أمل ناصر الذماري -
الإرهاب ظاهرة موجودة منذ أن وجدت الأرض ومن عليها ومهما اختلفت أشكاله وأنواعه عبر مراحل التاريخ إلاّ أنه يؤدي الى نتيجة واحدة تجنيها المجتمعات والبلدان.. هي الحروب والدمار ونشر الخوف والفزع والرعب وانهاك الاقتصاد الوطني للدول.. وإقلاق السكينة العامة فالإرهاب لا يحتكم لأي قوانين ويستطيع أن ينتقل من بلد الى آخر دون الحاجة الى تصريح في ظل الظروف والمتغيرات الجديدة التي شهدها العالم أجمع ووطننا العربي كجزء من هذه المنظومة وبلدنا الحبيب كان من ضمن تلك البلدان التي عانت من تلك الأحداث ومازالت تعاني الى هذه اللحظة.. بسبب تلك المتغيرات على الساحة الوطنية تمكنت هذه الظاهرة من خلال عناصرها الارهابية من استغلال الظروف التي تمر به اليمن من انفلات أمني وغيره لم يتمالك قواه بعد مواجهة هذه الأخطار مما شجعها على القيام بأعمالها التخريبية باستهداف المنشآت الحيوية مثل محطات الكهرباء والغاز التي تكلف الاقتصاد الوطني المتهالك الكثير من الأموال وتزيد الاعباء على الوطن والحكومة، وزد على ذلك قطع الطرقات وزرع العبوات الناسفة والقيام بالعمليات الانتحارية والاستهداف المقصود لبعض المحافظات مما أدى الى حصد الكثير من أرواح الأبرياء من المواطنين بشكل عام ومن منتسبي القوات المسلحة المرابطين في مواقع الشرف والبطولة الذين يؤدون واجبهم الوطني على وجه الخصوص.. وشردت الكثير من منازلهم وجعلتهم بلا مأوى وكأنهم ليسوا اخواناً لهم من وطن واحد يجمعهم.. وقامت بأعمال منافية لكل العقائد الدينية التي يدعون أنها منهجهم الذي يسيرون عليه.. ويتجاوزون كل المبادئ والأعراف واخلاقيات ديننا الاسلامي الحنيف الذي حرم سفك دماء المسلمين ونهب وأموالهم وخرجوا عن كل القيم التي يتحلى بها أبناء المجتمع اليمني، وفي الأيام القليلة الماضية زادت من نشاطها لابعاد اهتمامات القيادة والدولة والحكومة من معالجة القضايا الأساسية والملحة التي تتطلبها المرحلة الراهنة وآخر جريمة يوم الخميس استهدفت مجمع العرضي التي مثلت بكل المعايير ظاهرة خطيرة غير مسبوقة في تاريخنا الوطني.
وقد حرصت القيادة السياسية بتوجيهات جادة لمحاربةهذه الظاهرة الخبيثة واستئصالها من جذورها والتي اطلقها فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي في مجلس النواب أمام كل ابناء الشعب وممثلي الأمة بعد أداء اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية بأن من أولويات القيادة والدولة محاربة الإرهاب وعناصره أينما وجد من أجل توفير الحماية للوطن وابنائه ومكاسبه ومنجزاته.. ووضع حد لكل تلك الأعمال والممارسات الاجرامية والتخريبية التي كبدت الوطن والمواطن الكثير من الخسائر المادية والبشرية.
ولكي تستطيع عملية التنمية أن تتحرك لبناء اليمن الجديد يجب أن تتضافر كل الجهود لمحاربة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا وعلى ديننا الاسلامي الحنيف الذي علمنا بأن الدين يسر وليس عسراً وأن الوسطية والاعتدال هي منهجنا وأن الغلو والتطرف هو دمار الأمم.. مبتعدين عن اسقاط الاتهامات وكيلها وتحميل المسئولية لطرف دون الآخر لأن الخطر الداهم لن يستثني أحد وسيأخذ الجميع وفي المقدمة الوطن -لا سمح الله.