المحرر السياسي -
يتابع المؤتمر الشعبي واحزاب التحالف الوطني الديمقراطي ، بكل تقدير واجلال، التعاون المصري المصري، من أجل الخروج بمصر من النفق المظلم الذي أدخلتها فيه سياسات وأفكار وأداء الاخوان المسلمين، الذين كادوا أن يحولوا هذه الدولة المحورية في حياة الأمة العربية الى مستنقع للصراعات الجهوية والدينية والطائفية والاجتماعية، ويسلموها لقمة سائغة لجهالات الارهاب والتطرف .
وبقدر عظمة الجيش المصري العظيم، الذي تصدى لغرور الجهالة والتعنت الاخواني، معيداً الحكم للشعب، فإن القوى السياسية قدمت دوراً تاريخياً، بسرعة إنهاء المرحلة الانتقالية وانجاز الدستور وصولاً الى الانتخابات التي تنافس فيها رمزان وطنيان وقوميان، قدما الدليل الناصع على أن الديمقراطية والتنافس لاتستقيم مع ثقافة الاستغلال، التي لاترى في التنافس حقاً إلا اذا اوصلتها للحكم، أما لو لم يَخْتَرْها الشعب فتقدح في كل ناخب وتصفه بأقذع التهم، ثم تحيك المؤامرات وتهيج الصراعات حتى يتسنى له الثأر من الشعب الذي لم يمنحها ثقته .
وهاهو الرجل الوطني، حمدين صباحي، وعبر خطابه الأخير، يؤكد صحة الدور الوطني، لحركات التحرر القومية، التي تفرق بين الخلاف السياسي وبين الاستحقاق الوطني، ويقر بنتائج الانتخابات الرئاسية التي ستشكل مع الوجه الآخر، وهو الفوز الذي حصد عبره وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي أعلى اصوات الناخبين، ستشكلان معاً التجربة المصرية الاولى التي تأتي بعد 3 سنوات عجاف منذ أزمة الـ25 من يناير 2011م .
إن المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف الوطني الديمقراطي في اليمن ، وهي تستحضر التجربة اليمنية الرائدة في الانتخابات الرئاسية عام 2006م، تقدر عالياً لصباحي، مواصلته دوره الوطني الذي قلما تكرر في تاريخ تحولات مجتمعاتنا، حيث كان المهزوم يبذل كل جهده لتحويل هزيمته الى هزيمة للوطن برمته..
وليس سابقاً لأوانه، الحديث عما يمثله فوز المشير عبدالفتاح السيسي، من صفعة قوية لدعاة الفرقة والتجزئة، الذين أعمتهم نشوة النصر المؤقتة، فتناسوا قدرة الشعوب وبخاصة الشعب المصري العظيم، الذي هو أكبر من ترهاتهم على صنع التحولات التاريخية .
لقد حاولت قوى الظلام، الاسراع في تفخيخ المجتمع المصري، بوصفه قلب الأمة النابض، وادخاله في صراعات طائفية وعرقية واجتماعية وسياسية وألحقت الضرر بالوضع الاقتصادي والامني ، ادراكاً منهم ان الفوضى وإغراق الشعوب في مستنقعات الدمار والاقتتال الداخلي وتغذية العنف هو السبيل الوحيد لتمكينهم من مصر وتحقيق اهدافهم واهداف مموليهم في مصر وبقية البلدان العربية .
ولقد كان من المؤسف، أن هذه القوى لم تتغير ادواتها وخطابها من بلد لآخر، فحتى في اليمن، حيث منحتهم حكومة المؤتمر الشعبي العام فرصة ليقدموا نموذجاً يؤكدون فيه انهم ليسوا كما يقال عنهم بانهم (مافيات لاعهد لها ولا ذمة)، لكنهم أبوا إلا تأكيد صحة ذلك.
وهو ذات الدور الذي لعبه الاخوان في مصر، حينما لم يكونوا عند مستوى الثقة التي منحت لهم لاختبارهم ،فسقطوا مبكراً في مستنقع التعصب للأهل والعشيرة ، وكفروا بالديمقراطية ، ونكثوا وعودهم ، وانقلبوا على مصالح الشعب والأمة العربية ، فأغرقوا مصر بالازمات الاقتصادية والكوارث والانفلات الامني ، قبل أن يسارع الشعب المصري بكل قواه لإنقاذ بلاده ولفظ قوى الظلام ،وتحرير مصر وأهلها من عصابة (الأهل والعشيرة).. ومنح ثقته المطلقة لمن حمل راية مصر (أم الدنيا ) من أجل حكم يعيد مصر عبدالناصر.. مصر العروبة .. مصر الكنانة ..