كتب/ بليغ الحطابي -
أبناء الشعب ثمنوا جهودهم ووطنيتهم ووحدويتهم..
عقلاء المحافظات الجنوبية يخمدون «الهبة» الطائشة في مهدها


فشل المتآمرون..وحين أرادوا اسقاط القيم والاخلاق والشيم النبيلة..سقطوا في وحل مشروعهم ..حشوداً من أقيال وشرفاء المحافظات الجنوبية شكلوا جسراً منيعاً أمام نوازع مرضى النفوس وأحقادهم وأهدافهم الفوضوية ومن اراد تحويل محافظاتهم الى ساحة صراع "عفن"..
وفي ظل وضع محتقن في طول البلاد وعرضها، وخطر داهم لـ«القاعدة» والجماعات المسلحة الأخرى؛ أخذت قضية مقتل الشيخ سعد بن حبريش تتفاقم وتستدعي الهوية لترفع منسوب الاحتقان، واستمرت الحكومة في ذات الاسترخاء غير المحسوب، ليصل الأمر ذروته بإعلان حلف قبائل حضرموت عن الهبة الشعبية، لتضفي على البلاد أجواء من التوتر السياسي والاجتماعي والأمني، رافعة حزمة مطالب تجاوزت بعضها سقف المتاح.
وجدت أطراف أخرى في الهبة الحضرمية فرصة لدعم تنفيذ مشاريعها الصغيرة، وزادت تلك الأطراف الانتهازية وآلتها الإعلامية من شحن الأجواء المفخخة، وتواترت تحذيرات لمواطني المحافظات الشمالية من استهدافهم، وثمة من باشر فعلاً اعتداءاته على مصالح البسطاء منهم دونما مراعاة لدين أو أخلاق أو قيم إنسانية، وأخرى -أياً كانت- عملت في اتجاه زيادة احتقان الطرف الآخر عبر قطع خدمة الاتصالات والانترنت عن المحافظات الجنوبية، وهو ما عزته وزارة الاتصالات إلى اعتداءات تخريبية معتادة على كابلات الألياف الضوئية قطعت الخدمة عن محافظات جنوبية وشمالية.
هجمات إرهابية..
فلول وأزلام وثلة من الحاقدين تجمعوا الجمعة في مدينتي المكلا وسيئون، حاولوا اقتحام بعض المقار الأمنية، غير أن حشوداً مضادة لها من رجال قبائل وسياسيي ومثقفي حضرموت تصدّت لهذه الجموع ومنعتهم من اقتحام المقرات الحكومية، وحالت دون نجاح القيام بأعمال الفوضى في المحافظة'..وتنفيذ مشروعهم الهمجي..
نحن اليوم امام صورة من صور الوفاء والعرفان وعدم الانجرار وراء الشائعات والدعاوى المغرضة المؤججة لنيران الفتنة والباعثة على الفرقة والتشظي..إذ استطاع المواطنون الشرفاء من أبناء محافظات حضرموت وعدن وشبوة ولحج والضالع وابين والمهرة أن يسقطوا رهان اعداء الشعب ، وان ينتصروا للوحدة اليمنية ومكاسب يمن الـ22 من مايو 1990م في وقفة الرجال الابطال وقت الشدائد وسطّروا بذلك ملحمة اسطورية جسدت روح المسؤولية في الحفاظ على الملكية العامة والخاصة وقبلها الحفاظ على أمن واستقرار الوطن من الانزلاق في اتون صراع وحرب لاتحمد عقباها..
وأبناء حضرموت الشرفاء- كما يقول مراقبون ومحللون- يشهد لهم جميع أبناء اليمن بحكمتهم وعقلانيتهم بل هم الأفضل في التاريخ السياسي اليمني في التصدي للأعمال التي تسعى لتقويض الأمن والاستقرار والتي يفتعلها اعداء اليمن..
