موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
حوارات
الميثاق نت -

الجمعة, 01-نوفمبر-2013
حاوره‮: ‬عارف‮ ‬الشرجبي -
< دعا البروفيسور سيف العسلي كافة الاطراف السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الى فتح صفحة جديدة وأن يتركوا الماضي خلف ظهورهم ، و قال في حوار مع صحيفة »الميثاق« إن على المتحاورين النظر الى المستقبل وألاّ يظلوا يعيشون الماضي الذي شاركوا جميعاً في صنعه، وأضاف‮: ‬لا‮ ‬يستطيع‮ ‬أي‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الاطراف‮ ‬التنصل‮ ‬من‮ ‬أخطاء‮ ‬الماضي‮.‬
مؤكداً: إن الحكومة فاشلة بكل المقاييس وأنها لم تقدم للشعب شيئاً غير الوعود الكاذبة، رافضاً فكرة المرحلة التأسيسية أو الانتقالية.. مطالباً كل الاطراف التوافق حول الدستور وإقراره ومن ثم إجراء انتخابات وتشكيل حكومة تكنوقراط تبني ولا تهدم.

حاوره‮: ‬عارف‮ ‬الشرجبي

‮< ‬بداية‮.. ‬كيف‮ ‬تقرأ‮ ‬المشهد‮ ‬السياسي‮ ‬الراهن‮ ‬على‮ ‬ضوء‮ ‬ما‮ ‬يدور‮ ‬في‮ ‬مؤتمر‮ ‬الحوار‮ ‬الوطني؟
- الحوار كقيمة حضارية وفعل سياسي أمر مهم، سواء الحوار الذي يجري اليوم أو أي حوار قبله أو سيأتي بعده في أي مكان من العالم، لكن يبدو أن هناك خلطاً وعدم وضوح لدى القوى والنخب السياسية في بلادنا حول طبيعة الحوار وشروطه وفوائده وأرادوا به أو تمنوا أن يكون علاجاً لكل شيء كل من وجهة نظره الخاصة أو الهدف الذي يريد كل طرف الوصول إليه، ولكن الواقع يقول إن لكل مرض علاجاً وليس كالطبيب الذي يدعي القدرة على علاج كل الأمراض ليتحول الى مشعوذ وكذاب.. الوضع في بلادنا قد اختلط فيه الحاضر بالماضي وبالمستقبل وبالتالي فإن كل مكون من المكونات عندما تطرح عليه قضايا في الحوار ولا تعجبه فإما أن يهرب الى الماضي أو يلجأ الى المستقبل وفق وجهة الجهة التي يمثلها، ولذلك أقول بكل أسف إن المتحاورين قد دخلوا متاهة لا يمكن الخروج منها، المتحاورون لم يحددوا هل يتحاورون حول الماضي أم الحاضر أم المستقبل، فلكل أمر منها قواعد وأسس وشروط ومهام واستعدادات، البعض يريد التركيز على قضيتي الجنوب وصعدة وهاتان القضيتان مفتعلتان ووهميتان لا وجود ولا حقيقة لهما على أرض الواقع، فإن كانت هاتان القضيتان من أخطاء النظام السابق -كما يقولون- أو الحكومة السابقة فإن ذلك الأمر قد تغير والمفروض أن سقوط النظام- كما يقولون ويزعمون- هو حل لكل المشاكل وإن كانت هذه القضايا لا علاقة للحكومات السابقة ونظامها، فكيف يتم تحميله المسؤولية كاملة خاصة وان كل الاطراف المتحاورة اليوم هم شركاء في النظام السابق قبل وبعد الوحدة، ولذلك أقول انه تم اختراع هذه القضايا للتتويه وليس للوصول الى حلول، ولذا لا يمكن مناقشة المستقبل بعقلية الماضي ولا يمكن حل المشاكل الحالية الآن بآمال المستقبل، ولذلك علينا أولاً التفريق بين الماضي أياً كان ونتحاور حول المستقبل الذي يستوعب الجميع ولا يتجاهل أو يقصي‮ ‬أحداً‮.‬
‮< ‬أشرت‮ ‬الى‮ ‬أن‮ ‬المتحاورين‮ ‬ينظرون‮ ‬الى‮ ‬الحوار‮ ‬أنه‮ ‬بوابة‮ ‬لتحقيق‮ ‬كل‮ ‬طرف‮ ‬مصلحته‮ ‬الحزبية‮.. ‬ويحمل‮ ‬الاخطاء‮ ‬الاطراف‮ ‬الأخرى‮.. ‬كيف‮ ‬ذلك؟
- هذا صحيح.. ولكن اعتقد أن أفضل شيء يمكن أخذه من هذا الحوار هو أنه ترك النخب التي سببت هذه المشاكل تدين نفسها بنفسها.. ولاشك في ذلك.. وهذه رحمة من الله للشعب اليمني، ولذلك هذه المرحلة هي مرحلة مهمة للدخول الى المستقبل بطريقة أفضل، وعندما أقول انهم أدانوا أنفسهم باتهامهم لبعضهم البعض ، فهم دون شك يحاكمون أنفسهم علناً أمام الشعب المسكين الذي تجرع آلاماً كثيرة عبر حقب طويلة من الزمن، فأراد الله تعالى أن هؤلاء الذين لا يستطيع الشعب أن يحاسبهم بأن يحاسبوا أنفسهم أمام التاريخ والناس.

