مطهر الأشموري -
منذ أحداث سبتمبر 2001م التي أفضت الى تحالف عالمي للحرب ضد الإرهاب الذي حدده في التنظيم الدولي للقاعدة وما يشتق منها ويتشقشق كمسميات نشأت في اليمن مشكلة لم تحدث في بلد في العالم اسمها أولويات أو اشتراطات ومطالب الاخوان.
فاذا وقَّعت اليمن اتفاق الشراكة في الحرب العالمية ضد إرهاب القاعدة فالاخوان في اليمن يفرضون أولوية حروب صعدة من طبيعة أوضاع اليمن وتموضع النظام.
في حين القاعدة والاخوان تعاملا في تفعيل محطة 2011م وتطرف واحد في حروب استهداف الجيش ومعسكراته بل وبمشاركة القوات التي انشقت وذلك ما أسموه «الجيش الحر» فمصلحة الوفاق وتفعيل ما عرفت بهيكلة الجيش كانت تقدم عمليات القاعدة حتى «بينتاجون اليمن» أو وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وقبل ذلك مجلس الوزراء.
والمتابع العادي أحس ولمس ثم قاسى وتأكد من تسهيلات وتواطؤ أطراف حماية وحامية كما يعتقد «حاميها حراميها».
في هذا الوقت التي باتت القاعدة بالاطراف المتعاونة معها قادرة على الوصول الى وزير ووزارة الدفاع واستهداف رئيس الجمهورية فالإخوان بكل العمد والعنوة يفتعلون صراعات ومشكلات مع طرف آخر في الواقع هو الحوثية أو «أنصار الله»، وكأنما الاخوان يمارسون الإرهاب في الطرق وبالطرق حيث يتم قطعها والقتل فيها والاحتجاز والتعذيب منها لأنصار طرف آخر.
يفتعلون ذلك لزج الجيش في حروب أسوأ من حروب صعدة ضد «الحوثة» أو للتعامل بانتقائية نزع سلاح طرف خارج سياق التطبيق والتفعيل الطبيعي لمخرجات الحوار.. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا فرض الاخوان أولوية حروب صعدة؟
الاجابة ببساطة لأنهم لا يريدون الحرب ضد القاعدة.
اذا ذلك ما فرخه الاخوان على الواقع منذ 2003م حتى 2011م فهم بعد 2011م يفتعلون صراعات ومشكلات لفرض الأولويات التي يريدون على الدولة والجيش بل والواقع بما يمنع الحرب ضد القاعدة أو يخففها الى الحد الذي يفقدها تأثيرها ويمنعها من الوصول الى أهدافها.
المرحوم الشيخ عبدالله الاحمر اعتكف وتمرد لعدة سنوات في خمر في عهد الرئيس الحمدي وظل يمنع بسط الدولة لنفوذها من ريدة الى صعدة.. اذا الدولة وفق أوضاعها وظروفها وقراءاتها ترى أفضلية التعامل مع هذا الأمر الواقع للتمرد دون حاجة لزج الجيش في حروب جبال وتضاريس تستنزفه فإنه لا يحق لطرف في الواقع أن يجبر الدولة أو الجيش في حروب خاسرة أو عالية الكلفة وباهظة الثمن.
أنصار الله أو الحوثية وقد شارك في الحوار الوطني فإنه لم يعد الطرف المتمرد التي بررت بتنصيص ذلك عليه حروب صعدة.. والطرف الذي ينسف أساسيات في الدستور والقانون والمبادرة والقرارات الدولية ومخرجات الحوار والديمقراطية والحريات والتعددية هو الطرف الذي يعتدي على الطرق ويمارس العدوان فيها!!
من البجاحة والصفاقة أن يطالب هذا الطرف بأن يحارب الجيش أو حتى بانتقائية تطبيق نزع السلاح، والبجاحة الأكبر أنه إنما يفاوض بذلك أو يضغط لمنع الحرب ضد القاعدة كإرهاب، حينما كان قرار النظام بخوض حروب صعدة كأولوية فإني وقفت مع النظام وضد الحوثية كتمرد ولأن لعبة الاخوان وقتها لم تكن علنية ولا مكشوفة وأن عرفت أو علمت وبشكل محدود جداً.
فيما ممارسة الاخوان منذ 2011م هذه البجاحة العلنية والمعلنة لمنع الحرب ضد القاعدة وتوجيه الدولة والجيش والواقع الى أولويات للاخوان بات بمثابة إرادة طاغوتية جبروتية لتدمير الواقع وللمزيد من التنكيل بالشعب اليمني.
المسألة لم تعد في رفض الرئيس عبدربه منصور هادي أو عدم خضوعه لهذه الارادة المتجبرة والهدامة ولكن أن يظل هذا تفكير طرف سياسي شريك في الوفاق والحكم فذلك في حد ذاته طامة وكارثة كبرى للواقع وللشعب في الحاضر والمستقبل.
لقد ظل الاخوان منذ تفعيل محطة 2011م يقولون إنه لا يوجد في اليمن قاعدة ولا إرهاب ولكن علي عبدالله صالح مارس تهويل الإرهاب على أمريكا والغرب كفزاعة، وحين يثبت وجود الإرهاب بعمليات للقاعدة يقولون إنها قاعدة علي عبدالله صالح.
إذا الأمر هكذا أليس من مصلحة الاخوان أن يحارب الجيش قاعدة علي عبدالله صالح ليدمرها ويفنيها من الوجود، فلماذا ينزعج الاخوان؟ ولماذا يبحثون ويفتعلون مشاكل للواقع وفي الواقع كما إرهاب قطع الطرق والقتل في الطرق لصرف الجيش الى أولويات أخرى؟
هل اللي اختشوا ماتوا.. كما يقول المثل المصري؟