وتباين الشارع حول الهبة الشعبية التي دعا إليها تحالف قبائل حضرموت عقب حادثة اغتيال الشهيد سعد بن حبريش العليي الحمومي التي مثلت نقطة تحول في تطور الأحداث في المحافظات الجنوبية.
اللجنة الأمنية العليا عبرت عن اسفها لأسلوب التهويل والتضخيم الذي اتبعته بعض وسائل الاعلام المحلية في التعاطي مع تلك الأحداث، كما اكد بيان صادر عنها أن ما تم الترويج له عبر تلك الوسائل من سقوط عدد من النقاط والوحدات الأمنية والعسكرية لا أساس له من الصحة الهدف منه إثارة الفتنة والحقد والكراهية في أوساط أبناء الوطن الواحد.
وشددت اللجنة الأمنية على أنه سيتم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية الرادعة بحق كل من تخول له نفسه المساس بالأمن والاستقرار والهدوء والسكينة العامة .
وعبرت السلطة المحلية عن أسفها من قيام البعض بالتعدي على بعض المحلات وإحراق احد مراكز الشرطة (مركز باعبود) بحي العمال بالشرج ...مؤكدة أن هذه الأعمال تتنافى تماماً مع سلوك وأخلاق أبناء محافظة حضرموت المشهود لهم بالعقلانية وحب الآخرين ...كما ان هذا الفعل قد شوه فعلاً مبدأ السلمية في النضال السلمي لتحقيق المطالب الحقوقية.
ودعت السلطة المحلية أبناء حضرموت عموما الى أن يرتقوا إلى مستوى المسئولية وليدركوا أن مايقومون به ليس إلا ضرباً من الفوضي لن تتأثر به سوى حضرموت ومصالحها ومصالح أبنائها ومواطنيها ...كما دعت الشباب إلى عدم الانجرار خلف تلك المزاعم والسياسات التي توجههم لتخريب محافظتهم بأيديهم .
وفيما سعت عناصر مسلحة في مناطق مختلفة في حضرموت لنصب نقاط في بعض الطرق وإطلاق الرصاص على بعض النقاط الأمنية فقد أهابت اللجنة الأمنية في حضرموت بالمكونات السياسية والشبابية والنقابية والمدنية استشعار المسؤولية الوطنية ومساندة أجهزتها في ترسيخ الأمن وصون السكينة العامة والسلم الأجتماعي.
ودعا مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية إلى تحلي الجميع بالسلوك السلمي في التعبير عن المطالب بعيداً عن مظاهر العنف والفوضى والتخريب.
وقال: إن أبناء حضرموت بما يمتعون به من ثقافة وحس وطني ينبذ العنف والكراهية والفوضى سيجسدون موقفاً واعياً ومسؤولاً يفشل أية مخططات تستهدف الأمن والسكينة العامة.. داعياً إلى اليقظة والحذر من الدعوات الهدامة وتفويت الفرصة على المتربصين والحالمين بتعكير أجواء السكينة والسلم والوئام السائد في حضرموت.
مصالحة رئاسية..
مساعي المصالحة التي قادها الرئيس عبد ربه منصور هادي بعدما شكل لجنة وساطة للتفاوض مع رئيس تحالف قبائل حضرموت والعودة إلى التحكيم القبلي لإنهاء التوتر الذي حصل بعيد مقتل زعيم قبيلة الحموم الشيخ سعد بن حبريش ومرافقيه برصاص قوات الجيش، -
وكشف بيان صادر عن تحالف قبائل حضرموت رفض القبائل طلبات قدمتها لجنة رئاسية للتحكيم في قضية مقتل الشيخ بن حبريش والبحث في المطالب التي تبناها زعماء قبائل حضرموت لتنفيذها، مشيرين إلى أن التحالف القبلي لم يلمح جدية في تعاطي السلطات مع القضية، ولم تتخذ أي خطوات لتنفيذ مطالبها في إحلال قوات أمنية من أبناء حضرموت في النقاط الأمنية وإخراج قوات الجيش من المدن.. وأكد البيان استمرار الاستعدادات للهبة الشعبية في موعدها المحدد..