كل‮ ‬الأطراف‮ ‬متورطة
‮< ‬وماذا‮ ‬عن‮ ‬الذين‮ ‬يسعون‮ ‬الى‮ ‬التنصل‮ ‬من‮ ‬أخطاء‮ ‬الماضي‮ ‬وتحميلها‮ ‬الآخرين؟
- أي إنسان محايد يستطيع القول إن أضلاع الحكم الثلاثة قبل وبعد الوحدة وهي »المؤتمر، الاشتراكي، الإصلاح«، هم من شكل واقع المأساة في بلادنا وبالتالي مهما حاول أي طرف أن يبرئ نفسه لا يستطيع مطلقاً، وإذا كانت هذه الأطراف قد تمكنت من مغالطة الشعب على الجرائم التي ارتكبتها منذ فجر الاستقلال، وفي عام 1986م وحرب 94م وبعدها وتحويل القاتل الى مقتول والظالم الى مظلوم، والخائن الى وطني، والوطني الى خائن، حتى جاءت ساعة الحساب فاختلفوا.. وهم اليوم كل طرف يريد التنصل مما ارتكبه ويلبسه الطرف الآخر، ولذلك أقول: إن كل الأطراف‮ ‬متورطة‮ ‬ولا‮ ‬يستطيع‮ ‬طرف‮ ‬تبرئة‮ ‬نفسه‮.‬
ولكن هناك أطراف تريد تبرئة نفسها وتحميل أطراف أخرى أخطاء الماضي ومن ثم السعي لعزله سياسياً.. هذا خطأ فادح وهراء غير مقبول، ولو أن طرف من الاطراف انتصر خلال هذه الأزمة لكان طبق قانون الغاب ولا يستبعد أن يمارس التصفيات الجسدية وليس العزل فقط ولكن أراد الله تعالى أن لا ينتصر طرف على طرف، إذاً هذا الذي يطالب بتطبيق العزل لا يستطيع، لأن الطرف الآخر مازال قوياً وموجوداً وفاعلاً، ومن ناحية أخرى إذا تم تطبيق العدالة فإن العزل سينطبق على الجميع، فالكل مخطئ، ولذلك لا يمكن اجتزاء المشاكل كما يريد أي طرف وهذه نعمة من الله‮ ‬ومكرمة‮ ‬للشعب‮ ‬اليمني‮ ‬وبالتالي‮ ‬لا‮ ‬يستطيع‮ ‬أحد‮ ‬أن‮ ‬يفرض‮ ‬على‮ ‬أحد‮ ‬ما‮ ‬يريد،‮ ‬وإذا‮ ‬ما‮ ‬لجأ‮ ‬الناس‮ ‬للعدالة‮ ‬سيدان‮ ‬الجميع‮.‬
‮< ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك‮.. ‬ماذا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬تعمل‮ ‬الأطراف‮ ‬السياسية‮ ‬التي‮ ‬أشرت‮ ‬إليها؟
- إذا أخذنا التجارب الانسانية سنجد أن الانتقام لا يولد إلا انتقاماً وأن التسامح في لحظة من اللحظات هو الحل، أما إذا نبشنا في الماضي فما من زبيبة إلا وفيها عود - كما يقال- وما من شخص إلا وستوجه إليه تهمة أو تهم، ولذا الأفضل عفا الله عما مضى ولنا في رسول الله أسوة حسنة حين قال: »اذهبوا فأنتم الطلقاء« رغم تعرضه واصحابه الى القتل والظلم والتشريد ومع ذلك عفا عمن ظلمه والصلح خير ولنترك المحاكمة والمحاسبة للتاريخ الذي سينصف ويحاكم، ولذلك اليوم عندما نتحدث عن العدالة الانتقالية التي أخذت من جنوب أفريقيا لا يمكن تطبيقها على مجتمعنا اليمني لأن جنوب أفريقيا عانت من العنصرية والتمييز، أما نحن فشعب ودين وتاريخ واحد، وإذا كان هناك ظلم أو أخطاء فردية فإنها لم تكن باسم المجتمع، ولا أعتقد أن الشماليين سيسكتون إذا كان هناك ظلم للجنوبيين، فالجنوبيون هم من ظلموا أنفسهم بأنفسهم وهم جزء من المتنفذين ولا نستطيع تحميل الشمال مآسي الجنوب، ولا نستطيع تحميل الجنوب مآسي الشمال، فهذا بعيد عن العقل، ولذا أقول لهؤلاء: إن هذا لهث وراء السراب وبحث عن الإدانات، وبالتالي لا يدرك من يطالب بهذا أنه يدين نفسه ولا يمكن إنكار أنه كان جزءاً من العملية السياسية بشكل أو بآخر وكان المفترض أن نغلق صفحة الماضي ونفتح صفحة جديدة يتسامح الجميع فيما بينهم ويتسامحون من الوطن والشعب الذي صبر عليهم طيلة العهود السابقة، ولذا أقول إن على جميع المتحاورين إذا أرادوا إنجاح مؤتمر الحوار أن يتركوا الماضي خلف ظهورهم ويتركوا‮ ‬متاريسهم،‮ ‬وعقدهم‮ ‬ويبدأوا‮ ‬فتح‮ ‬صفحة‮ ‬جديدة‮ ‬ليمن‮ ‬موحد‮ ‬للجميع،،‮ ‬ليس‮ ‬لأن‮ ‬الشمال‮ ‬يريد‮ ‬الوحدة‮ ‬ولا‮ ‬لأن‮ ‬الجنوب‮ ‬لا‮ ‬يريدها،‮ ‬بل‮ ‬لأن‮ ‬الوحدة‮ ‬قدر‮ ‬الجميع‮.‬
‮< ‬ولكن‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يدعي‮ ‬تمثيل‮ ‬المحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬ويطالب‮ ‬بتقرير‮ ‬المصير‮ ‬أو‮ ‬فك‮ ‬الارتباط‮.. ‬ما‮ ‬تعليقكم؟
- لقد كذب محمد علي أحمد نفسه بنفسه، فكيف يمكن بانفصال اليمن وانشقاقها وفي نفس الوقت يقول إن وحدة الجنوب خط أحمر وإن الشخص الذي يريد تفكيك الجنوب لم تلده أمه، ثم يعيب على أي وطني يقف ضد تجزئة اليمن ويؤكد أن الوحدة خط أحمر، فبأي منطق يتحدث ويحرم على غيره ما يحلله لنفسه، اليوم أبناء المحافظات الجنوبية كلهم ليسوا موحدين على رأي واحد وإن كان هذا ليس عيباً، لكن هناك وحدويون حتى العظم وعلى استعداد للتضحية بحياتهم من أجل الوحدة، أما ما تسميه الجنوب فقد صنعته بريطانيا عندما كانت محتلة لعدن ولم يصنعه التاريخ، فهي التي صنعت الخط الممتد من باب المندب الى المهرة لأسباب تخدم مصالحها ولا تخدم اليمن واليمنيين، فمثلاً عندما يقول مسدوس إنه لم يتم المحافظة على وحدة الجنوب وانتصرت الوحدة فإن الجنوب »سيتصومل« وهذه حقيقة ولا أحد يستطيع إعادة الخط الأزرق حتى بريطانيا إلا بالوحدة.. ولذا أقول: إن الجميع يدرك أن اليمن قبل وبعد إعادة تحقيق الوحدة مندمج اقتصادياً وأسرياً ومتشابك في الموارد والمصالح والمنافع المتبادلة بين كل أبناء الوطن، ناهيك عن الوحدة التاريخية التي لا يستطيع أحد إنكارها، ولكن لا ينبغي أن يسيطر الجنوب على الشمال أو الشمال على الجنوب من أجل الحفاظ على الوحدة، ولكن نريد عدلاً للجميع في كل محافظة ومديرية وعزلة وقرية من المهرة الى الحديدة ومن صعدة الى عدن.. وكان على المتحاورين أن يتحاوروا على كيفية تحقيق هذا العدل للجميع وليس على بقاء الوحدة من عدمها.
