حاوره/ توفيق عثمان الشرعبي - أوضح الاخ لحسون صالح مصلح عضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار - وكيل محافظة الضالع ان الشعب اليمني يعيش انتصارات وطنية وتاريخية تستدعي احتفالات كبيرة بالعيد الوطني الــ24
وقال في حوار مع «الميثاق» إن مخرجات الحوار الوطني رسخت الوحدة اليمنية وان الأصوات الانفصالية ستتلاشى بتنفيذ قرارات حل القضية الجنوبية.
مضيفاً بأن الزعيم علي عبدالله صالح لم يصغ لموقف «الاخوان» من الوحدة الذين رفضوها في عام 90م خوفاً على مكانتهم. واصفاً الداعين للحوار مع الارهابيين او وقف الحرب ضدهم بأنهم ارهابيون..
مشيراً الى ان الحرب على الارهابيين ستمتد الى المخربين والخارجين على النظام والقانون.
قضايا أخرى مهمة في الحوار التالي:
♢ ونحن نعيش مناسبة العيد الوطني الرابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية كيف تقرأ مستقبل الوحدة المباركة في ظل مخرجات الحوار الوطني باعتبارك عضواً في هيئة الرقابة على تنفيذ تلك المخرجات؟
- أولاً نشكر صحيفة «الميثاق» وأهنئ بهذه المناسبة قيادتنا السياسية ممثلة بالاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وكذلك اهنئ الزعيم الموحد علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام واهنئ ابناء قواتنا المسلحة والأمن الذين يسطرون أروع صور البطولة ويناضلون من أجل اجتثاث الارهاب من الوطن والى غير رجعة -باذن الله تعالى ـ كما اهنئ شعبنا العظيم المكافح والصابر والصامد والداعم لقواتنا المسلحة والأمن في هذا الظرف الصعب.
وبالنسبة لمخرجات الحوار فهي ترسيخ أكيد لقيم الوحدة والمساواة والعدالة، قيم الحكم الرشيد والشفافية والحرية وسيادة لقانون واحترام حقوق الانسان.
كل هذه المبادئ والقيم احتوتها مخرجات الحوار الوطني وفي ظل هذه المخرجات وبكل تأكيد ستكون وحدة عظيمة راسخة، ونموذجاً يحتذي بها الوطن العربي بالكامل وستكون مصدر أمن واستقرار للوطن وللمنطقة.
وبالاشارة الى هيئة الرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني والتي أنا عضو فيها فقد تشكلت بموجب مخرجات الحوار وقرار رئيس الجمهورية الذي حدد مهاماً واضحة للهيئة وسوف نعمل بموجبها اثناء تأديتنا عملنا.
♢ مؤتمر الحوار خرج بدولة اتحادية من ستة أقاليم وهو مبعث مخاوف لدى الكثير من ان الاقاليم خطر على مستقبل الوحدة المباركة.. برأيك ما الذي يجب ان يتضمنه الدستور الجديد لتحصين الوحدة؟
- مخرجات الحوار الوطني لايوجد فيها أية دعوة تمزيقية، هناك مسألة حقوق وهناك تخوف فقط من عدم السير نحو تنفيذ هذه المخرجات، كل ماتم اتخاذه بخصوص الدولة الاتحادية هو ترسيخ للوحدة اليمنية، وخلق شكل جاذب لها واسلوب اداري تنافسي على تقديم الخدمات للمواطنين، وايضاً القدرة على تنمية الموارد.
لايوجد أي خوف على مستقبل الوحدة ولأنه أساساً كل المخرجات تضمن وحدة وسيادة اليمن وسلامة اراضيها، لايوجد حاجة اسمها تجزئة او عنصرية في المستقبل، كل مايجب علينا اولاً الثقة بمخرجات الحوار وان نثق بأننا قادرون على تنفيذها وان نثق بأدوات التنفيذ لمخرجات الحوار الوطني.
♢ ما المطلوب لتعزيز هذه الثقة؟
- البدء بتنفيذ هذه المخرجات وتعزيز ادوات وضمانات التنفيذ، ومن أهم الأمور لتعزيز الثقة تضمين الدستور الجديد بأنه لاجدال حول وحدة وسيادة وسلامة الاراضي اليمنية، وأهمية أمنها واستقرارها، وهناك قرارات دولية تنص على هذا الكلام.
♢ جميعنا يدرك ان القضية الجنوبية هي المنغص الرئيسي للوحدة المباركة وحلها هو المفتاح الحقيقي لترسيخ الوحدة.. فهل استطاع الحوار الوطني حل هذه القضية على الواقع في المحافظات الجنوبية؟
- الشيء الأجمل في الحوار الوطني انه أظهر القضية الجنوبية وحدد ماهيتها، ولم تكن منغصاً للوحدة كما اشرت في سؤالك، وإنما هناك الكثير من المنغصات، أما القضية الجنوبية فقد كانت - بكل تأكيد- رافعة لكل قضايا اليمن، والمطلوب الآن هو التهيئة لتنفيذ استحقاقات المرحلة الانتقالية الى اجراء الانتخابات، ولذلك لابد من اتخاذ قرارات لتنفيذ ماقامت به اللجان التي نزلت الى المحافظات الجنوبية لدراسة الوضع ورفع تقارير وكشوفات عن القضايا والمطالب الحقوقية وكل مايخص القضية الجنوبية.
