موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


بريطانيا تسعى لعودة نفوذها في اليمن من خلال الإمارات والسعودية - توقف كلّي لخدمات الدفاع المدني في غزة - صنعاء تزف بشرى للمعلمين - هيئة محلية توافق على مشروع قانون الاستثمار الجديد - الرهوي يشيد بالحراك العلمي في جامعة صنعاء - الأمين العام يعزي عبدالحكيم العبيد بوفاة والده - سقطريون لـ" الميثاق" : لا بد من مواجهة المحتل وطرده من أرضنا - 30 نوفمبر.. بداية النهاية للإمبراطورية البريطانية في العالم - المجيدي: لن تمنعنا الظروف من تحقيق الانتصار وإعادة السيادة والاستقلال لأرضنا - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة محمد خالد الأغبري -
مقالات
الميثاق نت -

الأربعاء, 22-يناير-2014
عبدالرحمن مراد -
< لا أجد تفسيراً لمثل ذلك العقوق الذي تلقاه اليمن الأرض والتاريخ والانسان والحضارة من هذا الجيل من الأبناء الذين ترعرعوا على خيراتها وشربوا من مائها وتنفسوا من عليل هوائها ثم لما اشتدت سواعدهم صوّبوا سهامهم نحو قلبها العامر بالحب والسلام والخير والعطاء الوفير ليجعلوا منه مضغةً تلوكها أنياب الضغينة والحقد وأضراس التباعد والاغتراب، فكان ناعق غرابهم على الأنجاد وقنن الجبال وأصوات بومهم على الأشجار والمآذن والقباب،
ونفير حربهم على المنابر وفي المساجد والجوامع وتلطخت مصاحفهم بالدم المراق وهي الحكاية ذاتها التي بدأت من عند عثمان بن عفان رضي الله عنه ولاتزال تشعل فتيلها في كل وقت وآن وحين.
لا أظن اليمن بكل تاريخها وعمقها الحضاري وتراكمها الثقافي تقبل الحال الذي وصل اليها أبناؤها من شلل تام في القدرات وانفصام كامل في الهوية، وتشظٍّ مقيت في الكتل الاجتماعية والثقافية النوعية واغتراب مملٍ عن السياق الحضاري، وتباغضٍ وتنافر وتفكك في منظومة القيم والمثل وغياب لقيم الخير والحق والمروءة والشهامة والنجدة.. إنها حالة لا نقول نادرة، بل قد حدث ما يماثلها في دورات التاريخ المختلفة دالة على توالي الانكسارات الحضارية والثقافية التي تتوالى منذ حادثة انهيار السد حتى هذه اللحظة، وهي حالة النكوص التي لم يفق من صدمتها إنسان اليمن حتى لحظته الحضارية المعاصرة في هذا الزمن.
فمشكلة الانسان في اليمن تكمن في الفراغ الحضاري والثقافي الذي يعيشه وهو فراغ يشتهي الامتلاء، وقد سبق للأدباء والكتّاب التعبير عنه والتحذير منه ولم يعرهم الساسة آذاناً صاغية، ولذلك نرى من يستغل ذلك الفراغ ليملأه بمشاريع مغتربة عن السياق الحضاري والنسق الثقافي وهي الآن في حالة صدام مع واقعها - أي تلك المشاريع المغتربة عن الواقع اليمني- فالهيمنة للقوى الكبرى كانت دوافعها في الماضي اقتصادية وأدواتها عسكرية، وفي الألفية الجديدة لايزال الدافع هو نفسه وتغيرت الادوات من عسكرية الى اشتغال استخباراتي أمني، فالهيمنة في الألفية الجديدة تقوم على البناءات الثقافية وبحيث تضيق دائرة النزاعات لتكون مقتصرة على الأمة الواحدة بدل الأمم المختلفة وربما اقتصرت بين الجماعات المتمايزة ثقافياً، فالتعددية الثقافية التي أتاحت للثقافات داخل المجتمعات حرية التعبير العلني عن هوياتها الثقافية