إقبال علي عبدالله -
< من المخيف الآن وبعد اكثر من عامين على توقيع المبادرة الخليجية أن الأوضاع الأمنية اصبحت اليوم أكثر انفلاتاً ويعني هذا ان التغييرات الأمنية والأحزمة الأمنية كما قالوا لنا بعد كل حادث أمني هنا وهناك وليس في العاصمة صنعاء، نقول: إن هذه التغييرات لم توقف أو حتى تحد من الانفلات الأمني.. بل زاد الوضع اكثر تعقيداً وخطورة وبدأت العمليات الإرهابية تبيح لنفسها فعل أي شيء وفي أي مكان كان حتى قيادات المناطق العسكرية في المحافظات كما حدث في عدن وحضرموت ومثلها ماحدث في العاصمة صنعاء، عندما استهدف الإرهابيون مجمع العرضي وكان الأمر فضيحة بكل المقاييس..
الحقيقة التي يجب ان نقولها بصوت عالٍ وبكل شجاعة ان هذه الأعمال الإرهابية ما كان لها ان تتوسع وتتصاعد حتى تصل إلى المعسكرات والقيادات الأمنية التي يجب أن تكون أكثر تحصيناً ما كان كل هذا يحدث إذا كانت لدينا حكومة قوية وأجهزة فعالة وليس حكومة نقول إنها بعد صمت طويل مما يشهده الوطن من انفلات واختلالات أمنية تطور اداؤها إلى الإدانة فقط وكأن الأمر بالنسبة لها مجرد شأن يخص الوطن والمواطنين ولا يخص حكومة تمثل هذا الوطن وواجبها حماية المواطنين.. وليس فقط حماية من يديرونها ويتحكمون بقراراتها وفعلها اليومي الذي لا نسمع أنه قدم شيئاً من أجل الوطن والمواطنين منذ ان تشكلت في بداية شهر ديسمبر من العام 2011م.. لم نسمع عن منجز اقتصادي أو مالي أو اجتماعي أو خدمي تحقق منذ نهاية 2011م وحتى اليوم.. وكأن البلاد تسير على البركة..
إن ما شهدته محافظتا عدن قبل عدة أيام برهن ان- حكومة الوفاق- ليست حكومة الجمهورية اليمنية المغلوب على أمر الناس فيها وهذه الحكومة كما تدعي تقودهم وتسيّر البلاد بالنهب والفساد وطز بالخدمات ومصالح المواطنين.. عدن وقبل الأزمة المفتعلة بداية العام 2011م لم تكن تعرف الإرهاب واليوم ليس فقط تسمع عنه بل تعيشه وكذلك حضرموت وتعز والحديدة بل كافة المحافظات حتى سقطرى التي عاشت في أمن وأمان مع البحر اصبحت اليوم ثكنة عسكرية خوفاً من الإرهاب..
الإرهاب صار في قاموسنا مفردة لغوية ترغمنا حكومة الوفاق إلى تعلمها.. ولا أبالغ في هذا وأنا أحد أبناء عدن ممن وبعد سنوات منذ تحقيق الوحدة المباركة في مايو كنا نعيش نعانق البحر ونسامر الزهور ونرقص مع سمفونيتها.. واليوم وبعد أزمة 2011م تغير كل شيء.. اصبحت حياتنا لا تعرف الأمان وبحرنا بعيداً عنا بل وغريباً علينا.. صارت الحدائق لا تنبت الورود والأزهار بل تحصد الموت للأبرياء.. صار كل شيء يدعونا نحن أبناء عدن أولاً والوطن ثانياً.. أن نسأل حكومة الوفاق هل عدن جزء من اليمن؟!
الإرهاب يقول اليوم: «ألو.. أنا على الخط!» هل نعرف بل هل تعرف الحكومة هذا القول؟!