك الكادر يحتاج الى وقت للبناء والتدريب والتأهيل، ولابد أن يكون هناك مقومات مختلفة تحتاج الى أمن واستقرار.. هذا الاقليم قد يتأخر لسنة أو سنتين.
< لكن الواقع يقول عكس ذلك.. صعدة هي المنطقة الوحيدة المؤهلة أن تكون إقليماً.. لاحظنا عند تشييع السيد حسين الحوثي أن هناك أمناً وجيشاً خاصاً بهم، وصعدة هي المدينة الوحيدة التي لا تنقطع فيها الكهرباء؟
- هذا ليس إقليماً.. هذا شيء آخر.. ما أتكلم عنه إقليم يتبع الدولة المركزية ويخضع لها ولا يستطيع لا اليوم ولا بعد سنة أن يتمرد عليها، صعدة وضعها آخر، وأعتقد أنك فهمتيني جيداً وكذلك المشاهد.. صعدة وضعها مختلف، أنا أرى أنه لحد الآن ممثلو صعدة وأنصار الله في الحوار لديهم آراء تستحق الاهتمام والتقدير.
< ألا تعتقد أن هناك نوعاً من الحساسية حول السيطرة الحضرمية على الإقليم الشرقي؟ حتى ترتيب الشخصيات على المنصة انتقدها البعض؟
- لا لا.. نحن أولاً في المنصة كان هناك ممثل لسقطرى، المناضل الكبير محمد سالم عكوش على رأسنا جميعاً، كان الدكتور عبدالعزبز بن حبتور أيضاً في المنصة، كانت المنصة تعكس واقع الاقليم.. هناك ممثل لسقطرى.. هناك ممثل للمهرة، وآخر لحضرموت الوادي والساحل، وهناك نساء شاركن أيضاً في المنصة وإن لم يكن الإعلام قد ركز عليهم.. المنصة عكست الواقع وهذا هو السبب الذي جعل الاجتماع الأول للإقليم ينجح.. الناس الذين حضروا الاجتماع رحبوا بالفكرة ودعموها وأيدوها.
< ألم ينسحب أي شخص؟
- لم ينسحب أحد.. هو الدكتور باصرة وقع ثم كان له رأي وهو حر فيه فقط من الـ53... الآن أصبحوا 52 شخصاً، وغداً ربما شخص أو اثنين أو ثلاثة يضافوا الى القائمة حتى بعض الزملاء من المحافظات الأخرى قالوا يمكن أن نوقع معكم قلنا لهم إننا لا ننشئ حزباً ولا منطقة أو ولاية منفصلة في اليمن.
نحن نعمل الآن على ترتيب وضع إداري في المناطق الشرقية ينسجم مع رؤيتنا للدولة القادمة لا أكثر ولا أقل.
< هل ناقشتم كأطراف سياسية الضمانات التي يمكن أن تقدموها في مسألة تبادل المنافع بين الأقاليم؟
- المشكلة أن الناس يناقشون التفاصيل والأطراف ولا يناقشون الجوهر، الدولة الاتحادية هي دولة متماسكة قوية يحكمها دستور يعلو على كل القوانين حتى لو هناك قوانين تنظّم الأقاليم، ولها حكومة مركزية وبرلمان مركزي سلطاتها على جميع السلطات بيدها الجيش والأمن والقضاء المركزي والموارد المركزية.. هذه هي الدولة التي نفكر فيها، وبالتالي فإن لك ولي وللعاملين معك ولأي شخص في اليمن الحق في العمل والحياة والانتقال الى أي إقليم يريده.. اليمن هي ملكنا جميعاً.. واليمن هي مساحتنا الكبرى التي نستطيع أن نتنقل فيها وأن نتاجر وأن نبيع ونشتري ونتعلم وأن نعيش فيها.. الناس يعتقدون أن الاقليم لا يعمل فيه الا أصحابه ولا يعيش فيه الا أصحابه ولا يدخله إلا أصحابه.. هذه نظرة خاطئة.
< كنت خلال عام 2011م من أبرز الشخصيات التي قاتلت بقوة وغامرت ولكن بعد الوفاق والمواقع الوزارية غبتم عن الساحة وبدأت تتردد أنباء عن خلاف بينكم وبين الزعيم علي عبدالله صالح؟ يعني كانت أصواتكم عالية خلال الأزمة ثم انخفضت بعد ذلك؟
- كنا حقيقة في واقع معقد، تعلو فيه أصوات كثيرة ليس فقط أصوات الناس ولكن أصوات المدافع والرشاشات وكانت تسيل فيه دماء كثيرة، وكانت المواقف في ذلك الوقت هي المواقف.
