فيصل الصوفي -
كنت أتوقع إقالة أستاذنا أحمد الحبيشي من رئاسة مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة منذ وقت بعيد، ذلك لأن حملة حزب الإصلاح ضده، وتأثير الشيخ حميد الأحمر في با سندوة معروف للجميع، فوق كراهية باسندوة للحبيشي، وتأثير الإصلاح في العمراني، فلم تكن تلك مجرد "كلام" بل توقعت أن ذلك سيكون "قراراً" يفرض على رئيس الجمهورية، خاصة وقد وضعوا فيه طعما تعرفونه، وهذا ما تم في النهاية، مع كثير من قلة الذوق..
القرار- والحق يقال- كان ثوريا ويعبر عن إرادة «التغيير» فعلا، إذ نص القرار على تعيين رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة، ترأسها من قبل، وقرأنا قبل أيام في صحيفة الشارع أنه مدان قضائياً، ونص القرار الثوري على تعيين نائب رئيس مجلس إدارة نائب رئيس تحرير، ونائب رئيس مجلس إدارة للشئون المالية والإدارية كلاهما من خارج المؤسسة العريقة، بينما في هذه المؤسسة يوجد عشرات الصحفيين والإداريين المجربين، وكان من حق اثنين أو ثلاثة منهم أن يعينوا بدلاء للحبيشي ونجيب مقبل، والمرحومة مديرة الشئون المالية والإدارية.
وأما قلة الذوق التي ذكرتها قبل قليل، فقد أخبرني الأستاذ الحبيشي أنه علم بقرار التعيين من خبر في نشرة فضائية اليمن، ليلة ما كان في المؤسسة يعد لإصدار عدد اليوم التالي، فلم يبلغوه مسبقا، وكان عليهم من باب الأدب أن لا يباغتوه، بل يبلغوه بالقرار بطريقة لائقة.
تمكنوا من إزاحة الحبيشي بعد حرب ضروس أعقبت تشكيل حكومة باسندوة، والذريعة هي أنه كان ينشر أخبار الإخوان والإرهابيين.. أزاحوه انتقاما، كأنه كان المسئول عن سقوط حكم الإخوان الفاشلين في مصر، والفاعل الرئيسي في ثورة 30 يونيو التي اقتلعت حكم المرشد، وكأنه المسئول عن فشل إخوان تونس، والمسئول عن دحر الجيش السوري للإرهابيين، ومن يدري فربما كان له دور في خيبة ثورة التغرير في اليمن التي أنتجت مثل ذلك القرار الذي أتى باثنين إلى مؤسسة أكتوبر من خارج المؤسسة، ولا خبرة لهما بالصحافة تضاهي خبرة أصغر صحفي في 14 أكتوبر.
وقولنا هذا ليس من باب الحرص على بقاء الحبيشي، فقد ترأس المؤسسة لسنوات طويلة، وحقق لها انجازات مادية وتقنية، وحول الصحيفة من قرطاس مهمل إلى صحيفة تقرأ، وبالاجمال بذل جهده، وعليه أن يستريح بعد تعب ونصب كل تلك السنوات، ولكن كان يتعين أن يكون التغيير إلى الأفضل، وأن يركن القرار على الكفاءة وليس إلى المحاصصة الواضحة، وأن يبلغ المقال بطريقة رسمية، وليس عن طريق خبر في نشرة قناة اليمن الفضائية.