رازح..الحياة تنتصر على الإرهاب
❊ لأول مرة شاهد أكثر من خمسين صحفياً مديرية رازح يوم الأحد الماضي..كانت الرحلة عند البعض أشبه بعملية انتحارية.. اجواء مرعبة.. قناصة المخربون.. القصف المتبادل.. و.. و.. الخ.. وازداد الأمر إثارة عندما وصل طقمان من الشرطة العسكرية إلى دائرة التوجيه للقوات المسلحة لمرافقتنا.. نفر من الصحافيين شعر بغصة حينها ولم يتمتع يومها بأكل (الكدم) مع الفول.. بل أدرك لحظتها ان من يحميه ويذود عن الوطن هم أولئك الأبطال أصحاب الميري المقدس.. ترسخ هذا الايمان الصادق، ونحن لا نزال في صنعاء..
انطباعات يكتبها/ محمد انعم
في منطقة »حوث« محافظة عمران غير الباصين اللذين يقلانا اتجاه سيريهما..
أحدهم سأل هل الزجاج ضد الرصاص..؟!
فعم الصمت ..!!
وأضاف : يبدو إننا مضطرون لتغير اتجاه سيرنا عبر مدينة حرض لأن الطريق الأخرى المؤدية إلى مدينة صعده محفوفة بالمخاطر.. لا تعليق، فقد فضّل الجميع السكوت.
وهكذا أصبح الجنود المرافقين لنا محل تعظيم وتبجيل .. كان الصمت يحمل أصداء لشعارات ترددها القلوب تقول : (الموت للحوثي.. الموت للرزامي.. الموت للإرهابيين..).
في معسكر العمالقة أصبحنا أهم من نيني العين عند أولئك الرجال الأبطال.. وجبال رازح تبدو لنا أقرب إلى السماء، بينما تتمددالطريق إليها كأفعى مدمنة على القتل.. لم يذق بعضنا لذة الأكل رغم أرهاق السفر وهو يشاهد ذلك النقيل الرازحي يتمدد كالوحش.. ووسط هذه الهواجس المرعبة ظل ابطال العمالقة، هم وحدهم الذين يزرعون لدينا الأمل، بالعودة سالمين كما خُيّل لأغلبنا يومها..
في الطريق إلى قمم جبال رازح كانت رائحة دماء الشهداء تفوح كالعطر.. وبقايا دخان لمعركة بين الحق والباطل مازال مدوناً على صخور بأسطر من »البارود«..
قال أحد الجنود : هنا سقط الجندي (.......) شهيداً، وهنا المساعد (......) وهنا الملازم (......) وهنا النقيب (.....) وهنا الرائد (......) وهنا المقدم (.......) وهنا العقيد (......) وبدمائهم الطاهرة انتصر شعبنا على فرق الموت والإرهاب..
من يومها عادة دورة الحياة إلى رازح.. عادة الطيور إلى أعشاشها.. انتهت قصص الموت اليومي الذي خيم على هذه المنطقة وأهلها ، وتوقف نحيب الأمهات على فراق قرة أعينهن من الشباب الذين زج بهم المخربون إلى المقابر ، ليغادربعد ذلك الإرهابي الحوثي واتباعه المقربين البلاد إلى الخارج للعيش في فنادق خمسة نجوم..
إن دورة الحياة توجب علينا إن نعيش خارج عالم المقابر.. أن نلملم جراحاً يشتكي منه جسد الأسرة اليمنية الواحدة.. وليذهب الحوثي وعصابته إلى الجحيم .. أوالى عند آيات الفتن الذين سلموا سيف علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ذو الفقار ) لقائد غزو العراق سيئ الذكر رامسفلد..
إن أهلنا في صعده لم يعانوا من الارهابيين لوحدهم، بل إن أبناء الأسرة اليمنية الواحدة طالتهم خناجر غدر عصابات التخريب.. فالأبطال الذين تصدوا للحوثيين هم من كل مناطق اليمن.. الشهداء..الجرحى.. المرابطون في خنادق الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره.. إذن فالقضاء على مؤامرة المخربين لا تعني إعادة بناء المنازل المهدمة في بعض مديريات صعده، فهناك آلاف الأسر اليمنية تعتبر أولى بالرعاية من ذلك، فمنهم، الأطفال اليتم.. الأرامل.. المعاقون.. الجرحى.. وغيرهم من المتضررين من فتنة الإرهابيين..