‮< ‬الرئيس‮ ‬هادي‮ ‬قال‮ ‬في‮ ‬خطابه‮ ‬الأخير‮ ‬في‮ ‬افتتاح‮ ‬أعمال‮ ‬الجلسة‮ ‬الختامية‮ ‬الثالثة‮ ‬إن‮ ‬الذين‮ ‬يريدون‮ ‬أن‮ ‬يتاجروا‮ ‬بالقضية‮ ‬الجنوبية‮ ‬واهمون‮ .. ‬كيف‮ ‬تقرأ‮ ‬ذلك؟
- إنني أعتب على الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أنه لم يتخذ موقفاً ثابتاً منذ البداية -أي بداية الحوار-، وقد ترك لهم أن يسرحوا ويمرحوا ويعملوا ويقولوا ما يريدون، وقد لاحظنا موقفه الاعلامي مرة يصعد، ومرة يهدئ، ولو كان اتخذ هذا الموقف الذي اتخذه أخيراً من البداية كانت نتائج الحوار أفضل.. إذاً هو الآن يعمل في الوقت الضائع وكنت أريد منه اتخاذ هذا الموقف الحازم من الوحدة بعد انتخابه مباشرة ولكني أحيي هذا الموقف وإن جاء متأخراً، وأتمنى عليه أن يستمر ولا يفاجئنا بتراجع قيد أنملة لأي سبب من الأسباب ويرضخ للضغوطات، فإذا‮ ‬تراجع‮ ‬لأي‮ ‬سبب‮ ‬فإنه‮ ‬سيكون‮ ‬قد‮ ‬أنهى‮ ‬تاريخه‮ ‬السياسي‮ ‬وليس‮ ‬فقط‮ ‬حكمه‮ ‬ولابد‮ ‬على‮ ‬الحكومة‮ ‬أن‮ ‬تنسجم‮ ‬معه‮ ‬وتكون‮ ‬عاملاً‮ ‬مساعداً‮ ‬له‮ ‬لتحقيق‮ ‬ذلك‮.‬
‮< ‬مؤخراً‮ ‬شكلت‮ ‬لجنة‮ ‬سميت‮ ‬لجنة‮ (‬8‮+‬8‮) ‬أو‮ ‬لجنة‮ (‬16‮) ‬مناصفة‮ ‬بين‮ ‬شمال‮ ‬وجنوب‮.. ‬وهذا‮ ‬الأمر‮ ‬اعتبره‮ ‬محمد‮ ‬علي‮ ‬أحمد‮ ‬والحراك‮ ‬انتصاراً‮ ‬للقضية‮ ‬الجنوبية،‮ ‬كيف‮ ‬ترى‮ ‬ذلك؟
- أرجو من القوى السياسية وخصوصاً اللقاء المشترك الذي كان خطابه حول الوحدة خطاب المنافقين بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهم يقولون لقواعدهم انهم مع الوحدة ولكنهم عندما كانوا يغازلون الحراك والجنوبيين في الحوار كانوا يستخدمون عبارات مطاطية وانه بالإمكان تحقيق شيء من هذا القبيل، كأن يكون هناك وحدة بين إقليمين أو إعادة دولة الجنوب كما كانت اقتداءً بما جرى في السودان على الرغم أن ما جرى في السودان أمر مختلف وفي تصوري أنهم عندما لم يتمكنوا من تحقيق طموحهم من خلال اللجان الرئيسية، فأرادوا اختزال اللجنة الى لجنة الـ16 علّهم يحصلون على ما يريدون أو كأنهم أرادوا أن الحوار أو التفاوض بين شمال وجنوب.. وهذا كلام غير صحيح، فالحوار حسب مرجعياته وهي المبادرة وقراري مجلس الأمن أكدت على أن الوحدة خط أحمر، ولذلك أقول للأخوة الجنوبيين والأخ محمد علي أحمد وهو رجل كان عاقلاً وسياسياً أن هذه المطالب أوهام لا يستطيع لا الاصلاح ولا الاشتراكي ولا أمريكا ولا بريطانيا أن تحقق لكم مطلب الانفصال أو فك الارتباط، لأن هذا الأمر سوف يؤدي الى قتال من أول يوم بين اليمنيين في كل مكان، وبالتالي فمطالبات محمد علي أحمد مرفوضة.
‮< ‬كيف‮ ‬تنظر‮ ‬لمواقف‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬في‮ ‬إصراره‮ ‬على‮ ‬إفشال‮ ‬مشاريع‮ ‬الانفصال‮ ‬وتمسكه‮ ‬بالوحدة‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬تخلت‮ ‬بعض‮ ‬المكونات‮ ‬الأخرى‮ ‬عن‮ ‬هذا‮ ‬المنجز؟
- على المؤتمر الشعبي العام أن يفرق بين الوحدة بأنها منجز له والوحدة كواقع.. والوحدة منجز للمؤتمر، وهذا قد يكون شرف له، لكن الوحدة ستبقى أراد المؤتمر وبقية الأحزاب أو لم يريدوا ذلك، فالوحدة ليست منّة من علي عبدالله صالح ولا من علي سالم البيض ولا من العطاس ولا من عبدربه منصور هادي، فالوحدة واقع حقيقي هكذا أراد الله وهذا هو الواقع، وبالتالي علينا أن لا نحمل الوحدة أكثر من اللازم.. من هنا أو من هناك، ولذلك فإني أقول للمؤتمر الشعبي العام إن إصراره على الوحدة دون أن يتبنى برنامجاً جديداً يحارب الفساد ويعترف بأخطائه السابقة لن ينفعه ذلك وإن كانت له مواقف في تحقيق الوحدة والدفاع عنها ولكن هذا ماضٍ وأنا أؤيد المؤتمر في موقفه، ومع ذلك عليه أن يتغير ويجدد من دمائه في مكوناته القيادية وفي برامجه ولا يجعل من تمسكه بالوحدة عندما تركها الآخرون حبل نجاة إذا ظل جامداً ولم يغير‮ ‬من‮ ‬برامجه‮.‬
‮< ‬في‮ ‬تصورك‮ ‬ما‮ ‬هو‮ ‬المخرج‮ ‬الآمن‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الأزمة؟