عندما وقعنا اتفاق 23 نوفمبر في الرياض أصبح لدينا وضع مختلف وأصبح بالضروري أن ننظر الى المشترك ليسوا كأعداء ولكن كخصوم سياسيين ومتحالفين ومؤتلفين في الحكومة.. شيء طبيعي أن نغير نحن وهم لهجتنا المشتركة ليس بالإمكان أن نسيئ الى بعضنا البعض أو نبحث عن خلاف بيننا وبينهم، وليس بالإمكان أن ندين بعضنا البعض .. شيء طبيعي أن الوفاق هو اتفاق وألفة بين الناس وهذا ما يجعلني ابتعد عن الخطابات المشحونة.
< أنتم المؤتمريون كأنكم فقط قبلتم بالوفاق.. تصريحات بعض قيادات المشترك تحمل تهماً كبيرة لكم؟
- نحن عبنا عليهم ومازلنا نعيب على الذين يرفعون خطاباً سيئاً للمشترك تجاه المؤتمر الشعبي العام والرئيس علي عبدالله صالح.. هذا الخطاب لا نستطيع أن نقبله ولا يجب أن يقال لناس مؤتلفين في حكومة واحدة ولا يجب أن يسود في الاعلام الرسمي، فالإعلام الرسمي يسيئ الى الرئيس علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام ولكن ليس بالضرورة أن نمضي خلفهم ونمارس الفعل ورد الفعل في هذا الإطار، لهذا نحن حرصنا على أن تنجح حكومة الوفاق الوطني خاصة وأن الجميع يعرف بأن أي أخطاء كان يمكن أن يرتكبها المؤتمر تذهب به الى مآلات لم يكن يتوقعها.. أنتم تعرفون أنهم طالبوا باجتثاث المؤتمر والعزل السياسي لأعضاء المؤتمر.. نحن بالنفس الطويل والخطاب المعتدل والخطاب الثابت الذي لا يفرط في وحدة البلد ولا يفرط في المصالح العليا ولا في المؤتمر ولا يفرط في أي أحد، حتى أن البعض اتهمنا بأننا فرطنا في الرئيس عبدربه منصور هادي والرئيس علي عبدالله صالح.. هذا ليس صحيحاً.. نحن التزمنا بخطاب يهدّئ الموقف ولا يفرط في القضايا الوطنية.
< هل تعتقد أن الجماعة أرهبوكم وبالتالي لم يعد هناك حضور أكبر بصراحة؟
- أقول إن المؤتمر حزب عظيم وحزب دائماً يملك القدرة على جذب الناس اليه والحصول على تأييدهم .. حزب لديه برنامج رائع وقيادة فذة ومجربة ولديه قيادة تحب الناس والناس يحبونها، حزب لا يخاف عليه إطلاقاً لا من حكومة الوفاق الوطني ولا من أي طرف.. صحيح أن حكومة الوفاق أخذت منا أشياء.. أخذت منا نصف الحكومة وبعض المحافظين. وبعض المراكز القيادية لكن هذا كله لا يؤثر في المؤتمر ولن يؤثر فيه، الذين راهنوا على أن المؤتمر الشعبي العام يتراجع دوره خلال السنتين الماضيتين الآن أعتقد أنهم قد أدركوا أن المؤتمر عصي على أي محاولات لإعادته الى الوراء، سوف يخوض المؤتمر كل التجارب السياسية، والتجربة السياسية في انتخابات 2014م سوف يثبت المؤتمر أنه الحزب الأول والذي يستحق الفوز.
أنا أطمئنك وأطمئن كل الناس القلقين على المؤتمر.. لا خوف على المؤتمر إطلاقاً حزب عرف كيف يتأقلم مع الظروف الجديدة..بعض الاحزاب انهارت في الوطن العربي لكن المؤتمر حافظ على مكانته.