الى ذلك حذر مجلس النواب من أي اعتداءات قد يتعرض لها أبناء المحافظات الشمالية المقيمون في محافظة حضرموت في إطار الهبة الشعبية.. وانتقد برلمانيون ما سموه "الدعوات غير المسؤولة الصادرة عن بعض ضعاف النفوس الهادفة إلى تفكيك الوطن وتمزيق النسيج الاجتماعي في شمال اليمن وجنوبه" .
ودعا النواب الحكومة وكافة الجهات المسؤولة إلى القيام بدورها في مواجهة كل الأعمال والتصرفات الخارجة عن القانون، كما دعوا عقلاء حضرموت إلى عدم الانجرار وراء الأصوات "النشاز" المحرضة على المناطقية وإثارة النعرات والكراهية والفرقة".. كما حذرت دوائر سياسية من أي اعتداء قد يواجه المواطنين في المحافظات الجنوبية، واتهمت قوى عميلة بالسعي إلى إشعال فتنة في البلاد .
على صعيد متصل أعلنت اللجان الأمنية في محافظات «عدن، لحج، وأبين» رفع الجهوزية في صفوف قوات الجيش والأمن لمواجهة أي تداعيات محتملة نتيجة "الهبة الشعبية" التي أعلنها وجهاء حلف قبائل حضرموت وتلتها إعلانات أطلقها وجهاء القبائل وقوى الحراك الجنوبي المطالبة بالانفصال في عدة محافظات جنوبية..
وقال مسؤولون إن الإجراءات تأتي لغرض التصدي لأي أعمال مسلحة أو أعمال تخريب تستهدف إثارة الفوضى تحت ما يسمى الهبة الشعبية .وذلك في سياق تعزيز الإجراءات الاحترازية في المحافظات الثلاث تحسباً لمواجهة أعمال مسلحة.. وأبدت الشركات النفطية الأجنبية العاملة في حضرموت مخاوف من تداعيات أمنية تؤثر في نشاطها.
اللجنة الرئاسية..
اللجنة الرئاسية برئاسة نائب وزير الداخلية ومتابعته للقضايا والمطالب الحقوقية المشروعة التي تهم كل ابناء حضرموت دون استثناء وكذا وقوف السلطة المحلية بالمحافظة الى جانب مخرجات حلف قبائل حضرموت، والعمل على جدولة تحقيق المطالب المشروعة.
وثمن حلف قبائل حضرموت جهود فخامة الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومتابعة الوضع في المحافظة منذ اغتيال الشيخ حبريش، وكان الرئيس قد عزى أسرة الفقيد وتحدث مع شيوخها، واعداً باتخاذ ما يلزم من إجراءات، ومتعهداً بتنفيذ كل ما كان الشيخ يتابعه من مطالب لأبناء المنطقة،.. ومع ذلك ظلت الدعوة لما سمي " بالهبة " قائمة، وجرت تجري التحضيرات لمواقف لا أحد يتكهن بمآلاتها فنحن نستطيع في الظروف الملتبسة أن نصنع الحدث ولكننا لا نستطيع أن نتحكم في نتائجه، وخاصة في ظروف معقدة كالتي تمر بها حضرموت خاصة واليمن عامة.
وفي غضون ذلك عبّر العديد من وجهاء محافظة حضرموت عن إدانتهم لأعمال التخريب أو اقتحام مقار المؤسسات العامة واعتبروها 'تصرفات لا أخلاقية' مؤكدين أن من يقوم بهذه الأعمال 'عناصر مندسة تسعى لإثارة الفوضى'.
وقال محافظ حضرموت خالد سعيد الديني: إن الجميع يدرك أن هناك من يريد أن يلهينا عن مهامنا وواجباتنا تجاه محافظتنا ويعمل بكل الوسائل إلى خلق الفوضى وأعمال التخريب بهدف تحويل محافظة حضرموت إلى ساحة لتصفيه الحسابات وميدان لتأجيج الصراعات والفتن.
