|
|
|
حاوره/ عارف الشرجبي - قال الدكتور قاسم سلام- وزير السياحة- رئيس المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي: إن الوحدة اليمنية هي مستقبل الشعب اليمني للنهوض والتقدم والازدهار وانها مرتكز رئيسي للأمن والاستقرار للمنطقة والعالم.. موضحاً أن حرص العالم على وحدة اليمن يأتي من الادراك العميق بأن اليمن تقع في قلب العالم وأن استقرارها يعني استقرار المنطقة والعالم..
ودعا الدكتور سلام كافة ابناء الشعب والأحزاب السياسية للاصطفاف خلف القيادة السياسية ممثلة بالأخ عبدربه منصور هادي- رئيس الجمهورية- لإخراج اليمن من الأزمة الراهنة.. فإلى نص الحوار:
♢ وشعبنا اليمني يحتفل بالعيد الوطني الرابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية.. كيف ترى دلالات هذا الاحتفال وما أهميته؟
- لاشك أن الاحتفال بهذه المناسبة يعد من أهم المناسبات الوطنية خاصة في مثل هذه الظروف العصيبة التي تواجه البلد وخروج اليمن من فوهة البركان الذي كان معداً له- أرضاً وانساناً- ولذا أقول إن هذه الذكرى متميزة ويجب أن تعطى حقها من الاهتمام والاحتفاء لتوسيع دائرة الوعي المجتمعي بأهمية الوحدة لاسيما بين الجيل الجديد ليفهموا معنى الانتقال التاريخي من التشرذم الى الوحدة ومن الشتات الى التلاحم ومن الضعف الى القوة كما تأتي أهمية المناسبة لتأكيد أن اليمن قد تخطت مرحلة أزمة 2011م التي اعقبها انتخاب فخامة الأخ عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً للجمهورية.
♢ كيف تقرأون الالتفاف العالمي حول الوحدة اليمنية بما في ذلك مجلس الأمن الدولي الذين أكدت قراراته على اهمية الحفاظ على الوحدة اليمنية؟
- موقع اليمن المهم والاستراتيجي بأبعاده الاقتصادية والسياسية والحضارية والعسكرية يجعل الغرب والشرق يهتم بأمن واستقرار ووحدة اليمن وهذه الابعاد جعلت مجلس الأمن يعتبر وحدة اليمن وأمنه واستقراره من أهم مرتكزات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وكذلك الأمر بالنسبة للأشقاء في الخليج لأن أي خلل أو قلق في اليمن يسحب نفسه على المنطقة والعالم..
وبالتالي فإن اهتمام الشرق والغرب باليمن ليس جديداً وهذا الاهتمام قد لا يكون من أجل اليمن فقط وانما من أجل مصالح تلك الدول.
♢ كيف تنظر لمستقبل الوحدة على ضوء مخرجات الحوار؟
- مخرجات الحوار جاءت نتيجة لظرف عصيب ومعقد وهي مرحلة من أخطر المراحل التي عاشتها اليمن واقصد هنا الأزمة السياسية التي برزت في 2011م فقد كنا بين خيارات أصعب من بعض فإما أن نتقاتل وندمر اليمن ونضحي بالملايين من أبناء الشعب أو نحتكم للعقل فكانت الحكمة اليمانية حاضرة والعقل والتاريخ اليمني حاضراً فتمكنا من تجاوز مرحلة الاختبار الصعب ووصلنا الى التوقيع على المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن ومنها الى انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي اجمع عليه الشعب وايضاً حكومة الوفاق الوطني وهذه معطيات انعكست على مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته، اليمنيون التقوا وتحاوروا بعقولهم التي كانت تفتش عن حلول لقضايا كنا نعيشها ونخاف ربما أن نفتح الحديث أو نتحاور حولها ولكن جاءت الظروف وفرضت علينا أن نتحاور حولها للخروج بحلول لأزمات الحاضر والمستقبل وبالتالي اجتهد البعض ورأى أن الاقاليم ربما تكون حالة بديلة لنظام مركزي في مرحلة قد تكون غير مستوعبة أو مفهومة من المواطن أو حتى النخبة ولذا كان المتحاورون يبحثون عن حلول ومخرج آمن بدلاً من الاقتتال فجاءت فكرة الاقاليم وهنا لابد من الاشارة الى أن الاقاليم قد تكون حلاً في حال عرفنا كيف نجعلها تخدم تعميق وتجذير وحدة اليمن واليمنيين وليس شيئاً آخر كما يتصور البعض.