< ما الذي جعلكم تثبتون حتى الآن رغم أنكم بلا سلطة أو خزينة دولة أو مال أو جيش ورغم تداعيات حادث دار الرئاسة؟
- هو برنامج المؤتمر الواقعي، سياساته التي حافظت على اليمن موحداً، مواقفه خلال فترة الأزمة، مرونته وتعاطيه مع القضايا بموضوعية شديدة.. سمو وكرم قيادته خلال الفترة السابقة سواء كانت الفترة التي قاد فيها علي عبدالله صالح أو الفترة الحالية التي يقودها عبدربه منصور هادي شعبيته الواسعة وحب الناس للمؤتمر.. كل هذا غيّر موازين القوى وغيّر مواقف الناس تجاه المؤتمر وهذه هي المعجزة.. حزب كان منذ نشأته منذ 31 عاماً في السلطة ويترك نصف السلطة على أقل تقدير ثم لا يهتز ولا يتأثر، هذه هي الأصالة، المؤتمر حزب أصيل جذوره عميقة في المجتمع وجذوره عميقة في التجربة الديمقراطية والسياسية في البلاد، لذلك لا خوف على المؤتمر.
< أنت كشوكة ميزان.. هل تعتقد أن محاولات أحداث خلاف بين الزعيم علي عبدالله صالح والرئيس عبدربه منصور هادي ستنجح؟
- الخلاف بين صالح وهادي هو أمر طبيعي، وهذا الخلاف لا يصل الى مستوى القطيعة أو التناحر حتى وإن كان الخلاف في بعض القضايا يستحق أن يناقش بقدر من الاهتمام .. الرئيس يحكم كرئيس للبلد ومخول بالدستور وإرادة الشعب.. والزعيم مازال حتى الآن هو صاحب الكلمة العليا في المؤتمر وكلنا نقف الى جانبه ما دام في قيادة المؤتمر حتى لو خرج من قيادة المؤتمر سنظل نحبه هذه مسألة مهمة يجب أن يدركها الناس، أما كوننا نختلف على بعض المسائل فهذا يحدث حتى في اللجنة العامة أحياناً حتى في الوسط الأدنى.
< لكن هناك تصريحات من الرئيس هادي تجاه الزعيم علي عبدالله صالح حول النظام الأسري؟
- الرئيس لم يقل كلاماً ضد علي عبدالله صالح ألا توجد أسرة في اليمن غير أسرة علي عبدالله صالح؟ أسر كثيرة لديها نفوذ في اليمن.
< هل تعتقد أن من حق الاطراف السياسية الأخرى والولايات المتحدة أن تتدخل في شؤون المؤتمر وتحدد من يقود المؤتمر الشعبي العام؟
- أولاً.. نحن لا نسمح بهذا التدخل وهم حتى الآن لم يتدخلوا ربما كانت لهم وجهة نظر فيما يتعلق بوضع المؤتمر.. الحقيقة هناك إشكالية تتعلق بالمبادرة الخليجية.. بعض بنود المبادرة كانت نصوصها غير واضحة وهي التي أثارت اللغط، هل يبقى علي عبدالله صالح رئيساً للمؤتمر أم لا؟ هذا السؤال طرح منذ وقعنا على المبادرة ومازال مطروحاً حتى الآن.. وأعتقد أن الاجابة على السؤال تخصنا نحن في المؤتمر.. نحن من يقرر من يجب أن يكون وبالتشاور مع علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي.. أتصور أن علي عبدالله صالح قدم تضحيات كبيرة لليمن ولا أظن أن فكرة التمسك بالمؤتمر الذي يمكن أن ينتج عنها إضراراً باليمن فكرة يستسيغها علي عبدالله صالح.. علي عبدالله صالح إذا وجد أن هناك مصلحة لليمن والوطن والوحدة بأن يتخلى عن قيادة المؤتمر أنا متأكد أنه سيتخلى عنها، لكنها مصلحة وطنية وليست مصلحة شخصية وليست لأن الولايات المتحدة أرادت أو الحزب الفلاني أراد أو القبيلة الفلانية أو المنطقة الفلانية.. شخصياً أعتقد أن علي عبدالله صالح سيترك المؤتمر الشعبي العام، وإذا كانت هناك مصلحة وطنية في بقائه سيبقى وسندعمه.
< هل من العدالة أن يظل صالح يتنازل بهذه الطريقة؟
- لم نفكر في هذه القضية ولم تطرح حتى الآن في المؤتمر ولا أظنها ستطرح قريباً، لكن أن يمارس عبدربه منصور هادي كامل السلطات في اليمن السياسية والأمنية والعسكرية والدستورية والقانونية، فهذا حق مشروع له وعلى المؤتمر وعلينا جميعاً بما في ذلك علي عبدالله صالح أن ندعمه لأجل اليمن، والقول بأن علي عبدالله صالح قد ترك كل شيء ولم يتبقَ الا المؤتمر هو من الناحية الشكلية قول صحيح ولكن علي عبدالله صالح مازال في قلوب الناس وهذا هو المهم.