مؤكداً في تصريحه بأن هؤلاء واهمون ولا يمكن أن يبلغوا أهدافهم الشريرة لان أبناء محافظة حضرموت اكبر من أن ينجروا خلف تلك الأنشطة المشبوهة التي يحاول البعض من ورائها عنوةً طمس وتشويه الوجه الحضاري والإرث الثقافي لهذه المحافظة التاريخية التي حملت على نفسها نشر الدعوة الإسلامية في أصقاع كثيرة من العالم وأصبح اليوم يشار إليها بالبنان كمحافظة لها وزنها وثقلها في الخارطة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية على مستوى الوطن وخارجه.
وطالب المحافظ الديني ، قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية وكل الخيرين بالمحافظة إلى تحمل مسؤوليتهم من أجل إسعاد أبناء محافظة حضرموت وتوفير احتياجاتهم.
مرجل يغلي..
وبدت حضرموت هذه الأيام كمرجل يغلي، حيث تقاطرت عليها قوافل عدة تحمل الرجال، والعتاد، وترفع شعار التضامن مع الحموم لاستغلال الحدث كلاً بطريقته، وتبدو الحالة في المنطقة خارج السيطرة إلا من نقاط أمنية، ومعسكرات تعرضت كثيراً للاعتداء، وسالت حولها دماء كثيرة، وتراجعت هيبة الدولة هناك إلى مستويات لم تعرفها المحافظة من قبل، ترافقت مع مشاعر متأججة، رافضة، ومتمردة، لم تستوعب الاجراءات الحكومية بعد غضبها، وخفتت أصوات العقلاء إلا من رحم ربك.
على صعيد متصل أعلن مدير أمن ساحل محافظة حضرموت العميد فهمي حاج محروس ان عدداً كبيراً من ضباط الأمن والأفراد فروا من الخدمة ومعهم أسلحتهم وذخائرهم، موجهاً إنذارات لهم بالفصل إذا لم يعودوا، كما كشف عن خطة لتشكيل «لجان شعبية» للمساعدة في حفظ الأمن.
وتمكنت الأجهزة الأمنية في محافظة حضرموت وبتعاون ومساندة من المواطنين الغيورين من إلقاء القبض على عدد من العناصر المتورطة في أعمال الشغب والفوضى والسطو والنهب على المحلات التجارية وبسطات الباعة المتجولين في أحد أحياء مدينة المكلا.
وكانت مصادر أمنية في محافظة حضرموت ذكرت أن 'مسلحي القبائل من أبناء المحافظة الذين دخلوا إلى مديرية سيئون جاءوا لمساندة الدولة بالوقوف ضد أي اعمال عنف تستهدف المنشآت العامة وليس للسيطرة عليها وأنهم جاءوا بتنسيق مع الدولة للقيام بهذه المهمة، إثر التهديدات التي تلقاها رجال الشرطة والأمن من أبناء المحافظات الشمالية المرابطين في حضرموت'.
عدوى الفوضى..
حُمَّى الفوضى "الحراكية" نقلت عدواها الى بعض المحفاظات الجنوبية حيث اكدت السلطة المحلية في محافظة شبوة أن الأجهزة الأمنية بالمحافظة أحبطت محاولة لعناصر خارجة عن النظام والقانون من الحراك الجنوبي المسلح للاستيلاء على مبنى فرع الهيئة العامة للاتصالات بالمحافظة، إلى جانب تمكنها من استعادة أحد الأطقم الأمنية الذي كانت تلك العناصر استولت عليه لتواجده بالقرب من المبنى.
وعبر مصدر مسئول بالمحافظة عن إدانته الشديدة لهذا العمل الإجرامي وما رافقه من أعمال فوضى وتخريب وإطلاق الأعيرة النارية بكثافة شديدة ومن مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة مما آثار حالة من الفزع والرعب لدى سكان مدينة عتق، فضلاً عن الاضرار التي ألحقتها تلك الاعيرة النارية بما في ذلك تسببها باحتراق محولين للكهرباء احدهما تابع لمستشفى عتق والآخر يقع في منتصف شارع درهم نعمان.
