محمـــد أنعم -
الاتفاق الذي توصلت اليه الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية السبت الماضي »الخمسة« الممثلة في البرلمان جاء ليحمل رسالة يمنية واضحة ذات أبعاد ودلالات كثيرة إلى الأشقاء مفادها ان الحوار بين أطراف العملية السياسية لابد ان يكون سلوكاً وثقافة وممارسة حياتية.. حواراً يقوم على قاعدة الشعور بالمسئولية الوطنية والالتزام بقضايا الوطن وتطوير وترسيخ النهج الديمقراطي عند معالجة بعض الاشكالات التي تتباين حولها وجهات النظر بين أطياف العملية السياسية وهنا تكمن أهمية الحوار دائماً باعتباره الطريق الآمن للشعوب والأوطان، إذا كان حواراً جاداً وصادقاً ومسئولاً، وملتزماً بالقضايا الوطنية، ومشدداً على التمسك بالثوابت الوطنية ايضاً.. للاسف فالحوار بين الاشقاء الفلسطينيين لم تنفع معه الضوابط التي وضعتها قيادة فتح وحماس ولا كل ما تعهدت به في مكة المكرمة..
والأمر نفسه أسوأ وأشد تراجيدية بالنسبة لأطراف العملية السياسية في العراق والصومال ولبنان، لأن حوار الاشقاء تساوى فيه الوطن والشعب بمصالح أشخاص وجماعات وفصلت الأوطان بعقليات انسان القرون الوسطى.
لهذا من الطبيعي ان نشاهد وحشية تتارية وهمجية مغولية وبربرية في المواجهات الدامية بينهم.
^ لقد شاءت الأقدار أن ترسل اليمن السبت الماضي رسالة حضارية لأشقائنا.. حيث تزامن توقيع الأحزاب اليمنية على وثيقة (قضايا وضوابط وضمانات الحوار) مع اعلان الحوثي إنهاء التمرد، ليعزز ذلك من عظمة الرسالة اليمنية.. وهذا يجعلنا نؤمن بأن تجربة الحوار في بلادنا يجب ان تتطور وتتجذر خصوصاً بعد ان وصلت هذه الثقافة التي أكد عليها ديننا الاسلامي الى طريق مسدود عند الاشقاء والذين يعتقدون بأنهم عبر اسلوب العنف سيحسمون قضاياهم الوطنية..
أخيـــراً :
^ إن قضايا وضوابط الحوار ذات البعد الوطني توجب على الأحزاب اليمنية »الخمسة« إشراك كل القوى السياسية في الساحة الوطنية وان لاتُـقصى قوى سياسية موجودة في الساحةحتى تظل تجربة الحوار اليمني تجربة رائدة، ونضمن عدم تعرضها للانتكاسة خصوصاً وقد اختزلت بين اثنين، وهذا رأيي الشخصي، أما الضوابط الاعلامية في الوثيقة فلم تترك مكاناً للحديث عن الشفافية في الحوار.