- المخرج من الأزمة يتلخص في ثلاث نقاط أولاً: أن ننسى الماضي بما فيه الحديث عن القضية الجنوبية وقضية صعدة، الثاني: نركز على الحاضر بحيث أننا نحل مشاكل الناس الاقتصادية والامنية والاجتماعية ومشاكل الخدمات، الثالث: علينا أن نتحاور على المستقبل انطلاقاً من اليمن الموحد، وننسى كلمة حوثي وحراك وشيعي وسني وزيدي، وشافعي، وشمالي وجنوبي، هذه ثلاث قضايا إذا بدأنا بها ستخرج اليمن من هذا الوضع البائس، كما ان على القوى السياسية أن نرك الماضي لأنها جميعاً مشاركة فيه.. وعلى الحراك أن يترك موضوع الانفصال لأنه لن يتحقق لا الآن ولا في المستقبل، ولو تغيرت الظروف والموازين الدولية، هذا أمر مفروغ منه.. كما ان الحوثي من خلال قضيته التي يدعيها لا يستطيع أن يحكم اليمن لا بالانفصال ولا بالوحدة ولن يعيد الإمامة، هذا أمر انتهى فالهاشميون هم اخواننا وجزءٌ من النسيج الاجتماعي اليمني، فإن كان عبدالملك الحوثي يقدم نفسه كسياسي ناجح يتقدم للانتخابات ويقنع الناس لانتخابه، وهذا أمر ديمقراطي باعتباره يمنياً وليس كهاشمي، وعليه أن يتخلى عن لفظ »سيد« لأنه لا وجود له في الدين ولا في المنطق ولا في الواقع، وقد قال تعالى: »إن أكرمكم عند الله أتقاكم«، أما‮ ‬كونه‮ ‬يمنياً‮ ‬فهذا‮ ‬من‮ ‬حقه،‮ ‬ويمكن‮ ‬أن‮ ‬يصبح‮ ‬رئيساً‮ ‬للجمهورية‮ ‬فهذا‮ ‬حق‮ ‬مكفول‮ ‬له‮ ‬إذا‮ ‬حاز‮ ‬على‮ ‬ثقة‮ ‬الشعب،‮ ‬وإذا‮ ‬كان‮ ‬هناك‮ ‬مظالم‮ ‬لاخواننا‮ ‬الهاشميين‮ ‬فلابد‮ ‬من‮ ‬إنصافهم‮ ‬كمواطنين‮ ‬إن‮ ‬كانوا‮ ‬قد‮ ‬ظلموا‮.‬
‮< ‬كيف‮ ‬يقيم‮ ‬البروفيسور‮ ‬سيف‮ ‬العسلي‮ ‬أداء‮ ‬حكومة‮ ‬الوفاق؟
- هذه الحكومة فشلت فشلاً ذريعاً وهي عبء على الوطن وعلى الرئيس عبدربه منصور هادي، لكن للأمانة وللإنصاف علينا أن لا نحملها وحدها كل الأخطاء ومن أسباب فشل الحكومة أنها جاءت بناس ليس لديهم خبرة ولا مهارة إدارية ولا إبداع، وقد دفع الوزراء دفعاً الى هذه المناصب من قوى وأحزاب سياسية، ومع احترامي لرئيس الحكومة محمد سالم باسندوة لكنه في وقت متأخر من العمر، وما كان لديه سابقاً فقد أعطاه والحكومة تحتاج الآن الى شخص لديه حيوية، قادر على معالجة القضايا بكل حزم.. إذاً لقد كانت الحكومة بحد ذاتها عاجزة وما زادها عجزاً انها‮ ‬حملت‮ ‬مسؤولية‮ ‬أكبر‮ ‬من‮ ‬طاقتها‮.‬
‮< ‬لكنها‮ ‬قدمت‮ ‬برنامجاً‮ ‬وعليها‮ ‬الالتزام‮ ‬به؟
- هذا البرنامج عندما تقرأه ليس برنامجاً بل تجميع لبرامج الحكومات السابقة.. وهذا عيب، فلا جديد فيه ولا إبداع على الإطلاق.. كما أنه لم يحدد للحكومة أي صلاحيات خاصة وهي حكومة انتقالية، وهناك تداخل كبير بين صلاحيات رئيس الجمهورية وبين صلاحيات الحكومة،و هذا الأمر شكل عقبة أمام الرئيس وأمام الحكومة، وبالتالي لا تدري ما هي صلاحياتها.. وقد لاحظنا أن الأخ الرئيس يتدخل في صلاحيات ليست من اختصاصه، ولذلك لكي تنجح الحكومة المقبلة لابد أولاً أن تكون حكومة »تكنوقراط« وفنية ويكون برنامجها واضحاً يحدد ما لها وما عليها حتى نحاسبها ويجب تحديد علاقة الحكومة مع رئيس الدولة، لأن الدستور الحالي أعطى لرئيس الجمهورية صلاحيات مطلقة ولم يعطِ الحكومة أي شيء، ولذا تجد الرئيس يتدخل حينما يشاء ويتهرب من المسؤولية حينما يشاء ويرميها على الحكومة.. نريد حكومة تتحمل في الوقت الراهن القضايا الاقتصادية ويكون الأمر السياسي والامني على رئيس الدولة بحيث لا يتدخل في عمل الحكومة في المجال الاقتصادي بل يعطيها الامكانات الكافية ويحاسبها على هذا الأساس.. عندما يقوم رئيس الدولة بتعيين القيادات العسكرية والأمنية والمناطق ماذا تستطيع الحكومة أن تعمل وماذا يستطيع حتى وزير الدفاع أن يعمل أيضاً؟!!.. عملية التقاسمات في هذه المناصب لها سلبيات كبيرة لا تستطيع الحكومة عمل شيء فيها.. إذاً على الحكومة التي ستأتي أن تعالج هذه القضايا والمشاكل الحالية وليس لها علاقة بالماضي.. وإنما تركز على انتشال المواطن من هذا الوضع‮ ‬وتحسين‮ ‬حياة‮ ‬الناس‮ ‬بحيث‮ ‬أن‮ ‬رئيس‮ ‬الجمهورية‮ ‬مع‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬يتفاوضون‮ ‬حول‮ ‬المستقبل‮.‬