كما أعلن المصدران الأجهزة الأمنية في المحافظة تمكنت من القاء القبض على ثلاثة من العناصر التخريبية المسلحة من المتورطين في عملية إطلاق النار على إحدى النقاط الأمنية بعتق ومبنى إدارة البحث الجنائي بالمحافظة.
واعتبر المصدر هذه الأعمال الإجرامية من الجرائم الجسيمة التي تستوجب إنزال أقصى العقوبات بحق مرتكبيها .. مؤكدا أنها قوبلت بالإدانة والاستنكار الشديدين من كافة أبناء شبوة بمختلف مكوناتها الدينية والقبلية والسياسية والمدنية.
من جهته شدد المحافظ باحاج على ان شبوة ستظل على عهدها ولن تتخلى في يوم من الأيام عن هويتها الوطنية والوحدوية باعتبارها تمثل العمق الحضاري والتاريخي لليمن.
وعلى صعيد متصل ثمنت اللجنة الأمنية بمحافظة عدن عالياً دور المواطنين في التصدي لمحاولات عناصر خارجة عن النظام والقانون إثارة أعمال الفوضى في عدن اليوم.
وأكد مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية بالمحافظة أن عناصر فوضوية حاولت في وقت سابق إقلاق السكينة العامة باستغلال دعوات الفوضى المشبوهة بالتعاون مع عناصر إرهابية لتوفير غطاء سياسي لأعمال العنف والتخريب .
وقال: "إن الأجهزة الأمنية تعاملت بروح عالية من الحيطة والحذر وبالتعاون مع المواطنين الشرفاء من أبناء المحافظة لإفشال تلك المخططات والتي كان من ضمنها التخطيط لإخراج سجناء متهمين بقضايا الإرهاب" . وجر المحافظة إلى الفوضى والتسبب في سقوط ضحايا ليتسنى لتلك العناصر استغلالها لاحقاً في عمليات استرزاق قذرة" .
زرع الكراهية..
وكان عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور صالح باصره دعا إلى عدم زرع الكراهية بين أبناء الوطن الواحد وطالب الدولة بأن تلبي المطالب الحقوقية المشروعة سواء لأبناء حضرموت أو لغيرهم من أبناء المحافظات الجنوبية,. وقال: "إن الدولة تعرف تلك المطالب جيداً ليس من اليوم ولكن من سنوات سابقة".
واعتبر باصره أن البطء في معالجة هذه القضايا لن يكون لصالح الوطن, وتمنى من مؤتمر الحوار الوطني أن يخرج بحل عادل للقضية الجنوبية كقضية سياسية, ورأى أن الحل العادل للقضية الجنوبية كقضية سياسية سيوفر الأمن والاستقرار واستمرار الوطن الواحد ليس لمدة سنة أو سنتين بل لأعوام طويلة وسيسمح أيضاً بالتنمية وسيساهم في تحقيق الاستقرار، وتمنى أن يحدث هذا في مؤتمر الحوار وأن تجد مخرجاته طريقها إلى التنفيذ الفعلي".
وأكد باصره أنه ضد كل من يثير الأحقاد، وقال: "إذا كان هناك مطالب لأبناء حضرموت أو عدن أو حقوق لأبناء الجنوب بشكل عام فهذه الحقوق هي لدى السلطة السياسية وليست لدى المواطن العادي فالمواطن العادي ليس له ذنب فيما يحدث من مظالم, فربما يكون هو المظلوم وبالتالي لن نرمي غيظنا على المواطن العادي, فمن حق المواطن الشمالي أن يعمل في المحافظات الجنوبية وأن يمارس دوره فيها وفقاً للقوانين والإجراءات".
