إقبال علي عبدالله -
< لا نكشف سراً أو نقول كلاماً قد يعتقد البعض أنه يصب في خانة المكايدات السياسية التي تعودنا عليها من بعض الأحزاب وخاصة أحزاب اللقاء المشترك وقيادته في حزب الاصلاح ومليشياته المسلحة المعروفين بـ«الاخوان»..
بل نقول الحقيقة التي بدأ كل مواطن في عموم الوطن يشعر ويحس بها.. حقيقة أن الشارع بدأ نتيجة تزايد أنين المواطن يستعد لثورة شعبية واسعة تعيد للناس أمنهم المفقود وكرامتهم التي فقدوها منذ قرابة عامين وتحديداً منذ الانقلاب على الشرعية الدستورية وتولي أحزاب المشترك الحكومة تحت مسمى «الوفاق» وأقصد تولي وزراء من زنابيل المشترك على الحقائب الرئيسية المرتبطة بحياة الناس ومصير البلاد، مثل الداخلية والتربية والتعليم والكهرباء والمالية والصحة ومحافظين في العديد من المحافظات بعد أن تم اقصاء المحافظين التابعين أو الموالين للمؤتمر الشعبي العام.. نقول: إن معاناة الناس التي تتزايد يوماً بعد يوم في كل مناحي الحياة دون استثناء قد ولّدت احتقاناً بدأت مظاهره في الشارع وهو أمر طبيعي في ظل تجاهل الحكومة التي يرأسها محمد سالم باسندوة!! وصمت الدولة وحتى المعنيين بأمر هذه البلاد وأعني المؤسسة التشريعية مما دفع بالمواطنين المغلوب على أمرهم الى اللجوء الى الشارع دون الاستعانة بالأحزاب والتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني خاصة تلك الأحزاب التي لغمت الشارع لأحداث أزمة الانقلاب على الشرعية مطلع العام 2011م.. وجاء الاحتقان اليوم والذي ينذر بالخطر نتيجة هذه الأزمة التي افتعلتها أحزاب المشترك بدعم خارجي يدرك كل مواطن من هي الدول والمنظمات الخارجية التي وقفت خلف هيجان الشباب في الشارع لافتعال أزمة يدفع ثمنها اليوم المواطنون أنفسهم وفي مقدمتهم الشباب الذي زادت معاناتهم من البطالة التي دفعت بالكثير منهم باستقطاب من «الاخوان» الى الانخراط في الجماعات الارهابية التي تدمر الوطن اليوم من ضرب أبراج الكهرباء والتقطع وافتعال الأزمات في عدم توفير الأمن الذي يشهد انفلاتاً غير مسبوق.. هذا الى جانب عجز بل فشل حكومة «الوفاق» من توفير لقمة العيش الكريم للمواطنين وفشلها في كبح الفساد الذي يزداد منذ تشكيل حكومة «الوفاق» ناهيك عن اخونة أكثر من 60% من أجهزة الدولة وفي المقدمة الجهاز الأمني.. كل ذلك وأكثر وعلى مدى العامين منذ بداية 2011م، لم تستطع الحكومة ولا الدولة إقناع المواطنين بأن الأمور سوف تتحسن بل عملت على خلق المزيد من الاحباطات حتى وصلنا اليوم الى مرحلة تسبق احتقان الشارع الذي سبق وأن نبهنا اليها منذ عدة أشهر غير أن الحكومة وكما يقول المثل المعروف «أذن من طين وأذن من عجين»..
ونقول أيضاً في هذه العجالة إن الأمور تشير في مجملها بأن الوطن في طريقه الى الهاوية عبر نفق مظلم من المؤكد أننا ولجنا فيه.. وإن الحكومة ولتغطية فشلها عمدت الى افتعال أزمة الطائفية.. وأمام كل ذلك أقولها بصدق: إن الناس بما فيهم الذين خرجوا الى الساحات في أزمة العام 2011م يقولون اليوم: «أيام الزعيم علي عبدالله صالح كان وضعنا أحسن بكثير وأفضل من اليوم.. نحن نقول عذراً يا علي ورعى الله عهدك» هذا هو حال المواطنين وصوتهم الذي صار مسموعاً دون خوف من مليشيات حزب الاصلاح المنتشرة في عدد من المحافظات ومنها عدن.
الشارع اليوم يحتقن والمواطنون يطالبون باستقالة حكومة باسندوة واعادة الأمن والاستقرار الذي صار حلماً يراود الصغير قبل الكبير.