إقبال علي عبدالله -
< لا أبالغ -ولست من المعارضين للسلطة الحاكمة- لو قلت إن غالبية المواطنين في بلادنا يعيشون وتحديداً منذ الأزمة التي افتعلتها أحزاب اللقاء المشترك بقيادة حزب الاصلاح «الاخوان» بهدف الانقلاب على الشرعية الدستورية والاستيلاء على السلطة قوى خارجية وجدت الرئيس علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام ضد مصالحها في اليمن، كما وجدت ذلك في العديد من البلدان العربية.. أقول إن غالبية المواطنين يعيشون وضعاً مأساوياً يزداد يوماً بعد يوم خاصة بعد أن فشلت حكومة الوفاق التي تدار بواسطة كنترول مشائخ حزب الاصلاح المتنفذين فشلت في المصالحة مع الوطن والمواطنين.. فشلت في إخراج البلاد من أزمتها، بل عملت وفق إدارة هذا الكنترول على تعقيد الأزمة حتى أوصلت البلاد والعباد الى حالة الخوف من مصير مجهول تدل معالمه على السوداوية بل على الكارثة.
الحقيقة إن واقع البلاد أكثر من مأساوي خاصة في الجوانب الأمنية والاقتصادية والمعيشية للناس الذين ضاقت صدورهم وتعبوا جراء فشل حكومة الوفاق وإصرارها المتعمد على تعذيب المواطنين وتجاهل ما وعدت به في برنامجها الذي نالت بموجبه الثقة من البرلمان تحت ضغط المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي كانت قيادة أحزاب المشترك أحد الموقعين عليها للخروج بالبلاد من أزمتها.
والحقيقة الأخرى كذلك أننا لا نستطيع أن الانفلات الامني والتي عجزت بل وتعمدت حكومة الوفاق في تواصل عجزها حتى تكسب عطف المجتمع الدولي والدول الراعية للمبادرة من الاشقاء والهدف ابتزاز العالم والدول المانحة بتقديم المزيد من المساعدات المالية التي كشفت الحقائق انها لا تذهب ولا تسخر من أجل معالجة أزمة البلاد الاقتصادية بل تعالج أزمة الفاسدين الذين وجدوا في هذه الحكومة كنزاً أنزل من السماء، أما البلاد وأزماتها الخطيرة وحياة الناس التي تتدهور يوماً بعد آخر، فذلك شيء خارج أجندتها، وكل ذلك يجري بصمت لا مبرر له من القيادة السياسية الذي أصبح واضحاً ومكشوفاً، وأعطى صمتها أمام الحكومة وفشلها التي أقر رئيسها محمد سالم باسندوة بهذا الفشل والعجز عن مواجهة الأزمات خاصة الاختلالات الامنية والأزمة الاقتصادية.. أعطى الحكومة ومن يديرها من مشائخ ومتنفذي حزب الاصلاح الانطباع بأن البلاد لا حاكم لها وطريقها النفق المظلم، فعليها أية حكومة الوفاق الباسندوية استغلال فرصة النهب والانتقام من الشعب لوقوفه مع الشرعية الدستورية.
إن أوضاع البلاد الخطيرة والتي لا طريق أمامها سوى الولوج في النفق المظلم وما سيترتب على ذلك في حياة ومعيشة الناس من معاناة أكبر من المعاناة التي عاشها شعبنا قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م.. إبان حكم الإمامة الطاغية.. إن هذه الأوضاع تجعلنا نتساءل عن سبب سكوت الناس وعدم التحرك لإزاحة حكومة الوفاق.. وأقصد هنا تحديداً أولئك الذين كانوا وبدوافع خارجية يتباكون ويخربون البلاد اقتصادياً ويقطعون الطرقات ويضربون أنابيب النفط والغاز ومحطات الكهرباء.. أين هم الآن؟ لماذا لا يتحركون وقد وصلت الأمور الى نقطة الكارثة؟ لماذا لا يتحرك الشارع من أجل إنقاذ الوطن الذي عاش في فترة حكم الزعيم علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام، عاش مرحلة الأمن والاستقرار؟! لماذا.. لماذا.. لماذا..؟ لأن اليمن صارت دمعة حزن في عيون كل أبنائه..
تحركوا قبل فوات الأوان ونجد أنفسنا - لا سمح الله- نأكل من براميل القمامات؟! ولا نخرج من منازلنا خوفاً من الانفلات الأمني الذي وصل الى بيوتنا؟!