إقبال علي عبدالله -
الوطن اليوم وتحديداً منذ افتعال الأزمة السياسية بداية العام 2011م.. وطن أشبه بمريض على سرير الموت -لاسمح الله- لم تنفع معه المسكنات ابتداءً بالمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة ومروراً بمؤتمر الحوار الوطني الذي لا يعرف كيف ينهي أعماله والخروج بعلاج يشفي أو حتى يعافي جسد الوطن المريض..
ولعل المسكّن الذي زاد المريض مرضاً هو تشكيل حكومة الوفاق التي تشارك فيها بل في حقائبها المهمة أحزاب اللقاء المشترك التي افتعلت الأزمة واغتصبت السلطة وتجاوزت الإرادة الشعبية المتمسكة بالشرعية الدستورية.
كل هذه المسكنات الى جانب ما قدمته الدول المانحة والاشقاء والاصدقاء من دعم مالي.. لم تنفع في شفاء جسد الوطن المريض والسبب وكما هو واضح اليوم لكل مواطن وكل الأشقاء والاصدقاء وجود بكتيريا سرطانية تقاوم كل هذه المسكنات وغيرها بل ضاعفت من المرض الذي اتسعت رقعته في كل انحاء الجسد.. بكتيريا أحزاب اللقاء المشترك وتحديداً حزب الاصلاح الذي يقود ويوجه هذه الأحزاب.. حتى وصل حال جسد الوطن اليوم الى نزيف جعل كل المواطنين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً من المجهول الذي سبق وان قلنا وكتبنا أنه يشير الى كارثة بدأت بالفعل بحرب طائفية في دماج وتتواصل في عدد من المحافظات ومنها تعز التي كانت تعرف قبل الأزمة وإبان حكم المؤتمر الشعبي العام بالعاصمة الثقافية وأصبحت اليوم وبفعل «الاخوان» التابعين لحزب الاصلاح أصبحت عاصمة لتصفية الحسابات وشن الحروب الطائفية التي حذر منها الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام عند فترة توليه قيادة البلاد لأكثر من ثلاثة عقود..
عندما نقول إن الوطن ينزف لا نقصد ولا نعني إخافة المواطن المغلوب على أمره والذي أصبح خائفاً من المصير الذي ينتظره غداً.. خاصة وأن حكومة الوفاق التي يرأسها باسندوة وتديريها جماعة من المشائخ المتنفذين في حزب الاصلاح.. بل إننا نقول ذلك بهدف لفت الانتباه لما وصل إليه حال البلاد من تدهور في كل نواحي الحياة والذي يزداد يوماً بعد يوم منذ جاءت هذه الحكومة وعملت منذ بداية أمرها على نهب خزينة الدولة حتى وصلت اليوم الى التأخر في دفع مرتبات أفراد الجيش والأمن لشهر أكتوبر المنصرم..
وغداً والعياذ بالله لو استمرت عملية النهب المنظمة من المال العام سنجد أن وزارة المالية التي يديرها حزب الاصلاح عاجزة عن دفع مرتبات ومعاشات الموظفين والمتقاعدين.. هذا ناهيك عن الحالة الأمنية وانفلاتها حتى الطفل يدرك خطورتها على حياته وهو في حضن أمه أو داخل سريره نائماً بأمان الله لتفاجئه رصاصة طائشة تخترق جسده كما هو حاصل مع أفراد قواتنا المسلحة والأمن.. الحالة الأمنية وتدهورها شاهدة على أن الوطن ينزف الى جانب توقف التنمية وعجز غالبية الناس عن شراء قوتهم الضروري والأساسي.. هذا الى جانب الأوضاع التعليمية المتدهورة والصحية المنعدمة إلاّ من لقاح شلل الأطفال المقدم هدية مجانية من الصحة العالمية وبعض الدول الشقيقة.. وكذلك انعدام الخدمات الضرورية مثل الطرقات التي لم نسمع ولم نرَ طريقاً واحداً أُصلح أو تغير في زمن حكومة الوفاق ولا ننسى الكهرباء وانقطاعاتها المستمرة حتى جعلت البلاد ومنها العاصمة صنعاء في ظلام دامس وتتباهى حكومة الوفاق بالقول إن جماعة مسلحة معروفة وراء ضرب أبراج الكهرباء التابعة لمحطة مأرب التي تغذي معظم مناطق البلاد.. كل شيءٍ في الوطن اليوم يسير من سيئٍ الى أسوأ حتى الفساد الذي تخفّت خلفه مجاميع من شباب الاصلاح أثناء الأزمة صار اليوم يمارس علناً وعلى كافة المستويات حتى في التعامل مع المنح والمساعدات المقدمة من الدول الشقيقة والصديقة والدول المانحة وغيرها من الصناديق الداعمة لنجاح الفترة الانتقالية.. صور ومشاهد عدة تعتمل في الوطن اليوم تجعلنا نكرر ما قلناه بأن جسد الوطن ينزف بعد أن وصلنا الى انعدام الدولة وغيابها وكذلك فشل حكومة الوفاق وإصرارها على السير في فشلها طالما ليس لدينا دولة.
نقول على الجميع وفي المقدمة الدولة والحكومة والأحزاب السياسية أن ينتبهوا الى خطورة ما تشهده البلاد وترك شماعة النظام السابق هو وراء هذه الخطورة واستمرارها اليوم.