الحدود الشطرية.. قنبلة موقوتة
♢ ولكن الكثير متخوف من فكرة الاقاليم على وحدة اليمن؟
- الوحدة لا خوف عليها وقد اجمع عليها العالم بما فيه قرارا مجلس الأمن والمبادرة الخليجية وفي المقدمة ارادة الشعب اليمني بمختلف اطيافه وهنا قد يتساءل البعض هل ستكون الاقاليم ادارية بمفهوم اقتصادي اجتماعي تربوي ثقافي متكامل أم ستكون اقاليم سياسية تسعى نحو التخندق وهنا نقول هل الاقاليم ستكون متداخلة جزْءاً من الكل أم ستكون منفردة بذاتها متوثبة نحو العودة الى ما قبل الوحدة.. أنا شخصياً كنت في عام 1994م من المتحمسين لقيام المخاليف أو الاقاليم ولكن مخاليف متداخلة دون أن نفكر بالحدود ما قبل الوحدة التي لم تكن مفهومة لدى اليمني الذي كان يؤمن ويردد مقولة يمن واحد وشعب واحد وجيش واحد ولذلك يفترض الآن عندما نقسم اليمن الى اقاليم علينا أن ننسى الحدود التي سبقت قيام الوحدة ولا نعيد تقسيمها على اساس شطري أو مناطقي أو قبلي أوعشائري وإنما تقسيم على أساس البعد الاستراتيجي اقتصادياً وحضارياً وتاريخياً.. ولذا أعود فأقول إنه لابد من ألا تكون الاقاليم محصورة داخل حدود شطرية كما يريد البعض اليوم اقليمين في الجنوب وأربعة اقاليم في الشمال وفقاً للخارطة التي سبقت قيام الوحدة لأن هذا معناه مشروع دولة جديدة أو ربما دول تتخذ قرار الانفصال في أية لحظة من اللحظات، ولهذا أقول اذا كانت الاقاليم على نحو شطري اقليمين في الجنوب بالحدود الشطرية وأربعة بالشمال فهذه كارثة محققة وقنبلة موقوتة لن تنجو منها اليمن طال الزمن أم قصر بل قد يمتد خطر الاقلمة الى دول الجوار..
وبالتالي علينا ألا نسلّم بكل ما يطرح أو طرح دون أن نفكر بعواقب الاشياء وبالتالي قد نعتبر ما طرح اجتهاداً يخطئ ويصيب وفي ظل الاجتهاد يمكن الاضافة والتعديل وفقاً لدراسة متأنية وأنا أعتبر كلام الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي عندما أكد في أكثر من خطاب أن الاقاليم ستكون إدارية وهذا التقسيم موجود في سويسرا التي تأخذ بالأقاليم الادارية المرتبطة بالدولة المركزية، أعتبره عين الصواب.
♢ وكيف تنظر الى وجود برلمانات محلية في الاقاليم بصلاحيات تشريعية وما محاذير ذلك؟
- لاشك أن اعطاء الاقاليم برلمانات تشريعية أمر غاية في الخطورة وينبغي التفكير جيداً قبل الدخول بهذا الأمر لأن اعطاء الاقاليم برلمانات بصلاحيات تشريعية ستنبه العقل الداخل الذي كان سائداً قبل الوحدة عند البعض والذي زرعه الاستعمار في السلطنات والامارات ليفكك الشطر الجنوبي ويحيي النعرات المناطقية وأنا هنا لا أريد أن أخطئ أحداً أو أدعي الكمال لطرحي هذه الفكرة، ولكن أدعو الجميع للتريث واعطاء الأمر كامل الاهتمام وأن يدرسوه دراسة صحية وألا نخطئ في التقسيمات التي عفى عليها الزمن لأنها فاشلة منذ أوسان وقتبان، ولو نظرنا الى اقليم سبأ المكون من الجوف ومأرب والبيضاء سنجد أنه قد حشر داخل بحر من الرمال لا يوجد له أي منفذ بحري الذي يعد عصب الحياة، ونهضة الأمم دائماً مرتبطة بالشواطئ، وبالتالي فكرة الاقاليم بهذه الطريقة سترسخ التجزئة والتقوقع.
