د.علي العثربي -
< لم تكن رهاناتنا في المؤتمر الشعبي العام خلال الأزمة السياسية الكارثية خاسرة رغم خطورة المؤامرة التي حاكتها قوى الظلام والجهل ضد الوحدة الوطنية، والسبب أن رهاناتنا كانت تستمد قوتها من الإرادة الإلهية، أما قوى التحالف المشبوه فإنها استمدت قوتها من الشيطان واستقوت على الوطن بالعدو الذي فتحت له الباب على مصراعيه للنيل من السيادة المطلقة لليمن، وعرضت كرامة الانسان لأخطر أنواع الانتهاك، ونفذت أعظم مؤامرة على الحياة السياسية في تاريخ اليمن، ورغم ذلك الا أن المؤتمر الشعبي العام -والى جانبه كل قوى الخير والسلام والسواد الأعظم من جماهير الشعب- قد راهن على تجاوز مخطط حمام الدم الذي استهدف القضاء على المكون البشري للجمهورية اليمنية الثروة الحقيقية وقدم أعظم التنازلات رغم الشرعية الدستورية وامتلاك القوة المادية واحتشاد الشعب لمساندته في سبيل مواجهة المؤامرة العدوانية..إن تقديم المؤتمر الشعبي العام لتلك التنازلات المتتالية كان الهدف منها حقن دماء أبناء اليمن ومنع العدوان الخارجي الذي تزعجه الكتلة البشرية الكبرى في شبه الجزيرة العربية التي عجز عن تدميرها وإنهاء وجودها عبر الحروب المباشرة رغم ما خطط له لإيجاد المبررات للعدوان على اليمن، ولذلك فقد أدرك المؤتمر الشعبي العام وكل شرفاء الوطن أن الهدف من مخطط حمام الدم لم يكن يستهدف القيادة السياسية فحسب ولكن كان الهدف منه إنهاء الوجود البشري في اليمن، ولأن القوى الظلامية في تكتل اللقاء المشترك ومن تحالف معها قد أعماها الحقد والكراهية فلم تعد تفكر في الوطن والمواطن، وكانت تظن أنها ستكون في حماية الشيطان من العدوان الخارجي وعندما تدمر اليمن لا تبقى الا هي وحدها، ولم تدرك أن حمام الدم الذي خطط له العدو لا يستثني أحداً ولا يعرف حليفاً.
إن رهانات المؤتمر الشعبي العام وكل القوى الخيرة في الوطن اليمني لم تكن عبثية ولا ناتجة عن الخوف من انتزاع السلطة عنوة من القوى الانقلابية على الإطلاق، ولكن المؤتمر كان يمتلك عقولاً استراتيجية قادرة على كشف التآمر على وحدة الأرض والانسان في بلادنا، ولديه من الكفاءات العلمية والاستراتيجية ما جعل القيادة السياسية تقف أمام كل السيناريوهات التي كان العدو قد رسمها لتدمير اليمن ومنها استخدام المعارضة الفاشلة التي لم تستطع الوصول الى السلطة عبر الممارسة الديمقراطية وجعل منها وسيلته في أحد سيناريوهاته لتدمير القوة البشرية في اليمن، ولأن المؤتمر الشعبي العام قادر على كشف تلك السيناريوهات التدميرية فقد تعامل بحكمة وإيمان واتخذ قراراته برؤية غلبت مصلحة اليمن الكبرى في الحفاظ على الكتلة البشرية الكبرى باعتبارها الثروة الحقيقية التي ينبغي الحفاظ عليها من أجل حماية الوطن ومقدراته.
إن رهاننا عليه طوال الأزمة الكارثية لإنقاذ اليمن من سيناريوهات التدمير التي رسمها العدو الخارجي لم يكن من فراغ، ويمكن أن أذكر أصحاب العقول المستنيرة بسيناريو جزيرة زقر لجر اليمن الى الحرب ثم ضرب السيادة الوطنية، وكيف تعاملت القيادة السياسية معها وكيف كان موقف الفاشلين وما الذي قالوه، ثم سيناريو البارجة كول والبارجة الفرنسية، لندرك أن المؤتمر الشعبي العام وطن كل الشرفاء، لأنه جنب اليمن حمام الدم وصان السيادة الوطنية.