لذا فإن إعادة أعمار ما هدمه المخربون إذا اقتصر على بناء منازل وتعويض عن ممتلكات خاصة فهذه معالجات توسع الجرح في قلب الأسرة اليمنية الواحدة وهوما خطط له الإرهابيون عبر مؤامرة حاولوا ان يخفوا بشاعتها خلف أكاذيب وأساليب تضليل ومكر وخداع مختلفة بدءاً من ترديد شعارات ضد أميركا وإسرائيل ، مرورا بزعم الإرهابيين بأنهم يدافعون عن المذهب الزيدي.. ومن ثم قيامهم بالاعتداء على الأقلية اليهودية في اليمن والدعوة إلى عودة النظام الأمامي..و...و..الخ..
في مديرية رازح ليس هناك دمار يذكر في منـــــازل المواطنين، فالأضرار التي شاهدها جميع مندوبي وسائل الإعلام المحلية والأجنبية هي في المباني الحكومية في الغالب، وبضعة منازل هدمها الإرهابيون انتقاماً من أصحابها المواطنين الذيــن قادوا معارك إلى جانب الدولة ضدهم ..
إنما المعالجات العاجلة يجب أن تداوي بعض القلوب المريضة والعقول التي تعرضت للخراب، والذات اليمنية الجريحة..
فيجب أن تطفئ الدولة نيران الكراهية التي حاول أن يشعلها الحاقدون.. فمن هنا يبدأ الأعمار الحقيقي.. كما يجب رفض الدعوات الحاقدة التي يطلقها الطابور الخامس للمخربين بزعمهم أن هناك آلاف الأسر نازحة من المناطق التي أصبح يسيطر عليها الجيش.. فهذه اتهامات خطيرة، تحرض وتستعدي محدودي الفهم من بسطاء الناس ضد أبناء القوات المسلحة والأمن الذين يضحون بدمائهم وأرواحهم من اجل حماية الوطن والمواطن . فأمثال هؤلاء الأشخاص نجدهم يرددون وببجاحة بما يوحي بإن المخربين الحوثيين ليسوا هم المتسببين في نزوح بعض الأسر، وإنما حدث ذلك مع دخول الجيش إلى تلك المناطق. فهؤلاء هم الخطر ورؤوس الفتنة الذين لايجب السكوت عنهم أبدا..
فلقد استمع عشرات الاعلاميين أبناء مناطق شذا، غمر، النظير، وكل رازح وهم يكذبون كما شاهدوا دجل الدجالين ابتهاج المواطنين بالقضاء على المخربين على أرض الواقع.. وكان بينهم صحافيون من أحزاب معارضة.. وصحافيون يمثلون مختلف وسائل الإعلام العالمية جميعهم أطلعوا على عودة الحياة في المتاجر والمزارع
، وشاهدوا حركة الحياة وهي تدب في الطرقات، والاسواق، وعودة الاطفال للعب مع أترابهم.. وهذا بالتأكيد يثير أحقاد المخربين وأذيالهم..ومهما يكن فالحياة اصبح لها مذاق آخر اليوم في صعدة بعد أن سقطت فرق الموت وغادرت قرانا وأرضنا..
دعوة من رازح
❊ لقد باحت لنا مديرية رازح بأهم المعالجات الواجب على الحكومة سرعة اتخاذها لضمان عدم عودة الارهابيين لأعمال التخريب من جديد في منطقتهم وذلك عبر القيام بالتالي :
❊ فتح المكاتب الحكومية ومباشرة أعمالها في خدمة المواطنين.
❊ فتح مكتب للأوقاف يقوم بتحصيل أموالها وتسخيرها لما أوقفت من اجله، وعدم السماح بنهب أموال الوقف واستغلالها لمصالح شخصية.
❊ التصدي للأفكار المتشددة والدعوات المتطرفة المستوردة إلى بلادنا من الخارج.
❊ إخضاع المدارس والمعاهد منهجا وإدارة لإشراف الدولة ورفض الوصاية الحزبية أو المذهبية عليها.
❊ نشر التعليم عبر التوسع في مدارس التعليم الأساسي والثانوي ومراكز محو الأمية وتعليم الكبار ومعاهد التعليم الفني والتدريب المهني..
