استطلاع / هناء الوجيه -
الإبداع والابتكار من موارد بلادنا وثروتها الثمينة.. واستثمار الابداع يعتبر من أساسيات بناء وتنمية المجتمع.. وبلادنا في حاجة ماسة إلى تشجيع الإبداع وتوظيفه في مجالات التنمية من أجل التصدي للتحديات الجسام التي يواجهها,ولكن للأسف الشديد المبدعون في مختلف المجالات لا يجد معظمهم من يرعاهم ويشجعهم رغم تعدد الجهات المختصة الرسمية والخاصة التي تدعي في أهدافها أنها تشجع وترعى الموهوبين والمبدعين.
«الميثاق» ومن خلال هذا الاستطلاع نستعرض بعض الآراء والتجارب التي تتحدث عن اهمية استثمار الابداع وخطورة تجاهل هذه الثروة البشرية العظيمة .
أروى المطهر- موجهة في منطقة الثورة امانة العاصمة- قالت: في مدرسة الزهراء تفاجأت بعمل مبدع ظهر من خلال معرض لطالبات المرحلة الثانوية في المجال الفيزيائي وانتاج الاختراعات الرائعة.. الجميل في الموضوع ان المدرسة صاحبة الفكرة للمعرض استطاعت ان تكتشف كماً هائلاً من الابداع وقد تابعت بنفسي مراحل ما قبل المعرض وحتى المراحل النهائية وشدني ذلك الابداع بقوة وكان ينبغي على ادارة المدرسة ان تتفاعل بشكل افضل مع ذلك الابداع والابتكار الرائع وإيلاؤه الاهتمام والمتابعة من الإدارة المدرسية الى المنطقة التعليمية الى الوزارة والمجتمع بشكل عام، ولكن للأسف حال بلادنا هو التجاهل للإبداع والمبدعين وقد يصل الامر الى حد محاربة من يكتشف ذلك الابداع وهذا ما حصل مع المدرسة المتابعة لنشاط الطالبات وصاحبة فكرة تنفيذ المعرض.
إحباط الإبداع
يقول احمد عبدالعزيز -ولي أمر: المدارس يوجد فيها اعداد كبيرة من الطلاب المبدعين والمبتكرين والعباقرة الصغار الذين يحتاجون الى تنمية قدراتهم ومهاراتهم، لكن الاهتمام بالأنشطة الطلابية المختلفة ضعيف رغم وجود ميزانيات وإدارات متخصصة بالأنشطة الطلابية، وأذكر أن ولدي في احد المرات حاول انتاج كاميرا في علب كرتونية لا أعرف كيف فعل ذلك ولكني اندهشت من الفكر الذي يملكه ابني وكنت اتخيل ان المستقبل سيكون زاهراً أمامه ولكن للأسف في اول عرض لاختراعه في المدرسة لم يجد أي اهتمام لما فعله من إبداع والأسوأ من ذلك ان المدرس الذي استلم الاختراع من ولدي نسبه لنفسه وفاز بجائزة في ذلك العام ولم يذكر أبداً ان الفكرة كانت من وحي افكار ابني الأمر الذي أحبط عزيمته وكان ذلك الاختراع هو الاول والاخير له.
دعم ورعاية
لؤي الحطامي -مدرس- تحدث قائلاً : نشر ثقافة الإبداع والابتكار ودعم ورعاية المبدعين من أساتذة وطلاب ضرورة وطنية ومن المؤكد أن في هذه القرية العالمية من يهتم ويشجع ويدعم الإبداع والابتكارات، وبالتالي فإن تجاهل القيادات للمبدعين من شأنه إيقاف مسيرة الإبداع والابتكار وإصابة المبدعين والمبتكرين بالإحباط وهذا يمثل خسارة كبيرة للوطن وعندما لا يجد المبدعون من يدعمهم ويرعى إبداعاتهم وابتكاراتهم داخل أوطانهم يبحثون عن الدعم والرعاية والاهتمام خارج أوطانهم.. ومن هنا لابد من التنبه لأهمية رعاية المبدعين والمبتكرين الذين يسهمون بفاعلية في تحقيق التقدم والتطور والنمو للمجتمع والوطن.. ومن المهم ان نعرف ان النشء والشباب هم من اهم الموارد والثروات التي يمتلكها أي مجتمع من المجتمعات وربما ان الاهتمام هو دور يقع على المجتمع ككل لكن لابد من اهتمام مركز من قبل الجهات الحكومية والمختصة والمؤثرة في تطوير حركة الابداع وتشجيع وحماية المبدعين.
بثينة عبدالحكيم -طالبة جامعية- تقول: اصبحنا لا نؤمن بوجود الابداع رغم أنه موجود في العقول اليمنية والسبب ان الابداع عندنا يقتل او يحارب قبل ان يظهر واحياناً يُسرق من صاحبه كل تلك العوامل تجعل المبدع يتوه في عالم متعب فيقرر بعدها ان يترك الابداع او يهرب به الى بلد آخر خارج الوطن ليعلن إبداعه ويهتم به وهذا ما نلاحظه حيث ان كثيراً من المميزين والمبدعين يتم اكتشافهم وتطوير مهاراتهم خارج الوطن بعدها يتم الاعتراف بهم داخل الوطن.. نحن في اليمن لدينا عباقرة في كثير من المجالات ولكن النشء والشباب وحتى الاطفال المبدعين بحاجة الى من يكتشفهم ويساندهم ويطور من مهاراتهم وينبغي ان يكون هناك وعي كبير ان اكتشاف المبدع وتطوير ابداعه ودعمة هو من اساسيات بناء وتطوير الأوطان.
تطوير المواهب
أمل الرياشي- طالبة جامعية ولاعبة رياضية تحدثت قائلة : الابداع ليس فقط في مجال الاختراع والابتكار هناك ابداع في المجالات الثقافية والرياضية وهي بنفس اهمية الابداع في المجال التكنولوجي وتحتاج الى ذات الاهتمام، وانعكاسها يؤثر سلباً او ايجاباً على تطور المجتمع وبنائه، فكم من الموهوبين والمبدعين في المجال الرياضي يحبطون هنا ويظهرون ويشتهرون في خارج الوطن وامثال ذلك كثير في المجال الطبي والعلمي والمجالات المختلفة الأخرى.. نحن نريد ان تبنى مواهبنا في وطننا ونريد أن يكون خير ابداعنا داخل بلادنا.. لا نريد ان يكون التحطيم من داخل الوطن.. نتمنى ان يدرك المختصون والمسؤولين والمجتمع ككل اهمية رعاية المبدعين والاهتمام بهم.
|