الميثاق نت - جدد الاستاذ عبدالقادر باجمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام موقف المؤتمر من الحوار مع مختلف القوى السياسية والوطنية على الساحة.. مؤكداً أن الحوار هو منهج أساسي لدى المؤتمر الشعبي العام الى جانب كونه صيغة لإدارة السلطة والحكم، وصيغة لإدارة العلاقة بينه وبين شركاء العملية السياسية.
وقال باجمال في حوار أجرته معه أمس يومية »السياسية« إن المؤتمر يمتلك رؤية تفصيلية حول كل النقاط التي تضمنتها وثيقة »قضايا وضوابط الحوار« التي وقعها -الأسبوع الماضي- مع الأحزاب السياسية الممثلة في مجلس النواب.. مشيراً الى تفاؤل المؤتمر باستمرار ونجاح الحوار باعتبار القضايا التي سيتم التحاور بشأنها لا تهم المؤتمر الشعبي العام فقط، وإنما تهم جميع أطر الحياة السياسية والمجتمع المدني.ولأن تجربة المؤتمر مع الحوار ليست جديدة -كما يقول باجمال- فإنه لا يفكر على الاطلاق مهما كان الأمر باستخدام الميكانيكية العددية عبر مجلس النواب لتمرير ما يريده من تعديلات دستورية وقانونية عبر أغلبية مريحة..، طالما أن هناك امكانية للوصول الى هوية مشتركة مستدركاً، لكنه في الحالات الضرورية القصوى وحين تستحيل جميع الوسائل الممكنة عن طريق الحوار.. يمكن التفكير فيه.
وأضاف: لسنا حزباً شمولياً لمجرد أنه يمتلك أغلبية برلمانية لكي يتصرف بهذه النزعة الشمولية، نحن جعلنا من التعددية السياسية ومن الحوار الأساس لحل الاشكاليات والمفاهيم المختلف حولها أو المواقف القائمة.وأوضح باجمال أن المؤتمر ينطلق في حواره مع الأحزاب السياسية ذات الرؤى الايديولوجية المتنافرة »أحزاب المشترك« من منطلق الحوار مع موقف سياسي تحمله هذه الأحزاب بصيغة مناسبة لهم، وليس من منطلق الحوار مع فكر منفرد.
منوهاً الى أن المؤتمر ليس ملزماً أن يأخذ في اعتباره رؤاهم المختلفة، ومراضاة هذه الرؤى »اسلامية، اشتراكية، ناصرية« لكنه سيأخذ في اعتباره كونهم متحاورين معه.
وأكد أن تباينات رؤى المتحاورين معه لا تؤثر في الحوار كما لا تؤثر في تعامله معهم.
وفي اتجاه الاتهامات الموجهة من قبل »المشترك« لأطراف في المؤتمر لسعيها الى افشال وعرقلة الحوار.. قال باجمال: اذا طرحت هذه المسألة للتساؤلات على هذا النحو الواضح، من الممكن أن يتحسس البعض من النقد أو بعض الأفكار التي تطرح هنا وهناك، نحن في المؤتمر الشعبي العام لدينا ايضاً تخوفات وشكوك من اطراف في أحزاب اللقاء المشترك، لدينا شكوك أن هناك أطرافاً لا تريد للحوار أن ينجح.. والسبب برأيه »إما لأن لديها تاريخاً معيناً في مسألة الحوار، وإما لأنها خارجة عن الحوار«.
ولفت باجمال في هذا السياق الى أهمية أن يدرك البعض أن نقدنا لبعضنا البعض لا يؤثر بأي حال من الأحوال على ما تم الاتفاق عليه، مؤكداً أن لا أحد يستطيع أن يفشل الحوار، وأن الموتمر الشعبي العام من جهته لن يفشل الحوار بأي حال من الأحوال، بل إنه يسعى الى توسيعه نحو مجالات أوسع.
وقال: من المهم أن نمشي بالحوار ونمضي فيه بدون عقد أو نزعات ماضوية، وبدون احكام مسبقة، ومن المهم التوافر على النوايا الصافية، والصراحة والوضوح، والمصداقية الجماعية، هذه المصداقية التي لا تتيح لأحد الاعتقاد أن هذا الحوار هو تكتيك، بل هو استراتيجي وأصيل في حياة المؤتمر الشعبي العام وفي تاريخه.
وفيما يتصل بمطلب المؤتمر من بعض احزاب المشترك بتصحيح موقفها من أحداث صعدة أشار باجمال الى أن تغير الأوضاع في صعدة، سيجعل بالضرورة من كل واحد تبيين موقفه تبياناً حقيقياً ومنطقياً وواقعياً برؤيته الوطنية والتاريخية وبضميره الحي، سواءً أكان في اوساط النخبة والقادة أو في أوساط اعضاء الحزب العاديين لأي حزب من الأحزاب.
وأضاف: سوف ينجلي الموقف وسوف يدرك كل منهما الى أي مدى كان موقفه صائباً أو خاطئاً، وفي مثل هذه الظروف وهذه القضايا نقول الآن: ينبغي ألا تكون هناك تلاوين سياسية، أو مواقف متعددة تجاهها.. لأننا نعتبرها قضية وطنية، والمؤتمر الشعبي العام لا يحارب في صعدة باعتباره مؤتمر شعبي عام ولا الدولة تحارب باعتبارها حكومة المؤتمر، إنما تحارب باعتبارها تحمي الوحدة الوطنية لا أقل ولا أكثر.
^ على الطرف الآخر يرى الدكتور ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي رئيس المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك أن المهم في سياق موضوع الحوار أن نفهم أن هناك حاجة في اللحظة الراهنة لإنجاح هذا »الحوار« وأن الجميع يجب أن يكون ملتزماً بهذه النقطة.
وأكد نعمان في ذات الحوار الصحفي المشترك الذي نشرته يومية السياسية أمس أن كل القضايا التي تضمنتها وثيقة »ضوابط الحوار« تعد قضايا مهمة بالنسبة للمشترك، وكلها ذات وزن في الحياة السياسية وفي استكمال مقومات النظام السياسي وفي اصلاح الحياة السياسية والاقتصادية، وستكون هذه القضايا ذات وزن في اصلاح البلاد.
وحذر رئيس مجلس اعلى المشترك من استباق الحوار بدعاوى الفشل، وقال: يجب ألا نتوقع دائماً فشل الحوار، علينا أن نبحث عن أسباب الفشل، ونعالج الأسباب التي أدت اليه اذا ما صار الفشل واقعاً، وأشار الى أن غياب الحوار ينتج ثقافة أخرى هي ثقافة العنف وثقافة الصراع، وثقافة المواجهة.
وشدد في اطار حديثه حول آلية الحوار والتعامل مع قضاياه المتفق عليها- أنه لابد من الخروج من نفق »التسويات« المؤقتة« هذه التسويات بحسب نعمان- لا تنتج دائماً المعادلة المطلوبة بين أطراف الحياة السياسية.
|