بقلم: دانيل بردسلي - بمقتل تسعة أشخاص، من دون شك أن الهجوم الانتحاري الأخير في اليمن سيتسبب في انخفاض حاد في عدد السياح الذين يزورون البلاد. وحتى قبل وقوع الهجوم الأخير، قلة من الزوار جاؤوا ليروا ملامح هذا البلد الملفت للنظر.
بزيارتي لليمن لعدة أيام بداية هذا العام، يمكنني القول بثقة إن أي شخص لم يزر اليمن بعد يقترف خطأ كبيرا. فاليمن إحدى البلدان جذابة جدا، ويمكنك تخيل عاصمتها صنعاء بأنها متحف حي. ببساطة إنها ساحرة حقا. اليمن تعطي نكهة البلاد العربية التي كانت عليها قبل أن تتبدل بواسطة الصناعة النفطية.
الشعب اليمني لطيف بحق. والتكاليف في اليمن زهيدة وهناك الكثير والكثير لمشاهدته حتى في غضون ساعتين من السير بالسيارة في أرجاء العاصمة. ولأنها تزخر بكل شيء، فيجب أن تحظى صنعاء بعدد كبير من الزوار مثل مدينة فينيسيا في إيطاليا وأنقرة في تركيا أو أي مكان سياحي عالمي آخر يمكن أن تتخيله.
لكن من المؤسف أن السياح أحجموا بعيدا عن اليمن بسبب تاريخ الاختطافات، التي يقوم بها في الغالب قبائل يحاولون إبراز شكواهم للحكومة. في أغلب عمليات الاختطاف، آخرها في سبتمبر 2006، يتم تحرير السياح دون تعرضهم لأي أذى، لكن في عام 1998، قُتل أربعة سياح في محاولة تحريرهم بشكل غير منظم.
الهجمات الإرهابية التي يقوم بها إسلاميون متشددون شجعت الكثير بأن يختاروا أماكن أخرى لتمضية إجازتهم. فمثلا، قُتل 17 بحارا أمريكيا في هجوم انتحاري على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول قبل سبع سنوات وتقريبا بعد نحو عامين في أكتوبر 2002، تعرضت ناقلة نفط فرنسية لهجوم إنتحاريين. وفي العام الماضي، هاجم متشددون مصفاتي نفط تابعة لشركات غربية.
في الحادث الأخير، الذي وقع قرب أحد المعابد في مدينة مأرب، 170 كيلومتر غرب صنعاء، قُتل سبعة سياح أسبان ويمنيان في هجوم بسيارة مفخخة ربطتها السلطات بالقاعدة.
في تحذيراتها المتكررة، لا تعمل الحكومات الأجنبية أي شيء إلا إبراز مخاطر الهجمات الإرهابية في هذا البلد. فمثلا، السلطات الاسترالية صنفت معظم مناطق اليمن بمناطق يجب "إعادة النظر في زيارتها"، وهذا التحذير مصنف في الفئة الثانية من خمس مستويات. أما بالنسبة لمنطقة صعدة في شمال اليمن، فالنصيحة ببساطة "لا تسافر إليها".
وبالرغم أن الصناعة السياحية في مصر أكبر من السياحة في اليمن، إلا أنه يحدث لها نفس الشيء، فالكثير من الناس يلغون رحلاتهم المخطط لها مسبقا ويذهبون إلى أماكن أخرى عندما تنفجر قنبلة إرهابية وتتسبب في سقوط أشلاء. من دون شك أني لن أتجنب زيارة اليمن أو مصر بسبب مخاطر وقوع هجمات إرهابية.
وعلى الرغم أن عددا من السياح قد قتلوا بشكل فاجع على أيدي الإرهابيين، فإن أعداداً لا تحصى من الناس يقتلون لكثير من الأسباب الأخرى، لكننا لم نسمع عن حوادث قتلهم. دعونا نتصور أن الزوار الذين يعانون من الإصابات أو يفقدون حياتهم جراء حوادث السيارات هم أكثر من ضحايا الهجمات الإرهابية.
❊ صحيفة غولف نيوز
حقوق لترجمة محفوظة لـ»الميثاق«.
|