-


< في ظل انفلات امني هائل وزعزعة للأمن والاستقرار وحالات اغتيالات واعمال إرهابية وإجرامية كثيرة في فترة مريرة من تاريخ اليمن يضاف الى ذلك نوع من الاجرام يدل على الإفلاس والانحطاط المتناهي في الاخلاق كونه نوعاً من الاجرام يتعدى كل الخطوط الحمراء والأعراف والقيم المتعارف عليها بين اليمنيين.. تلك الصورة الدخيلة على المجتمع تتمثل في ظاهرة الاعتداء والاختطاف لنساء وفتيات يمنيات وعند هذا الاجرام لا ينبغي تأجيل الحسم فيه لان التهاون يقود نحو الانحلال الكامل في القيم والاخلاق ويفوق هذا الجرم بكل المقاييس كل أنواع الجرائم والوقائع التي شهدتها بلادنا وسط الاوضاع المتردية والمأساوية ...هذا الرأي جزء من مضمون آراء متعددة عبرت عنها عدد من الشخصيات النسوية في اطار الاستطلاع التالي :
سلمى المصعبي -عضو مؤتمر الحوار عن مكون المؤتمر الشعبي العام- تحدثت قائلة : ظاهرة الاعتداء او الاختطاف للفتيات هي دخيلة على المجتمع ولا تمت الى المجتمع اليمني بصلة لان المتعارف عليه في قيمه وأعرافه وأخلاقه انه لا يمكن الاعتداء على المرأة مهما كانت الأسباب , أما اختطافها فهو من العيوب الكبيرة التي لا تغفر وتجعل صاحبها منبوذاً بالخزي والعار، وما يجرى حالياً في ظل الانفلات الأمني يعتبر كارثة في تاريخ المجتمع اليمني وعلى كل الشرفاء الوقوف بجدية واخذ مواقف حازمة لوقف هذا النوع من الانحلال الأخلاقي، وعموماً لابد ان تتحمل الحكومة مسئولية حماية أبنائها وبناتها ولابد ان تكون هناك يد قوية تعمل على استعادة الامن والاستقرار لهذا البلاد.
إفلاس أخلاقي
أمل الماخذي -ناشطة حقوقية وعضو مؤتمر الحوار الوطني عن مكون انصار الله -تحدثت قائلة: لم يكن احد يتخيل ان يأتي يوم في تاريخ اليمن يصل فيه الإفلاس الأخلاقي الى هذا المستوى من الانحطاط، نحن نعلم انه في الجاهلية كان هناك خط احمر اسمه المرأة لا يمكن قتلها او الاعتداء عليها اما اختطافها فتلك من الجرائم التي لا تغفر ويلحق بصاحبها الخزي والعار مدى الحياة.. لماذا وصلنا الى هذا المستوى المتدني من الاخلاق، ومن المسئول عن هذا الوضع وهل سيظل المجتمع ساكتاً امام هذا التدهور الخطير.. لا بد من وقفة جادة لردع من يقدم على هذا النوع من الاجرام.. اليوم سراء الشهاري الإعلامية في قناة «المسيرة» تتعرض للاختطاف وقبلها الكثير من الفتيات تعرضن لمثل ذلك وهناك من تجرأ وقام بالاعتداء على امرأة, اين القيم والأعراف اليمنية الاصيلة واين أبناء هذا الشعب العريق وماذا سيفعل لمواجهة هذا النوع من الاجرام المعيب جداً والذي ينبغي ان لا يسمح بأي شكل من الاشكال ان يتسرب الى بلادنا.