< لماذا المؤتمر الشعبي العام ظهر بهذا الهدوء والتعاون مع الليبراليين والأطراف الأخرى في مؤتمر الحوار الوطني.. هل أدركتم أن هناك أدوراً آخرى يجب أن تقوموا بها؟
- أعتقد أنهم قد فوجئوا جميعاً الليبراليون والاشتراكيون والشباب وأصحاب النزعات التقدمية أن المؤتمر الشعبي العام يملك رؤية ولديه نضج سياسي وقدرة وخبرة وتجربة سابقة في التحاور مع الآخرين، لذلك كان مندوبو المؤتمر في فرق مؤتمر الحوار على مستوى عالٍ من المسؤولية والثقافة والتعايش مع القضايا المثارة وبعضها قضايا معقدة، ولهذا السبب موقفهم من القوى الليبرالية والتقدمية في المجتمع إذا أطلقنا عليهم هذه الصفة رغم أنني أرى أن المؤتمر كله قوى تقدمية حتى الآن، لهذا السبب هم فوجئوا والدعاية ضد المؤتمر كانت قوية جداً .. الهجوم الاعلامي عليه كان قوياً جداً لدرجة أنه انطلى على البعض بأنه ليس في المؤتمر شيء جيد ثم اكتشفوا أن المؤتمر يمكن أن يكون كله طيب ويمكن أن يقدم تنازلات كبيرة فيما يتعلق بقضايا اليمن.
< لماذا تقبلون الإقصاء؟
- مازلنا نرفض كل شكل من أشكال الإقصاء ضد أعضاء المؤتمر في المؤسسات.. الاشكالية موضوعية الى حد ما.. نحن كنا كل الحكومة.. كل السلطة.. كل الجيش.. كل الامن .. كل شيء بما في ذلك القضاء شيء طبيعي مع تشكيل الحكومة ودخول أطراف أخرى كشركاء في السلطة .. شيء طبيعي أن المؤتمر يفسح لهم بعض المكان، لكنهم لم يطلبوا بعضه فقط طلبوا نصف المكان وكان لهم ما أرادوا .. طلبوا رئاسة الحكومة مقابل رئاسة الدولة، فكان لهم ما أرادوا.. التنازلات التي قدمها المؤتمر قدمها من أجل اليمن والاقصاءات التعسفية التي حدثت بعد ذلك نحن نرفضها سواء في الداخلية أو المالية أو في أي مكان.. ونقول للاخوان في المشترك رحمة باليمن وليس رحمة بالمؤتمر.. نحن لسنا خائفين على المؤتمر ولا نقلق عليه.. نعرف أن المؤتمر سوف ينهض في الانتخابات القادمة كما تنهض الاحزاب الكبرى في تاريخها العظيم وسوف ندرك جميعاً أن المؤتمر رغم كل الإقصاءات التي لحقت بقياداته سوف يثبت أنه حزب يستحق التقدير والاحترام.
< منظمة الشفافية الدولية قالت إن مؤشر الفساد ازداد 12 نقطة من قبل التغيير في عهد علي عبدالله صالح الى 2012م مجلة فورين بوليس الامريكية تتحدث عن فشل اليمن؟
- نحن لسنا مسؤولين عن هذا الوضع الآن.. عندما كنا في الحكومة المؤسسات كانت تتهمنا ببعض الفساد، لكن الآن تشير الى أن الفساد أكبر.. هذه احصائيات.. الله وحده يعلم الى أي مدى هي صحيحة.. لكن اعتقد أنني في القطاع الذي أنا فيه من ناحية الفساد فوضعه أفضل مما كان عليه في السابق.. هذا لا يعني أني أفضل بكثير من أداء زملائي الذين سبقوني.. لكن القوانين والأنظمة تحسنت خاصة فيما يتعلق بالمناقصات التي تعد بؤرة فساد، هذه المسائل جعلناها أكثر شفافية وسلطنا عليها الاضواء وأشركنا فيها كل الاطراف التي يعنيها موضوع المناقصات ولهذا يبدو لي أن الوضع في قطاع الاتصالات أفضل من القطاعات الأخرى.. المنظمات الدولية ليست دائماً على حق هي تتلقى تقاريرها من اليمن.. أحياناً المصادر التي تتلقى منها تقاريرها تكون ليست دقيقة وليست مصادر موثوقة بحيث تعتمد عليها منظمات دولية، لكنهم كانوا يقولون كان هناك وضع فاسد الآن الوضع أكثر فساداً لسنا مسؤولين.
