إقبال علي عبدالله - < في ختام اعماله للفترة الثالثة من الدورة الثانية لدور الانعقاد السنوي العاشر يوم السبت الحادي عشر من يناير الجاري أقر مجلس النواب «المعتق» الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2014م.
المدهش والمضحك في وقت واحد أن نواب الشعب الذين يمثلون معظم المكونات السياسية في البلاد قد أوصوا حكومة الوفاق بعدد كبير من التوصيات وشددوا على الحكومة الالتزام بها عند تنفيذ الموازنة.. توصيات بلغت نحو ثلاث وسبعين توصية شملت مختلف جوانب الموازنات المرتبطة بنشاط الدولة.. أقول المدهش والمضحك ليس في جانب مضامين هذه التوصيات لموازنة بلغت «ترليونين و204 مليارات 267 مليوناً و545 ألف ريال» وقدر مبلغ العجز «679 ملياراً و264 مليوناً و647 ألف ريال».. بل المدهش والمضحك أن معظم التوصيات ذكرتنا بالمثل المعروف «مغني جنب أصنج!!»..
مغني- وأقصد البرلمان الذي يحاول أن يضحك على نفسه وعلى الشعب بإقراره هذه الموازنة الكارثية، وحكومة منذ تشكيلها في السابع من شهر ديسمبر العام 2011م بموجب ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، هي حكومة وبكل المقاييس واعتراف كل من تابع نشاطها أنها فاشلة وأدخلت البلاد والعباد في النفق المظلم.
وفي قراءة ولو سريعة لبعض هذه التوصيات سندرك هزلية مثل هذه التوصيات، على سبيل المثال وليس التحليل التوصية التي جاءت بشأن البيان المالي حيث أوصى نواب الشعب حكومة باسندوة بأن «تجعل قضية معالجة الاختلالات الأمنية على رأس أولوياتها، باعتبارها تشكل التحدي الأكبر الذي يواجه عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتهدد الاستقرار والسكينة العامة»، أليس هذا مضحكاً بعد أن «بلغ السيل الزبى» من الاختلالات الأمنية التي بدأت وتصاعدت منذ اليوم الأول لتشكيل الحكومة وليس بعد قرابة عامين، شلت فيها هذه الاختلالات- التي تدرك الحكومة واجهزتها الأمنية مصدرها- كل مناحي الحياة وأوقفت عجلة التنمية ليس فقط لعجز وفشل الحكومة في ادارتها بل لتزايد الاختلالات الأمنية.. فكم صاح البرلمان من هذه الاختلالات التي وصلت الى بعض اعضائه؟! وكم من مرة دعا فيها حكومة باسندوة الى المثول أمامه لمساءلتها وتبيان حقيقة الأوضاع الأمنية المأساوية التي تعيشها البلاد والعباد وانعكاس ذلك على الجانب الاقتصادي والخدمي مثل التقطعات وضرب ابراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط والغاز اللذين يشكلان 70% من ايرادات الخزينة التي انهك الفساد جسدها وجعلها عاجزة عن تنفيذ الالتزامات، والاستعانة بطلب المساعدات من الخارج مما جعلنا اضحوكة أمام الاشقاء والاصدقاء وفي المقدمة الدول المانحة.
ومن المدهش أن توصيات نواب الشعب «البرلمان» لم تتضمن دعوة ومطالبة الحكومة بتحسين مستوى معيشة الناس التي بدأت فجوتها تتسع يوماً بعد آخر حتى باتت تنذر بخطر اجتماعي تدفع الى ثورة شعبية.. وتجاهل البرلمان الشعب الذي يمثله وهو يقر هذه الموازنة الضخمة والأولى في حياة البلاد.. الأمر الذي يجعلنا نذهب الى التأكيد وليس التوقعات أن العام الجاري سيكون كارثياً وفوضوياً بامتياز.
|