♢ ولكن قد يقال إن هذا تراجع عن مخرجات الحوار؟
- مخرجات الحوار ضرورة لابد من تنفيذها ولكن كيف ننفذها.. هل ننفذها ونحن معصوبو العيون أم بعقول مستنيرة متفتحة نحو الحاضر والمستقبل وبتفاعل روحي وعقلي وأخلاقي مع تاريخ وحاضر ومستقبل بلادنا.. أما إذا فكرنا بعمل مجلس تشريعي وحكومة لنضيف بذلك اعباء جديدة تفوق قدرتنا على تمويلها نكون قد ساهمنا بخلق مزيد من العقبات أمام تطوير المجتمع وتقدمه.. ولهذا أرجو ألا يأخذنا الحماس الى جر اليمن الى حقول ملغمة ومفخخة سوف تصيبنا جميعاً.
♢ ما أهم التحديات التي تواجه الوحدة اليمنية واليمن عامة؟
- أنا لا أريد أن أظلم أحداً ولكني أقول إن غياب الوعي الوطني لدى البعض جعل الناس تفهم أن الوحدة اليمنية كانت هروباً من فراغ وأغفلوا أنها- أي «الوحدة»- عودة للصواب، الشيء الثاني أصبحنا اليوم نسمع عن النزعات المناطقية والمصلحية سواءً أكانت مرتدية ملابس أسرية أو سلالية أو مناطقية أو حزبية أو غيرها، والعامل الثالث هو العامل الخارجي والأخطر ليس على اليمن فقط بل على الأمة العربية بشكل عام.. ولذا أقول إن الاطماع الخارجية على الوطن العربي وخاصة اليمن هي أهم التحديات التي تواجهنا خاصة اذا وجدت من يتواطأ معها من الداخل وأخطر ما في التواطؤ الداخلي هو المرتبط بدوافع وعوامل مناطقية وأسرية وطائفية وعرقية وعنصرية وهذا كله كتل من الحقد المتجدد يومياً داخل كل ساحة ولا سبيل للخلاص منه إلاّ بوجود دولة مدنية حديثة قوية.
♢ يشكل الارهاب أحد التحديات لبلادنا.. كيف ترى الدعم الخارجي لبلادنا لمواجهة الإرهاب؟
- الدعم الخارجي الموعودون به لم يتم حتى الآن وما نتسلمه هو الوعود فقط باستثناء ما تقدمه الدول الشقيقة مثل السعودية والامارات والكويت أما دول الغرب فتتذرع بعدم وجود دراسات لمشاريع تستوعب هذا الدعم ولكن عندما قدمت حكومة الوفاق دراسات لمشاريع لاستيعاب تلك المساعدات وجدنا حججاً أخرى لا داعي لذكرها الآن.. ويمكن القول إن اليمن لم تتسلم من مؤتمر المانحين ما لا يتعدى 25% مما تم الوعد به ولذا الاشقاء في السعودية والامارات ومؤخراً الكويت كانوا أكرم من كل المانحين وهنا أقول إنه اذا استمررنا مترددين عن مكاشفة بعضنا كيمنيين فيما بيننا سيبقى العالم يتفرج علينا.. هناك مواقف مازالت مبهمة وغير معروفة وخاصة التي تهم الوطن والمواطن في المجال الاقتصادي والمعيشي والأمني، هناك قوى خفية وظاهرة تتداخل أهدافها وخنادقها مع الارهاب ولذا على القوى الحية في المجتمع أن تكون صادقة في تعاملها مع بعضها، أيضاً الاعلام الوطني مازال يرمي الناس بالحجارة وهذا بسبب وجود لغز لم يكشف شفرته وأصبحنا الآن نتصيد بعضنا البعض ونحمل بعضنا الأخطاء بالحق والباطل ولكن الكارثة ستتحملها اليمن بكاملها ولن ينجو أحد فلو نظرنا الى الجيش والأمن الذي يتم استهدافه ويقدم المئات من الشهداء والجرحى، والفرقاء صامتون وكأن العملية لا تعنيهم متناسين أن الجندي والضابط الذي يُقتل، يُقتل من أجل الوطن لينعم بالأمن والامان.. وهنا نقول من المستفيد من الاعمال الخارجة عن القانون وهل هذا جزء مما سمي بالربيع العربي وهل هذه الاعمال تخدم التغيير بكل تأكيد لا.. ولكن هناك من يريد ايصال اليمن الى الفراغ ونخرج للشوارع نقتل بعضنا بعضاً.