الاخوان في المشترك الذين يشتركون معنا في الحكومة يتحملون جزءاً من المسؤولية عن هذا الفساد، إذا افترضنا أن هناك فساداً، وبالتالي المعالجة على الجميع علينا في المؤتمر وعلى الاخوان في المشترك الذين جاء بهم الربيع العربي.. هي مسؤولية مشتركة .. للأسف الشديد- الناس لا يذكرون الا هذه المسائل ولا يذكرون النجاحات، وأولها أن هذه الحكومة رغم الجو المتوتر والمتفجر الذي نشأ مباشرة نتيجة أزمة 2011م استطاعت أن تقود الحكومة دون أزمات كبيرة، كان هناك أزمات وكدنا في ساعات أن نرفض بعض الاجتماعات أو نقاطعها لكننا كنا ندرك أن هناك مصلحة في أن تستمر الحكومة لأن في استمرارها تخفيف من حدة التوتر.
الوفاق كان مصلحة وطنية كبرى والذين يقللون الآن من صورة الوفاق هم في المكان الخاطئ وعلى الأقل أفكارهم مشوشة حتى الآن.. نحن جئنا وقد عانت اليمن من سنتين من التعقيدات توقفت فيها التنمية ومصادر الدخل الاخرى والقروض، جاءت الحكومة على موازنة بالكاد هي موازنة تسيير أعمال .. موازنة تحل مشاكل أولية وتصرف مرتبات الناس حتى الآن حتى المانحين لم يقدموا شيئاً ملموساً كبيراً لإنقاذ الاقتصاد في البلد.. هذا الوضع الاقتصادي الذي قادته الحكومة خلال الفترة الماضية، وأعرف أن بعض الناس «هايزعلوا» إذا قلت جزاه الله خيراً باسندوة أنه صبر على هذه الحكومة حتى الآن.. لكن الحقيقة تقال على الأقل هذه الحكومة جنبت البلد أزمات سياسية كان يمكن أن تحدث وكانت هذه كافية.. في عهد هذه الحكومة تم الفصل بين القوات المسلحة وكانت في حالة صدام في عهدها استطعنا أن نضع حداً لمشكلة المحروقات التي كانت تؤرق الناس ولولا الاعتداءات التي يعتقد أن هناك أطرافاً كثيرة تدعمها والتي استهدفت خطوط الكهرباء والنفط لكان وضع الحكومة أفضل.. هذه الحكومة تسيّر أعمالها بنفس الموارد التي كانت عليها في 2011م.
< ولكن هناك حرب في عمران واغتيالات لأفراد الجيش والأمن؟
- لماذا نحمل الحكومة كل هذه المتاعب.. يعني مثلاً - هل كان الوضع الاقتصادي مزدهراً في 2010م و2011م في السنوات الاخيرة البلد عانت من شحة الموارد وهناك تراجع في إنتاج النفط، والقاعدة ليست من أعمال الحكومة هي موجودة سابقاً وكانت تتواجد في كل مكان.
إذا نريد أن نحاكم حكومة الوفاق الوطني نحاكمها بحسب الظروف التي جاءت فيها وتحكم فيها وليس بحسب ما نريد نحن.. نحن نريد أن يكون كل شيء جيد، ونريد أن يكون لنا موارد كثيرة ومشاريع وخدمات ولا انقطاع في الكهرباء أو المحروقات والوظائف متاحة للناس لكن هذه أماني.
نحن في المؤتمر شركاء في هذه الحكومة وإن كان هناك فساد أو فشل نحن لا نتحمل مسؤولية كلية.. النصف الثاني هو نتاج الربيع العربي.
< لماذا لا تستقيل مثل الدكتور يحيى الشعيبي؟
- لأنني متأكد أن بقاء الحكومة واستمرارها فيه مصلحة وطنية، ولو كنا قد بقينا المشاكل لانفجر الوضع ثاني يوم، لو لم نحافظ على هذه الحكومة مستقرة لانفجر الوضع السياسي والامني ولسالت دماء كثيرة ولاحتربنا ولفشلت المبادرة الخليجية.