وقال: "نحن موجودون في المحافظات الشمالية ولم يؤذنا أحد أو يتعرض لنا أحد، وأي مظالم لأي مواطن في أي محافظة شمالية هي مظالم لدى السلطة وعليها أن تحلها".
اصطفاف..
القاضي فهيم الحضرمي دعا الرئيس عبدربه منصور هادي وقادة الأحزاب وأعضاء الحوار إلى الاصطفاف الوطني ومناقشة الأوضاع الراهنة، ورفع الظلم عن المواطنين، ومحاسبة المتسببين في كل الجرائم التي استدعت مثل تلك التداعيات، مقدماً أربعة حلول، أعلن رفضه اثنين منها جملة وتفصيلاً، وهما الاقتتال العرقي والطائفي، والتقسيم شمال الشمال وجنوب الجنوب، وثالثهما الحوار لحل الخلافات والمحافظة على النسيج الوطني بكل مكوناته، أو الذهاب إلى انتخابات مبكرة مع تشكيل حكومة تصريف أعمال برئاسة الرئيس التوافقي إلى أن تظهر نتائج الانتخابات.
مشروعهم..
المتطرفون في الحراك لا يخفون رغبتهم في اسقاط محافظة حضرموت وفي مهاجمة المؤسسات الحكومية، المدنية والعسكرية، والشركات النفطية العاملة.. وشن حملات إساءة لأبناء المحافظات الشمالية كالاعتداء على ممتلكاتهم، وهي أمور استنكرها الوسط الحضرمي باعتبارهاليست من طباع الحضارم، ولا علاقة لها بثقافته.
يرى مراقبون وسياسيون ان يوم الهبة الجمعة 20ديسمبر 2013م كان بمثابة أستفتاء شعبي ضد أصحاب المشاريع الصغيرة.. واصطفاف وطني عظيم اكد فيه الجميع وقوفهم ودعمهم ومساندتهم للمناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والوصول الى بر الامان..
وأكدوا ان الهبة الشعبية التي تبناها الحراك المسلح الماضوي حمل في طياته لهم ذكريات ماضي حكم أولياء المعسكر الاشتراكي وعنفهم السياسي الذي عاني منه كل أبناء المحافظات الجنوبية وبالذات أبناء حضرموت وكان لهم النصيب الأكبر من الاستهداف والتغييب والتهجير والابتزاز والتهميش..
واعتبروا ان فشل الهبة التي أرادت أن تكون حضرموت كبش فداء، يوم الجمعة أمام التفاف أبناء المحافظة الى جانب السلم والامن الاجتماعي رسالة لا يشوبها اي تشويه.. وقالوا: ان الذين يدفعون بالمحافظات الجنوبية وأبنائها الى المجهول لايمكن التسليم لهم مهما سطروا من عناوين بارزة لخلق الأعوان والموالين هي في الأخير خدعة من الخدع التي ألفوها بل إن هذه العناوين ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
ورأوا ان حضرموت اليوم لها عنوان مستقل بعيداً عن اي إملاءات مدفوعة الثمن سلفاً لرواد هذه الهبات الساذجة وما شابهها وأنها جزء لايتجزأ من امن ووحدة اليمن.. وأن المسلحين العرقيين الطائفيين الذين يجوبون الشوارع لحرق بسطات إخوانهم أبناء المحافظات الشمالية المظلومين وملاحقتهم لايمثلون الا انفسهم.. ليس اكثر من ذلك أن أبناء المحافظات الجنوبية الشرفاء أفشلوا أمام الرأي العام المحلي والخارجي الهبة المبتسرة وسحبوا البساط من تحت أقدام من يحنون لإعادة ماضي التهجير والملاحقة والتغييب لكل من عارضهم في القول أو الرأي.. مؤكدين ان إفشال الهبة رد اعتبار للوحدة اليمنية ورسالة واضحة للمأزومين والمساومين في حق اليمن وشعبه مفادها ان لا يفكروا بتمزيق اليمن ولن ينالوا من ذلك طال بهم الزمن أو قصر..