‮< ‬ماهي‮ ‬مكامن‮ ‬فساد‮ ‬الحكومة‮ ‬وأسباب‮ ‬فشلها؟
‮- ‬ذكرت‮ ‬إن‮ ‬الحكومة‮ ‬ليس‮ ‬لديها‮ ‬رؤية‮ ‬ولا‮ ‬أحد‮ ‬يحاسبها‮ ‬لذلك‮ ‬لم‮ ‬تعمل‮ ‬هذه‮ ‬الحكومة‮ ‬شيئاً‮ ‬وكأنها‮ ‬جاءت‮ ‬فقط‮ ‬لصرف‮ ‬المرتبات‮ ‬للموظفين،‮ ‬فهي‮ ‬لم‮ ‬تقدم‮ ‬ولم‮ ‬تؤخر‮ ‬شيئاً‮.‬
‮< ‬وماذا‮ ‬عن‮ ‬قضايا‮ ‬الفساد؟
- لا نستطيع الحديث عن الفساد.. هكذا، فالفساد أولاً عندما تضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب هذا فساد، وعندما لا يكون هناك أولويات ملزمة هذا فساد ولا تستطيع محاسبة المخل.. الفساد هو السرقة والعبث بالمال العام كما هو حاصل اليوم، ولكن لكي نتمكن من محاسبة‮ ‬شخص‮ ‬أو‮ ‬وزير‮ ‬علينا‮ ‬أولاً‮ ‬تحديد‮ ‬المهام‮ ‬له‮ ‬،‮ ‬وإذا‮ ‬خرج‮ ‬عنها‮ ‬أو‮ ‬تجاوزها‮ ‬نحاسبه‮ ‬ولكن‮ ‬الآن‮ ‬إذا‮ ‬اجتهد‮ ‬حاسبته‮ ‬وإذا‮ ‬قصر‮ ‬حاسبته‮ ‬إذاً‮ ‬هو‮ ‬محاسب‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الأحوال‮.‬
‮> ‬ولكن‮ ‬يا‮ ‬دكتور‮ ‬قد‮ ‬يقال‮ ‬إننا‮ ‬نبرر‮ ‬لهم‮ ‬لمزيد‮ ‬من‮ ‬الفساد؟
‮- ‬نحن‮ ‬لا‮ ‬نبرر‮ ‬لأحد‮ ‬فساده،‮ ‬ولكن‮ ‬لكي‮ ‬نحاسب‮ ‬الحكومة‮ ‬علينا‮ ‬أولاً‮ ‬تحديد‮ ‬المهام‮ ‬التي‮ ‬عليها‮ ‬تنفيذها‮ ‬ولا‮ ‬ندعها‮ ‬تجتهد،‮ ‬ونضع‮ ‬لها‮ ‬ضوابط‮ ‬معينة‮ ‬تتقيد‮ ‬بها‮ ‬ثم‮ ‬نحاسبها‮ ‬إن‮ ‬خرجت‮ ‬عنها‮.‬
‮< ‬وماذا‮ ‬عن‮ ‬الصفقات‮ ‬والعقود‮ ‬التي‮ ‬تتجاوز‮ ‬صلاحيات‮ ‬بعض‮ ‬الوزراء‮ ‬وهي‮ ‬من‮ ‬اختصاصات‮ ‬لجنة‮ ‬المناقصات‮ ‬ومع‮ ‬ذلك‮ ‬تمرر؟
- أنا هنا لا أبرر ولا أدين وهناك من تعمد خلط الأمور، وعلينا الفصل بين صلاحيات الحكومة وبين صلاحيات الرئيس، وهذه حقيقة علينا أن نتنبه لها حتى لا نظلم أحداً ،لذلك لابد أن يوجد نظام واضح للجميع نحاسب المقصر بموضوعية، هذا أو ذاك.. ولكن أن نقول من كان مؤتمرياً فاسداً، ومن كان غير مؤتمري غير فاسد، فهذا غير صحيح.. وهنا لابد من الإشارة الى أن الغطاء السياسي الذي توفره الاحزاب -كل الاحزاب- في الساحة للفاسدين يجعلهم يتمادون في ارتكاب مزيد من الفساد ولدرجة أن المواطن أصبح تائهاً لا يدري الى أين يذهب والى متى يصبر على هذا‮ ‬العبث،‮ ‬وبمن‮ ‬يثق،‮ ‬لأنه‮ ‬فقد‮ ‬الثقة‮ ‬بالجميع،‮ ‬ولذا‮ ‬لابد‮ ‬من‮ ‬إيجاد‮ ‬روح‮ ‬جديدة‮ ‬تضع‮ ‬خطة‮ ‬للمستقبل‮ ‬وتكون‮ ‬موضوعية‮ ‬يمكن‮ ‬تحقيقها‮ ‬خدمة‮ ‬لقضايا‮ ‬الشعب‮.‬
‮< ‬كيف‮ ‬يرى‮ ‬الدكتور‮ ‬سيف‮ ‬العسلي‮ ‬قيام‮ ‬الحكومة‮ ‬بتجنيد‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬250‮ ‬الف‮ ‬خلال‮ ‬العامين‮ ‬الماضيين‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الذي‮ ‬تشكو‮ ‬من‮ ‬عجز‮ ‬في‮ ‬الموازنة‮ ‬العامة؟
- هذا الأمر خطأ جسيم كان ينبغي أن لا يحدث.. ولكني هنا أتساءل: من المسؤول عن هذا الأمر؟! أما كان لرئيس الجمهورية وهو أول من بدأ بالتجنيد أن يوقفه؟!.. مجلس الوزراء ومجلس النواب وجهاز الرقابة وهيئة مكافحة الفساد والاحزاب كل هذه الاطراف مسؤولة عمّا حدث إما بشكل‮ ‬مباشر‮ ‬أو‮ ‬بالسكوت‮ ‬عمّا‮ ‬حدث،‮ ‬ولذلك‮ ‬أقول‮ ‬يوجد‮ ‬تشابك‮ ‬وفي‮ ‬ظله‮ ‬أصبح‮ ‬كل‮ ‬شخص‮ ‬أو‮ ‬جهة‮ ‬ترمي‮ ‬بالخطأ‮ ‬على‮ ‬الأطراف‮ ‬الأخرى‮.‬

حكومة‮ ‬تقاسم‮ ‬وليس‮ ‬وفاق
‮< ‬وأين‮ ‬الوفاق‮ ‬الذي‮ ‬سميت‮ ‬الحكومة‮ ‬به؟
- هذه هي الكذبة الكبرى.. فلا يوجد وفاق بل نفاق.. علينا أن نسمي الأمور بمسمياتها.. كيف يمكن أن نسمي وفاقاً والماضي لازال حاضراً.. كيف يمكن لرئيس الحكومة أن يكون رئيس حكومة وفاق وهو يحتقر وزراءه من الطرف الآخر ولا يثق بهم، وكيف يكون وزراء من الطرف الآخر لا يثقون برئيس الحكومة، فعن أي وفاق نتحدث إذاً، ولذلك أقول: إنها حكومة تقاسم ومحاصصة والعصابات تقوم على التقاسم ولا تقوم على الوفاق، والوطنيون يقومون على الوفاق لأن مصالحهم الشخصية ليست موجودة وإنما يتفقون على مصالح الوطن.