لكي تنجح المبادرة كان يجب أن تبقى الحكومة متماسكة وقد ساعدت وأعترف أنني ساعدت وأحياناً تمرّدت على قيادتي فيما يتعلق بالتوافق داخل الحكومة، أحياناً كثيرة اتخذت القرار أنا وزملائي في الحكومة بما يحقق المصلحة الوطنية .. لم نسمع كلام هذا ولا ذاك.. لو فجرنا الموقف ولو عبثنا بهذه الحكومة لانفجر الوضع السياسي والأمني ولكان هناك كارثة .. هل الاستقرار مصلحة وطنية أم لا؟!
< ما هي أبرز مخرجات الحوار الوطني الإيجابية؟
- هناك مخرجات كبيرة جداً نحن نقترب منها.. صحيح لدينا مشكلة مع الحراك الجنوبي الذي يقاطع المؤتمر، ولكن من حيث شكل الدولة الذي نرتضيه لأنفسنا نعتقد أنه سيرضي أهلنا في المحافظات الجنوبية، وكذلك سيحل مشكلتنا في صعدة وسيحافظ على هذه الدولة متماسكة وموحدة وقوية ومزدهرة في المستقبل، هذا الشكل نحن اتفقنا عليه لم يعد هناك خلاف كبير حول هذا الموضوع.. الحراك لهم وجهة نظر فيه، لكن باقي القوى الوطنية بما فيهم أنصار الله نحن نكاد نتفق على هذا الشكل المناسب لليمن وهو دولة اتحادية من مجموعة أقاليم تقوم على أساس الشراكة في السلطة والثروة.. الشيء الثاني أننا في فريق القضية الجنوبية مع الحراك الجنوبي قد وصلنا الى تحليل للمشكلة وقد خضناها بصورة إيجابية وبحثنا في مضمونها ونتائجها ونعتقد بأن الأيام القادمة سوف تشهد مناقشات عميقة بيننا وبين الحراك للوصول الى اتفاق يعمق شكل الدولة الواحدة.
< هل لك دور في الضغط على محمد علي أحمد أو قيادة الحراك للعودة الى طاولة الحوار؟
- أنا أتمنى ولكن لا أحد لديه القدرة على الضغط على محمد علي أحمد، ما عدا الرئيس عبدربه منصور هادي.. نحن نقدر جهود هادي وجهود قادة الاحزاب الذين ساهموا في نجاح ا لحوار حتى اليوم وبدرجة رئيسية أنا أقدر جهود قيادة المؤتمر الشعبي العام في نجاح مؤتمر الحوار، لكن محمد علي أحمد تيار مختلف، هم جاءوا ولديهم أطروحاتهم للأسف جاءوا وهم يعرفون أن جميع الاتفاقات سوف تأتي في إطار الوحدة، المبادرة الخليجية تقوم على هذه القاعدة بأن جميع حلول القضية اليمنية لن تذهب بعيداً عن سقف الوحدة في البداية.. هم قبلوا الحوار ويفترض الالتزام بهذا المبدأ.
< ما الذي حدث؟
- لا أدري.. هذا السؤال يجب أن يوجه إلى محمد علي أحمد.
< مستشار مستشار رئيس الجمهورية السفير عبدالوهاب طواف ينتقد رئيس الجمهورية؟ هل هناك اتفاق معين؟
- يفترض أن نسأله لماذا هذا الهجوم على الرئيس.. الرئيس بذل جهداً كبيراً لكي يدعو الحراك كله لكن لم يستجب الا محمد علي أحمد.. الآن نعاني من بعض المشكلات فيما يتعلق بتوجهاتنا مع محمد علي أحمد، لكن في نهاية المطاف هو طالما قبل بالمبادرة الخليجية فعليه أن يقبل جميع الحلول تحت سقف الوحدة.
< كيف هي العلاقة بين الرئيس عبدربه منصور هادي ومستشاره علي محسن؟
- أعتقد أنها علاقة بين رئيس ومستشار.. كل زعماء العالم لديهم بعض المستشارين.. أتوقع أن هذه العلاقة طيبة بين الرئيس ومستشاره لشؤون الدفاع والأمن.
