نجيب شجاع الدين -
يبدو من الصعب تتبع أغلب مشاهد الازمة التي يعانيها الشعب اليمني معيشياً، اقتصادياً، اجتماعياً.. إذ يحاول في كل يوم القول ان الحياة مستمرة ولكن لا أحد منها وفيها يستطيع الجزم بان الوضع الأمني تحت السيطرة.
كعادته عندما يمُنى اليمن بحادثة مؤلمة.. تغيب الحقائق ويضيع المتورطون الرئيسيون والمتواطئون معهم والمتهمون بالتقصير والاهمال في تحمل مسئوليات جسيمة يقود أبسط اخطائها وأقلها ملاحظة وتوقعاً الى استقبال المقابر عشرات من ابناء البلد.
ومازلنا نؤمن بهذا البلد وبقدرته على تجاوز المرحلة الصعبة بهمة واقتدار، لسنا بحاجة لإطلاق حملة المليون توقيع ضد جرائم الارهاب.. او الاكتفاء ببيان ادانة عصماء تصدره أية جهة داخلية كانت او خارجية.
تعيش المناكفات السياسية للاحزاب على دماء الأبرياء التي تستغلها لتوجيه اصابع الاتهام لأحد خصومها، مبرهنةً بذلك عدم قدرتها على خوض حرب حقيقية ضد الارهابيين وان كانت تصر على انها تواجههم في عقر دارهم بأسلحة افتراضية - تويتر- وفيسبوك.
اعداء اليمن بشكل عام -والقاعدة جزء منهم- يصفهم السياسيون بأنهم مجرد طفيليات وحشرات يجري مكافحتها والتغلب عليها.. بيد ان قصة الهجوم على وزارة الدفاع وما حدث داخل مستشفى العرضي اخيراً أظهر العكس، لعل الصورة تفكر احياناً افضل منا كون الطفيليات في اليمن باتت تقتل اكثر مما تلتهم.
علمنا ديننا الاسلامي ان المسلم اخو المسلم وانك لن تؤمن حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك لا ان تقتله.. وأوصانا بالجار ولم يذكر ابداً ضرورة استخدام «500» كجم متفجرات عند زيارته.. ويكفي..
تقاطيع
رغم حكمة الشعب اليمني وامثاله المتوارثة المتعددة والممتدة عبر الدهور السحيقة الى ماقبل 2011م فإن جميعها لم يشر اطلاقاً الى شيء اسمه الربيع، حتى علي ولد زايد لن تجد في اقواله خارطة طريق، مبادرة، او تعاليم مجربة لكيفية التعامل مع هذا الفصل من السنة حين يحل.
يقول بان كي مون ان الربيع مر منذ ثلاث سنوات على الدول العربية، وحالما وصل الى اليمن استقر بها وجعلها أنموذجاً له واختار اليمنيين أنموذجاً لدول الربيع العربي.
في المقابل اختارت الامم المتحدة والدول العشر جمال بن عمر وبعثته الى اليمن برسالة تفيد انها ترى ان من اولوياتها دعم اليمن وانجاح التسوية السياسية ومؤتمر الحوار واخراج الشعب اليمني من الأزمة..
بعد «25» مهمة كلف بها دولياً الى اليمن يرى المبعوث جمال بن عمر ان المرحلة المقبلة ستكون الأصعب.
تفصلنا أيام قليلة حتى يظهر في تقويم الايام حسابات رقم جديد يحمل العدد 2014م.. أغلب شعوب وقادة الدول الراعية لتسوية اليمن سياسياً ستحتفل برأس السنة عيد «الكريسمس» وربما نشاركهم هذه المرة فرحتهم من باب اعلان اختتام فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. النهاية اثبتت ان الكلمة الاخيرة الشامل أُطلقت جزافاً عليه.
لن يسمح الغرب بتمديد وترحيل وتأجيل قضايا الحوار العالقة للعام الجديد، يوشك الوقت على الانتهاء أمام اليمنيين فيما يستعد فندق موفمبيك لإغلاق ابوابه في وجه «الثوار» والمشائخ ومسئولين سابقين وحاليين.. قوي.
ولن يسمح الشعب بالعودة الى المربع الأول والى ما قبله من عهود التفكك او ان ترسم البراميل خارطة البلاد مستقبلاً.
يضمن كل ذلك مقترح الالتزام بقرار الشعب عبر الاستفتاء.