عصابة‮ ‬تحكم
‮< ‬الانفلات‮ ‬الامني‮ ‬الذي‮ ‬أصبح‮ ‬يهدد‮ ‬حياة‮ ‬ومعيشة‮ ‬الناس‮ ‬ويشوه‮ ‬سمعة‮ ‬اليمن‮ ‬كيف‮ ‬يمكن‮ ‬التغلب‮ ‬عليه؟
- عندما تتصرف القوى السياسية كعصابات تفقد ثقة الناس بها وتتحول من عملية سياسية الى عملية إجرامية أو عصابة تحكم بلداً، وفي هذه الحالة الدولة لا تستطيع حماية نفسها.. الدولة لها جانبها المعنوي، فلا يعقل أن تقوم بعمل حراسة على كل برج كهربائي لحمايته، ولذلك نقول إن هذه الدولة قد فقدت هيبتها وهي على وشك الانهيار وأقول الدولة ستنهار وليس فقط الحكومة، وهنا سيفقد الناس بهذه الدولة كرئيس ومجلس نواب ومجلس وزراء وحتى الاحزاب وسيصبح الجميع يقول نفسي نفسي، وكل محافظة وعزلة تقوم بحماية نفسها وهنا نصل الى اللادولة، ونحن اليوم‮ ‬على‮ ‬وشك‮ ‬الوصول‮ ‬الى‮ ‬هذا‮ ‬الوضع‮ ‬ما‮ ‬لم‮ ‬يتم‮ ‬تداركه‮ ‬سريعاً‮.‬
‮< ‬وكيف‮ ‬يمكن‮ ‬تدارك‮ ‬هذا‮ ‬التدهور؟
- يجب أن تكون هناك حكومة »تكنوقراط« تشكل من كفاءات تتولى إدارة البلد اقتصادياً وخدمياً ولا تتدخل في الأمور السياسية.. ويقوم الرئيس بمشاركة الاحزاب برسم خارطة المستقبل السياسي للوطن وعلينا أن لا نترك الأمور على الغارب.
‮< ‬هل‮ ‬تريد‮ ‬القول‮ ‬أن‮ ‬الحكومة‮ ‬فشلت‮ ‬في‮ ‬إدارة‮ ‬البلد؟
‮- ‬هذه‮ ‬الحكومة‮ ‬فاشلة‮ ‬من‮ ‬أول‮ ‬يوم‮ ‬ولم‮ ‬تقدم‮ ‬شيئاً‮ ‬للوطن‮ ‬ولا‮ ‬للمواطن،‮ ‬كما‮ ‬لم‮ ‬تعمل‮ ‬شيئاً‮ ‬على‮ ‬الاطلاق‮ ‬ولم‮ ‬تتصدَ‮ ‬لأية‮ ‬مشكلة‮ ‬ولم‮ ‬تعالج‮ ‬أية‮ ‬مشكلة‮.‬

فقدت‮ ‬شرعيتها
‮< ‬طالب‮ ‬الاتحاد‮ ‬الأوروبي‮ ‬من‮ ‬الحكومة‮ ‬اليمنية‮ ‬مؤخراً‮ ‬الكف‮ ‬عن‮ ‬دفع‮ ‬الأتاوات‮ ‬لخاطفي‮ ‬السياح‮ ‬والقاعدة‮.. ‬كيف‮ ‬ترى‮ ‬ذلك؟
‮- ‬إذا‮ ‬صح‮ ‬هذا‮ ‬الأمر‮ ‬فإن‮ ‬الحكومة‮ ‬فقدت‮ ‬شرعيتها‮ ‬بل‮ ‬وتشجع‮ ‬مواطنيها‮ ‬على‮ ‬التمرد‮ ‬عليها،‮ ‬إذ‮ ‬من‮ ‬يتمرد‮ ‬على‮ ‬الحكومة‮ ‬تكافئه‮ ‬ومن‮ ‬يطع‮ ‬الحكومة‮ ‬يعاقب‮ ‬وهذا‮ ‬نقص‮ ‬للحكومة‮ ‬وللدولة‮ ‬برمتها‮.‬
‮< ‬وماذا‮ ‬عن‮ ‬تعهدات‮ ‬المانحين‮ ‬بدعم‮ ‬اليمن؟
- هناك تجربة عامين حتى الآن قدمت الحكومة خططاً لم تكن مقنعة للمانحين وظلت الحكومة تريد فرض رأيها على المانحين، لأنه لم يكن لديها رؤية ولا دراسات، واعتقدوا ان تهديد المانحين بأن اليمن ستكون فاشلة سيمكنها من تسلم أموال المانحين يصرفونها كما يصرفون المال الذي في البنك المركزي على التجنيد وعلى الاتاوات والفساد، ولكن العالم الخارجي قال إن هذه المنح ستذهب في فساد الحكومة ورأوا أن يحافظوا على أموالهم ولا يسلمونها إلاّ لحكومة تكنوقراط تعمل على رفع مستوى الشعب على مختلف الأصعدة..
‮< ‬وكيف‮ ‬ترى‮ ‬عملية‮ ‬الاصلاح‮ ‬الاقتصادي‮ ‬الذي‮ ‬تطالب‮ ‬به‮ ‬الدول‮ ‬المانحة‮ ‬اليمن؟
- بكل أمانة عندما نتكلم عن الاصلاح الاقتصادي نشبهه بالعملية الجراحية التي يقوم بها طبيب ماهر تكون مؤلمة لكنها مفيدة في الآجل الطويل، لكن اذا كان الاصلاح الاقتصادي كالطبيب الذي يذبح الشخص فهو ليس اصلاحاً، إذ أن عملية الاصلاح لا تحتاج الى سياسين وإنما الى اقتصاديين ماهرين وإداريين أكفاء واذا كان هناك اصلاح في الوقت الراهن فيجب أن يكون في الحد الأدنى ويتحملها من هو قادر لكن ان ترمي بأعباء الاصلاحات على المساكين لتذبحهم فهذا ليس إصلاحاً بل هو قتل عمد ولذا علينا ألا نعطي عملية جراحة دقيقة الى جزارين بل الى أطباء ماهرين وهنا أقول إنه لابد من عملية الاصلاحات، لكن نحتاج الى ناس ماهرين وقادرين على أن يقللوا الخسائر، أما اذا أردنا عمل جرع لتهلك الشعب فهذه ليست اصلاحات.. ومع ذلك أقول إن الوضع القائم أفضل.
‮< ‬أشرت‮ ‬الى‮ ‬أن‮ ‬الحكومة‮ ‬تقوم‮ ‬بالصرف‮ ‬من‮ ‬المخزون‮ ‬المالي‮ ‬والنقدي‮.. ‬وهناك‮ ‬من‮ ‬يقول‮ ‬إن‮ ‬ميزانية‮ ‬الدولة‮ ‬عاجزة‮ ‬عن‮ ‬دفع‮ ‬المرتبات‮ ‬للموظفين‮.. ‬فما‮ ‬هو‮ ‬الحل‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك؟
- كما قلت ولازلت أقول إنه لم تكن هناك ميزانية وموازنة وإنما هناك أناس كأمناء صناديق يصرفون ما جاء من أموال أما الأرقام التي قالوا إنها موازنة فهي ليست حقيقية ولا تعبر عن شيء والأمور تسير خارج ما كتب.. وبالتالي هذا نوع من الكذب.