❊ اعادة ادماج الشباب المغرر بهم في المجتمع فكرياً ونفسياً..
❊ الاهتمام ببناء المستشفيات والمراكز الصحية في المديريات والعزل ومحاربة الشعوذة التي يتبعها النصابون لاشاعة الخرافات بين المواطنين..
معلومات
عن رازح
❊ سميت بهذا الاسم نسبة إلى رازح بن خولان بن عامر.
❊ تعتبر مديرية رازح من أجمل مناطق محافظة صعده..
❊ تحدها من الشرق مديرية غمر وساقين، ومن الجنوب شدا، ومن الشمال والغرب أبو العريش وقرى من جيزان.
❊ يقدر عدد سكانها ب 80 ألف نسمة، يمثلون مايزيد عن 7000 أسرة. ويوجد فيها ما يقارب من عشرة آلاف منزل في 16 عزلة و139 قرية وأكثر من800 محل تابع..
لقطات
> بدأت رحلة الصحافيين من صنعاء إلى مديرية رازح في صعده صباحاً، وكانت العودة مساء.. لم تكن العملية مخططة، بل المصادفة كانت رائعة جدا، فقد تأكد الصحافيون أنه لم يعد للمخربين وجوداً برازح بالليل أو بالنهار..هذه المصادفة فضحت الأكاذيب والإشاعات المضللة التي ظل يروج لها إعلاميا الطابور الخامس للإرهابيين..
> شخصيات اعتبارية، حاولت مراراً وتكراراً أن تحصل على قائمة تضم أسماء الفريق الإعلامي الزائر لمديرية رازح.. فادعت في البداية بأن الرئاسة طلبت منها كشفاً بأسماء القادمين .. وبعد حوالي ساعة كررت نفس الشخصية ذات الطلب، وزعمت ان لجنة تنفيذ اتفاق صعده تريد معرفة أسماء الفريق الزائر.. لكنها وهذه أمانة ، لم تقل أنها تريد أسماء الصحفيين تنفيذا لطلب من الإرهابيين..
> خرج أبناء رازح لاستقبال الفريق الإعلامي وقت »الساعة السليمانية«، لقد كان ترحيباً صادقاً، إلى درجة ضاقت فيها مقاعد الباصين بأغصان القات والمياه والعصائر، وسرنا مع المواطنين وأفراداً من الجيش في موكب واحد.. وحرص أبناء رازح على مرافقتنا وفضح جرائم الإرهابيين، خطوة ..خطوة.
> طلاسم المخربين وشخاططهم وكل شياطينهم المردة ومغارات الغدر وأوكار القناصة وفرق الموت وغيرها، كلها لم تصمد أمام رجال العمالقة.. وشتان بين ملاحم الانتصار التي سجلها أبطال شعبنا في رازح، وبين سقوط كيد دجال وساحر..
> قال احد أبناء رازح أن جرائم الإرهابي الحوثي واتباعة وراء عدم هطول الأمطار الموسمية على منطقتهم .. وأضاف : كل منطقة في صعده دخلها المخربون تعاني من الجفاف الشديد.. الآن الحمد الله بشائر الخير عادت والنحس زال عن أرضنا..
> كان العزيزان طاهر العبسي ومحمد الماوري يبذلان قصارى جهودهما لتذليل الصعاب أمام الصحفيين، ويحرصان على تفقد الزملاء بصورة دائمة ، وبحرص مسئول.. عدا المعلومة فقد حرصا على أن لايتدخلا بذلك إطلاقا، احتراما للحق والحقيقة.. وبهذا النضوج ترك العزيزان الماوري والعبسي انطباعا جميلا لدى الإعلاميين.. اعتقد ان الجميع نجح في أداء رسالته بفضلهما..
> الزميل محمد الظاهري أشتاق أن يزور منطقته رازح.. فكان له ذلك.. لكن ما إن وصلنا حتى هاله ذلك التخريب البشع الذي ارتكبه الخونة بالمنشآت العامة في المديرية..وبرغم ذلك نقول هم وزال »ياعزي«.. فرجال رازح كجبالها شوامخ لايقبلون الأنذال..
| 
رازح..الحياة تنتصر على الإرهاب
