موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الإثنين, 09-ديسمبر-2013
الميثاق نت -    < محمدعلي عناش -
في أي بلد في العالم يحدث فيها ما حدث في مجمع وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء، من تفجيرات واشتباكات من الصباح حتى ساعات متأخرة من بعد منتصف ليلة خميس الشؤم والعار، وشعب بكامله لا يعلم حتى الآن بحقيقة ما حدث، الا في اليمن، وفي ظل حكومة هذه المرحلة فاقدة الهوية.
في يوم «خميس العار» لم تبدُ القنوات الفضائية الرسمية أنها مكترثة بما حدث ويحدث من تفجيرات واشتباكات وهجوم مسلح على مستشفى مجمع الدفاع، وحتى ساعات متأخرة ظلت تتناول ما حصل كحادث تخريبي في سياق المعرقلين لمؤتمر الحوار الوطني، وتكثر من الاشاعات والاتهامات المبطنة، لطرف وأشخاص بعينهم لصبغ الاحداث بصبغة سياسية معينة والتكهن بردود أفعال دولية تجاه الأحداث في همز ولمز سمج، يعكس حجم السقوط المهني لقنواتنا الرسمية.
فجأة وبعد ساعات متأخرة من الاحداث التي استمرت حتى بعد منتصف الليل وبما يشبه التعميم تغيرت طريقة تغطية الأحداث، حيث سارعت القنوات الرسمية في الإكثار من شعارات التنديد بالإرهاب والأفكار الدينية المتطرفة، وبشكل موحد، ثم عرض فيلم الارهاب، ليس في الأمر ما يدعو للاستغراب أن تقوم القنوات الرسمية بالتفاعل ضد الارهاب والتطرف سوى هذا التغير المفاجئ في مسار التغطية خاصة وأن الإعلام الرسمي لم يسبق له أن تعرض لقضية الارهاب والتطرف الديني بالنقد والتحليل الثقافي والفكري والاجتماعي كقضية وطنية رئيسية ولم يقدم صورة واقعية لحقيقة الارهاب وأبعاده المختلفة في اليمن، منذ أن شكلت حكومة الوفاق الوطني وسيطرة الاخوان على وزارة الاعلام وملحقاتها..
التوقيت هو الذي يثير التساؤل: لماذا في هذه الحادثة فقط؟ على الرغم من أننا شهدنا طوال عامين مئات الأحداث الارهابية من اغتيالات وتفجيرات واقتحام معسكرات ومواجهات مستمرة في أبين والبيضاء ومأرب وغيرها من المناطق، لكننا لم نلمس مثل هذا التفاعل الذي أوحى للمشاهد أن القضية هي قضية إرهاب تنظيم القاعدة.
الغموض الذي اكتنف الاحداث منذ البداية، وتضاربت الاخبار وتناقضاتها هو الذي دفعنا الى أن نتساءل وأن نقرأ الموضوع من هذه الزاوية.
الإعلام الرسمي الذي لم يكن له أي تواجد في ساحة الأحداث كما فعلت بقية القنوات وإنما ظهر وكأنه يواكب الأحداث بطريقته الخاصة ومن داخل غرفة عمليات لتنفيذ أهداف معينة، أدرك أن تغطية أحداث مجمع الدفاع في سياق المعرقلين لمؤتمر الحوار الوطني، فاشلة ومفضوحة وليس لها أي معنى غير المسار باتجاه اتهام الارهاب ليتداعى بعدها «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» الى الإعلان عن مسؤوليته عن الحادث وعبر صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي «صدى الملاحم».. وما يثير الاستغراب والسخرية أن عدد المعجبين بهذه الصفحة فقط (1347) معجباً، وهذا بالطبع غير معقول ولا يقبلها أي عقل يفكر بشكل منطقي، وإنما هي إحدى الهفوات في سيناريو الحدث وأحد جوانب الغموض الذي لايزال حتى الآن يكتنف ما حصل بالضبط.
التقرير الأولي للجنة التي شكلها رئيس الجمهورية للتحقيق في الحادث ورفع تقريرها خلال 24 ساعة، لم يأتِ ليجلي الغموض ويعطي تفسيراً حقيقياً للحادث الذي استمر أكثر من عشرين ساعة، وإنما أتى ليضاعف هذا الغموض عندما حصر المسلحين الارهابيين في (12) مسلحاً معظمهم سعوديون، وقد قُتلوا جميعاً دون أن يوضح من هم؟ وكيف دخلوا وما هو الدافع ومع من نسقوا؟ إلى آخر المعلومات التي يفترض أن ترفق بالتقرير، بمعنى أن هناك محاولات قوية لطمس الحقيقة والتعتيم على ما جرى، وفي اعتقادي أن هذا التعتيم على أحداث وزارة الدفاع هو انعكاس لحالة إرباك حقيقي.
نحن لا نستبعد أن للقاعدة يداً في أحداث وزارة الدفاع، لكن نحن نستبعد أن تكون القاعدة لوحدها هي من تبنت العملية التي استمرت حوالى 20 ساعة تفجيرات واشتباكات، الأحداث يكتنفها الغموض، وعلى الرئيس هادي والحكومة والقيادات العسكرية والسياسية أن يكونوا جريئين في كشف الحقيقة ومصارحة الشعب بالذي حدث، فليس من المصلحة الوطنية التلاعب بهذه القضية وبنتائج التحقيقات، لأن ذلك سيكون خيانة للوطن والشعب وللشهداء الذين سقطوا على أيدي الارهابيين الذين مازالوا يسرحون ويمرحون ويمارسون سفك دماء الشرفاء في كل مكان.
حقيقةً انه من السخف أن يتم التعامل مع مثل هكذا قضايا بهذا الشكل من الكولسة وعدم الشعور بالمسؤولية خاصة ونحن نمر بمرحلة حساسة وخطيرة تتطلب الوضوح وإجلاء الحقائق وإلجام أبواق التضليل والزيف وقلب الحقائق.
من وجهة نظري أن التفسير المنطقي لما حدث يوم الخميس في وزارة الدفاع ومحيطها لا يخلو من افتراضين: الأول:
أن الذي حدث هو محاولة انقلابية باشتراك القاعدة، بدليل طبيعة الانفجارات والاشتباكات التي استمرت من الصباح الى الفجر، واشترك فيها جنود من الفرقة حسب شهود عيان..
الثاني: أن الذي حصل هو مجرد عملية تخريبية وإرهابية منظمة وباشتراك القاعدة أيضاً، الهدف منها رسم صورة معينة عن الوضع في اليمن، من أجل تمرير مشروع العزل السياسي واسقاط الحصانة، وتدعيم تصريح المبعوث الأممي جمال بنعمر عقب جلسة مجلس الامن الأخيرة، وفي كلا الافتراضين يتحمل بنعمر المسؤولية لسوء إدارته لأزمة اليمن وتمييعه للمبادرة الخليجية وآليتها وتغاضيه عن عدم تنفيذ قرارات هيكلة الجيش من قبل المستشار علي محسن الأحمر.
مثل هذا الحادث لا يجب أن يمر بسهولة وأن يترك للتلاعب وتزييف الحقائق بغطاء إعلامي وسياسي رسمي، فيجب على الإعلام الباحث عن الحقيقة أن ينزل ميدانياً الى موقع الحدث ومحيطه لجمع أكبر قدر من الاستدلالات والمعلومات وتقديم صورة واقعية لما جرى انتصاراً للحقيقة ولدماء الشهداء التي سُفكت في مذابح الغدر والخيانة والتواطؤ.



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)