حوار/ توفيق عثمان الشرعبي - طالب المناضل زيد طه عضو مجلس النواب بإعادة النظر في محتوى وثيقة المبعوث الأممي جمال بن عمر وتهذيبها بحيث تكون وثيقة حل لا تأزيم.
وقال زيد طه في حديث مع «الميثاق»: إن القائمين على الوثيقة قد أدركوا أن الذين هم ضدها أكثر بكثير ممن هم معها، وهذا يفرض عليهم أن يتعاطوا مع هذه المواقف بجدي بعيداً عن المكابرة والعناد.. لأن الهدف هو جمع الناس والآراء والتوافق على الحلول، وبدون التوافق على الحل العادي ستكون القضية الجنوبية أكثر تعقيداً من ذي قبل.
وأكد زيد طه أن الشعب اصبح مدركاً أن إلقاء بعض القوى بالتهم على النظام السابق هو أسلوب العاجزين والفاشلين وعدم استشعار المسئولية تجاه الأحداث لافتاً الى أن الخاسر الأكبر هو تلك الأطراف المحرضة التي عجزت عن أن تقدم شيئاً للواقع غير المناكفات والمكايدات والخطابات الجوفاء.
♢ قراءتك للمشهد السياسي الذي تشهده الساحة؟
- المشهد بشكل عام يزداد تعقيداً وربما يعود ذلك إلى اقتراب مؤتمر الحوار الوطني من انهاء أعماله، وقد برز هذا واضحاً في المحافظات الجنوبية.
♢ لماذا في المحافظات الجنوبية تحديداً؟
- لأن هناك طرفاً يرفض الحوار بشكل تام ويطالب باستعادة الدولة وهذا جعل من المحافظات الجنوبية ارضية لتنشيط المشاريع المأزومة وفتح المجال للتدخلات المختلفة في شئون اليمن، سواءً داخلية من خلال أطراف تسعى وراء مصالحها الضيقة ونادراً ما تحضر القضايا الوطنية في مشاريعهم، او خارجية من خلال سعي بعض الدول لايجاد موطئ قدم لها في بلادنا.
♢ لكن يلاحظ بروز خطاب تيار البيض على ماسواه؟
- لأنه يتخذ من المكان والوقت الخطأ فرصة للظهور وايضاً لأنه يستخدم الوسائل الخطأ للبروز.. ولو عدت قليلاً الى المشهد لوجدت خطاباً آخر هو الذي كان بارزاً، وهكذا مرة خطاب تيار محمد علي احمد ومرة خطاب تيار باعوم ومرة البيض والقائمة تطول لو أردنا سرد التيارات والفصائل التي لم تستطع ان توحد رؤيتها، وتتبنى القضية الجنوبية بشكل صحيح وبما يخدم أبناء المحافظات الجنوبية.. وهذا كان سبباً في تعقيد القضية والتخبط في حلها حلاً عادلاً.
♢ أعتقد ان الوضع هذه المرة أكثر سخونة على الواقع خصوصاً وان الخوف والرعب والاستهداف طال الكثير من ابناء المحافظات الشمالية بل تم طرد الكثير من الاسر وغلق المحال التجارية.. فهل هناك من يسعى لتعميق ثقافة الكراهية وتمزيق المجتمع اليمني؟
- مثلما قلت لك انه كلما اقترب مؤتمر الحوار الوطني من إنهاء أعماله وتتضح ملامح المستقبل للوطن والشعب، تزداد حدة أصحاب المشاريع الصغيرة، وكلما حصلت مشكلة وخرج الناس الى الشارع كردة فعل لها، يتوهم المأزومون أنهم قريبون من تحقيق أهدافهم، فيقدمون خطاباً تحريضياً ويظنون ان الأمور أصبحت في صالح مشاريعهم وسرعان ما يتلاشى هذا الوهم بمجرد قيام الدولة بمسئولياتها تجاه المشكلة التي نتج عنها غليان الشارع.
♢ يعني ان مايحصل الآن في المحافظات الجنوبية لن يؤثر على التسوية السياسية أو السلم الاجتماعي؟
- التأثير ان لم يكن قد حصل، فبكل تأكيد انه سيحصل وسيكون سلبياً بالكامل ولكنه لن يوقف الوصول الى الهدف الذي ينشده اليمنيون المبني على المبادرة الخليجية وآليتها وقراري مجلس الامن، خصوصاً الحفاظ على وحدة وأمن اليمن.