< كيف يتهم طواف الرئيس بهذه الاتهامات التي تصل حد التجريح والاتهام بالفساد؟
- هي قسوة كبيرة أن يوجه مستشار المستشار ذلك النقد وتلك القسوة الجارحة المنفلتة من عقالها.. ولكن هذا ايضاً سؤال غريب لماذا مستشار المستشار المعين من رئيس الجمهورية يهاجم الرئيس.. أعتقد أن علي محسن أقدر على الإجابة.
< ما رسالتك الى الناس.. الى المواطن البسيط الذي لا يجد لا ماء ولا كهرباء ويعاني من أزمات متعددة؟
- رسالتنا العامة للشعب اليمني شماله وجنوبه شرقه وغربه الرسالة الاولى أن يدعموا مخرجات الحوار الوطني وأن يساعدونا على الاتفاق والتوافق والوصول الى دستور نتفق عليه جميعاً وأن يساعدونا على بقاء الجنوب جزءاً من اليمن، وعلى أن نقدم لأهلنا في الجنوب دولة يرتضون العيش في ظلها، وعلينا أن نقدم أيضاً دولة عادلة تسود فيها المواطنة المتساوية وتحترم فيها الحقوق ومنها حقوق المرأة.. عليهم أن يساعدونا في تحقيق الامن والاستقرار ومكافحة الفساد، وأن تكون الدولة هي الوحيدة التي تملك السلاح وأن ينزع السلاح من كل الاطراف.. على المجتمع ان يساعد الدولة في أن تكون دولة.. نحن الآن للأسف الشديد- أمام دولة تنهار.. تتفتت أطرافها وهذه هي الخطورة.
< ما رسالتك لزملائك في حكومة الوفاق؟
- أن يتمسكوا بتوجهات المؤتمر الشعبي العام.. أن يتمسكوا بالمبادرة الخليجية.. أن يكونوا موضوعيين في مناقشاتهم .. أن يكونوا مثالاً للقدوة الحسنة والعمل الطيب من أجل اليمن، وأنا أعتقد أنهم كذلك.
< رسالتك للمؤتمريين؟
- أن يصمدوا دائماً في كل الظروف إن كانوا في السلطة وإن كانوا خارجها، وأعتقد أنهم الآن أثبتوا أنهم أهلاً لثقة المواطن اليمني في كل مكان.
< رسالتك للمفسبكين وشكواهم من بطء الانترنت؟
- أعطيني فرصة للإجابة على هذا السؤال.. الحقيقة كنت أتمنى أن أتحدث كثيراً عن الاتصالات.. عندما جئت للاتصالات كان لدينا شبكتان فيها قدر كبير من الضعف، شبكة الانترنت وشبكة الهاتف الثابت، فيما الهاتف الثابت نحن أعلنا عن مشروع الآن مليون خط جديد فيه 400 ألف ADSL «انترنت».. في السابق الشبكة كانت مصممة على عدد قليل جداً عشرات الخطوط، لذلك مع الاحداث في 2011م زاد وعي الناس بالانترنت مئات الناس دخلوا يطلبون هذه الخدمة وكانت الشبكة لا تسمح بذلك، نحن قمنا بتحديثات كبيرة وتغييرات كبيرة، كانت لدينا صعوبات تقنية لم نتحدث عنها للناس على سبيل المثال اليمن لم تكن تستقبل سوى 3.7 جيجا من السعات التي يفترض أن نحصل عليها وهذه الآن هي 22 جيجا.. وبعد شهر أو شهرين ستصبح 42 جيجا.. نحن سنقوم بتوسعة المداخل لأنه أحياناً يكون لديك سعات جيدة وتريد أن توصلها للناس لكن ليس لديك شبكة تنقلها للمواطنين، ولذلك يعاني بعض الناس من بطء في الانترنت.. قمنا بتحسين بعض المناطق خاصة في أمانة العاصمة، أدخلنا شبكة الواي ماكس وبعضها متحدث بالـ إي تي إي ونحن الآن بصدد القيام بنهضة كبيرة في الاتصالات.. أنا إن شاء الله سأرضي المستخدمين ومن حقهم أن يشكوا ومن حقهم الحصول على خدمة طيبة.. ويجب أن يحصلوا على ذلك، فهذه خدمة العصر ولم يعد أحد اليوم يمكن أن يتجاهل هذه الخدمة ولكن من المهم جداً أن يدركوا أننا أمام عملية تحديث كاملة للشبكة الثابتة وشبكة الانترنت وهي مسألة وقت فقط وسنكون إن شاء الله عند حسن ظنهم.