موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
السبت, 16-يونيو-2007
الميثاق نت - .. د.عبدالعزيز المقالح -
في لقاء ضم نخبة من المثقفين العرب المهتمين بقضايا الأمة، وبما يحدث في فلسطين بوجه أخص، سأل أحدهم: من هابيل في الساحة الفلسطينية اليوم؟ وبصوت واحد كأنه خارج من حنجرة واحدة جاء الجواب: كلهم قابيل (!!) أي أنهم جميعاً يمثلون القاتل، أو بعبارة أوضح أن المعركة المجانية الخاسرة والدائرة في غزة لا وجود فيها لهابيل، ذلك المظلوم البريء الذي صرخ في وجه أخيه: “لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العاملين* إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين”.

ولو كان هابيل حاضراً في المعركة الأخوية الدامية لما رفع السلاح في وجه أخيه، ولكان اكتفى بالآية الكريمة، لكن الطرفين مشحونان بروح قابيل ومدفوعان برغبة الانتقام والاندفاع إلى الاستيلاء، أو بالأصح إلى الانفراد بالسلطة الخاوية من كل معنى، والتي لا تمثل سوى طُعم لا يختلف عن ذلك الذي يوضع على رأس السنارة لاصطياد الأسماك، وأي سلطة مع اختفاء الحدى الأدنى للسيادة الوطنية والشعور بالأمان من القصف والاغتيال؟

والغريب واللافت أن يتمادى الطرفان في الاقتتال، في الوقت الذي ينقض فيه العدو على كل شيء ولا يتورع عن هدم البيوت على رؤوس ساكنيها، ولا يتوقف عند تجريف الأرض الزراعية وتحويلها إلى صحراء جرداء غير صالحة لأي شيء.

ولعل المثير، بل والمخزي، في هذا الذي يحدث أن الدماء التي سالت، وتسيل خارج المعركة الحقيقية وبعيداً عن الهدف الكبير لا تفتأ تشكل حلقة بالغة الأهمية في سلسلة المعوقات المحاصرة للقضية. وإذا كان هناك من يستفيد منها فليس سوى العدو” الإسرائيلي” الذي يتربص بالجميع، والذي لا يسعد بشيء كما يسعد بمنظر الدم الفلسطيني وهو يسفك خارج المعركة الحقيقية وباليد الفلسطينية، وتلك هي الأمنية التي تمناها هذا العدو منذ سنوات وعمل من أجلها، وها هي تتحقق وبالصورة التي أرادها بعد أن خلت الساحة الفلسطينية من الحكماء الذين كانوا يقفون سداً منيعاً في وجه التفكير، مجرد التفكير في الاقتتال بين الأخوة أبناء المأساة.

لقد ذهب العقلاء الذين كان لوجودهم ولأفكارهم وزن وتأثير في العقول قبل النفوس، ولم يبق إلا ظلال باهتة لشخصيات باهتة وعاجزة عن حقن الدم ووضع حد لاقتتال لا مبرر له، اقتتال ما يكاد يتوقف وتجف دماؤه حتى يثور مجدداً، وهو لا يسلب الفلسطينيين أرواحهم فحسب، بل يسلبهم التعاطف الذي كانوا قد أحرزوه على مستوى الوطن العربي والعالم، وخسارة هذا التعاطف ليس بالهين لشعب يناضل من أجل الحفاظ على وجوده وتحرير ما تبقى له من أرضه المسلوبة، والأخطر أن يتحول التعاطف إلى استياء وإلى نوع من الانتقاد القاسي والإدانة الصارخة لمن لا يقدرون الواقع الراهن بكل ملابساته وتحولاته، بالإضافة إلى أن هذا الاقتتال الأهلي المجاني يعكس صورة مخيفة عن المستقبل القريب، مستقبل ما بعد الدولة الفلسطينية المنتظرة، إن تحققت.

الخليج الاماراتية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)