♢ أنت شخصياً كيف تقيس النبض لدى أبناء المحافظات الجنوبية تجاه ما يحدث ومشاعرهم تجاه الوحدة؟
- جميعنا في المحافظات الجنوبية مع الحل العادل لقضيتنا كجنوبيين والمتمثل بإنصاف الناس ورفع الظلم عنهم ورد الحقوق وجبر الضرر، ومن ثم اعادة الثقة اليهم من خلال ايجاد دولة مدنية حديثة تتساوى فيها المواطنة ويسودها النظام والقانون..
أبناء المحافظات الجنوبية اذا لمسوا هذا في مخرجات مؤتمر الحوار وأطمأنوا للضمانات فلن نسمع فيهم الاصوات النشاز التي تجاهر بعدائها للوحدة..
الناس في عموم اليمن وليس في المحافظات الجنوبية يطمحون لدولة تكفل لهم عيشة كريمة وحياة آمنة ومستقبلاً مضموناً لأبنائهم وهذا مايعولون عليه من مؤتمر الحوار الوطني.
♢ تقييمك لتعامل الحكومة مع ماشهدته المحافظات الجنوبية مؤخراً؟
- الحكومة تتعامل مع مثل هذه الاحداث بطريقتها المعهودة التي تعكس وكأنها لادخل لها، بمعنى انها لاتتعامل بجدية.
♢ وماذا عن تعامل الاحزاب مع مايحدث؟
- كل طرف له اسلوبه في ردة فعله تجاه الاحداث، ومايجب الاشارة اليه هنا هو متاجرة بعض القوى بدماء الناس الأبرياء، من خلال خطابها التحريضي الذي لايحمل أدنى مستويات الشعور بالمسئولية.. وكذلك استغلال البعض لما حدث والقائه على شماعتهم المعروفة النظام السابق..
وهؤلاء في كل الأحوال لايخجلون ولايحترمون عقليات ابناء الشعب ولايدركون ان هذا الاسلوب لم يعد مجدياً، او جالباً للمكاسب السياسية فالشعب أصبح مدركاً ان القاء التهم على النظام السابق هو اسلوب العاجزين والفاشلين وعدم استشعار المسئولية تجاه الاحداث، وأؤكد لك ان الاحزاب التي لاتحترم عقلية المواطن أو لا تظهر امامه على مستوى المسئولية، ستخسر هذا المواطن يوماً بعد يوم..
♢ ولكن هناك من لايزال يصغي لها وفي هذه الحال ألا يكون خطابها تحريضاً على النظام السابق الذي يتمثل بالمؤتمر الشعبي العام؟
- بالتأكيد ان هذا الخطاب سيؤثر على المؤتمر الشعبي العام خصوصاً وان المحرضين ضده أكثر من حزب..
ولكن يظل السواد الأعظم من المواطنين مستوعبين هذا الخطاب ومتعودين عليه من تلك الاحزاب، وكما أشرت آنفاً ان الخاسر الأكبر هي تلك الأطراف المحرضة التي عجزت عن ان تقدم شيئاً للواقع غير المناكفات والمكايدات والخطابات الجوفاء..
♢ من المستفيد من وجهة نظرك من وراء مايعتمل في المحافظات الجنوبية؟
- التنظيمات والجماعات المتطرفة.
♢ تعليقك على وثيقة بن عمر؟
- كان يفترض أن تكون توافقية، وتحظى باجماع كل المكونات المتحاورة خصوصاً انها تخص أهم قضية أمام المتحاورين.
فعندما نسمع المؤتمر الشعبي يرفض الوثيقة بصيغتها الحالية وكذلك الاشتراكي يصيح منها والناصري ينتقدها والرشاد والشباب والمنظمات المدنية وكثير من المؤسسات الثقافية والاكاديمية والحقوقية معترضة عليها.. كل هذه المواقف تجعل الشارع يتوجس خيفة من هذه الوثيقة.. وبالتالي يجب اعادة النظر في محتواها وتهذيبها بحيث تكون وثيقة حل لا تأزيم، ولعل القائمين على الوثيقة قد أدركوا أن الذين هم ضدها أكثر بكثير ممن هم معها، وهذا يفرض عليهم ان يتعاطوا مع هذه المواقف بجدية بعيداً عن المكابرة والعناد، لأن الهدف هو جمع الناس والآراء والتوافق على الحلول، وبدون التوافق على الحل العادل ستكون القضية الجنوبية أكثر تعقيداً من ذي قبل.
