كلمة الميثاق -
إرهاب وخراب ودمار.. اغتيالات وتفجيرات وسفك دماء الأبرياء من المواطنين وأبناء القوات المسلحة والأمن.. قطع الطرقات وتدمير أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط بشكل شبه يومي.. اختطاف لرجال أعمال وأجانب ولا فرق بين دبلوماسيين أو مقيمين عاشوا بأمان لسنوات في اليمن وأحبوه ومنحوه أجمل سنين حياتهم، هذا يحدث في مراكز المدن والشمس في رابعة النهار..اقتحامات لمعسكرات وقيادة مناطق وصولاً إلى مجمع الدفاع في قلب العاصمة صنعاء تم اعدام كل من يتواجد في المكان بدمٍ بارد مع سبق الإصرار والترصد.. الصورة في مستشفى العرضي ناطقة وتعكس واقع الحال لبلد اصبحت الفوضى ضاربة أطنابها على أرضه والخوف والرعب يكبر حجمه ويتسع مداه ليحاصر أبناءه جميعاً..
أمام هذا كله تشكل لجان للتحقيق لتنتهي إلى عدم قول أي شيء حتى مجرد القول: أن كل هذه الجرائم تم تسجيلها ضد مجهول, وحكومتنا الموقرة تتعاطى مع الأمر وكأنه لا يعنيها لتصبح بعجزها وفشلها وشللها هي المشكلة والداهية الدهماء التي ابتليا بهما الشعب اليمني الذي توهم بعض أبنائه ممن اغتروا بأحداث 2011م والذي تصدرت مشهده أحزاب المشترك وأشخاص مقدمين أنفسهم أنهم صناع التغيير لتكون الحقيقة صادمة وينجلي الوهم باكتشاف أن هؤلاء ليسوا إلاَّ صُناع قتل وتخريب وتدمير وفساد وفرقة وتجزئه وإرهاب وفتن وحفاري قبور - طبعاً لا نقصد الكل إلاَّ من باب الحسنة تخص والسيئة تعم - ولا ندري ما هي وظيفة وزيري الداخلية والدفاع والوحدات العسكرية والأمنية والأجهزة الاستخباراتية المناطة بها حفظ وصون وحدة وسيادة وأمن واستقرار الوطن والمواطن.. ويأتي السؤال الأهم الذي يفرض نفسه على كل يمني إلى متى سيستمر كل هذا العبث والفوضى..؟! وإلى أين سيأخذنا بعد أن وصل الأمر إلى اقتحام مقر قيادة المؤسسة السيادية الأولى الحامية والمدافعة عن سيادة اليمن الوطن والشعب.. إلى أي كارثة تمضي بنا هذه الحكومة؟!.
ندرك أن الظروف والأوضاع وصلت إلى حدود خطرة, وأن المرحلة الانتقالية التي أنتجت هذه الحكومة آن لها أن تنتهي بحكم الفترة الزمنية المحددة لها وبحكم الضرورة التي فرضتها ممارسة وسلوكيات هذه الحكومة الهزيلة الضعيفة في فترة كانت البلاد تحتاج إلى حكومة قوية متماسكة ترتقي إلى مستوى التحدي والقدرة على اداء واجباتها والايفاء بالاستحقاقات الوطنية.. حكومة قادرة على مواجهة التعقيدات والصعوبات والتحديات بحس ومسئولية وطنية تمكنها من الإسهام الفاعل والعميق ليس فقط في إنجاح التسوية السياسية للمبادرة الخليجية وآليتها والحوار الوطني, بل وفي تأمين ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والعبور بسفينة اليمن إلى بر الأمان, وهذا لم يحصل ومعطيات ما جرى ويجري يفضي بنا إلى الاستخلاص أن سفينة الوطن الذي تحملنا جميعاً تتجه إلى الغرق في بحرٍ لجي لا قرار له, ونحتاج إلى معجزة, فهل ستسعفنا مشيئة الله والقيادة السياسية وتتجلى الحكمة اليمنية في مثل هذه اللحظات الحرجة.؟!