♢ اسمح لي يا دكتور أقاطعك وأسأل عن سبب تقصير الحكومة في وقف هذا العبث؟
- أنا أعتقد أن الأخ وزير الداخلية اللواء عبده حسين الترب رجل جيد ومتحرك ويريد خدمة البلد ووقف هذه الاختلالات وأنا أعرفه منذ كان في دائرة المنشآت ولكني مؤخراً عرفته أكثر.. وهو فعلاً جاد وصادق في مواقفه، ولو تعاونا معه واعتبرناه وزير داخلية الجمهورية اليمنية وليس وزيراً يتبع كتلة سياسية معينة لاشك انه سيتمكن من عمل الكثير وأيضاً بقية الوزراء علينا أن نتعامل معهم باعتبارهم وزراء لليمن وليس للأحزاب التي جاءت بهم المبادرة الخليجية علينا أن نساعد بعضنا من اجل اليمن ولا نلجأ إلى محاولة إلصاق التهم بالطرف الآخر إلا إذا كان هناك دلائل دامغة لان إلقاء التهم يخلق حالة من الإحباط الاجتماعي والسياسي والفكري والاقتصادي والأخلاقي..
♢ ولكن أين دور الدولة ممثلة بالحكومة؟
- حكومة الوفاق الوطني لم يتم فهمها الفهم الصحيح المتكامل مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
♢ من قبل من لم تفهم المبادرة؟
- من قبل الكثير سواء في الأحزاب أو الجهات الرسمية، يوجد تجاهل لطبيعة الدور المطلوب من الحكومة هذه الحكومة معلوم أنها لم تأتِ رغبة لفلان أو علان وإنما استجابة للمبادرة الخليجية وبالتالي ارتبطت ارتباطاً جدلياً ووثيقاً بها.. وبالتالي فالحكومة ترتبط بشكل مباشر بالرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي وإذا كان هناك أي خلل في أداء الحكومة فإنه سيسحب نفسه على رئيس الجمهورية وتزيد من الاعباء الملقاة عليه ولهذا تسعى الحكومة جاهدة لإيجاد أعلى قدر من التوافق بين أعضائها أو بالتعامل مع الجهات الرسمية خارج الحكومة فإذا اختلفت مثلاً أطروحات أعضاء الحكومة ووجهات نظرهم وتعذر الحسم فإن الأمر يعرض على الأخ الرئيس، وهذا الإجراء يأتي بناء على بنود المبادرة الخليجية التي تقول إذا اختلف أعضاء الحكومة في أمر يتم رفعه إلى الأخ رئيس الجمهورية الذي يجتمع برئيس الوزراء لتدارس الأمر والبت فيه وإذا لم يصلا إلى حل مشترك يتخذ الأخ الرئيس القرار الذي يراه مناسباً في موضوع الخلاف..
♢ هل يعني ذلك أن موضوع طلب البرلمان سحب الثقة من الحكومة سيرفع إلى الأخ الرئيس هادي؟
- مع احترامي الشديد لمن يطرح فكرة سحب الثقة عن الحكومة فهو لايدرك طبيعة حكومات الوفاق في العالم فقد تشكلت حكومات وفاق في فرنسا وفي بريطانيا والنمسا ولبنان وفي العديد من دول العالم ومثل هذه الحكومات لايستطيع احد أن يسحب الثقة منها إلا الذي أتى بها..