‮< ‬يطالب‮ ‬بعض‮ ‬اعضاء‮ ‬مؤتمر‮ ‬الحوار‮ ‬بمرحلة‮ ‬تأسيسية‮.. ‬كيف‮ ‬ترى‮ ‬ذلك؟
- هذا هو هروب الى الأمام.. والمفترض أن يتم تقييم تنفيذ بنود المبادرة الخليجية سواءً من الناحية النظرية أو على الواقع.. وينظر لماذا تعثر الحوار حتى الآن.. وكلمة مرحلة تأسيسية معناه أن المبادرة الخليجية انتهت.. ولذلك لابد من تقييم منهجي لما تم انجازه ولما تبقى ونتلافى الأخطاء وأيضاً لابد أن ننسى الماضي لأن المبادرة الخليجية تضمنت الماضي ولم تركز على المستقبل كما ينبغي ولذا علينا أن ننسى الماضي ونركز على المستقبل وعلينا أن نفصل الحكومة عن رئاسة الجمهورية بحيث يكون لكل جهة صلاحيات واختصاصات محددة ثم نجعل مشكلة اليمن ومصلحتها في أول أولوياتنا وليس القضية الجنوبية أو قضية صعدة أو تهامة أو تعز أو صنعاء.. لابد أن نفكر كيف نبني اليمن بحيث لا يظلم بعضنا بعضاً.. ولذا أقول إن المبادرة فشلت ولم تكن قادرة وبالتالي استمرارها على هذا النحو هو من العبث.. والمبادرة استغرقت في الماضي وقت أطول ولم تنظر للمستقبل ولذا أقول إن المبادرة كانت من أجل اصلاح الماضي واعادة انتاج النظام السابق، فكل الذين نراهم اليوم يتحاورون في فندق »موفمبيك« هم جزء من النظام وهم من أفسدوا ويريدون اعادة النظام من جديد.

ظالمة‮ ‬وقاتلة‮ ‬وقاسية
‮< ‬هناك‮ ‬مطالبات‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬الأحزاب‮ ‬بتمديد‮ ‬فترة‮ ‬عمل‮ ‬الحوار‮ ‬أو‮ ‬إرجاء‮ ‬بعض‮ ‬القضايا‮ ‬الى‮ ‬ما‮ ‬بعد‮ ‬المؤتمر‮.. ‬كيف‮ ‬ترى‮ ‬ذلك؟
- الأمور واضحة بأن هناك بعض الأخوة في الجنوب يريدون انفصالاً وهم من يعمل اليوم على تعطيل عملية الحوار.. وأقول لهم ولاخواننا الجنوبيين جميعاً أن الانفصال ليس في صالح أحد وسيقود الى الاقتتال في الجنوب وسنتقاتل نحن في الشمال وأقول لهم إنه لن يتم اعادة جمهورية اليمن الديمقراطية إطلاقاً ولا يمكن اعادة النظام كما كان، لأن هذا هو المستحيل بعينه لأنه تم في الماضي عن طريق القتل والسحل واغلاق اليمن الجنوبي أمام العالم.. اليوم نحن أمام العالم المنفتح وجمهورية اليمن الديمقراطية كانت ظالمة وقاتلة وقاسية وإن حققت النظام فهو نظام لمن يحكم وليس للشعب.. إذاً العودة الى الماضي تحت أي شكل لا يمكن أن تكون بأي شكل أو مسمى، وبالتالي تمديد الحوار عبث وعلينا ان نكمل المشوار ونبدأ نتلمس مصالح الناس المعيشية والاقتصادية بدلاً من إضاعة الوقت.
‮< ‬لماذا‮ ‬في‮ ‬تصورك‮ ‬يقف‮ ‬الحوثيون‮ ‬الى‮ ‬جانب‮ ‬ممثلي‮ ‬الحراك‮ ‬في‮ ‬مؤتمر‮ ‬الحوار؟
- تاريخياً من يسمون بالهاشميين حكموا الشمال ولم ينجحوا في حكم الجنوب ولذلك يعتقدون أنه إذا انفصل الجنوب يمكن أن يعودوا الى حكم الشمال، لأن علاقتهم على مدى تاريخ تواجدهم كانت بالشمال أقوى ولكن هذا وهم.. اليوم ايران آيلة للسقوط، حزب الله آيل للسقوط وهذه مشاريع واضحة ولا يمكن للحوثي ان يحقق هذا الحلم الباطل وعليه أن يندمج في المجتمع كيمني وليس كهاشمي.. فهم اخواننا لهم ما لنا وعليهم ما علينا أما أن يتسيد علينا بطريقة من الطرق فلن يتم، فلا الله سينصره ولا نحن سنقبل ولا العالم سيقبل، إذاً هذه أوهام.. أما مسألة أو‮ ‬كلمة‮ ‬القضية‮ ‬الجنوبية‮ ‬معناها‮ ‬الانفصال‮ ‬وبالتالي‮ ‬فأي‮ ‬تمديد‮ ‬للحوار‮ ‬لا‮ ‬قيمة‮ ‬له‮.‬
‮< ‬إذا‮ ‬كان‮ ‬هناك‮ ‬أطراف‮ ‬تسعى‮ ‬للتمديد‮ ‬وعرقلة‮ ‬الحوار‮ ‬فأين‮ ‬دور‮ ‬جمال‮ ‬بن‮ ‬عمر؟
- جمال بن عمر يسعى لتحقيق مجد شخصي ويريد أن يظهر بأنه حقق السلام في اليمن ومن ثم الحصول على جائزة نوبل للسلام، وهذا حق مشروع له ولغيره، لكن عليه ألا يدغدغ عواطف الأخوة في الجنوب بأي شكل من الأشكال لأن الدغدغة لن تقربهم -كما يعتقد- بل إنها تبعدهم لأنها ترفع سقف مطالبهم.. ولذا سنسمع أنهم يقولون إن جمال بنعمر قال ووعدنا.. ولذلك على بنعمر أن يؤدي المهام التي كلف بها من مجلس الأمن وفقاً للمبادرة وقراري مجلس الأمن.. وهنا أقول له عليك ألا تكون يمنياً لتنحاز لهذا الطرف أو ذاك.. فقد لاحظنا أنه بدأ يدغدغ عواطف الأخوة في الجنوب وكأنه يقول لهم إن أهدافهم ستتحقق مرحلياً.. على جمال بنعمر أن يكون واضحاً مع الجميع وأن يقول للجميع إن الوحدة اليمنية خط أحمر كما كنا نسمع منه في بداية عمله عندما جاء الى اليمن وقد لاحظنا في الفترة الأخيرة أنه بدلاً من أن يكون عاملاً ايجابياً في حل‮ ‬القضية‮ ‬أصبح‮ ‬العكس‮ ‬ولو‮ ‬كان‮ ‬الأخ‮ ‬جمال‮ ‬بنعمر‮ ‬استمر‮ ‬على‮ ‬موقفه‮ ‬الذي‮ ‬أظهره‮ ‬في‮ ‬البداية‮ ‬كان‮ ‬أفضل‮ ‬ولما‮ ‬تأخر‮ ‬اختتام‮ ‬مؤتمر‮ ‬الحوار‮.‬

وجهان‮ ‬لعملة‮ ‬واحدة
‮< ‬كيف‮ ‬تقيم‮ ‬موقف‮ ‬الحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬من‮ ‬مطالب‮ ‬الحراك‮ ‬فيما‮ ‬يسمونه‮ ‬فك‮ ‬الارتباط؟
الحزب الاشتراكي اليمني هو جزء من الحراك.. وهما وجهان لعملة واحدة.. ولكنهم يوزعون الأدوار بينهم وهنا أقول للأخ ياسين سعيد نعمان إني أربأ بك وأنت رجل لك مكانة أن تنجر إلى مربع من يريد الانفصال والأولى بك أن تخسر الحزب الاشتراكي اليمني ولا تخسر اليمن.