♢ بعض الفصائل الحراكية في المحافظات الجنوبية تستعد وتعد لإقامة مايسمى بذكرى 21مايو وحشد المواطنين للاحتفال بهذه الذكرى.. ماتعليقك؟
- أؤكد أن هذه الاصوات ستظل دائماً مسموعة وستتضاءل كلما قامت الحكومة بتنفيذ توصيات اللجان ومخرجات الحوار الوطني، وكلما تعززت قيم العدالة والمساواة ستتلاشى هذه الاصوات، لان الجنوب كله وحدوي وابناء المحافظات الجنوبية مع الوحدة، واعداء الوحدة قلة لا رأي لهم ولكن اصواتهم ستظل مسموعة في ظل الحرية المكفولة للتعبير عن الرأي ولن تغيب أصواتهم إلا اذا نحن قدمنا اشياء على الواقع ملموسة لحل القضية الجنوبية التي يرفعون أصواتهم من خلالها.
♢ ونحن نعيش العيد الوطني الرابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية لو رجعنا بالذاكرة الى اللحظات الأولى لإعلان الوحدة برأيك لماذا قال الاخوان المسلمون حينها لا للوحدة؟
- هم كانوا يخافون من قيامها رغم ان الدين الاسلامي يدعو للوحدة، اعتقد انهم شعروا بأنها لن تكون لهم مكانة اذا تحققت الوحدة، ولايزال الشعب اليمني يتذكر ان الزعيم علي عبدالله صالح محقق الوحدة لم يصغ للاخوان وأخذ نفسه وذهب الى عدن من أجل تحقيق الوحدة وأعلنها بدونهم.
♢ عند الاستفتاء على دستور 1991م قال الاخوان «لا للدستور» ورفعوا هذا الشعار في كل المحافظات وهاهم قادتهم اليوم «جناح الزنداني» يقولون بأن الدستور الجديد لم يلتزم بالشريعة الاسلامية.. هل نتوقع ان يرفع الاخوان الشعار ذاته «لا للدستور» عند الاستفتاء القادم؟
- أولاً الدستور الجديد مبني على مخرجات توافقت عليها كل القوى الوطنية الفاعلة في الساحة وكل شرائح المجتمع والمنظمات المدنية، فمن سيشذ عن هذا الاتفاق المبني على حوار وطني شامل يمثل نفسه ولايريد لليمن خيراً، ولايستشعر حجم الأزمة التي تخنق الوطن وتهدد بانهيار الدولة.
الدستور الجديد شارك في صياغته نخبه وطنية يتصدرها علماء الدين الذين كان منهم من هو مشارك معنا في مؤتمر الحوار الوطني وكانت كل المواد والقرارات والتوصيات التي تطرح في مؤتمر الحوار تناقش باستفاضة سواءً ممن هم مشاركون في الحوار او ممن هم متابعون ومراقبون وباحثون ومهتمون بما يناقشه مؤتمر الحوار..
اعتقد انه ليس أمام من يشكك بمخرجات الحوار او بماسيتضمنه الدستور، إلا ان يتخلوا عن التطرف والافكار المتشددة والظلامية، وان ينخرطوا في الاصطفاف الوطني لبناء اليمن الجديد ويشاركوا في تثبيت دعائم الدولة المدنية الحديثة القائمة على العدل والمساواة والوحدة والاستقرار والامن.
يكفي هذا الوطن المزيد من الاحتقانات واللعب بالأوراق والمزايدة بالدين في كل شيء.. نتمنى على كل من لديه قول ان يقول خيراً او ليصمت ويترك الآخرين يبنون وطنهم ويضمنون مستقبلاً مزدهراً وآمناً لأبنائهم واحفادهم.
♢ ما أهمية ودلالات الاحتفال بالعيد الوطني الرابع والعشرين في ظل دعوة رئيس الجمهورية إلى أن تكون الاحتفالات بهذه المناسبة غير مسبوقة؟
- الوطن هذا العام يعيش انجازات وطنية وتاريخية مهمة، وتتمثل في الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني، واستكمال صياغة الدستور الجديد اضافة الى ان وطننا وشعبنا يعيش فرصة تاريخية لاجتثاث آفة ظلت تنخر في جسد الوطن والشعب، تأكل قياداته وتعبث بمقدراته وتقتل ابناءه وتدمر مؤسساته وتنسف منشآته وتزعزع أمنه واستقراره.. هذه الآفة المتمثلة بالارهاب والتطرف والغلو.. كل هذه الانجازات وغيرها تعزز من تعميق وترسيخ الوحدة الوطنية ولها مذاق وطني خاص يجب ترجمته عبر الاحتفالات الموسعة بالعيد الوطني الرابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية..