وعن استحقاقاتها السياسية والدستورية والاجتماعية، الأمر الذي أظهر جماعات علنية تجاهر بطقوس وبثقافات على تضاد مع بعض التصورات الذهنية لجماعات أخرى مما جعل دائرة الاختلاف والخلاف تظهر كتمايز نوعي واضح، وحالات الصراع التي تحدث في بعض المجتمعات تفضي في النهاية الى مفردات السلام، والتعايش، واحترام الاختلاف، فالتعدد والتنوع الثقافي أصبح ظاهرة عصرية لا يمكن القفز على حقائقها الموضوعية بل يفترض التفاعل مع تلك الحقائق الجديدة في ظلال المفهوم الشامل للمواطنة وبحيث يمكن من خلال ذلك المفهوم الاشتغال على قيم الانتقال باعتباره يقدم إطاراً قانونياً وثقافياً واجتماعياً للتعايش الايجابي بين مواطنين يتنوعون ثقافياً، فالمجتمع أصبح في حالة متغايرة عمّا كان عليها، فالتنوع الثقافي فرض واقعاً اجتماعياً جديداً، وبناء المجتمعات وفق معطيات الانتقال والتنوع الجديدة يتطلب وعياً وإدراكاً ودراسات علمية بحيث يكون الاشتغال عليها مرتبطاً بالحالات الانتقالية وتدعيماً لضرورات التنوع والتعدد والتعايش والسلام من حيث الأخذ بمبدأ الموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، فبناء المجتمع وفق معطيات التعدد والتنوع الجديدة يتطلب جهداً مضاعفاً من الجهات والمؤسسات والأفراد من أجل الوصول الى قيم مشتركة تكون واضحة العلائق تعزيزاً لقيم الانتماء الى الوطن الواحد.
فالاشتغال على الهوية الوطنية الشاملة والهويات المحلية المجزأة من حيث التفكيك وإعادة البناء وتحديد نقاط الالتقاء مهمة المثقف الفرد والعضوي وهي بالأساس مهمة المثقف الاكاديمي.. وتفاعل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية مع المعطيات الجديدة يتطلب ايضاً رؤية جديدة وبناءً جديداً في الهيكل التفاعلي مع المستجدات والمعطيات الجديدة.
وحين نصرخ في وجه هذا الواقع القاتم الذي يذهب الى عوامل التشظي وتعمل فيه آلة الثورة تفكيكاً وتدميراً للبنى العامة في ظل غياب كامل وصمت مطبق من القراءة والنقد، وشلل تام للقوى الثورية الحداثية التي تملك رؤية تفاعلية ورؤية بنائية وهو الأمر الذي يجعلنا نصرخ: اليمن ثم اليمن.
فالهدم يتطلب قوة كبيرة وموازية للبناء، ومثل ذلك لا يمكن أن يحدث دون الشعور بالاشكالية المستقبلية التي تواجه اليمن، والشعور بمستوى التحديات يجعلنا أكثر قدرةً في السيطرة على المستقبل.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي

نوفمبر فخرنا
أ‌. نور باعباد*

في ذكرى الاستقلال
اياد فاضل*

بن همام.. رجل الدولة الذي قاوم تمزيق البنك
د. عبدالوهاب الروحاني

عيد الاستقلال بين طموح الماضي وإحباط الحاضر
أ.د. أحمد مطهر عقبات*

نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
د. أحلام البريهي

فجر الانعتاق من الغطرسة الاستعمارية
عبدالقادر مأمون الشاذلي

رافع الرأس إلى سماء الوطن
يحيى الماوري

ذكرى الاستقلال.. يوم رد الاعتبار للأمة العربية
فؤاد عبدالله حسين بن عطاف*

الاستقلال المجيد
نبيل الجماعي*

من ثورة ردفان إلى ملحمة الجلاء والاستقلال.. دروس وعِبَر
أ.د/ حميد عوض المزجاجي*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)