♢ برأيك هل التمديد الحاصل للحوار يخدم مهامه؟
- اعتقد ان كل ما أتيحت للناس فرصة اضافية للحوار تقل كلفتة القضايا ويتمكن المتحاورون من استكمال الجهود بشكل صحيح وبقناعة تامة.
♢ المناضل زيد طه مع أي شكل يراه مناسباً للدولة القادمة؟
- دولة من اقليمين..
♢ لماذا؟
- لنسكت أصوات الجنوب العربي، واسمي «شمال وجنوب» في اطار يمن واحد أفضل عندي من مسميات عدة، كما ان تبعات الاقليمين ومشاكلهما ان وجدت أيسر حلاً مما لو تعددت الاقاليم.
♢
- أدعو أبناء المحافظات الجنوبية الى ان يهدأوا وان يقطعوا الطريق على المتآمرين على أمن واستقرار ووحدة الوطن، وان يحتكموا لمؤتمر الحوار الوطني الذي سيأخذ لهم كل حقوقهم وسيضمن لهم مواطنة متساوية.
♢ لو انتقلنا الى دوركم في البرلمان هل لايزال كما كان قبل التسوية؟
- لم يعد دور البرلمان كما كان فالمبادرة أفرغته من دوره الرقابي، ولم يعد باستطاعة البرلمان فعل أي شيء تجاه الحكومة، فكم من عضو في البرلمان قد استدعى وزيراً ما للحضور للرد على مشكلة يعاني منها المواطن في اطار وزارته، وكثير من الوزراء لايأبهون للاستدعاء ولايلبون الدعوة، فيقف البرلمان مكتوف الأيادي وغير قادر على اتخاذ قرار ازاء ذلك..
♢ بما انكم لم تعودوا قادرين على اتخاذ أي قرار تجاه الحكومة، كيف تقيم أداءها كمتابع وليس كمراقب؟
- الحكومة فاشلة فشلاً ذريعاً في مختلف المجالات، فهي لم تقدم شيئاً ولم تحافظ على ماهو موجود.. الانفلات في كل المجالات.. وكنت أتمنى ان أجد شيئاً واحداً أشيد به في هذه المساحة.
♢ طفى على المشهد أطروحات تطالب بمرحلة تأسيسية يحل فيها البرلمان ويستبدل بجمعية عمومية من مؤتمر الحوار.. ماتعليقكم؟
- هذه أطروحات غير مبنية على أسس سليمة بمعنى أنها لاتتوافق مع الدستور النافذ ولامع مرجعيات التسوية السياسية ولا مع الواقع.. وأي اطروحات من هذا النوع او لا تأتي عبر البرلمان الحالي تظل تشعيبات..
♢ وماذا لو لاقت من يستجيب لها من ذوي التأثير؟
- مالم يسمح به البرلمان الحالي لن يكون شرعياً، أما هذا الطرح فلن نسمح به، وإذا لم تجر الانتخابات البرلمانية خلال الفترة التي سمح بها الدستور، فسيستمر هذا البرلمان في اجتماعاته بقوة الدستور.
ومن غير المعقول ان يقبل او يسمح الشعب ومؤسساته لهيئة أو جمعية بأن تشرع.
♢ ما الهدف من وراء هذا الطرح الذي يتبناه الحزب الاشتراكي وبعض المكونات؟
- الطرح الهزيل يظل هزيلاً ولو تبناه من تبناه.. واعتقد ان مثل هذه الاطروحات لايراد منها إلا ايصال الدولة الى فراغ دستوري والى اللادولة.
♢ هل تتوقع ان تجرى الانتخابات خلال عام 2014م؟
- الاجابة بنعم على هذا السؤال مغامرة وكذلك اجراء الانتخابات هذا العام مغامرة، لأن الاستحقاقات المتبقية التي تؤدي الى الانتخابات لاتزال كثيرة وبحاجة الى وقت كافٍ.
♢ كلمة أخيرة في ختام هذا اللقاء؟
- اتمنى ان يخرج المتحاورون بوثيقة حقيقية يجمعون عليها ويرضون بها ويرضون الشعب..
وادعو كل المواطن الى ان يكون فاعلاً في الحفاظ على الامن في ظل الانفلات الامني، وان يلتفوا خلف القيادة السياسية ممثلة بالاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية من أجل العبور بالوطن الموحد الى مستقبل آمن.
ولايفوتني ان أهنئ الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام ومن خلاله الى كل قيادات وكوادر وحلفاء وأنصار المؤتمر بالعام الميلادي الجديد 2014م.
سائلين الله ان يمتع قائدنا وزعيمنا علي عبدالله صالح بالصحة والعافية.
|