‮< ‬هل‮ ‬أنت‮ ‬راضٍ‮ ‬عن‮ ‬أدائه‮ ‬سياسياً؟
‮- ‬أبداً‮.. ‬لأنه‮ ‬في‮ ‬الفترة‮ ‬الأخيرة‮ ‬يراوغ‮ ‬ويناور‮ ‬سياسياً‮ ‬وبالتالي‮ ‬كمفكر‮ ‬لا‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬يقف‮ ‬هذا‮ ‬الموقف‮ ‬الذي‮ ‬هو‮ ‬عليه‮ ‬الآن‮.‬
‮< ‬لماذا‮ ‬تسعى‮ ‬بعض‮ ‬الأحزاب‮ ‬لتأجيل‮ ‬الانتخابات‮ ‬البرلمانية‮ ‬واستبدال‮ ‬البرلمان‮ ‬بجمعية‮ ‬تأسيسية‮ ‬أو‮ ‬لجنة‮ ‬تأسيسية؟
- أنا أرى أنه لو كانت الانتخابات حلاً لكنا انتخبنا وحلينا المشكلة.. يجب أن نعترف أن الانتخابات في العالم العربي ليست كما هي في أية دولة أخرى.. أولاً يتفق الناس على دستور يحقق تطلعات الجميع ويحدد صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات رئيس الحكومة والوزراء.. ولذلك علينا أن نتوافق أولاً وأن يتخلى الحوثي عن وهمه بإقامة مملكة والاصلاح يتخلى عن وهمه بإقامة دولة الخلافة الاسلامية والاشتراكي يتخلى عن وهمه وأنه سيحقق امبراطورية لينين ودولة الفقراء.. علينا أن نتعايش جميعاً فقراء ومتدينين وغيرهم ونعمل قواعد للعدل ومن أساسيات هذه القواعد أن نقبل بآراء بعضنا البعض مرة يمشي رأيي ومرة يمشي رأيك، مرة أحكم أنا ومرة لا أحكم.. ولذا لابد أولاً من صياغة دستور يحميني وأنا في السلطة أو في المعارضة.. ولكن التفكير أنه لو أنا في السلطة سأعمل دستور وأفرضه بالقوة فهذا هو الخطأ الذي ينتج القتل‮ ‬والاحتراب،‮ ‬لذلك‮ ‬علينا‮ ‬أولاً‮ ‬أن‮ ‬نتوافق‮ ‬على‮ ‬دستور‮ ‬يكون‮ ‬هو‮ ‬مرجعية‮ ‬الجميع‮ ‬ويحمي‮ ‬حقوق‮ ‬الجميع‮ ‬وبعدها‮ ‬ندخل‮ ‬الانتخابات‮.‬

كفرت‮ ‬بالاخوان
‮< ‬الى‮ ‬أي‮ ‬مدى‮ ‬أثر‮ ‬سقوط‮ ‬الاخوان‮ ‬المسلمين‮ ‬في‮ ‬مصر‮ ‬على‮ ‬الاخوان‮ ‬في‮ ‬بقية‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬ومنها‮ ‬اليمن؟
- أقول للاخوان المسلمين كأخ سابق خرجت وكفرت بهم لكن لا أكرههم كبشر أقول لهم لا تغتروا لأن تجربتكم في اليمن تختلف، وأنكم قد أقمتم علاقة مع المجتمع.. هذا وهم ما دام أن هدفكم اقامة دولة الخلافة.. والخلافة لن يوافق عليها إلاّ هم فقط.. لذا فإن هذه العلاقة ستنهار وعليهم أن يغيروا استراتيجياتهم من الخلافة تغييراً جذرياً، لأنه لو كان ابوبكر موجوداً اليوم لحكم بشكل مختلف عما حكم به في وقته ولو كان عمر أو علي موجودين لحكما بشكل مختلف عما حكما به في وقتهم.. اذاً على الاخوان ألا يعيدوا انتاج الماضي.. هذا مستحيل، عليهم التخلي عن حكم الحاضر بعقلية وأفكار الماضي وأن يفكروا بتحقيق العدل لهم ولغيرهم، لكن التعامل بأن الله اصطفاهم وسير لهم الخلافة عن هذا الحديث المكذوب الذي ليس له أساس من الصحة وهو الأمر الذي أسقط الاخوان في مصر.. الاخوان في اليمن اذا أرادوا أن يكونوا مع العدل ويتخلوا عن مشاريعهم الخفية التي لازالت تؤرقهم وتعمل لهم مشاكل فإن ظلوا يغالطون المجتمع فإنهم سينتحرون.. وأنا أقول لهم بكل إخلاص انكم لا تختلفون عن الاخوان المسلمين في مصر ولا في تونس وانكم ستواجهون نفس المصير.. وإذا أردتم أن تتميزوا فتخلوا عن نظرية الاخوان‮ ‬التي‮ ‬اختلقتموها‮ ‬واقنعتم‮ ‬أنفسكم‮ ‬بها‮.. ‬وليس‮ ‬لها‮ ‬أساس‮ ‬لا‮ ‬ديني‮ ‬ولا‮ ‬سياسي‮ ‬ولا‮ ‬واقعي‮..‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)