د. علي العثربي - < إن أصحاب المنافع الخاصة وتجار الحروب والمنتفعين من الأزمة السياسية الخانقة التي مرت على البلاد خلال الفترة من 2011م وحتى اليوم لم نر لهم موقفاً مشرفاً مستقلاً يحقق الإرادة الكلية للشعب، بقدر ما ظهرت مواقف مخزية وبالغة الخطورة على مستقبل اليمن ووحدته وأمنه واستقراره، ورغم خطورة تلك المواقف التي تصدى لها المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه وأنصاره ومؤيدوه، وكان لنتائج ذلك التصدي الملحمي الوصول الى المبادئ الأربعة الحاكمة لمخرجات الحوار الوطني الا أن تلك القوى لم تكف عن الزيف والكذب ولم تعد الى جادة الصواب وتعترف بالفضل لأهله وتعطي للحياة معنى جديداً، بل نجد كتاباً وإعلاماً مثيراً للفتنة في أعلى درجات الخطورة دون أن تدرك تلك القوى المتعلقة بالهوى الشيطاني أن كل تلك الممارسات لا صلة لها بقدسية الولاء الوطني ولا تخدم غير أعداء القوة اليمنية.
إن الإثارة المقززة في وسائل الإعلام الرسمي من أخطر وسائل الإساءة الى وحدة التلاحم الوطني وواحدة من المآسي الكارثية التي توحي بمحاولة إعاقة الاصطفاف الوطني الكبير الذي ينبغي أن يزداد تلاحماً من أجل إعلاء شأن الوفاق الوطني الذي تمخض عنه مؤتمر الحوار والذي ينبغي أن نجسده عملياً على أرض الواقع للانطلاق صوب المستقبل الذي يحقق القوة والمنعة لليمن الواحد والموحد.
إن التمادي في الممارسات العبثية التي تظهره بعض القوى الغوغائية لم يعد خافياً على أحد، فقد أصبح المواطن البسيط قادراً على كشف حقيقة التصرفات غير السوية التي تسيئ الى الوحدة الوطنية وتتحدى ثوابت الدين والوطن والانسان، ومن أجل ذلك نكرر النداء الى العقلاء والنبلاء أن يدركوا أن تلك الممارسات غير السوية لا تؤثر في المستهدفين من تلك الغوغائية فحسب وإنما ينعكس أثرها على الشارع وأصبح المواطن في كل مكان يمقت تلك التصرفات العبثية التي تستهدف الاقصاء والتهميش من أجل إظهار الواقع على غير حقيقته.. وعلى العقلاء والحكماء أن يلمسوا ذلك من خلال الشارع مباشرة ولا يغرنهم زيف المجاملين والمتملقين.. وليدرك الجميع أن التلاحم الوطني أعظم من رضا أشخاص لا يخدمون الوطن بقدر ما يحملون معاول الهدم والتدمير الذي ينال يومياً من جدار الوحدة الوطنية.
إن المؤتمر الشعبي العام أبلغ أثراً في نفوس الناس بقوة فعله الوطني الجسور المجسد للإرادة الكلية للشعب الذي غلب المصالح العليا للوطن وجعل من قوة اليمن ووحدته وأمته واستقراره وسلامة سيادته الوطنية وعزة وكرامة أبنائه غايته الاستراتيجية على اعتبار أن اليمن عنوان العزة والقدرة والقوة ومن لم يعتز بوطنه وقدراته وإمكاناته وإرثه الحضاري والانساني فإن الوطن يلفظه كما يلفظ البحر الجيفة.
إن السلوك الحضاري والانساني الذي يتحلى به المؤتمر الشعبي العام والذي يتعاظم يومياً ويظهر صلابة وإصراراً عند الأزمات بات إرادة شعبية ترفض العبثية وتمقت التصرفات الغوغائية وتزدري الممارسات المخلة بشرف الأمانة والمسؤولية.
إن إصرار المؤتمر الشعبي العام على تعظيم الاصطفاف الوطني قد خلق قوة الفعل الجماهيري المؤيد والمناصر والمؤازر والمكافح والمناضل من أجل قوة الإرادة السياسية ووحدتها، ولن تفت في عضد ذلك التوحد التصرفات العبثية التي عشقها الفاشلون في الحياة السياسية الرافضون للديمقراطية الواقفون بذهول أمام الإرادة الشعبية صانعة الألق اليماني الذي يشرف الانسانية، ولن ينال الحاقدون من جدار الوحدة الوطنية مهما استخدموا من وسائل الإثارة، لأن قدسية الوطن أنبل وأعظم أثراً بقوة الاعتصام بحبل الله المتين من أجل غدٍ أكثر ألقاً وتوحداً بإذن الله.
|