كلمة الميثاق -
يحتفل شعبنا اليمني العظيم بالعيد الوطني الرابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية في يوم الـ22 من مايو المجيد1990م في ظل تحديات وأوضاع صعبة يواجهها الوطن ويعاني منها شعبنا منذ 2011م، إلاّ أن هذه الأزمات المفتعلة زادت الشعب قوة وصلابة على مواجهة المؤامرات، وها هو اليوم يستعد للخروج من الأزمة وقد انتصر لوحدته وحافظ على منجزات الـ22 من مايو المجيد بنجاح مؤتمر الحوار الوطني والشروع بصياغة دستور جديد في اطار مخرجات مؤتمر الحوار الايجابية..
إن الوحدة اليمنية ستظل قدرنا وهي حاضر ومستقبل اجيالنا القادمة، وقد أكدت الأحداث والتطورات أن الوحدة ليست ملكاً لاشخاص او احزاب بل ملكاً للشعب اليمني، وستبقى منجزاً وطنياً عظيماً توج نضالاً طويلاً خاض غماره شعبنا بقيادة الحركة الوطنية اليمنية التي قدمت قوافل من الشهداء الذين روت دماؤهم الزكية تربة الوطن لتثمر خلاصاً من ربق ظلم وطغيان النظام الإمامي الكهنوتي الرجعي المتخلف وتحرره من عسف وجور وجبروت المستعمر الغاصب، وتنتصر إرادة اليمانيين بترسيخ النظام الجمهوري ونيل الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967م وهذه الانتصارات مهدت الطريق أمام شعبنا لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية الهدف الأسمى للثورة اليمنية «26سبتمبر و14اكتوبر المجيدة».
وهكذا ناضل المناضلون والشرفاء السبتمبريون والاكتوبريون المخلصون في الشمال والجنوب من أجل إعادة تحقيق الوحدة، وقد عانت البلاد خلافات وصراعات وحروباً داخل كل شطر وبين الشطرين ليشهد عقد سبعينيات القرن الماضي حربين شطريتين مؤسفتين وأزمات وأحداث عاصفة وتم تجاوزها باتفاقيات القاهرة وطرابلس والكويت وعدن وصنعاء وتعز.. لقد بدأ عقد الثمانينيات بمسار وحدوي مغاير أبرز مظاهره الاستقرار والتنمية المتسقة مع الارادة الوطنية الوحدوية التي كان شعبنا اليمني على موعد مع انتصارها بإعلان الجمهورية اليمنية سلمياً وديمقراطياً لا ضرر ولا ضرار ولا غالب ولا مغلوب، عندما رفع موحد اليمن وباني نهضته الحديثة الزعيم علي عبدالله صالح علم الوحدة عالياً من مدينة عدن ليكون منجز الوحدة العظيم متلازماً اشتراطياً مع الديمقراطية والتعددية، انطلاقاً من قناعة موحد اليمن ان تحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة سيجنب البلاد الكثير من التحديات ويتجاوز بها العديد من المخاطر المتوقعة لاسيما من القوى الرجعية التي خرجت من صلب النظام الإمامي المتخلف الذي أفرز ذلك الفصيل من القوى الظلامية والتي تحولت إلى جماعات إرهابية، تهدد كل ماتحقق في البلاد.
ومايبعث على الأسى والحزن اليوم أن تأتي هذه المناسبة الوطنية في ظل فشل الحكومة عن القيام بمهامها، والشعب يعيش في الظلام ويعاني الجوع والعطش والخوف وتزداد البطالة وضيق العيش.. وآخرها أزمة المشتقات النفطية.. فيما نجد الحكومة تمارس التضليل والمغالطات بالحديث عن بناء الدولة المدنية الحديثة.. وتصرح بذلك دون خجل رغم أنها أوقفت العملية التنموية في البلاد منذ تشكيلها 2011م، كما انه وبسبب هذه الحكومة أصبحت منجزات ثورة سبتمبر وأكتوبر و22 مايو تتعرض للتدمير والخراب بصورة فظيعة..
إن أهمية المناسبة تفرض على الجميع امتلاك الشجاعة وفاءً لدماء وتضحيات شهداء الثورة اليمنية وايقاف هذه التداعيات ووضع حد لهذه الحكومة العاجزة، قبل ان تذهب البلاد الى كارثة، جراء استمرار هذا الانهيار الأمني والاقتتال المتواصل والاغتيالات.. ورغم كل هذه الأعمال الاجرامية والارهابية نجد الحكومة تتشدق بكل بجاحة انها تمضي لبناء الدولة المدنية الحديثة..