محمد أنعم -
> تعرفون بالطبع القصة الدراماتيكية التي تروى شعبياً وتقول : ان مهمشاً من أصحاب البشرة السوداء كان يتناول القات ذات يوم وزوجته بجواره في كهف بقرب احدى القرى اليمنية والذي يتخذ منه منزلاً لأسرته كبقية أبناء هذه الفئة..
وبعد ان بدأ تأثير القات قال لزوجته منتشياً : غداً سأبيع المسجلة واشتري كبشاً.. فتساءلت الزوجة وقد أغضبها هذا القرار.. لكن أين ستربط هذا الكبش.. فرد عليها واشار بيده الى مكان بجوارها ..
فقالت بزعل: لن اسمح لك بربطه هنا.. فتشاجرا، وفي تحد قالت الزوجة : هذا المكان حقي ولا يمكن ان تربط الكبش فيه وسأمدد برجلي هكذا.. غضب الزوج وفوراً أخذَ فأسه ووجه ضربة قوية الى قدم زوجته.. واقسم يميناً ألا يُربط الكبش إلا بهذا المكان..
تظهر هذه القصة ان تفكير صاحب الكهف الذي يعيش فقيراً ومنبوذاً وطريقة معالجته للخلاف غير المبرر مع زوجته لا يختلف عن تفكير قيادات الاحزاب المتحاورة في فندق موفمبيك..
لا تسخروا او تلوموا أخانا المهمش بطل القصة الذي كسر قدم زوجته بالفأس لأنه اختلف معها على المكان الذي سيربط فيه الكبش الذي لم يتم شراؤه بعد.. ولكن اسخروا ولوموا والعنوا ايضاً الاحزاب التي تتصارع اليوم على ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واصبح كل واحد منهم يحمل أكثر من فأس يضرب به الشعب.. فيما مخرجات مؤتمر الحوار غير موجودة، وفي علم الغيب، مثلها مثل الكبش..
انصحوا هذه الاحزاب (المشعبة).. أولاً.. أن يتفقوا او يتوافقوا على مخرجات الحوار قبل الاقتتال على.. من.. والى متى.. وكيف.. سيتم تنفيذ المخرجات.. فقد تمادى هؤلاء في العبث بحياة الشعب وزجه في حروب تشبه مآسي حلبات المصارعة التي اقامها السادة في روما ليتقاتل عليها شباب طبقة العبيد..
يا الله..!! ما أحوج الشعب اليمني اليوم الى سبارتاكوس.. يا الله ارحمنا.. فهاهم أصحاب موفمبيك.. ساسة.. رجال دين.. مثقفون.. عسكريون.. تجار.. يذكرونا بنفس مشاهد حوارات سادة روما وهم بمقصوراتهم يتناولون ألذ المأكولات ويجمعون الاموال.. فيما دماء الشعب تسفك بوحشية داخل حلبة مصارعة لن يولد فيها نبي بعد اليوم..
يارب.. لقد خلقت سبارتاكوس لأهل روما في قديم الزمن لينقذهم.. اليوم نتوسل اليك ان تجود لأهل اليمن بسبارتاكوس في آخر الزمن..