سمير النمر -
ونحن نعيش مناسبة العيد الوطني الرابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو المجيد الذي تجسدت فيه ارادة اليمنيين وتحققت أحلامهم وطموحاتهم باعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي اشرقت بنورها الوضاء على ربوع وسهول وجبال اليمن في نهار الثاني والعشرين من مايو عام 1990م بعد سنوات طويلة من الفرقة والتشرذم والشتات التي اكتوى بنارها أبناء اليمن في الشمال والجنوب سابقاً، فكان هذا اليوم بمثابة نقطة فاصلة ومضيئة في تاريخ اليمن والامة العربية، وجدير بنا ان نتوقف قليلاً عند هذه المناسبة المجيدة لقراءتها وفهم ابعادها وجذورها الفكرية والثقافية والاجتماعية والتاريخية كون اعادة تحقيق الوحدة لم يكن حدثاً عابراً او لحظة طارئة حلت على اليمن بدون أي مقدمات، بل كانت تمثل التجسيد الحقيقي للفكر الوطني والثقافة القومية والوطنية المتجذرة في وجدان الانسان اليمني والعربي كجزء اصيل لهويته وتاريخه النضالي، طالما سعى وناضل لتحقيقها بمختلف الطرق والوسائل المشروعة على مدى عقود من الزمن حتى أثمرت هذه الجهود وتحولت الى واقع ملموس في حياة اليمنيين ورفرف علم الوحدة والجمهورية اليمنية في سماء مدينة عدن الباسلة في مشهد تاريخي عظيم يحكي أسطورة من النضال تكللت بالنصر الذي رفع رايته الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح ليعلن لليمنيين بشرى هذه الولادة ويزف اليهم ميلاد فجر جديد وصفحة جديدة من صفحات التاريخ اليمني المجيد يرسمون فيها مستقبل اليمن القائم على الحرية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة تجسيداً للمبادئ والاهداف السامية التي ناضل من أجلها ثوار سبتمبر واكتوبر وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل تحقيقها.
وها نحن اليوم نعيش الذكرى الرابعة والعشرين لاعادة تحقيق الوحدة اليمنية بمشاعر ممزوجة بالأسى نتيجة للظروف الصعبة التي يعيشها الوطن اليمني منذ اكثر من ثلاث سنوات بعد هبوب مايسمى برياح الربيع العربي التي هبت على اليمن بصورة طارئة وكادت ان تقتلع كل ما هو متجذر في تربة ووجدان الانسان اليمني من قيم ومبادئ وثقافة وطنية ومنجزات تحققت على مدى عقود طويلة.
ورغم الجروح التي احدثتها هذه الرياح في جسد الوطن إلا ان ثباتاً وصموداً ارادت ان تقتلعه من جذوره وتطمس كل تاريخه وهويته وثقافته الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ ولهذا يجب علىنا وعلى كل الشرفاء في هذا الوطن ان يستمروا في الصمود والتلاحم للوقوف ضد كل العملاء والمرتزقة الذين لايزالوا ينخرون في جسد هذا الوطن وهذا الامر لن يتحقق إلا من خلال الاخلاص للمبادئ والقيم التي تأسست عليها وحدة اليمن في الثاني والعشرين من مايو العظيم 1990م وليكن احتفالنا بعيد الوحدة في هذا العام بطريقة عملية من خلال دعم ومساندة الجيش والامن في المعركة التي يخوضها ضد العناصر الارهابية في أبين وشبوة باعتبار هذه المعركة معركة اليمنيين جميعهم.. اضافة الى الضغط على كل من يعرقل تطبيق مخرجات الحوار الوطني واجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية باعتبار الانتخابات هي المشروع الحقيقي الذي تأسست عليه الوحدة اليمنية، والتفريط فيها هو تفريط في الوحدة والاسس التي قامت عليها ويخدم القوى الظلامية والشمولية التي تريد الانقلاب على الديمقراطية والعودة باليمن الى عصور الظلام والشمولية.
وفي الاخير لايسعني إلا ان ازف أجمل التهاني لكل ابناء شعبنا اليمني العظيم بحلول هذه الذكرى وأخص بالذكر ابطال القوات المسلحة والامن البواسل.