عبدالله الصعفاني -
ما أكثر الحديث عن المنعطفات التاريخية وما أقسى هذه المنعطفات .. فمن منعطف تاريخي عظيم إلى منعطف تاريخي أكثر عظمة..وحده الشعب صار معطوفاً بالنتوءات التي تظهر في صور متوالية من الأورام أشدها ورم العنف والإرهاب وفقدان الزمام الذي لا يخلف غير الإحساس بعدم الأمان.
♢ والحقيقة التي تؤكدها الوقائع على الأرض أن ما من منعطف أو لحظة تاريخية إلا وسوّدنا وجهها بهذه الانتهازية التي ما أن تتشبث بتلابيب أي فكرة تطويرية حتى تخنقها بأحاديث المنعطف واللحظة التي لا يطل منها الشعب على شيء..
♢ كانت ثورة 26 سبتمبر منعطف..وكانت ثورة 14 أكتوبر لحظة تاريخية ثم توالت المنعطفات و اللحظات حيث ما من منعطف إلا وتعرض للإنعطاف ..وكان 11 فبراير 2011 منعطفاً يمنياً ضمن منعطف الربيع العربي..لكن ما صاحبه من إنعطافة انقسام النظام على زوامل حيا بهم أجهضت المنعطف من شهوره الأولى حيث نجحت الذات الحزبية والجهوية في اغتيال الذات الوطنية فصار الذي صار ولا يزال يصير..
♢ فات أقطاب المنعطف الجديد واللحظة التاريخية الأجد أن يقدروا أي منعطف ثوري يحتاج لتمثل القدوة ..يحتاج إلى النبل والى أخلاق الفرسان بما يحقق الاصطفاف خلف فكرة الوطن وهذا ما غاب مخلفا كل هذه الحسرة وخيبة الأمل ..
♢ لقد تم خلال الأعوام الثلاثة الماضية استجلاب أسوأ الكلمات المعروضة على الأرصفة وشتى صور الفجور في الخصومة ومختلف أنواع الإقصاء طمعا في السيطرة على مفاصل الدولة وشرايينها بل وأوعيتها الدموية الصغيرة..
♢ وكانت المفاجأة الصاعقة الإكتشاف المبكر أن حبل الكذب قصير وأنه ما من انعطافة تاريخية إلا نحو مشهد يمني عنوانه"أيها العقل ودّعناك الله"..