أمين محمد أحمد جمعان - عندما نسترجع بدايات تكوين المؤتمر الشعبي العام نجده حزباً عريق التكوين غزير الثقافة أخذ وقتاً كافياً لمراحل تكوينه.. وأشرف على أدبياته مجموعة متميزة من السياسيين والمفكرين وعلماء الدين والعسكريين محاطين برغبة سامية توحدية لفخامة الأخ الرئيس بأن على هذه النخبة أن تتحد سياسياً وتنتج منهجاً موحداً يضم الجميع في بوتقة واحدة تنصهر لمصلحة اليمن فقط.
قبل ظهور المؤتمر الشعبي العام كحزب سياسي للوجود كانت اليمن تعاني من اضطراب سياسي لعدم وجود رؤية سياسية للحكم في البلاد.
كما كان هناك نزاع مسلح بين الدولة ومجموعة أحزاب معارضة للحكم في الشطر الشمالي سابقاً ومدعومة من نظام الحكم في عدن آنذاك بحجة توحيد اليمن بالقوة وجعلها تابعة لنظام عدن.
القوى السياسية كانت مفككة ليس لها رؤى واضحة، بعضها يؤمن بالجبهة المسلحة وتابعة لنظام عدن، وبعضها مازالت ميولها إمامية والبعض الآخر ناصرية.
لذلك ولد المؤتمر الشعبي العام في ظروف غير مستقرة حتمت على الأخ الرئيس ومن كان معه من المخلصين والشرفاء ايجاد نهج سياسي واضح يجمع كل الفرقاء سياسياً تحت مظلة حزب واحد يعمل من أجل مصلحة اليمن، فكما هو معروف شكلت اللجنة المكلفة بإعداد الميثاق الوطني وهم ٥٥ شخصية وقدمت مشروع الميثاق لفخامة الأخ الرئيس وعُدل وعرض على الشعب للاستفتاء حتى أصبح وثيقة نهائية من قبل الأعضاء الذين شاركوا المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م في اجتماع المؤتمر الشعبي العام.
وحددوا فيه الآليات الكفيلة بتطبيق بنود الميثاق الوطني.
وكان من طموحات فخامة الرئيس أن يكون العمل الحزبي والسياسي عبر نهج الميثاق الوطني.. وأن تشارك مختلف شرائح الشعب في العمل السياسي ومن خلال هذا المؤتمر تتكون لجنة للتفاوض من أجل الوحدة بين الشطرين.
وبعد ذلك كان لزاماً على المؤتمر أن يتحول الى نظام مفتوح يسمح بالانضمام إليه..
فعقد المؤتمر الشعبي العام مؤتمره الثاني في أغسطس 1984م، دورته الثانية وناقشوا توسع الانضمام الى المؤتمر بآليات محددة.
وبعد ذلك تحول المؤتمر الى تنظيم سياسي مؤسسي يعمل بنظام أساسي وكذلك برنامج عمل سياسي.
ومن منطلقاته الفكرية والسياسية حُلت الكثير من المشاكل في اليمن الى أن تم توحيد التراب اليمني تحت مسمى الجمهورية اليمنية.
وأصبح المؤتمر فاعلاً في كل المجالات ورائداً في العمل السياسي، وبكوادره المخلصة قاد الوطن للكثير من التحولات واستطاع قيادة اليمن في أحلك الأوقات والى اليوم حكومة المؤتمر الشعبي العام بكوادرها الفاعلة تشارك في كل القطاعات وأصبح حزب المؤتمر من الأحزاب الرائدة بشعبية وقبول من كل طبقات الشعب اليمني.. وكل ذلك كان بفضل رعاية الأخ رئيس الجمهورية لهذا الحزب منذ الولادة والى اليوم.. وسيظل حزب اليمن الأول بعراقة توجهاته الفكرية والسياسية والقومية. |