گتب/جمال مجاهد - أظهر تقرير اقتصادي حديث أن مساهمة قطاع السياحة في البنيان الاقتصادي اليمني لاتزال محدودة مقارنة بالدور الاقتصادي الكبير للسياحة في البلدان الأخرى، فضلاً عن أن الدور الحالي لقطاع السياحة لا يتناسب مع ما تمتلكه اليمن من مقومات وإمكانات سياحية كبيرة ومتنوعة، وذلك رغم التنامي الملموس لنشاط السياحة الدولية والداخلية.
وأرجع التقرير الذي حصلت »الميثاق« على نسخة منه ضعف دور ومساهمة قطاع السياحة التنموية الى عدد من المعوقات أهمها عدم اكتمال وتطور البنية الاساسية في المواقع والأماكن ذات الجذب السياحي، وضعف الوعي بأهمية السياحة وما نجم عنه من استمرار الأعمال المخلة بأمن السياحة ومقوماتها الحضارية، وكذلك عدم كفاية وسائل الايواء والخدمات السياحية المتنوعة في مختلف المحافظات والأماكن السياحية، تناسب رواد السياحة المحلية وتتميز بانخفاض أسعارها وارتفاع مستوى تقديم خدماتها السياحية.
وقال التقرير الاقتصادي السنوي ٦٠٠٢م الصادر أخيراً عن وزارة التخطيط والتعاون الدولي: إن اليمن تمتلك موارد وامكانات سياحية كبيرة ومتنوعة تسمح بخلق تنمية سياحية واسعة تُـسهم في دفع عجلة التطور الاقتصادي والاجتماعي وتشجع على خلق فرص العمل وزيادة عائدات الدولة من النقد الاجنبي بما يعزز من استقرار ميزان المدفوعات واستقرار أسعار الصرف.
زيادة الحركة
وخلال السنوات القليلة الماضية شهد قطاع السياحة نمواً وتطوراً مستمراً تمثل في زيادة حركة السياحة الدولية والداخلية وزيادة العائدات السياحية فضلاً عن تنامي فرص العمل للمشتغلين في قطاع السياحة والقطاعات المرتبطة بها.
وسجل عدد القادمين للسياحة في اليمن نمواً ملحوظاً خلال السنوات ٣٠٠٢-٥٠٠٢م حيث ارتفع عدد السياح الأجانب الزائرين لليمن من ٥٥١ ألف سائح عام ٣٠٠٢م، الى حوالي ٦٣٣ ألف سائح عام ٥٠٠٢م، وبمتوسط نمو سنوي يصل الى ٩٣٪.. كما زادت الليالي السياحية الدولية من ٨٢٩ ألف ليلة سياحية عام ٣٠٠٢م الى حوالي مليوني ليلة في عام ٥٠٠٢م، ونتيجة لذلك، ارتفعت عائدات السياحة الدولية من ٩٣١ مليون دولار عام ٣٠٠٢م، الى ٢٦٢ مليون دولار عام ٥٠٠٢م محققة معدل نمو سنوي متوسط يصل الى ٠٣٪ حيث يأتي معظم القادمين للسياحة الى اليمن من البلدان العربية وبالذات من المملكة العربية السعودية.
واستمر نشاط السياحة الداخلية بالتنامي والتزايد أيضاً خلال الأعوام ٣٠٠٢-٥٠٠٢م وارتفع عدد السياح المحليين من ٧٤٦ ألف سائح عام ٣٠٠٢م، الى ٣٣٧ ألف سائح عام ٤٠٠٢، و٧٠٨ آلاف سائح عام ٥٠٠٢م.. وارتفعت بالتالي الليالي السياحية للسياحة الداخلية من مليون و٣٥٥ ألف ليلة الى مليونين و٦٦٧ ألف ليلة، والى ٣ ملايين و٣١٥ ألف ليلة في السنوات ٣٠٠٢م، و٤٠٠٢م، و٥٠٠٢ على التوالي.
وساعد على ذلك النمو والتوسع المستمر في المنشآت السياحية وفي طاقاتها الايوائية وتنوعها بما يلبي حاجات السائحين المختلفة من خمس نجوم الى نجمة واحدة وفنادق شعبية الى ٦١٥ فندقاً بطاقة ايوائية قدرها ٢٤١٠٣ سريراً عام ٤٠٠٢م.
تنمية سياحية
وكان البرنامج العام للحكومة انطلق في رؤيته للتنمية السياحية من واقع الامكانات والمقومات الطبيعية والتاريخية والثقافية المتسمة بالغنى والتنوع، والتي تسمح لليمن بتطوير اقتصاد سياحي مستدام.
وأكدت الحكومة أنها ستعمل من هذا المنطلق على استكمال وتقوية البنية المؤسسية والتشريعية لقطاع السياحةورفع كفاءة الادارة السياحية والاهتمام بالتدريب والتأهيل السياحي، وذلك من خلال استكمال تعديلات قانون السياحة، وقانون الترويج السياحي، وبناء وتطوير أنظمة المعلومات السياحية وتنفيذ المسوحات والدراسات السياحية المختلفة، وتوفير مناخ سياحي آمن يضمن سلامة السياح ويراعي قيم المجتمع.. بالاضافة الى استكمال اقامة البنية التحتية المرتبطة بالسياحة لاجتذاب الاستثمارات المحلية والأجنبية وإعداد خريطة سياحية لليمن ووضع أسس ومعايير للاستثمار السياحي، وإعداد دليل الاستثمار السياحي، وانشاء مركز معلومات للخدمات الاستثمارية السياحية.
تشجيع الحرفيات
وتعتزم الحكومة في برنامجها العام على تنويع المنتج السياحي وتطوير أنماط وخدمات سياحية جديدة، وتوسيع أنشطة الترويج السياحي لتحسين صورة اليمن في الأسواق الرئيسية المصدرة للسياح، والاهتمام بالمهرجانات السياحية، الى جانب تطوير المعاهد السياحية لتوفير الكوادر المؤهلة في مجال الخدمات السياحية وتحسين مستوى الارشاد السياحي، وكذا اقامة شراكة تنموية مع القطاع الخاص وتوسيع دورة في التنمية السياحية، وتشجيع الصناعات الحرفية والمشغولات التقليدية المرتبطة بالنشاط السياحي وتنظيمها.
وتتطلع الحكومة الى الدفع بقطاع السياحة لتعزيز قاعدة الاقتصاد الوطني وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي وفي خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للتخفيف من الفقر والحد من البطالة.
وتستهدف خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة للتخفيف من الفقر ٦٠٠٢-٠١٠٢م تحقيق نمو في السياحة الدولية الوافدة بمتوسط ٢١٪ سنوياً، وزيادة متوسط اقامة السائح الى ٨ ليالٍ سياحية ونمو الليالي السياحية بمتوسط ٩١٪ سنوياً، ونمو العائدات السياحية بمتوسط ٢٢٪ في السنة لتعادل ٥.٦٪ من الناتج المحلي الاجمالي، كما تستهدف التوسع في العرض السياحي من خلال زيادة غرف الفنادق بحوالي ٢١٪ سنوياً، والمساهمة في زيادة فرص العمل المباشرة وغير المباشرة بقطاع السياحة لكلا الجنسين بمتوسط ٢١٪ سنوياً.
|