♢ ومن الذي جاء بحكومة الوفاق؟
- المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وأيضاً الأحزاب المتوافقة والموقعة على المبادرة ثم قرار مجلس الأمن الدولي الذي اقر المبادرة وبموجبه جاء الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي.. والتلويح أو المطالبة بإقالة الحكومة لايستوعب طبيعة تشكيل حكومة الوفاق والظرف الذي تعيشه اليمن، ولهذا لايمكن لأحد سحب الثقة من الحكومة إلا الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي إذا رأى أن بقاء هذه الحكومة غير مجد بعد أن يجلس معها ويناقشها وبالتالي فالمطالبة بسحب الثقة من الحكومة نوع من خلط الأوراق والتخندق الذي يريد إحباط الحكومة والأخ الرئيس هادي الذي نشاهد اليوم البعض يريد النيل منه باتهامه بالتقصير رغم كل ماحققه لليمن في أعقد الظروف.. ولذا علينا جميعا كيمنيين الوقوف إلى جانبه ومساندته لإخراج البلد من هذه الأزمة بعيداً عن التمترس وإصدار الأحكام المسبقة عليه كنوع من الابتزاز الذي سيدمر كل شيء متناسين ما قدمه لليمن في ظل ظروف غاية في التعقيد وهذه المواقف التي تشهدها اليمن ضد الرئيس هادي من قبل بعض القوى هي نفسها التي شاهدناها من قبل ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح عندما تناسوا كل ما قدمه لليمن بكل ايجابياته.. لقد زرت مؤخراً محافظة سقطرى وشاهدت المشاريع المتعددة التي شيدها الزعيم علي عبدالله صالح فقلت يكفي انه وصل وعمل هذه المشاريع وعلينا إكمال البقية في عموم الوطن ولكن البعض ينظر من زاوية الحقد ويتجاهل الايجابيات ويتذكر فقط السلبيات دون عمل مقارنة أو موازنة بينها وهذا أمر غاية في الخطورة على اليمن ككل وبالتالي أعود فأقول إن بقاء الحكومة مرتبط بالمبادرة الخليجية وقناعة الرئيس عبدربه منصور هادي..
عمل تكاملي
♢ ولكن مجلس النواب يقول انه هو من منحكم الثقة ويمكنه سحبها؟
- مجلس النواب أعطى الثقة للبرنامج الذي تقدمت به الحكومة وليس للحكومة وبالتالي إذا قصرت الحكومة في تنفيذ البرنامج يتم تحديد القصور وإلزام الحكومة بتنفيذه بماهو متاح مع عدم إغفال صعوبة المرحلة وتعقيداتها ولذا نأمل أن يكون عمل مجلس النواب تكاملياً مع الحكومة من اجل اليمن وليس كما نشاهده اليوم من قبل البعض الذين يريدون أن تتشظى اليمن..
♢ هل افهم من كلامك انه لايوجد تقصير أو فساد في أداء الحكومة؟
- من لايعمل لايخطئ وكنا نأمل من النواب أن يأتوا ولديهم مخالفات كل وزير بالأرقام ويحددوا الايجابيات والسلبيات ولكن أن يأتوا ويتهموا الحكومة بكل شيء دون تحديد من الذي قام بهذه الأخطاء التي يتحدثون عنها فهذا أمر غير منطقي بل يجلب مزيداً من التعقيدات لا حلولاً تصب في مصلحة الوطن..