مكانة المرأة
في ذات الاطار تقول نبيلة المفتي -محامية وعضو مؤتمر الحوار الوطني : أولا الاعتداء على النساء او اعتراضهن من الأمور غير المقبولة اجتماعياً، والأعراف والقيم اليمنية تضع للمرأة مكانة عالية ولا تسمح ابداً بامتهانها او الاعتداء عليها، حتى في حالات الثأر والنزاعات تحترم الأعراف وجود المرأة ولا يمكن ان تأخذ الحق من الغرماء احتراماً لوجود المرأة، لكن ما يجري اليوم هو نوع من الانحطاط الأخلاقي والتدهور في القيم الاجتماعية بشكل لا يمكن ان يوصف.. قبل فترة كان الاعتداء على الدكتورة غادة الهبوب ومؤخراً كان اختطاف الإعلامية سراء الشهاري.. والى اين يمكن ان نصل اذا لم تُتخذ الإجراءات الصارمة إزاء ذلك، ومن جانب آخر الخطر القائم على مسالة الانحطاط الأخلاقي، هم بذلك يريدون احباط المرأة وارعابها وتخويفها من مواصلة النضال في طريق الوصول الى حقها في المشاركة في مجالات البناء والتقدم لان ما يجري يضع الخطر في طريق المرأة ويجعلها تمضي وسط مخاوف مرعبة وقد تقف مكانها دون التقدم وهذا ما لن نسمح به كنساء مهما كانت الصعوبات والعوائق.
اغتيال بشع
جمالة القاضي -مديرة مدرسة -تحدثت قائلة : جرائم الاختطاف للفتيات تعد اغتيالاً بشعاً لحياة الفتاة وصدمة نفسية وانعكاسات اجتماعية كثيرة، والتعرض للفتيات بأي نوع من الاعتداء او التخويف او الاختطاف هو جريمة بشعة ضد المجتمع اليمني بأكمله ولا يجب السكوت على ذلك، لابد من التصدي لهذا النوع من الاجرام والانحطاط الأخلاقي مهما كانت المبررات لا يمكن ان تغفر او تبرر للمجتمع ان يتم الاعتداء على امرأة او اختطافها.. وانا أناشد من خلالكم الشرفاء والمخلصين من أبناء اليمن رجالاً ونساء باتخاذ مواقف حازمة لوقف هذا النوع من الاغتيال المدمر لحياة الفتاة.
استعادة القيم
ومن جانبها تقول أنوار حسين -طبيبة : تصدمني الاخبار من هذا النوع واشعر اني اسمع عن بلد آخر غير اليمن، بلاد ليس فيها اخلاق ولا اعراف بلد خالٍ من شهامة القبيلة , كيف يمكن السكوت على ذلك وكيف تنتهك النساء ولا يكون هناك من الرجال ردة فعل قوية وحاسمة.. نحن اليوم نريد استعادة القيم والأعراف والمبادئ التي عرفها اليمنيون على مسار التاريخ.. نريد ان تعود الشهامة والغيرة ونريد ان يردع ويعاقب كل من تسول له نفسه المساس بنساء اليمن، ومن لم يتحرك اليوم فسوف يكون شريكاً في التدهور والانحطاط الأخلاقي الذي لا تُحمد عقباه لان زوال القيم هو زوال لكل تقدم ونهوض وازدهار.
عيوب كبيرة
نختتم مع أماني فطيرة -ربة بيت- والتي تحدثت قائلة : صدمة ان يكون ذلك في بلادنا نحن كنا نعتز ان للمرأة مكانتها ونفتخر ان المرأة تصان حتى في اصعب المواقف ويحافظ عليها حتى من الغرماء والمتنازعين , كانت المرأة اذا خرجت توقف العراك بين الرجال يتوقف كل شيء احتراماً لوجودها، لماذا وصلنا الى هذه الدرجة من التدهور من المسئول عن ذلك- لابد ان يقف الجميع من أبناء اليمن وقفة واحدة لضبط المجرمين ومعاقبتهم اشد العقاب ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه التصرف بمثل هذه السلوكيات المخزية، ان الاعتداء على النساء او قتلهن من العيوب الكبيرة، اما الاختطاف فهو خزي وعار لا يُرتكب من صاحب خلق مهما كانت المبررات.. أتمنى ان يكون هناك وقفة جادة وعمل قوي لضبط ومعاقبة من يقدم على مثل هذا النوع من التصرفات الاجرامية اللاأخلاقية.