سمير النمر -
في ظل انشغال الرأي العام المحلي في اليمن بالحرب على القاعدة واحتدام المعارك بين الجيش وعناصر تنظيم القاعدة في شبوة وأبين حيث احتلت هذه القضية مساحة كبيرة في عدد من الوسائل الاعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية حزبية أو مستقلة أو رسمية في تناولاتها وتغطيتها للحرب على القاعدة، مع هذا التناول الاعلامي لقضية الحرب على القاعدة كشف حقيقة هذه الوسائل الاعلامية وموقفها من القاعدة سلباً أو ايجاباً من خلال تناولها للأحداث، ومن خلال متابعتنا للتعاطي الاعلامي لوسائل الاعلام في اليمن رسمية أو حزبية أو مستقلة لقضية الحرب على القاعدة وجدنا أن هناك شبه إجماع بين هذه الوسائل الاعلامية على خطورة تنظيم القاعدة على أمن واستقرار اليمن وضرورة محاربته والقضاء عليه بكل الوسائل العسكرية والفكرية كونه يشكل أكبر مطب يهدد حياة اليمنيين وأمنهم واستقرارهم،.
إلاّ أننا تفاجأنا بأن بعض القنوات الفضائية وعلى رأسها قناة «سهيل» لم تكترث بخطورة مطب القاعدة بقدر اهتمامها بخطورة المطب الموجود أمام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي الذي ركزت عليه القناة خلال الأيام الماضية وقامت بتصوير المنطقة المحيطة والسيارات التي في الشارع وأجرت مقابلات مع السائقين، ولهذا لم نكن متفاجئين بتعاطف قناة «سهيل» مع القاعدة لأن هذا الأمر معروف لدى معظم ابناء الشعب اليمني ولكن الأمر الذي فاجأنا كثيراً هو اهتمام قناة «سهيل» وتركيزها على المطب الموجود أمام منزل الرئيس وفي هذا التوقيت تحديداً، الذي يخوض فيه الجيش معارك طاحنة ضد تنظيم القاعدة في أبين وشبوة، فالكثير من المتابعين نظروا للأمر بطريقة عفوية ولم يكترثوا بالمطبات التي أثارتها «سهيل» حينها، نظراً لاهتمامهم بمطب القاعدة، مضت عدة أيام وحصل هجوم على دار الرئاسة من قبل مسلحين يُشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة يوم الجمعة 9 مايو وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، هذا الهجوم الذي استهدف دار الرئاسة أثار الكثير من التساؤلات عن ارتباط قناة «سهيل» بهذا الهجوم والتمهيد له من خلال تصوير المنطقة ورصدها تحت غطاء مطبات الرئيس وأثرها على تعثر الحركة المرورية في الشارع، إلاّ أن معطيات الهجوم وأبعاده وتفاصيله أظهرت الكثير من الخفايا والمخططات التي كانت تهدف الى اسقاط دارالرئاسة بيد تنظيم القاعدة وحلفائهم كرد على الهزائم التي يتلقونها في أبين وشبوة ولهذا فقد قامت قناة «سهيل» اضافة الى الفضائية اليمنية ووزارة الداخلية بدور كبير في التهميد لهذا الهجوم ابتداءً من تصوير المنطقة المحيطة بدار الرئاسة تحت ذريعة المطبات، أعقبها قيام وزارة الداخلية بإبلاغ نقطة أمنية بجانب دار الرئاسة بوجود متهمين بالانتماء الى تنظيم القاعدة حيث قامت النقطة بإطلاق النار على السيارة وقتل شيخ ونجله من آل شبوان بحجة انتمائهم لتنظيم القاعدة، وسواءً ثبت انتماء الشيخ لتنظيم القاعدة أم لم يثبت إلاّ أن العملية كان مخططاً لها كتمهيد للهجوم الذي حصل يوم الجمعة على دار الرئاسة والفضائية اليمنية كذلك أسهمت بدور كبير في الجريمة خدمة لتنظيم القاعدة من خلال اعلانها مقتل الشيخ الشبواني بتهمة الإرهاب، هذا الاعلان أدى الى استنفار القاعدة وحلفائهم في مأرب الذين قاموا بالهجوم على عدد من المعسكرات وضرب أبراج الكهرباء انتقاماً للشيخ الشبواني.. ولهذا نقول إن ما حصل ما هو إلاّ سيناريوهات تمهيدية للهجوم الذي حصل على دار الرئاسة ليل الجمعة، كرد فعل انتقامي ضد الرئيس هادي بسبب الحرب على القاعدة.. وكان لقناتي «سهيل» و«الفضائية اليمنية» ووزارة الداخلية دور كبير في تنفيذ الهجوم خدمة للتنظيم.