عبدالله الصعفاني -
المواطن الذي لايشحطه أبوه وأمه تشحطه الحاجة إلى دبة ديزل أو بترول..
♢ الحكومة وبمثابرة تستحق عليها شهادة الإيزو في إحراق دماء الشعب اليمني تجبر كل باحث عن بترول أو ديزل أن يكون " ذيب " وفي التفاصيل عليه الاستعانة بعيون صقر وأنف فأر ومراوغة ثعلب.. فضلاً عن امتلاك شبكة من القادرين على تقديم بعض الدعم اللوجستي .. والعاقبة للصابرين كمداً وحسرة.
♢ بالمناسبة..كان الناس يفهمون الصبر بأنه حبس النفس عن الهوى طمعاً أن يكون الثواب عندالله "وجزاهم بما صبروا جنّة وحريرا " أما اليوم فقد صار الصبر لازمة من لوازم عيش اليمنيين ليس اختياراً ،وإنما الصبر بالقوة والصبر بضعف الحيلة والصبر كأهون الشرّين.
♢ والصبر على ديزل معدوم يفضي إلى الصبر على مزرعة محترقة وعلى مضخة مياه صامتة.. والصبر على سيارة متوقفة وعلى طابور طويل أمام محطة ربما امتد إلى أيام والصبر على فتوّات وبلطجية يستبقون الناس من الأمام بمؤخرات سياراتهم بالقوة أو بالتنسيق مع أصحاب محطات يتحايلون فلا يبيعون من حصتهم في المشتقات النفطية إلا اليسير ليأخذ الباقي طريقه إلى السوق السوداء.
♢ في مشاوير البحث عن البترول يلزمك أن لا تندب حظك العاثر وإنما تجري اتصالات.. تستقبل تليفونات.. تسأل..تغمز .. توعد.. تبتسم ببلاهة لهذا وتقطب جبينك لذاك.. وتصبر على الطابور الطويل وعلى عامل المحطة وهو يقول : خلاص انتهى البترول خاصة إذا افتعل مع أصحابه شجاراً يعقبه إطلاق نار في الهواء "للتمويه" والتخويف.
♢ وأنت تبحث عن المشتقات النفطية إما تكون ذيباً .. مغامراً وابن عُقبه وإلا ليس أمامك غير طريقين..طريق القبول بحظك العاثر والمكوث في البيت أو الطريق إلى شارع خولان حيث فلوسك هي الساتر المصفح تجاه ضربات حكومة تستحي إذا شعرت يوماً بالخجل .
♢ نحن في مواسم حريق الدم..ولذلك لزم التنويه والتتويه.