ونتمنى ان تشمل الاحتفالات كل المحافظات والمدن والمديريات والعزل والقرى بهذا العيد الوطني الكبير.
الانجازات والانتصارات التي يجترحها الشعب اليمني وجيشه العظيم ترسخ لليمن الواحد الموحد الآمن المستقر والمزدهر وبالتالي لابد ان تنتشر الفرحة ويعم الاحتفال بالعيد الوطني كل اليمن.
♢ على ذكرك للانتصارات التي يحققها الجيش والأمن واللجان الشعبية في الحرب ضد الارهاب.. ماتعليقك على من يدعو لوقف هذه الحرب والتحاور مع عناصر تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة؟
- هذه الحرب مقدسة وستستمر المعركة بإذن الله تعالى الى ان نضمن اقتلاع الارهاب واجتثاث شأفته الى غير رجعة.. بل - ان شاء الله - تستمر الى اجتثاث التخريب والفساد الذي لايقل خطورة عن الارهاب وكذلك الخارجين عن النظام والقانون..
المعركة تسير نحو تحقيق الهدف، وقد كان قرار الرئيس واضحاً بشأن تشكيل لجنة بخصوص الاطفال والمغرر بهم من قبل الارهاب..
وبالتالي على الارهابيين والمخربين والخارجين على القانون ان يدركوا ان هناك شعباً يتجه نحو المستقبل الآمن المزدهر ولايمكن لأحد ان يقف أمامه او يعرقل توجهه.
ونذكّر من يدعو للحوار مع الارهابيين اليوم ان هناك حواراً ظل مفتوحاً على كل اليمنيين لما يقارب العام وتناول كل القضايا وناقش كل الرؤى.
الحوار مع المسلحين والقتلة غير مقبول وغير منطقي، ولهذا كل ابناء الشعب اليمني المخلصين لوطنهم يرفضون رفضاًَ قاطعاً الحوار مع من يرفض تسليم السلاح ويتخلى عن افكار القتل والدمار والتخريب، نرفض الحوار مع الارهابيين الذين استباحوا قتل الجنود والضباط والمواطنين.. ومن يدعو او يطالب بوقف الحرب المفتوحة ضد الارهاب هو إرهابي وداعم لعناصر القاعدة.. هذه المعركة هي معركة كل الشعب اليمني ويساندها كل متضرر من آفة الارهاب على مستوى العالم..
ومن يسعى لفتح جبهات تحت مسميات مختلفة فهو داعم بأي شكل من الأشكال للارهاب، ونحن مستعدون كشعب ان نتحمل كل ما من شأنه المساهمة المباشرة وغير المباشرة لاجتثاث الارهاب دون ان نستسلم لدعاة وقف الحرب.. المعركة مستمرة ولن يتوقف سوى الارهاب، واعتقد ان هذا اصبح أمراً واقعاً ومفروغاً منه..
♢ لو عدنا الى مناسبة العيد الوطني الرابع والعشرين وتأملنا معك الموقف الدولي الثابت والواضح الى جانب الوحدة اليمنية ومطالبته بالحفاظ عليها.. هل هذا الموقف قطع الطريق نهائياً أمام الأوهام التي يُمَنّي البيض ومن على شاكلته أنفسهم بتحقيقها؟
- نعم.. لقد كان العالم واضحاً في موقفه تجاه الوحدة اليمنية، وكان مجلس الامن واضحاً في قراراته «2014 - 2051 -2140» والتي جاءت كلها تدعم وحدة وأمن وسلامة اراضي اليمن وتدعم التنمية وتحث كل القوى على ان تلتف حول الحوار وحول القيادة السياسية من أجل المضي في بناء يمن آمن مستقر يقوم على الحكم الرشيد والحرية والعدالة.. قرارات نصت وأكدت على ان أمن اليمن من أمن الاقليم، من أمن العالم أجمع.
ونحن يجب ان نقوم بدورنا كدولة ضامنة للعالم بأننا قادرون على حماية مصالح شعبنا ومصالح الاقليم ومصالح العالم كله.
♢ كلمتك الأخيرة في نهاية هذا اللقاء؟
- أدعو شعبنا اليمني وكل القوى السياسية والاحزاب والمنظمات المدنية الى الالتفاف خلف القيادة السياسية ممثلة بالاخ الرئيس عبدربه منصور هادي والمساهمة الفاعلة لاجتثاث الارهاب والتخريب وردع الخارجين عن النظام والقانون من أجل فرض هيبة الدولة، وتثيت يمن الأمان والاستقرار والازدهار، وان تتجه كل الجهود نحو بناء اليمن ووضع مداميكه وترسيخ دعائمه.. يمن المستقبل الذي ينشده الجميع.
هنيئاً لشعبنا وقيادتنا هذه الانتصارات العظيمة في كل الجبهات.. والمجد كل المجد لأبطال قواتنا المسلحة والأمن صناع البطولات.. والخلود والرحمة للشهداء.. والخزي والعار للإرهابيين ومن يساندهم.
|