♢ ولكن رئيس الوزرا باسندوة أقر بأن هناك فساداً في الحكومة؟
- الأستاذ محمد سالم باسندوة قال بان هناك فساداً ولكن الفساد ليس فقط في الحكومة فالفساد في المجتمع بكامله فعندما تأتي مثلاً تقول الأمن غير مستتب والكهرباء تضرب في الوقت الذي تغفل أن هناك شبكات تخريبية عنكبوتية متغلغلة في كل منطقة وطريق وشارع وبالتالي من الصعب القضاء على هذه الشبكات في يوم وليلة ولكن إذا وجد الحس الأمني لدى المواطن وعمل على مساعدة الأجهزة المعنية في الدولة يمكن أن يسهل من عملية القضاء على تلك الاختلالات.. وما يحز في النفس أن نشاهد بعض المواطنين والوجهاء إما أن يتستروا على المخربين لخطوط الكهرباء أو يدعموهم أو يغضوا الطرف عنهم فلو تعاون المواطن مع الدولة بالإبلاغ عن الإرهابيين والمخربين ستصبح تلك المناطق محصنة بأبنائها وبالدولة أيضاً وبالتالي سيتم القضاء أو الحد من نسبة الجريمة ولذا أقول لماذا لانتحدث عن كيفية التكامل والتعاون لان الوطن وطن الجميع والمسؤولية تقع على الجميع..
♢ مؤخراً أعلن الرئيس الأمريكي عن تمديد حالة الطوارئ في اليمن متهماً وزراء في الحكومة بدعم الإرهاب.. كيف تردون على ذلك؟
- انا كيمني وعربي أتألم عند الشعور أننا جردنا من القرار أو تغيبت شخصيتنا الوطنية وبالتالي عندما يحدد الخطر من الخارج وليس من الداخل فهذا عيب من عيوب الأنظمة التي تقبل بهذا الطرح.. وشخصياً لايهمني ماقاله أوباما بأنه يوجد في الحكومة اليمنية إخوان مسلمون فالحكومة اليمنية هي حكومة وفاق مشكلة من كل الأحزاب والتيارات السياسية والكلام الذي قاله اوباما حالة تحريضية ليس ضد الإخوان المسلمين فقط بل ضد الجميع وكان يفترض بنا في الحكومة أن يكون لنا رأي.. وأي كلام عن حكومة الوفاق من خارجها أو من خارج اليمن مرفوض ومردود عليه لأننا نحن من يحق لنا تحديد من مع اليمن ومن ضد اليمن وأيضاً فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي وحده يستطيع المحاسبة في مثل هذا الأمر إن وجد، أما أن يأتي شخص من أمريكا ليشخص ماذا بداخل الحكومة اليمنية فهذا أمر غير مقبول وبالتالي علينا أن لانفتح النار على بعضنا البعض إذا أردنا أن ننتقل إلى المرحلة القادمة من اجل مصلحة اليمن بل علينا أن نتصالح ونتسامح ونقبل ببعضنا البعض..
♢ ولماذا اختار الرئيس الأمريكي هذا الوقت ليقول هذا الكلام؟
- الرئيس الأمريكي تصرف وكأن اليمن ولاية أو محمية امريكية ولذا لا اطلب من أمريكا أن تقول أو لا تقول بل اطلب من الحكومة اليمنية ومن السياسيين والأحزاب أن تكون هي المعنية بالشأن الداخلي لليمن وان لايفتحوا الأبواب للتدخل الخارجي بالشأن اليمني لان الأجنبي لن يتمكن من التدخل في شؤوننا الا بتواطؤ من الداخل اليمني..
♢ هل ترى أن الدعم الأمريكي والخارجي عموماً كافٍ لدعم اليمن في مواجهة الإرهاب الذي يهدد السلم العالمي؟
- في تصوري الشخصي لا أعتقد أن الدعم الخارجي المقدم لليمن في مواجهة الإرهاب يشكل رقما مهما في مقابل ماتخسره اليمن وان كنت هنا لا أحب المقارنة بين ما تخسره اليمن وما يقدمه العالم لليمن في مواجهة الإرهاب، ولابد أن أشير إلى أمر غاية في الأهمية وهو أن الدعم قل أو كثر لايمكن أن يساوي قطرة دم من جسد ضابط أو جندي يمني..
♢ كلمة أخيرة تود قولها في نهاية الحوار ؟
- فرصة سعيدة أن أتحدث بهذه المناسبة العظيمة عبر صحيفة «الميثاق» التي اعتبرها صحيفة كل اليمنيين.. واحيي القيادة السياسية والحكومة والشعب اليمني بهذه المناسبة وأدعو الجميع للاصطفاف من اجل اليمن..
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|